ضمير جوهر
11-01-2008, 19:18
لا يكونن طلبكَ ما عند الوالي بالمسألةِ ( السؤال )، لا تستبطئهُ، وإن أبطأ عليكَ. وليس أطلبُ ما قبلهُ بالاستحقاق لهُ، واستأنِ ( تمهل وارفق ) به وإن طالتِ الأناةُ ( الرفق والصبر ) منهُ. فإنك إذا استحققتهُ أتاكَ عن غيرِ طلبٍ، وإن لم تستبطئهُ كان أعجلَ لهُ.
*****************************
عوّد نفسك الصبر على من خالفكَ من ذوي النصيحة، والتجرع لمرارةِ قولهم وعذلهم ( لومهم )، ولا تسهلن سبيلَ ذلك إلا لأهلِ العقلِ والسن والمروءةِ، لئلاً ينتشر من ذلك ما يجترئ به سفيهٌ أو يستخفُ به شانئ (المبغض ).
******************************
إذا كلمكَ الوالي فأصغِ إلى كلامهِ. ولا تشغل طرفك ( نظرك ) عنهُ بنظرٍ إلى غيرهِ، ولا أطرافك بعملٍ، ولا قلبك بحديثِ نفسٍ. واحذر هذه الخصلةَ من نفسكَ، وتعاهدها بجهدك.
****************************
إن سمعت من صاحبكَ كلاماً أو رأيتَ منهُ رأياً يعجبُكَ فلا تنتحلهُ (تدعيه لنفسك ) تزيناً به عند الناسِ. واكتفِ من التزينِ بأن تجتني الصوابَ إذا سمعتهُ، وتنسبهُ إلى صاحبهِ. واعلم أن انتمالَك ذلكَ مسخطةُ لصاحبكَ، وأن فيه مع ذلك عاراً وسخفاً.
*****************************
لا تكثرن ادعاء العلمِ في كل ما يعرضُ بينكَ وبين أصحابكَ فإنك من ذلك بين فضيحتينِ. إما أن ينازعوك فيما ادعيتَ فيهجمَ منكَ على الجهالةِ والصلفِ (مجاوزة الحد ) ، وإما ألا ينازعوك ويخلوا في يديك ما ادعيت من الأمورِ، فينكشفَ منكَ التصنعُ والمعجزةُ. واستحي الحياء كلهُ من أن تخبرَ صاحبكَ أنكَ عالمٌ وأنهُ جاهلٌ: مصرحاً أو معرضاً.
**************************
اجعل غاية تشبثكَ ( التمسك ) في مؤاخاةِ من تؤاخي ومواصلةِ من تواصلُ توطينَ نفسكَ على أنه لا سبيل لكَ إلى قطيعةِ أخيكَ، وإن ظهر لكَ منهُ ما تكرهُ، فإنهُ ليس كالمملوكِ تعتقهُ متى شئتَ أو كالمرأة التي تُطلقها إذا شئتَ، ولكنهُ عرضكَ ومروءتكَ. فإنما مروءةُ الرجلِ إخوانهُ وأخدانهُ (أصحابه ) . فإن عثر الناسُ على أنكَ قطعتَ رجلاً من إخوانكَ، وإن كنتَ معذراً، نزلَ ذلك عند أكبرهم بمنزلةِ الخيانةِ للإخاء والملالِ فيهِ. وإن أنتَ معَ ذلك تصبرتَ على مقارتهِ (البقاء معه ) على غير الرضى عادَ ذلكَ إلى العيبِ والنقيصةِ. فالاتئادَ الاتئاد! (الرفق والتروي ) والتثبتَ التثبتَ.
**************************
إذا نابت أخاكَ إحدى النوائبِ من زوالِ نعمةٍ أو نزولِ بليةٍ، فاعلم أنكَ قد ابتليتَ معهُ: إما بالمؤاساةِ فتشاركهُ في البليةِ، وإما بالخذلانِ فتحتملُ العارَ.
فالتمس المخرجَ عند أشباهِ ذلكَ، وآثر مروءتكَ على ما سواها.
***************
لا تعتذرن إلا إلى من يُحب أن يجد لكَ عذراً، ولا تستعين إلا بمن يحب أن يظفركَ بحاجتكَ، ولا تُحدثنَ إلا من يرى حديثكَ مغنماً، ما لم يغلبكَ اضطرارٌ.
وإذا اعتذر إليكَ معتذرٌ، فتلقهُ بوجهٍ مشرقٍ وبشرٍ( طلاقة الوجه ) ولسانٍ طلقٍ إلا أن يكونَ ممن قطيعتهُ غنيمةٌ.
