المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معاً نصنعُ الفجرَ القادم...


حرف
13-04-2009, 12:19
بسم الله الرحمن الرحيم
معاً نصنعُ الفجر القادم......
كتاب رائع أحببتُ أن أتقاسم معكم الفائدة لأننا بحاجة لمثل هذه النظرة المتفائلة للحياة
يحتوي الكتاب على خلاصة جميلة للدكتور خالد أبو شادي ....وفيه تشعر بقيمة نفسك في هذه الحياة وتشعر بالمسؤولية تجاه الأمة التي تعيش فيها .... وتنسجم بشكل رائع مع محتوى الكتاب لأن الكاتب يصب فيه كل ما في قلبه وتشعر بأنه يحدثك وحدك وبطريقة واقعية لا تترك لك مجال لتقول لا استطيع ....
هو كتاب صغير قرابة 120صفحة فقط سهل الحمل وسعره بمتناول الجميع اتمنى من الجميع شراءه (سعره دينار ونص ... بحق بطاقة خلوي )
سأقوم بوضع شيء من الكتاب بين أيديكم كلما انهيت جزءا منه واليوم قد انهيت قسماً صغيراً....
نظرة حول الكتاب
يحتوي على خمس خماسيات
1-خماسية الألم :وهي من مرارة محنة الأمة ....وأمل الأمة يولد من رحم الألم
2-خماسية الأمل:خمس شموع تفجر طاقات العمل .
3-خماسية السنن:خمس سنن من سنن النصر والتمكين.
4-خماسية العمل:خمسة أعمال تنقلك من مقاعد المتفرجين إلى ساحة المغيِّرين.
5-خماسية الهمم:خمس نماذج رائعة لهمم فوق القمم
لفت انتباهي في الكتاب كلمات رائعة بعنوان ...نداء من الفجر القادم.. إليكم هذه الكلمات
http://earthcivilian.jeeran.com/DSC03862a.JPG

نداء من الفجرِ القادم
من أزور؟؟!!
هل أزور من بالليل نائمون
في النهار غافلون
عن دروب الخير دوما تائهون
إن أزر يوما فإني لن أزور
غير أمثال الصحاب الأولين
غير أرواح بناها هَديُ خير المرسلين
هَمُّهم مرضاة رب العالمين نُطقهم ذكر وتسبيح وقرآن كريم
ليلهم مجرى دموع الخاشعين
لا تلوموني فإني ما تأخرت
لكن تأخر منكم النصر المبين

حرف
13-04-2009, 12:34
اتمنى من الجميع فهم هذه الخماسية بعمق
فمن الألم يتفجر الأمل
يقول د-خالد أبو شادي في هذه الخماسية :
يتبادر لنفس كل أبّي :
لماذا ننهزم وننهزم وهم ينتصرون ويسودون ؟؟هل كُتب علينا أن نذبح ذبح النعاج ونسبى سبي العبيد.. ونتجرع كأس الهوان ...وتستعلي علينا اليهود؟؟و يتحكم فينا الظلمة ؟؟هل قدرنا أن نؤكل قطعة قطعة ونباد شعبا تلو الآخر ؟؟؟
وفي صفحة اخرى
((ليس هذا فحسب،بل بعد أن كنا سادة الأمم عصورا طويلة صرنا في ذيلها .أراد الله لنا أن نسمو ونقدم الرسالة الخاتمة للناس في أحسن صورة فشوهناها ولطخناها بفعالنا ،وبدلا من أن نكون سفراء الهداية الإلهية إذا العالم بأسره يشهد علينا بالتخلف والرجعية،أقوالنا تدعوهم إلى الإسلام وأفعالنا تصدهم عنه
أهذه خير أمة اخرجت للناس؟؟!!! كلا والله
ما هم بأمة أحمد لا والذي فطر السما
ما هم بأمة خير خلق الله بدءاً وانتها
ما هم بأمة سيدي حاشا فليسو الأكفيا

وأنا في خماسية الألم لن استغرق في نكأ الجراح وتقليب الأحزان بل سيكون شعاري {كل غم كان سببا لسرور فهو سرور وكل ظلمة شقت طريقاإلى النور فهي نور ...لذا سأنظر إلى وجه المحنة المشرق وأتأمل في نصف الكوب الملىء لأستجلي منها العبر وأستخرج منها الدرر ومنها:
(1) معرفة سوء عاقبة المعصية :
أصغوا بقلوبكم ظغلى قوله تعالى (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ
مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ))
في غزوة أحد كانت بداية النصر للمسلمين ولم يضرهم قلة عددهم
ولكن ضرتهم المعصية .. عندما عصا الرماة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم .. فبسبب معصية واحدة جاءت الهزيمة ...والدرس المستفاد أن قلة عددنا وضعف إمكانتنا في مواجهة عدونا لا تضيرنا ،لكن سوء فعالنا وقبيح ذنوبنا مهلك .
(2)وضوح الرؤية :
اليوم أزيلت الغشاوة عن الأبصار واصبحت هناك 3 حقائق واضحة
-وضوح العدو :فقد أسفر عن وجهه القبيح وعنصريتها البغيضة وسقطت شعارات احترام حقوق الانسان وافتضحت كذبة حرب التحرير ونشر الديموقراطية في ضوء واقع الاحتلال المهين .
-وضوح المعركة :فهي معركة بين الحق والباطل ،بين الكفر والإيمان وقد سقطت الأقنعة ...
-وضوح الحل :الإسلام ولا حل غيره ،فقد سقطت كل الحلول الأرضية والطرق الدبلوماسية وتقطعت أسباب الأرض ولم يبقى إلا مدد السماء .

