هبة الرحمن
11-06-2009, 15:45
الظلام حالك في الخارج... والسكون فظيع...كانت الاجواء هادئه جدا...لدرجه تؤدي الى الجنون
كنت جالسه لوحدي في الصاله اتامل السقف واسترجع ذكريات زمن مضى ولن يعود...
وماهي الا دقائق حتى تبدد هذا الصمت وحل محله صوت دقات الساعه وقد تعانقت عقاربها عند الــ 12...
فانتبهت لنفسي ونهضت من مكاني...اتجهت الى غرفتي واغلقت الباب خلفي...تمددت على السرير ولكن لم استطع النوم...حاولت اجبار نفسي على ذلك فلم استطع
فتذكرت حيله قديمه كانت تخبرني بها جدتي...وهي ان اعد الخراف الى ان يغلبني النعاس..وبدات بالعد...ولكن بدون فائده...اذ يبدو ان الخراف التي اعدها قد ملت انتظار نومي فذهبت وتركتني وحديه اصارع الارق...
نهضت من فراشي واتجهت الى مكتبتي ...فتحت الدرج الاول فوجدت به كتاب قديم باسم ((حياتي)) ... حملته بين يدي واخذت اقلب في صفحاته...وفجاه سقط الكتاب من بين يدي وتناثرت منه بضع صفحات...فارجعت الكتاب الى مكانه وبدات بلملمه الصفحات المتناثره لكن قبل ان ارجعها الى مكانها شدني الفضول لقراءتها
فكانت كالتالي:-
صفحه (1)
كنت طفله صغيره لاتعرف في الحياه شي سوى اللعب - كانت احلامي ورديه وطفوليه...كم تمنيت ان اصبح معلمه ..ليس حبا في هذه المهنه بل رغبه باللعب بالطباشير
احببت الحياه بكل مافيها
ولكنني كنت اكره الليل...لانه يحرمني من رؤيه رفقتي واحبابي...كنت دائمه البكاء عند امي بسبب هذه النقطه...
كنت اقول لها بانني لااريد ان باتي الليل لكي لااظطر ان افترق عن اصحابي...فتجيبني قائله والابتسامه مرسومه على شفتيها : (( لو كنتي تحبينهم فعلا فسوف ترينهم في منامك وبذلك لا تفترقين عنهم))
كانت اجابتها غير مقنعه لكني اجبرت نفسي على تصديقها...فكنت اذهب كل ليله مسرعه الى الفراش رغبه في ان احلم باصدقائي...
كنت متهوره قليلا لكن طيبه القلب كثيرا..وظننت ان الناس كلهم كذلك...رسمت لنفسي عالما كالعوالم التي اراها في افلام الكرتون اذا ان الخير دائما ينتصر في النهايه.....ولكن يبدو اني كنت مخطئه
الصفحه (2)
كنت قد كبرت قليلا وبدات افهم ان الحياه ليست كما كنت اتصورها ...فتحولت احلامي الورديه الى احلام باللون الاحمر القاتم.... لكنني كنت اقول ان الاحمر والوردي لونان قريبان من بعض فلا فرق ان كانت وردبه او حمراء... كانت تلك محاولات لتصبير نفسي على الواقع المرير الذي صدمت به
كنت عندما التقي صديقاتي في المدرسه اسلم عليهم ابتسم لهم والعب معهم... احببتهم من كل قلبي وكنت اظن انهم يبادلونني نفس الشعور...
ولكن بعد فتره اكتشفت انهم لا يحبونني لشخصي بل لتفوقي... اذا انهم كانو يجلسون بجانبي ليس حبا بي بل ليغشو مني في الامتحان...لكني حاولت تكذيب نفسي فاتبعت حيله لاكتشف ان كانو يحبونني لانني صديقتهم ام لمصلحه في انفسهم...
ففي يوم الامتحان ذهبت لاجلس فس مكان بعيد عنهم...ولكن بعد انتهاء الامتحان بداو يعاملونني وكانني عدوتهم...وكانني قد اخطات خطا لايغتفر... وبداو بالابتعاد عني...
حينها عرفت ان الحب والصداقه كلمتان غير موجودتان الا في قاموسي انا ...
فقررت ان اتعامل انا ايضا بالمصالح ... وكانت هذه اول خطره لهدم العالم الوردي الذي رسمته لنفسي....