******************
اعلم أن إخوانَ الصدقِ هم خيرُ مكاسبِ الدنيا، هم زينةٌ في الرخاء، وعدةٌ في الشدةِ، ومعونةٌ على خيرِ المعاشِ والمعادِ( الآخرة ). فلا تفرطن في اكتسابهم وابتغاء الوصلاتِ والأسبابِ إليهم.
***************
اعلم أن من عدوكَ من يعملُ في هلاككَ، ومنهم من يعملُ في مصالحتكَ، ومنهم من يعملُ في البعدِ منكَ. فاعرفهم على منازلهم.
************
إذا تراكمت عليكَ الأعمالُ فلا تلتمسِ ( تطلب ) الروح ( الراحة ) في مدافعتها ( تؤجلها إلى الغد ) بالروغانِ ( التهرب ) منها. فإنهُ لا راحة لكَ إلا في إصدارها (انجازها)، وإن الصبر عليها هو الذي يخففها عنكَ، والضجر هو الذي يُراكمُها عليكَ.
*******************
واعلم أن بعضَ العطيةِ لؤمٌ، وبعضَ السلاطةِ (حدة اللسان ) غيمٌ ( كدر )، وبعض البيانِ عي( عجز عن الكلام الواضح )، وبعض العلمِ جهلٌ. فإن استطعتَ ألا يكون عطاؤك جوراً (الميل والظلم )، ولا بيانُكَ هذراً( عديم الفائدة )، ولا علمكَ وبالاً( سوء العاقبة ) ، فافعل.
*************
انظر من صاحبتَ من الناسِ: من ذي فضلٍ عليكَ بسلطانٍ أو منزلةٍ، أو من دونَ ذلك من الأكفاء والخلطاء والإخوانِ، فوطن نفسكَ في صُحبتهِ على أن تقبل منهُ العفوَ وتسخو نفسكَ عما اعتاص ( صعب ) عليكَ مما قبلهُ، غير مُعاتبٍ ولا مستبطئ ولا مستزيدٍ. فإن المُعاتبةَ مقطعةٌ للودّ، وإن الاستزادة من الجشعِ ، وإن الرضا بالعفوِ والمُسامحةِ في الخلقِ مقربٌ لكَ كل ما تشوقُ إليهِ نفسكَ مع بقاء العرضِ والمودةِ والمروءةِ.
****************
ولا تلتمس غلبةَ صاحبكَ والظفر عليه عند كل كلمةٍ ورأي ولا تجترئن على تقريعهِ ( تعنيفه على الملا ) يظفركَ إذا استبانَ، وحُجتكَ عليه إذا وضحت.
**************
اعلم أن الرجل قد يكونُ حليماً، فيحملهُ الحرصُ على أن يقولَ الناسُ جليدٌ ( صبورا )، والمخافةُ أن يقالَ مهينٌ ( ذليل ) على أن تتكلفَ الجهل. وقد يكونُ الرجلُ زميتاً ( وقورا ) فيحملهُ الحرصُ على أن يقالَ لسنٌ( البارع في الفصاحة )، والمخافةُ من أن يقالَ عيي (عديم الفائدة ) على أن يقولَ في غيرِ موضعهِ فيكونَ هذراً. فاعرف هذا وأشباهه، واحترس منهُ كلهِ.
******************
لا تُجالسِ امرأ بغيرِ طريقتهِ، فإنكَ إن أردتَ لقاءَ الجاهلِ بالعلمِ، والجافي (الغليظ) بالفقهِ (العلم )، والعيي بالبيانِ لم تزد على أن تضيعَ علمكَ وتؤذي جليسكَ بحملكَ عليهِ ثقل مالا يعرفُ وغمكَ إياهُ بمثلِ ما يغتم بهِ الرجلُ الفصيحُ من مخاطبةِ الأعجمي الذي لا يفقهُ عنهُ.
***************
تعلم حسنَ الاستماعِ كما تتعلمُ حسنَ الكلامِ. ومن حسنِ الاستماع إمهالُ المتكلمِ حتى ينقضي حديثهُ، وقلة التلفت إلى الجوابِ، والإقبالُ بالوجهِ والنظر إلى المتكلمِ، والوعي لما يقولُ.