(3)الذل لله مفتاح نصره:
إذا امتحن الله عباده بالهزيمة فذلوا وخضعوا ... استوجبوا منه العز والنصر قال تعالى (وقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة) آل عمران
فإذا أراد الله أن يعز عبده وينصره،كسره أولاً !! ليكون نصره على مقدار ذله وانكساره وتضرعه ودعاءه إليه

(4)الضربة التي لا تميتك تقويك:
إن النفوس تكتسب من العافية الدائمة والنصر والغنى طغيانا وركونا إلى العاجلة ،وذلك مرض يعوقها عن جدّها في سيرها إلى الله والدار الآخرة،فإذا أراد الله بها خيرا قيّض لها من الإبتلاء والإمتحان ما يكون دواء لذلك المرض العائقعن الوصول إليه...فيكون ذلك البلاء والمحنة بمنزلة الطبيب يسقي العليل الدواء الكريه لاستخراج الأمراض منه.

(5)الشهادة أشرف وسام:
الشهداء هم خواص الله والمقربون من عباده ،ولا سبيل لنيل هذه الدرجة إلا بتسليط العدو ..قال تعالى((ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين))آل عمران
فما هي والله بمصيبة ولا خسارة إنما هي الأرباح كل الأرباح ودليل التكريم العلوي والإصطفاء الإلهي فالدرس هنا:من حسن صفاؤه وجب اصطفاؤه وما اقتناء المناقب إلا باحتمال المتاعب .
كتاب معا نصنع الفجر القادم د-خالد أبو شادي

هذه هي الخماسية الأولى حاولت اختصارها لكم ..... اتمنى لكم تمام الفائدة
انتظروني في
خماسية الأمل

م.محمود الحجاج
13-04-2009, 12:40
حرف الرائعه والمتالقه

ماشاء الله ماشاء الله
قمة في الروعة
علي بركة الله انطلقي
ونحن معكِ متابعون ياحبيبة قلبي
جزاكِ الله الجنة,,,
حقا موضوع مميز جدا
ويستحق خمس نجوم,,,, وتثبيت

م.محمود الحجاج
13-04-2009, 12:46
ماشاء الله ماشاء الله

بارك الله في جهودك وجعله الله في ميزان حسناتك

انطلاقه رائعه جدا

انطلقي ونحن معك

لا عدمناك ياغاليه

حرف
13-04-2009, 13:00
:189[1]::189[1]:

إذا تميز الأعضاء فهذا من تميز المنتدى
وتميز القائمين عليه
شكرا لمرورك على صفحتي
ونفع الله بنا وبكم هذه الأمة

ميسم الجنوب
13-04-2009, 13:24
:005 v:رائعة حرف ومتألقة الى الامام دوما

Gladiator
13-04-2009, 15:47
تقسيم رائع وتشخيص لمشاكل الامه
والاروع في الكتاب التدرج بالمشكله

رائعه حرف .. تالق وابداع

وانا بانتظار خماسية -خماسية العمل:خمسة أعمال تنقلك من مقاعد المتفرجين إلى ساحة المغيِّرين.
اعتقد اننا وصلنا الى هذه المرحله ووقفنا حاليا
يعطيك العافيه ومعك خماسية خماسيه

حرف
13-04-2009, 15:53
شكرا لمرورك على صفحتي
وان شاء المولى سأكمل قراءة الكتاب
حتى اخر صفحة
واتمنى منكم شراءه لأنه قيم

اسرار
14-04-2009, 12:12
ماشاء الله عليك حرف
اتمنى دائما ان تشاطرينا قراءاتك القيمة هذه

خالد النورس
17-04-2009, 14:03
لكي نشارك في صنع الفجر الذي ينتظرنا وننسج خيوطه من ظلام المحنه وعمق المأساه وشتان بين من يشارك في صناعة النصر ومن يتمتع به بعد قدومه

شكرررررررررا لك حرف على هذا الطرح القيم والمميز

تقبلي مروري

ابو المعتز
18-04-2009, 11:58
اليوم أزيلت الغشاوة عن الأبصار واصبحت هناك 3 حقائق واضحة
-وضوح العدو :فقد أسفر عن وجهه القبيح وعنصريتها البغيضة وسقطت شعارات احترام حقوق الانسان وافتضحت كذبة حرب التحرير ونشر الديموقراطية في ضوء واقع الاحتلال المهين .
-وضوح المعركة :فهي معركة بين الحق والباطل ،بين الكفر والإيمان وقد سقطت الأقنعة ...
-وضوح الحل :الإسلام ولا حل غيره ،فقد سقطت كل الحلول الأرضية والطرق الدبلوماسية وتقطعت أسباب الأرض ولم يبقى إلا مدد السماء .