الصفحه (3)
دخلت الجامعه واصبحت فتاه ناضجه اعي مايدور حولي ...وبالرغم من ماقد رايته في حياتي من صدمات وخيانات... الا انني بقيت مؤمنه بعالمي الطفولي الذي رسمته لنفسي منذ سنين...فما زلت اتذكره كما تخيلته اول مره...باستثناء اختلاف بسيط
فعالمي قبل عده سنوات كان لونه وردي ثم تحول الى احمر قاتم
لكنه الان اصبح اسودا.... لكني لم اهتم...فما الفائده من ان يكون عالمي وردي او حتى ابيض اللون في حين ان قلوب الناس الذين حولي سوداء؟ مالفائده من عالم وردي او ابيض بينما تصرفات من حولي تجبر قلبي على لبس ثوب الحداد الاسود؟؟؟
كيف لا وانا ارى صديقتين لي فس الجامعه كل منهما تمدح في الاخرى امامها ...وما ان تذهب احداهما حتى تبدا الاخرى بكسل وابل من السب والشتائم لها !!
عندها تاكدت انه لا يوجد مايسمى بالصداقه ... بل توجد ماتسمى بالمجامله والمصالح...
الصفحه (4)
حملت الصفحه 4 في يدي لاقراها لكن جفوني كانت تغلق تلقائيا وكانها لاتريد لي ان اقرا المزيد من الالام...
اخذت الصفحات ووضعتها في الكتاب وارجعته الى الدرج...نهضت من مكاني متعبه متجهة الى فراشي...
فسمعت الساعه تدق مره اخرى مشيره الى الساعه الواحده...وكانها هي الاخرى قد تعبت من السهر وتنبهني الى انها تريد النوم...
فنظرتالى الساعه وتمتمت قائله : (( ليتني استطيع ان ارجع عقاربك الى الوراء -فاغير نمط حياتي واقسي قلبي ...فلا اعاني من مااعانيه اليوم))
وسقطت من عيني قطره من الالم والحزن والقهر ... يسمونها في مفهوم البشر بالدموع
وذهبت للنوم... علني احلم بمن احب كما كانت تقول لي امي في طفولتي...
ولكن.......
اين هم من احبــــــــــــــــهم؟
اين هم من عالمي لاحلم بهم؟
انهم ابتعدوا عن عالمي بكامل ارادتهم
لذلك...يبدو انني سوف احلم بالفراغ...
فما من احد يستحق ان احلم به بعد اليوم
من صفحاتي هبة الرحمن ( يتيمة الروح، اميره بكلمتي )
كنت جالسه لوحدي في الصاله اتامل السقف واسترجع ذكريات زمن مضى ولن يعود...
وماهي الا دقائق حتى تبدد هذا الصمت وحل محله صوت دقات الساعه وقد تعانقت عقاربها عند الــ 12...
فانتبهت لنفسي ونهضت من مكاني...اتجهت الى غرفتي واغلقت الباب خلفي...تمددت على السرير ولكن لم استطع النوم...حاولت اجبار نفسي على ذلك فلم استطع
فتذكرت حيله قديمه كانت تخبرني بها جدتي...وهي ان اعد الخراف الى ان يغلبني النعاس..وبدات بالعد...ولكن بدون فائده...اذ يبدو ان الخراف التي اعدها قد ملت انتظار نومي فذهبت وتركتني وحديه اصارع الارق...
نهضت من فراشي واتجهت الى مكتبتي ...فتحت الدرج الاول فوجدت به كتاب قديم باسم ((حياتي)) ... حملته بين يدي واخذت اقلب في صفحاته...وفجاه سقط الكتاب من بين يدي وتناثرت منه بضع صفحات...فارجعت الكتاب الى مكانه وبدات بلملمه الصفحات المتناثره لكن قبل ان ارجعها الى مكانها شدني الفضول لقراءتها
فكانت كالتالي:-
صفحه (1)
كنت طفله صغيره لاتعرف في الحياه شي سوى اللعب - كانت احلامي ورديه وطفوليه...كم تمنيت ان اصبح معلمه ..ليس حبا في هذه المهنه بل رغبه باللعب بالطباشير
احببت الحياه بكل مافيها
ولكنني كنت اكره الليل...لانه يحرمني من رؤيه رفقتي واحبابي...كنت دائمه البكاء عند امي بسبب هذه النقطه...
كنت اقول لها بانني لااريد ان باتي الليل لكي لااظطر ان افترق عن اصحابي...فتجيبني قائله والابتسامه مرسومه على شفتيها : (( لو كنتي تحبينهم فعلا فسوف ترينهم في منامك وبذلك لا تفترقين عنهم))
كانت اجابتها غير مقنعه لكني اجبرت نفسي على تصديقها...فكنت اذهب كل ليله مسرعه الى الفراش رغبه في ان احلم باصدقائي...