*******************
وأعلم أن مالكَ لا يغني الناسَ كلهم فاخصص به أهل الحق، وأن كرامتك لا تطيقُ العامة كلها فتوخ ( تحرى ) بها أهل الفضلِ، وأن قلبكَ لا يتسعُ لكل شيء ففرغه للمهم، وأن ليلكَ ونهاركَ لا يستوعبان حاجاتكَ، وإن دأبت فيهما، وأن ليس لك إلى إدامة الدأب فيهما سبيلٌ مع حاجةِ جسدك إلى نصيبهِ منهما فأحسن قسمتهُما بين عملك ودعتكَ
*****************************
عوّد نفسك الصبر على من خالفكَ من ذوي النصيحة، والتجرع لمرارةِ قولهم وعذلهم ( لومهم )، ولا تسهلن سبيلَ ذلك إلا لأهلِ العقلِ والسن والمروءةِ، لئلاً ينتشر من ذلك ما يجترئ به سفيهٌ أو يستخفُ به شانئ (المبغض ).
******************************
إذا كلمكَ الوالي فأصغِ إلى كلامهِ. ولا تشغل طرفك ( نظرك ) عنهُ بنظرٍ إلى غيرهِ، ولا أطرافك بعملٍ، ولا قلبك بحديثِ نفسٍ. واحذر هذه الخصلةَ من نفسكَ، وتعاهدها بجهدك.
****************************
إن سمعت من صاحبكَ كلاماً أو رأيتَ منهُ رأياً يعجبُكَ فلا تنتحلهُ (تدعيه لنفسك ) تزيناً به عند الناسِ. واكتفِ من التزينِ بأن تجتني الصوابَ إذا سمعتهُ، وتنسبهُ إلى صاحبهِ. واعلم أن انتمالَك ذلكَ مسخطةُ لصاحبكَ، وأن فيه مع ذلك عاراً وسخفاً.
*****************************
لا تكثرن ادعاء العلمِ في كل ما يعرضُ بينكَ وبين أصحابكَ فإنك من ذلك بين فضيحتينِ. إما أن ينازعوك فيما ادعيتَ فيهجمَ منكَ على الجهالةِ والصلفِ (مجاوزة الحد ) ، وإما ألا ينازعوك ويخلوا في يديك ما ادعيت من الأمورِ، فينكشفَ منكَ التصنعُ والمعجزةُ. واستحي الحياء كلهُ من أن تخبرَ صاحبكَ أنكَ عالمٌ وأنهُ جاهلٌ: مصرحاً أو معرضاً.
**************************
اجعل غاية تشبثكَ ( التمسك ) في مؤاخاةِ من تؤاخي ومواصلةِ من تواصلُ توطينَ نفسكَ على أنه لا سبيل لكَ إلى قطيعةِ أخيكَ، وإن ظهر لكَ منهُ ما تكرهُ، فإنهُ ليس كالمملوكِ تعتقهُ متى شئتَ أو كالمرأة التي تُطلقها إذا شئتَ، ولكنهُ عرضكَ ومروءتكَ. فإنما مروءةُ الرجلِ إخوانهُ وأخدانهُ (أصحابه ) . فإن عثر الناسُ على أنكَ قطعتَ رجلاً من إخوانكَ، وإن كنتَ معذراً، نزلَ ذلك عند أكبرهم بمنزلةِ الخيانةِ للإخاء والملالِ فيهِ. وإن أنتَ معَ ذلك تصبرتَ على مقارتهِ (البقاء معه ) على غير الرضى عادَ ذلكَ إلى العيبِ والنقيصةِ. فالاتئادَ الاتئاد! (الرفق والتروي ) والتثبتَ التثبتَ.
**************************
إذا نابت أخاكَ إحدى النوائبِ من زوالِ نعمةٍ أو نزولِ بليةٍ، فاعلم أنكَ قد ابتليتَ معهُ: إما بالمؤاساةِ فتشاركهُ في البليةِ، وإما بالخذلانِ فتحتملُ العارَ.
فالتمس المخرجَ عند أشباهِ ذلكَ، وآثر مروءتكَ على ما سواها.
***************
لا تعتذرن إلا إلى من يُحب أن يجد لكَ عذراً، ولا تستعين إلا بمن يحب أن يظفركَ بحاجتكَ، ولا تُحدثنَ إلا من يرى حديثكَ مغنماً، ما لم يغلبكَ اضطرارٌ.
وإذا اعتذر إليكَ معتذرٌ، فتلقهُ بوجهٍ مشرقٍ وبشرٍ( طلاقة الوجه ) ولسانٍ طلقٍ إلا أن يكونَ ممن قطيعتهُ غنيمةٌ.
******************
اعلم أن إخوانَ الصدقِ هم خيرُ مكاسبِ الدنيا، هم زينةٌ في الرخاء، وعدةٌ في الشدةِ، ومعونةٌ على خيرِ المعاشِ والمعادِ( الآخرة ). فلا تفرطن في اكتسابهم وابتغاء الوصلاتِ والأسبابِ إليهم.