نفرح دوما على كل ماهو جديد ومفيد
ويبرهن على ان الاسلام هو الوحيد القادر على حل جميع المشاكل
جزاك الله خيرا عزيزتي حرف

حرف
18-04-2009, 12:02
مرحباً بكم أعود معكم لأكمل خماسيات صناعة الفجر
ومع خماسية الأمل :
يذكر الكاتب في هذه الخماسية خمسة أمور او قواعد للأمل ،ومع هذه القواعد يكون التمكين والنصر إليكم هذه القواعد :

(1)الظلم مع الكفر مهلك :
قال عز وجل ( وكذلك أخذُ ربك إذا أخذ القُرى وهي ظالمة إنّ أخذه أليمٌ شديد) سورة هود
قال الإمام ابن تيمية :
(إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ،ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة،ويقال: الدنيا تدوم مع العدل والكفر ولا تدوم مع الظلم والإسلام)
وكلنا نعلم دعوة المظلوم
قال صلى الله عليه وسلم (اتقوا دعوة المظلوم ،فإنهاتحمل على الغمام، يقول الله جل جلاله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين)).

(2)غرس الله مثمر :
قال صلى الله عليه وسلم : ((لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً،يستعملهم فيه بطاعته إلى يوم القيامة))
الله هو الذي يغرس ،فالمعركةفي حقيقتها ليست بين اهل الحق وأهل الباطل ،بل بين الله وبين أهل الباطل..
أخي جذوة الإسلام لن تطفأ أبداً!!! من كان يظن بزوغ قائد كصلاح الدين ليعيد الأقصى بعد واحد وتسعين عاماً من احتلا الصليبين ،أو خليفة زاهد كعمر بن عبد العزيز أو بطل مرابط كيوسف بن تاشفين أمير دولة المرابطين وبطل معركة الزلاقة...إلخ.

(3)نصرنا في اللوح المحفوظ:
نصرنا مكتوب ...لكن ما السر فب تأخير الإجابة وتأخير النصر؟؟!!
والإجابة :أن سنة الله لا تتبدل ولا تتغير ، فلا بد أن تمر الأمة بنفس المراحل ... دعوة إلى الله عز وجل ... يستتبع هذه الدعوة ولا بد ..ابتلاء ..فإذا صاحب الإبتلاء صبر ... جاء الانتصار على طبق من ذهب ...سنة تحققت في كل نبي مرسل او داعية ملهم فلم تُشدّ إلا بذلك ابدا.

(4)الثقة على قدر الايمان :
رسول الله صلى الله عليه وسلم القمة الباسقة في الثقة بنصر الله ، بلغه نقض قريظة للعهد في غزوة الأحزاب،وأصبح المسلمون بين شقي الرحى من حصار المشركين وخيانة اليهود عندها قال صلى الله عليه وسلم ((الله اكبر...ابشروا يا معششر المسلمين ))
كان يقول عليه السلام(( إني لأرجو أن اطوف بالبيت العتيق وآخد المفتاح،وليهلكن كسرى وقيصر ،ولتنفقن أموالهم في سبيل الله))
والمؤمن عليه أن يقتفي أثر نبيه.

(5)نداولها بين الناس:
دوام الحال من المحال ،وما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع،وفي غالب الأحيا يكون الهدم شرطا للبناء،وما أظلم ليل إلا اسفر عن نهار ،وليس بعد الكما سوى النقصان ،وستخلع الأمة يوما ثوب الذل والعار لترتدي بدلا منه ثياب المجد والفخار.
كانت السيادة يوما ما بيد الغرب فسطع الإسلام في الشرق ليستلم القيادة ،فلما تخلت الأمة عن مصدر قوتها وسر عزتها رجعت القيادة ثانية للغرب ،والآن بدأ عود الأمة إلى الاسلام لتستعد لحمل الراية من جديد، فالدور لنا لا علينا .
قال تعالى(( ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً)) الإسراء

انتظروني في خماسية السنن
اسأل الله لكم التوفيق والسداد
:hh3:

ابو عبدالرحمن
18-04-2009, 12:09
سيدة الحـــــــرف
جمال الأبداع بين الأحرف أناملك الرائعه تحمل قلمالأبداع حروف ثمينه تحمل بين الجوانح الأوراق المتناثرة على صفحتك الراقيه
http://img102.herosh.com/2009/04/18/831578328.jpg

هبة الرحمن
18-04-2009, 21:10
دمتي مبدعه حرف ودام ابداعك
يعطيكِ الف عافيا يارب

Gladiator
19-04-2009, 00:25
الخماسية الجديدة .. كلها امل .. وكلام الكاتب واقعي ومما اعجبني بعد كلام الله ورسوله كلام شيخ الاسلام
قال الإمام ابن تيمية :
(إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ،ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة،ويقال: الدنيا تدوم مع العدل والكفر ولا تدوم مع الظلم والإسلام)


سلمتي حرف على الابداع
بانتظار الخماسية الاخرى

حرف
19-04-2009, 05:55
اصائت صفحتي بتواجدكم
اتمنى لكم الفائدة
:h9:

حرف
20-04-2009, 13:41
اهلا بكم في خماسية السنن
يقول خالد ابو شادي :
هي خمس سنن من جاراها واستخدمها قطف ثمار النصر هنية شهية ومن غفل عنها تاه في بيداء اليأس ،وتململ على فراش الاحزان والآلام.
فلنبدأ بالسنن:


(1)دمغ الحق بالباطل:
قال تعالى(( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغهُ فإذا هو زاهقٌ ولكم الويل مما تصفون))تأمل كلمتي الحق والباطل .. المعرّفتين ...فليس هناك عند الله سوى حق واحد ليس له ثان، وليس سوى باطل واحد ماله شبيه، تلك سنة ربانية وقانون إلهي : لابد أن يستوي الحق على سوقه ويبلغ اشده ويصير ناصعاً لا تشوبه شائبةً واحدة من شوائب الباطل،ويتمايز الباطل كذلك حتى لا تعود فيه بارقة حق او ذرة خير حتى تأخذ هذه السنة موضع التنفيذ،ومعنى هذا وجرياً على هذه السنة: لابد من ازدياد الباطل طغياناً وفجوراً وعدواناً، وازدياد الحق سمّواً وإيماناً ويقيناً وطهراً.....