كنت متهوره قليلا لكن طيبه القلب كثيرا..وظننت ان الناس كلهم كذلك...رسمت لنفسي عالما كالعوالم التي اراها في افلام الكرتون اذا ان الخير دائما ينتصر في النهايه.....ولكن يبدو اني كنت مخطئه
الصفحه (2)
كنت قد كبرت قليلا وبدات افهم ان الحياه ليست كما كنت اتصورها ...فتحولت احلامي الورديه الى احلام باللون الاحمر القاتم.... لكنني كنت اقول ان الاحمر والوردي لونان قريبان من بعض فلا فرق ان كانت وردبه او حمراء... كانت تلك محاولات لتصبير نفسي على الواقع المرير الذي صدمت به
كنت عندما التقي صديقاتي في المدرسه اسلم عليهم ابتسم لهم والعب معهم... احببتهم من كل قلبي وكنت اظن انهم يبادلونني نفس الشعور...
ولكن بعد فتره اكتشفت انهم لا يحبونني لشخصي بل لتفوقي... اذا انهم كانو يجلسون بجانبي ليس حبا بي بل ليغشو مني في الامتحان...لكني حاولت تكذيب نفسي فاتبعت حيله لاكتشف ان كانو يحبونني لانني صديقتهم ام لمصلحه في انفسهم...
ففي يوم الامتحان ذهبت لاجلس فس مكان بعيد عنهم...ولكن بعد انتهاء الامتحان بداو يعاملونني وكانني عدوتهم...وكانني قد اخطات خطا لايغتفر... وبداو بالابتعاد عني...
حينها عرفت ان الحب والصداقه كلمتان غير موجودتان الا في قاموسي انا ...
فقررت ان اتعامل انا ايضا بالمصالح ... وكانت هذه اول خطره لهدم العالم الوردي الذي رسمته لنفسي....
الصفحه (3)
دخلت الجامعه واصبحت فتاه ناضجه اعي مايدور حولي ...وبالرغم من ماقد رايته في حياتي من صدمات وخيانات... الا انني بقيت مؤمنه بعالمي الطفولي الذي رسمته لنفسي منذ سنين...فما زلت اتذكره كما تخيلته اول مره...باستثناء اختلاف بسيط
فعالمي قبل عده سنوات كان لونه وردي ثم تحول الى احمر قاتم
لكنه الان اصبح اسودا.... لكني لم اهتم...فما الفائده من ان يكون عالمي وردي او حتى ابيض اللون في حين ان قلوب الناس الذين حولي سوداء؟ مالفائده من عالم وردي او ابيض بينما تصرفات من حولي تجبر قلبي على لبس ثوب الحداد الاسود؟؟؟
كيف لا وانا ارى صديقتين لي فس الجامعه كل منهما تمدح في الاخرى امامها ...وما ان تذهب احداهما حتى تبدا الاخرى بكسل وابل من السب والشتائم لها !!
عندها تاكدت انه لا يوجد مايسمى بالصداقه ... بل توجد ماتسمى بالمجامله والمصالح...
الصفحه (4)
حملت الصفحه 4 في يدي لاقراها لكن جفوني كانت تغلق تلقائيا وكانها لاتريد لي ان اقرا المزيد من الالام...
اخذت الصفحات ووضعتها في الكتاب وارجعته الى الدرج...نهضت من مكاني متعبه متجهة الى فراشي...
فسمعت الساعه تدق مره اخرى مشيره الى الساعه الواحده...وكانها هي الاخرى قد تعبت من السهر وتنبهني الى انها تريد النوم...
فنظرتالى الساعه وتمتمت قائله : (( ليتني استطيع ان ارجع عقاربك الى الوراء -فاغير نمط حياتي واقسي قلبي ...فلا اعاني من مااعانيه اليوم))
وسقطت من عيني قطره من الالم والحزن والقهر ... يسمونها في مفهوم البشر بالدموع
وذهبت للنوم... علني احلم بمن احب كما كانت تقول لي امي في طفولتي...
ولكن.......
اين هم من احبــــــــــــــــهم؟
اين هم من عالمي لاحلم بهم؟
انهم ابتعدوا عن عالمي بكامل ارادتهم
لذلك...يبدو انني سوف احلم بالفراغ...
فما من احد يستحق ان احلم به بعد اليوم
من صفحاتي هبة الرحمن ( يتيمة الروح، اميره بكلمتي )