***************
اعلم أن من عدوكَ من يعملُ في هلاككَ، ومنهم من يعملُ في مصالحتكَ، ومنهم من يعملُ في البعدِ منكَ. فاعرفهم على منازلهم.
************
إذا تراكمت عليكَ الأعمالُ فلا تلتمسِ ( تطلب ) الروح ( الراحة ) في مدافعتها ( تؤجلها إلى الغد ) بالروغانِ ( التهرب ) منها. فإنهُ لا راحة لكَ إلا في إصدارها (انجازها)، وإن الصبر عليها هو الذي يخففها عنكَ، والضجر هو الذي يُراكمُها عليكَ.
*******************
واعلم أن بعضَ العطيةِ لؤمٌ، وبعضَ السلاطةِ (حدة اللسان ) غيمٌ ( كدر )، وبعض البيانِ عي( عجز عن الكلام الواضح )، وبعض العلمِ جهلٌ. فإن استطعتَ ألا يكون عطاؤك جوراً (الميل والظلم )، ولا بيانُكَ هذراً( عديم الفائدة )، ولا علمكَ وبالاً( سوء العاقبة ) ، فافعل.
*************
انظر من صاحبتَ من الناسِ: من ذي فضلٍ عليكَ بسلطانٍ أو منزلةٍ، أو من دونَ ذلك من الأكفاء والخلطاء والإخوانِ، فوطن نفسكَ في صُحبتهِ على أن تقبل منهُ العفوَ وتسخو نفسكَ عما اعتاص ( صعب ) عليكَ مما قبلهُ، غير مُعاتبٍ ولا مستبطئ ولا مستزيدٍ. فإن المُعاتبةَ مقطعةٌ للودّ، وإن الاستزادة من الجشعِ ، وإن الرضا بالعفوِ والمُسامحةِ في الخلقِ مقربٌ لكَ كل ما تشوقُ إليهِ نفسكَ مع بقاء العرضِ والمودةِ والمروءةِ.
****************
ولا تلتمس غلبةَ صاحبكَ والظفر عليه عند كل كلمةٍ ورأي ولا تجترئن على تقريعهِ ( تعنيفه على الملا ) يظفركَ إذا استبانَ، وحُجتكَ عليه إذا وضحت.
**************
اعلم أن الرجل قد يكونُ حليماً، فيحملهُ الحرصُ على أن يقولَ الناسُ جليدٌ ( صبورا )، والمخافةُ أن يقالَ مهينٌ ( ذليل ) على أن تتكلفَ الجهل. وقد يكونُ الرجلُ زميتاً ( وقورا ) فيحملهُ الحرصُ على أن يقالَ لسنٌ( البارع في الفصاحة )، والمخافةُ من أن يقالَ عيي (عديم الفائدة ) على أن يقولَ في غيرِ موضعهِ فيكونَ هذراً. فاعرف هذا وأشباهه، واحترس منهُ كلهِ.
******************
لا تُجالسِ امرأ بغيرِ طريقتهِ، فإنكَ إن أردتَ لقاءَ الجاهلِ بالعلمِ، والجافي (الغليظ) بالفقهِ (العلم )، والعيي بالبيانِ لم تزد على أن تضيعَ علمكَ وتؤذي جليسكَ بحملكَ عليهِ ثقل مالا يعرفُ وغمكَ إياهُ بمثلِ ما يغتم بهِ الرجلُ الفصيحُ من مخاطبةِ الأعجمي الذي لا يفقهُ عنهُ.
***************
تعلم حسنَ الاستماعِ كما تتعلمُ حسنَ الكلامِ. ومن حسنِ الاستماع إمهالُ المتكلمِ حتى ينقضي حديثهُ، وقلة التلفت إلى الجوابِ، والإقبالُ بالوجهِ والنظر إلى المتكلمِ، والوعي لما يقولُ.
*******************
وأعلم أن مالكَ لا يغني الناسَ كلهم فاخصص به أهل الحق، وأن كرامتك لا تطيقُ العامة كلها فتوخ ( تحرى ) بها أهل الفضلِ، وأن قلبكَ لا يتسعُ لكل شيء ففرغه للمهم، وأن ليلكَ ونهاركَ لا يستوعبان حاجاتكَ، وإن دأبت فيهما، وأن ليس لك إلى إدامة الدأب فيهما سبيلٌ مع حاجةِ جسدك إلى نصيبهِ منهما فأحسن قسمتهُما بين عملك ودعتكَ