انا بختصر كتير ....عشان هيك لازم تشتروا الكتاب.

(2)لا يمّكن المرء حتى يُبتلى:
لا يرى المؤمن في المحنة إلا اختباراًلبطولته وتفجيرا لطاقته،وإذكاء لعزمه، يراها تحديّاًلمارد الإيمان فيه الذي لو استيقظ لدخلت الفئران جحورها.
أخي هل يظهر الأبطال إلا وقت الشدائد؟؟ وهل يخرج الداهية الحصيف إلا من المشكلات المعقدة؟؟وهل يصنع الرجال غير المحن؟؟؟وهل يبرق الذهب بغير أن يصلى النار؟؟.....قال تعالى ((أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين)) آل عمران

الخلاصة برأيي
أن الإنسان تصقله الأزمات ...وتشد من قوته....لذلك فكل هذه المشاكل التي نعيش بها والتجارب التي نخوضها إنما هي خير لنا ... لانها تقوينا .


(3) اليأس والنصر قرينان:
قال تعالى(( حتى إذا استيئس الرُّسل وظنوا أنهم قد كُذبوا جآءهم نصرنا فنُجّي من نشاء ولا يُرد بأسنا عن القوم المجرمين)) يوسف 110
هذه صورة يحل فيها اليأس على القلوب ويخيم القنوط على النفوس وإنها لصورة من أشد الصور واخطرها ومع هذا فإن النصر لا يتنزل إلا عندها .....وإنها لساعة رهيبة ،ترسم مبلغ الشدة والكرب والضيق في حياة الرسل ،وهم يواجهون الكفر والعمى والإصرار والجحود،وتمر الأيام وهم يدعون فلا يستجيب لهم إلا القليل،وتكر الأعوام والباطل في قوته،وكثرة أهله والمؤمنون في عدتهم القليلة،وقوتهم الضئيلة ، فافرح اخي بمثل هذه الساعات لا لذاتها ولكن لما فيها من بشائر النصر القريب وعلامات الفجر الواعد.
مهم: ركزوا منيح

ماذا أعني باليأس؟؟
ليس مقصودي من اليأس هنا القنوط ، وإنما استفراغ أسباب النصر المادية والإيمانية دون أن نرى نصرا مؤزراً وفتحاً قريبا وعندها تكفر القلوب بالأسباب وتركن إلى رب الأسباب.
كيف تيأس وقد قال الله تعالى(( ولا تيئسوا من رَّوح الله إنه لا يايئس من روح الله إلا القوم الكافرون))يوسف 87
وقال تعالى(( قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضآلون)).الحجر 56


(4) نصر يقود إلى نصر :
قال تعالى(( يأيها الذين ءامنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)) محمد 7
هل تخلف وعد الله أم انك لم تحقق الشرط ؟؟؟! ...إني سائلك فاصدق نفسك قبل ان تصدقني
كيف ينتصر على عدوه من غلبه النعاس فانهزم أمام نفسه في معركة صلاة الفجر؟؟!!
هل قمت يوما في السَحر فدعوت الله لنصرة دينك؟
وهل؟
وهل؟

اسأل نفسك ...؟؟؟؟

أيها الأمل القادم والبغية المنشودة :
إن نصر الله طائر يجوب في أعالي السحاب،ولن تنزل إلا إذا وجد العش الذي يليق به، فإذا وجد نزل ، فمن منا سيجهز العش؟!

يا ابن الإسلام العظيم:
أنت من أبناء خير أمة أخرجت للناس، فأعل همتك وقوّعزيمتك،وإذا اصبت بمحنة فانتفض انتفاضة الأسد الجريح وقل لنفسك:
للجد معي عمل .. وللنصر في قلبي امل ... وأنا للخطب الجلل..



(5) حتى يغيروا ما بأنفسهم:
قال الله تعالى ((ذإن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم)) الرعد11
وفي الآية إرادتان .. إرادة الله تعالى وإرادة البشر ...إرادة البشر معناها أننا إذا غيرنا ما بوسعنا وحشدنا كل طاقاتنا ، وحفزنا كل خلايانا .. عندها وعندها فحسب تتدخل إرادة الله غلإرادة العظمى والقوة التي لا تغلب ،والتي ينتظر الكون إشارة واحدة منها (كن ) ليمتثل صاغرا ذليلا..ومعنى هذا أن يغير الله تغييرا على قدره الجليل وإن لم نغير نحن إلا تغييرا على قدرنا المحدود الذليل .. فتتغير احوال ما كان بخيال المسلمين أن تتغير .

