م.محمود الحجاج
28-06-2009, 11:37
جنون العظمة صفة تجعل صاحبها يعتقد أنه وصل إلى (درجة الكمال) ويطلق هذا اللقب عن كل الذين ينطبق عليهم المثل القائل (خشم في السماء و"قاع" يخر الماء) وهم الذين لا يملكون أي شيء وما عندهم (غير الهبنّي) وأحبوا لفت الأنظار. أما الذين لديهم (عظمة) وفي الوقت نفسه (عليهم حفاظة) كبعض "الرؤساء" و"الأغنياء" فيطلق عليهم صفة (داء العظمة) بدلا من (جنون العظمة) .. ويطلق (داء العظمة) على الذين تفوقوا في أي مجال من المجالات ثم اعتقدوا أنهم لا مثيل لهم وشعارهم (يا أرض اشتدي ما عليك قدي) .. لكن هناك من تفوق (فعلا) في مجال من مجالات الحياة ويشعر بالثقة بالنفس إلى درجة (التفاخر) بهذا التفوق مثل المتنبي الذي قال:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
وأسمعت كلماتي من به صمم
ولأنه في ذلك الزمان لم تكن توجد "عيادات نفسية" تعالج (غرور المتنبي) فقد علمه الزمان أن يتواضع قليلا واعترف أخيرا قائلا:
ولما صار ود الناس خـبا
جزيت على ابتسام بابتسام
وصرت أشك فيمن أصطفيه
لعلـمي أنه بـعض الأنـام
ثم استسلم نهائيا كما استسلم (الأعمى) (أبو العلاء المعري) الذي نظر لاحقا إلى أدب المتنبي حين قال:
ولما أن تجهمني مرادي
جريت مع الزمان كما أرادا
ولتلطيف هذه الصفة يطلق عليها أحيانا (النرجسية) حيث كان قديما أسطورة اسمها (نرجس) الذي تقول عنه الأسطورة إنه شاب "جميل" كان يوميا يشوف "وجهه" في بحيرة سقط فيها أخيرا وغرق فنبتت في نفس المكان زهرة تعرف باسم (النرجس) والله أعلم {إن كان أنه صدق فهو وكاد}.
والذين شعروا "بجنون العظمة" كثيرا أولهم (إبليس) (ذو الأصل الناري) - لعنه الله - الذي رفض أن يسجد لآدم المخلوق من (طين) .. وهناك زعماء (لكن من المستحسن البعد عن السياسة) وفي القديم يسمون جنون العظمة (بالغرور) حيث قال الشاعر ابن الرومي يصف (مغرورا):
فإنك يا (مغرور) في رجوته
كمن يرتجي سبق المقادير بالمنى
وحيث قرر أنه لا بد من الحصول على مبتغاه الصعب ولو وصفوه بالغرور حيث قال:
على أنه لا بد لي من طلابه
وإن قيل (مغرور) وإن قيل حالم
كما يصف عقلاؤهم (غرور الدنيا) بأنه "مرض" حيث قال أبو العلاء المعري:
جيب الزمان على الآفات مزرور
ما فيه إلا شقي الجد مـضرور
هون عليك فما الدنيا بدائمة
وإنما أنت مثل الناس (مـغرور)
أو كما قال أبو العتاهية:
يا قـاطع الدهـر بـلذاته
ليس له نـاهٍ ولا زاجـر
أتاك يا (مغرور) سهم الردى
والموت في سطوته قاهر
ولكن بعض الشعراء المعاصرين يرجعون صفة (الغرور) للجبابرة حيث قال أحمد محرم:
شريعة السيف يمضيها جبابرة
من كل مستهزئ بالله (مغرور)
أما أبو القاسم الشابي فيصف بعض الذين يعتقدون أنهم متفوقون بقوله:
والعقل رغم تـسيبه ووقـاره
ما زال في الأيام جد صـغير
ويظل يـسأل نفسه متفلسـفا
متغطرسا في خفة و(غـرور)
وهو المهمش بالعواطف يا له
من ساذج متفلسف (مـغرور)
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
وأسمعت كلماتي من به صمم
ولأنه في ذلك الزمان لم تكن توجد "عيادات نفسية" تعالج (غرور المتنبي) فقد علمه الزمان أن يتواضع قليلا واعترف أخيرا قائلا:
ولما صار ود الناس خـبا
جزيت على ابتسام بابتسام
وصرت أشك فيمن أصطفيه
لعلـمي أنه بـعض الأنـام
ثم استسلم نهائيا كما استسلم (الأعمى) (أبو العلاء المعري) الذي نظر لاحقا إلى أدب المتنبي حين قال:
ولما أن تجهمني مرادي
جريت مع الزمان كما أرادا
ولتلطيف هذه الصفة يطلق عليها أحيانا (النرجسية) حيث كان قديما أسطورة اسمها (نرجس) الذي تقول عنه الأسطورة إنه شاب "جميل" كان يوميا يشوف "وجهه" في بحيرة سقط فيها أخيرا وغرق فنبتت في نفس المكان زهرة تعرف باسم (النرجس) والله أعلم {إن كان أنه صدق فهو وكاد}.
والذين شعروا "بجنون العظمة" كثيرا أولهم (إبليس) (ذو الأصل الناري) - لعنه الله - الذي رفض أن يسجد لآدم المخلوق من (طين) .. وهناك زعماء (لكن من المستحسن البعد عن السياسة) وفي القديم يسمون جنون العظمة (بالغرور) حيث قال الشاعر ابن الرومي يصف (مغرورا):
فإنك يا (مغرور) في رجوته
كمن يرتجي سبق المقادير بالمنى
وحيث قرر أنه لا بد من الحصول على مبتغاه الصعب ولو وصفوه بالغرور حيث قال:
على أنه لا بد لي من طلابه
وإن قيل (مغرور) وإن قيل حالم
كما يصف عقلاؤهم (غرور الدنيا) بأنه "مرض" حيث قال أبو العلاء المعري:
جيب الزمان على الآفات مزرور
ما فيه إلا شقي الجد مـضرور
هون عليك فما الدنيا بدائمة
وإنما أنت مثل الناس (مـغرور)
أو كما قال أبو العتاهية:
يا قـاطع الدهـر بـلذاته
ليس له نـاهٍ ولا زاجـر
أتاك يا (مغرور) سهم الردى
والموت في سطوته قاهر
ولكن بعض الشعراء المعاصرين يرجعون صفة (الغرور) للجبابرة حيث قال أحمد محرم:
شريعة السيف يمضيها جبابرة
من كل مستهزئ بالله (مغرور)
أما أبو القاسم الشابي فيصف بعض الذين يعتقدون أنهم متفوقون بقوله:
والعقل رغم تـسيبه ووقـاره
ما زال في الأيام جد صـغير
ويظل يـسأل نفسه متفلسـفا
متغطرسا في خفة و(غـرور)
وهو المهمش بالعواطف يا له
من ساذج متفلسف (مـغرور)