ولنا في غزوة الاحزاب النموذج والمثل:
فإن طاقة المسلمين المحدودة ما نصرتهم ، لكنهم استفرغوا الوسع في بذل الجهد حفراً للخندق ومكابدة لقلة الزاد ، وتحملا للحصار المحكم المحيط بهم ... وعندها وقف العجز البشري على عتبة القدرة الإلهية التي تدخلت،فقذفت بالإيمان في قلب قائد من قادة الكفر هو نعيم بن مسعود ، الذي ذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم معلناً إسلامه، فقال له : خذل عنا القوم ، فاستغل نعيم ثقة كل من اليهود والمشركين به ، وأوقع بينهم الشقاق وبث بينهم الفرقة وانسحبوا خائبين ... ثم تدخلت إرادة الله مرة أخرى ... فبعث الله الريح العاصفة لتستأصل شأفة الأحزاب من الجذور .
إذن ... ... نصر الله الله المسلمين في الأحزاب ... بمن ؟؟؟ بقوة المسلمين ؟؟؟ بتخطيط النبي الأمين؟؟؟ كلا وإنما برجل من المشركين ...وفي هذا درس جليل لكل ما متألم على أحوال الأمة .... لاتشغلوا قلوبكم كثيراً بقولكم : كيف سننتصر ومتى سننتصر؟؟ فتضلوا في متاهات الأسباب والأمر برمته بيد رب الأسباب ، فسلموا الأمر له واشغلوا قلوبكم بمفتاح النصر وسر العلو وعنوان الكرامة ..(( حتى يغيروا ما بأنفسهم))

انتظروني في خماسية العمل
:66[1]:

Gladiator
20-04-2009, 16:08
يا ابن الإسلام العظيم:
أنت من أبناء خير أمة أخرجت للناس، فأعل همتك وقوّعزيمتك،وإذا اصبت بمحنة فانتفض انتفاضة الأسد الجريح وقل لنفسك:
للجد معي عمل .. وللنصر في قلبي امل ... وأنا للخطب الجلل..


دخماسية الامل .. نفتقدها كثيرا .. وهذا ما اقنعونا به الغرب اننا لن ننتصر
ومن المناظر التي نراها .. وليس الغرب فقط بل نحن من احبطنا انفسنا
بعدم الثقه في الله والعياذ بالله فمات الامل معنا


ابدعتي حرف .. بانتظار الخماسيه الجديده

حرف
20-04-2009, 16:15
حان الوقت حتى ننتفض ...... ونترك اليأس والخمول والكسل ونبدأ العمل:010:
ماذا ننتظر؟؟؟؟
لازم يكون عنا يقين بنصر الله واحنا ما علينا غير العمل
حياك الله
نورت الصفحة

حرف
22-04-2009, 13:51
خماسية العمل


إن سنة الله تعالى اقتضت ألا ينصر المسلمين بكثرة العدد أو العدة ، فقال عز وجل : ( كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ) البقرة: من الآية249 ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما في حديث ابن عباس : " خير الصحابة أربعة ، وخير السرايا أربع مائة ، وخير الجيوش أربعة آلاف ، ولن يغلب اثنا عشر ألفاً من قلة ". صحيح


كن صامدا

( ص : صالحا - ا : آمرا - م : منفقا - د : داعيا - ا : أولا )



1-صالحا :

جريمة الخيانة العظمى
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ( ]الأنفال:27[.
قال ابن كثير في التفسير :
" والخيانة تَعُمّ الذنوب الصغار والكبار .. اللازمة والمتعدية "
ومعنى هذا :
* ... أن المسلمة التي تكشف عورتها في مصر ؛ إنما تكشف عورة مجاهد في فلسطين فيفتك به اليهود ويستبيحون دمه.
* ... أن الذي يؤخر الصلاة عن وقتها والحقوق عن أدائها ؛ إنما يؤخر النصر عن أخ له يجاهد الروس على أرض الشيشان.
* ... أن الذي يطعن في إخوانه فيغتابهم ويذكرهم بسوء ؛ ليس سوى خنجر تُطعن به أخت كشميرية على يد مجرم هندي.
* ... أن الذي ينام عن صلاة الفجر إنما ينام عن أطفال المسلمين الذين سقطوا في براثن التنصير في أندونيسيا ، ليغيّروا دينهم ويستلبوا عقيدتهم.
إن إصلاح نفوسنا ليس ضماناً لآخرتنا فحسب ، بل إنه أضحى سياج دنيانا وكهف بقائنا ، ومن ثم فإن المصرّين على الذنوب في هذه المرحلة من حياة أمتنا يرتكبون جريمة الخيانة العظمى .. درَوْا أو لم يدروا.


ما هي أمنيتك في الحياة؟!

عن أبي هريرة قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " والذي نفسي بيده لولا أن رجالاً من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ، ولا أجد ما أحملهم عليه ، ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله ، والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ". صحيح
أخي .. والآن وفي ضوء الحديث السابق .. ما هي أمنيتك في الحياة؟!
سيقول قائل : أتمنى أن أكون غنيا ، أتمنى أن أكون لاعبا مميزا ، أتمنى أن أكون مطربة لامعة ، أتمنى أن أكون مذيعة .. ممثلة ، أليست هذه هي أمنيات معظم الشباب ؟!
أخي .. يا ابن خير أمة أخرجت للناس : أنت أكبر من أن تكون قضيتك فريق كروي يكسب أو يخسر .. أنت اكبر من أن تدور همومك حول شريط غناء أو رحلة سياحة للخارج .. أنت أكبر من أن تدور همومك حول الطعام والشراب .. أين أمنياتك من أمنيات نبيك ؟!
حقِّق أمنية عمر
قال عمر بن الخطاب يوما للصحابة : تمنوا ، فقال رجل : أتمنى لو أن لي هذه الدار مملوءة ذهباً أنفقه في سبيل الله (لاحظ الأماني) ، ثم قال : تمنوا ، فقال رجل : أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤاً وزبرجداً وجوهراً أنفقه في سبيل الله وأتصدق ، ثم قال : تمنوا ، فقالوا : ما ندري يا أمير المؤمنين ، فقال عمر : أما أنا فأتمنى لو أن هذه الدار مملوءة رجالاً مثل أبي عبيده بن الجراح.
لم يتمنّ عمر متاعا ولا مالا لأنه يعلم أن رأس مال الأمة الحقيقي هم رجالها ، لكنهم ليسوا أي رجال ، بل رجال كأمثال أبي عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمة ، وهم كذلك من نفس النوع : أمناء على دين الله .. أمناء على أمتهم .. أمناء على الحق الذي استُحفظوا عليه .. لا يغيّرون ولا يبدّلون .. وقيد شعرة عن نهج نبيهم لا يحيدون ، فأيكم سيقر عين الفاروق في قبره بتحقيق أمنيته من بعده ؟!

ماذا تريدني أن أفعل؟!

* هل أخذت يوما كتاب الله فقرأته مستشعرا أن الله جل جلاله ، بكبريائه وعظمته يخاطبك ويكلمك أنت العبد الصغير الذليل ؟!! أي تكريم لك ذلك التكريم العلوي !!أي رفعة لك يرفعها هذا التنزيل !!أي مقام يتفضل به عليك الرب الكريم !! يوم جعلك أهلا لتلقي خطابه .. إن كل يوم لا تقرأ فيه شيئا من القرآن يوم ممحوق البركة ليس محسوبا من عمرك ، لأن بركة الوقت إنما تؤخذ من القرآن ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ( ص:29
* هل جلست يوما تربي نفسك بقراءة سيرة نبيك وحبيبك محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي أحبك ، واشتاق إلى لقائك .. نعم ! نبيك اشتاق إلى لقائك فقال : وددت أنا قد رأينا إخواننا. قالوا : أو لسنا إخوانك يا رسول الله ؟! قال : " أنتم أصحابي ، وإخواني الذين يأتون من بعدي " . صحيح ، فهل اشتقت إليه كما اشتاق إليك ؟!!.

تمام الصلاح في دوامه
قال الحسن البصري :
" المؤمن !!! ما المؤمن؟ و الله ما المؤمن بالذي يعمل شهراً أو شهرين ، أو عاماً أو عامين ، لا و الله ما جعل الله لمؤمن أجلا .. دون الموت ".


2- كن آمرا :


أخي .. أنت ذو نسب عريق ضارب في عمق الزمن .. أنت من موكب الدعوة المبارك الذي يقوده الركب الطيب من أنبياء الله ورسله نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد - صلى الله عليه وسلم - : ( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ( ]الأنبياء:92[ ، فما بالك أربحت نفسك الحسنات بأعمالك الصالحة ، ونسيت مهمتك ، فتركت غيرك يملأ دلوه بالسيئات ليفيض على من حوله ؟؟

أيكم خان الأمانة؟!
ما هي الأمانة التي عرضها الله على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها ، وحملها الإنسان بظلمه وجهله ثم خانها ؟!
تولى الإجابة الإمام ابن تيمية قائلا :
" لا تظن أن الأمانة أن تتوضأ برتل من ماء وتصلي ركعتين في المحراب ، إنما الأمانة أن تحمل هذا الدين وتحمله للناس ".
لا تقل : أترجو النجاة من غارق؟!

إن الخطايا ليست عذرا للتحلل من الولاء للدين ، ولا من نصرته والغيرة عليه ، وليس معنى هذا أني أبرر لصاحب الخطيئة خطيئته ، بل معناه أني أدعوه لإصلاح نفسه ودعوة غيره في آن واحد ، وستنهاه دعوته لغيره وعمله لدينه عن عصيانه لربه وضعفه وتقصيره إن شاء الله.

أسئلة محرجة!!
* ... كم يعيش الدين في حياتك ؟!! كم يشغل من مساحة اهتمامك ؟!!
* ... هل أهديت لقريب أو زميل شريطا بعد أن سمعته أو كتيبا بعد أن قرأته ؟؟
* ... هل أمرت بمعروف أو نهيت عن منكر؟ هل تعلم أن هذه المنكرات لم تنتشر في مجتمعنا في يوم وليلة؟! ولكنها انتشرت لأن واحدا فعل والآخر سكت والاثنان في الوزر سواء ، هل تعلم أن السكوت عن المنكر خيانة للمبدأ ، وجبن في الدفاع عن الحق؟!
* هل يكفي تعاطفك القلبي مع قضايا أمتك وتألمك النفسي لأحوالها ؟! والجواب : التعاطف وحده لا يكفي ، والبكاء على الأطلال لا يقيم بناء ولا يرفع لواء ولا يحرّك ساكنا ، ولن تؤجر على حزن حتى يتبعه عمل.


4-منفقا :



دواء البخلاء
أخي البخيل .. اسمع هذه الأحاديث لعلك بها تشفى فتطلق يدك وتُخرج صدقتك :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
* ... " من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا ". صحيح
* ... " وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن ". حسن
* ... " والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ". صحيح
* ... " قال الله عز وجل : يا ابن آدم أَنفقْ أُنفقْ عليك ". صحيح
* ... " كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس ". صحيح ، أي أن الصدقة تحول بين العبد وبين حر الشمس يوم القيامة.

قبل فناء الأعمار
أنقذوا إخوانكم بالصدقة ، وداووا جرحاهم بالنفقة ، وبرهنوا على حياة قلوبكم بإخراج أموالكم ( وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ( ]المنافقون:10[.
أي شيء ترهبون وأنتم غدا راحلون ؟! أفنوا أموالكم في نصرة إخوانكم قبل أن فناء أعماركم في قضاء لذاتكم ،
واجعلوا قدوتكم في ذلك عبد الله بن المبارك الذي جاءه فقير ، فسأله أن يقضى عنه ديناً عليه ، فناوله عبد الله كتاباً ، إلى وكيل ماله ، فذهب به الفقير ، فلما قرأه الوكيل ، قال للفقير : كم الدين الذي سألت فيه عبد الله أن يقضيه عنك ؟ قال : سبعمائة درهم ، فكتب الوكيل إلى عبد الله : إن الرجل سألك أن تقضي عنه سبعمائة درهم ، وكتبت له سبعة آلاف ، وسوف تفنى الأموال ، فكتب إليه عبد الله : إن كانت الأموال قد فنيت ، فإن العمر أيضاً قد فني ، فأجز له ما سبق به قلمي!!


4-كن داعيا :



أصل كل توفيق
إذا كان كلُّ خيرٍ أصله التوفيق ، والتوفيق بيد الله لا بِيَدِ العبد ، فمفتاحه الدعاء وصِدقِ اللجوء إليه ، فمتى أَعطى الله العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له ،
وما أُتي من أُتي إلا من قِبل إهمالِ الدعاء ، ولا فاز من فاز إلا بصدق الدعاء والإلحاح.
قال ابن تيمية رحمه الله :
" وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم إذا سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الأحكام أُمِرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإجابتهم .. فلما سألوه عنه سبحانه وتعالى قال : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) فلم يقل سبحانه ( فقل ) بل قال تعالى: ( فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) ".

لماذا ندعوه؟!
كانت عائشة رضي الله عنها تقول :
سلوا الله التيسير في كل شيء ، حتى الشسع في النعل ، فإنه إن لم ييسره الله لم يتيسر.
فكيف إذا الأمر ليس شسع نعل ، بل ضياع أمة وإبادة شعب واستئصال دين واستئساد باطل ، أفلا يستحق ذلك الدعاء الليل مع النهار؟!

لذا فواجبنا تجاه إخواننا وحقهم علينا يقتضي منا :
* ... قنوت النوازل في كل صلاة والدعاء لإخواننا ولأمتنا.
* ... الدعاء لهم وقت السحر واغتنام أوقات الإجابة.
ورُبّ دعوة في ظلام الليل كان لها أعظم الأثر في تسديد رمية مجاهد ، أو تأمين روعة ملهوف ، أو إيناس وحشة أسير ، أو تقوية عزيمة مصاب ، أو رد كيد عدو ، أو دحر هجوم باغي.
* ... الدعاء بنيل الشهادة :
اللهم إنك رزقتنا الإسلام دون لم نطلبه ، فارزقنا الشهادة في سبيلك ونحن نطلبها.

حذار أن تستعجلوا
قال رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ ، فَيَقُولُ : قَدْ دَعَوْتُ رَبّي فَلَمْ يَسْتَجِبْ لِي ".
أخي .. مهما تأخرت الإجابة .. فلا توقف حماسة دعائك .. ولا تقطع رجاء قلبك .. واعلم أن مستعجل الإجابة كما قال ابن القيم ( بمنزلة من بذر بذرا أو غرس غرسا ، فجعل يتعاهده ويسقيه ، فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله ) ، واقتدِ في صبرك وعدم استعجالك بمورّق العجلي الذي قال :
دعوت ربي في حاجة عشرين سنة فلم يقضها لي ، ولم أيأس منها.

وسوسة شيطانية

قال ابن الجوزي رحمه الله :
" إذا وقعتَ في محنة يصعب الخلاص منها ، فليس لك إلا الدعاء واللجوء إلى الله بعد أن تُقدّم التوبة من الذنوب ، فإذا تُبتَ ودعوتَ ، ولم ترَ للإجابة أثراً فتفقّد أمرك ، فربما كانت التوبة ما صحّت فصححها ، ثم ادعُ ، ولا تملَّ من الدعاء ، فربما كانت المصلحة في تأخير الإجابة ، وربما لم تكن المصلحة في الإجابة ، فإذا جاء إبليس فقال : كم تدعوه ولا ترى إجابة ، فقل : أنا أتعبّد بالدعاء ، وأنا موقن أن الجواب حاصل ، غير أنه ربما كان تأخيره لبعض المصالح فهو يجيء في وقت مناسب ، ولو لم يحصل حصل التعبد والتذلل ".


5-كن أولا :


التفوق فريضة إسلامية ، وديننا هو الدين الذي جعل العالم في مختبره والطالب في مدرسته وصاحب كل صاحب مهنة وهو يقوم بواجبه ؛ يقوم مقام الصائم القائم إذا استحضر النية الصالحة ، لأن الأخذ بالأسباب واجب لنصرة الدين وإعلاء رايته.

قال ابن الجوزي :
" ينبغي للعاقل أن ينتهي إلى غاية ما يمكنه ، فلو كان يُتصوّر للآدمي صعود السماوات لرأيت من أقبح النقائص رضاه بالأرض ، ولو كانت النبوة تحصل بالاجتهاد رأيت المقصِّر في تحصيلها في حضيض ".
ما أشبه الليلة بالبارحة
أرسل هولاكو قائد التتار إلى مصر خطاب تهديد ووعيد إن هي امتنعت عن التسليم ، وهذا نصه :
" من ملك الملوك شرقا وغربا القائد الأعظم .. يعلم الملك المظفّر قطز أنا جند الله في أرضه ، خلقنا من سخطه ، وسلّطنا على من حلّ به غضبه ، فنحن ما نرحم من بكى ، ولا نرقّ لمن شكا ، وقد سمعتم أننا قد فتحنا البلاد ، وطهرنا الأرض من الفساد ، وقتلنا معظم العباد ، فمالكم من سيوفنا خلاص ، ولا من مهابتنا مناص ، فخيولنا سوابق ، وسهامنا خوارق ، وسيوفنا صواعق ، وقلوبنا كالجبال ، وعددنا كالرمال ، فالحصون لدينا لا تمنع ، والعساكر لقتالنا لا تنفع ن ودعاؤكم علينا لا يُسمع ، فقد أنصفناكم إذ أسلفناكم ، وأيقظناكم إذ حذّرناكم ، فما بقي لنا مقصد سواكم ".

الصدمة والرعب!!
وسبقت هذه الرسالة رسالة أخرى لكن حروفها دم وكلماتها دمار وصفحاتها خراب ، كان التتار قد اجتاحوا عاصمة الخلافة بغداد عام 656 من الهجرة . و لن اسرد كثيرا عن هذا الاجتياح و لكن ادع ابن الاثير يصف لنا

يصف ابن الأثير تلك الفترة العصيبة فيقول :
" لقد بقيت عدة سنين معرضا عن ذكر هذه الحادثة استعظاما لها ، كارها لذكرها ، فأنا أقدم إليه رجلا وأؤخر أخرى ، فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين ، ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك ، فيا ليت أمي لم تلدني ، ويا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ، فلو قال قائل : إن العالم مذ خلق الله سبحانه وتعالى آدم إلى الآن ، لم يبتلوا بمثلها لكان صادقا ، فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا ما يدانيها ".

ونزل الإسلام المعركة
كان رد الملك المظفر قطز على هولاكو صارما : سيفا لا خطبا .. حربا لا سلما ، فقتل رسل هولاكو ، وعلّق رؤوسهم على باب زويلة ، وأعلن الجهاد في الأمة واستنفر العلماء ، فانبرى العز بن عبد السلام وإخوانه العلماء يزرعون في الناس حب الاستشهاد وطلب الجنة والشوق إلى حور اثنتين وسبعين ينتظرن الشهيد ، وصار هم الناس هما واحدا : همّ الآخرة ، وسمت فيهم نفخة الروح عن قبضة الطين ، فإذا أسمى أمانيهم ألا يردهم الله إلى أهلهم وديارهم سالمين!!
وأصر القائد المسلم أن يبدأ المعركة بعد صلاة الجمعة تبركا بدعاء الخطباء على المنابر وتأمين المصلين ، وبدأت المعركة واشتد القتال وكانت الكرة على المسلمين ، فاخترق التتار صفوفهم حتى وصلوا خيمة القائد ، فأصابوا زوجته(جلّنار) ، فلما رآها قطز على هذه الحال صاح في لوعة : واحبيبتاه ، فقالت له في إيمان : لا تقل واحبيبتاه بل قل واإسلاماه ، لتكون أول من ينطق بهذه الكلمة المباركة في هذه الأمة ، فما كان منه إلا أن رمى عن رأسه الخوذة وحمل على العدو ، وعُقر جواده وهو في قلب العدو ، فترجّل وبقي على الأرض ، فلامه بعض الأمراء قائلين : لو ركبت فرس فلان ، فلو رآك بعض الأعداء لقتلك وهلك الإسلام بسببك ، فقال في ثبات وإيمان :
" أما أنا فكنت أروح إلى الجنة ، وأما الإسلام فله رب لا يضيّعه ، قد قُتل فلان وفلان وفلان .. حتى عدّ خلقا من الملوك ، فأقام للإسلام من يحفظه غيرهم ، ولم يضيّع الإسلام ".
وما هي إلا سنتين اثنتين فقط بعد سقوط بغداد ، حتى هزم المسلمون التتار هزيمة ساحقة في هذه المعركة معركة عين جالوت سنة 658 من الهجرة.


وهكذا لم يبقى إلا خماسية الهمم
وهي التي سأتركها لمن سيشتري الكتاب
اتمنى لكم الفائدة
واتمنى من كل فرد منكم أن يضع خلاصة فهمك
لتعم الفائدة
اشكركم لكم حسن الاستماع( على أساس انكم بتسمعوا مش بتقرأوا:hh27:)