ابو قنوة
19-03-2009, 12:16
كان يطوف الشوارع بحثا عن شىء ما
عن املا يلوح في افق الحياة ..
مصدوما من كل شيء .. مقهورا من نسمة الهواء..
لا واسطة .. ولا وظيفة ولا امل حتى بالحياة ...
هذا هو .. مواطن كان يوما متفوقا في المدارس ...
وسقط على ابواب الجامعات فلا حيلة له امام سطوة المال وضعف الحال ...
سقط ولم تعتب قدماه ابواب صرحا كان يحلم يوما ان يكون مبدعا بها.
دار يبحث عن عمل ..سنين طويلة من عمل تافه الى عملا اتفه..
مرة كان يدفع عربة لبيع الفسدق الى زعران الشوارع ... ذهبت العربة الى مستودع البلدية وفوقها غرامة .. تدعى غرامة تقبيح المظهر العام وتهمة اعاقة حركة السير .. و و الاضرار بالبيئه ..
ومرة باع اوراق اليانصيب .. سرقوها منه وعاد الى الصفر ...ومرة حارسا على ابواب عمارة .. في طور البناء ... سكن الساكنون وذهب يبحث عن عمل اخر ...
الابواب كلها مغلقة .. محكمة الاغلاق .... وطفولة تنظران يعود لها راعيها بما يسد الرمق .... عصافير صغيرة بلا شىء ...
طاف كل الشوارع .. وقف اما المخابز امام الدكاكين .
..... وقف حتى امام حاوية للنفايات .. لعل وعسى .....
شرق هنا وغرب هناك ... يتأمل الوجوه يتفرس في ما بأيدي الناس .... حتى كاد ان يسقط ...
ابتعدت به قدماه المتعبة .. المنهكة من قلة القوت.. حتى وصل الى مكان به بضع اشجار ..جلس على مقعد صغير وعيناه حائرات تكاد دموع القهر ان تنساب منها .. رغما عن كرامته ... عن كبريائه ..رغم عن كل شيء .. التفت الى ناحية اليسار .. شاهدا لوحا من الحجارة تأمل وحدق ببصره ادرك انه انما يجلس في مقبرة ... شد ببصره ناحية اللوح الحجري .. هنا يرقد .... وقف واحنى رقبة طويلا ليتمكن من قرائة الاسم بدقة ... حدق طويلا ودقق النظر مرة ومرات .. هنا يرقد .... اقترب جدا من اللوح ... تنهد وارتاح فلقد كان الاسم المكتوب على اللوح الحجري اسمه ... عاد جلس الى مقعده .. مر يوما طويل طويل جدا .. قاربت شمس النهار على الغياب... وهو جالسا هنك ... اقترب منه حارس المقبرة .. هزة وكلمة بلا نتيجة .... لقد مات ... تنهد الحارس وقال لنفسة ... لا حول ولا قوة الا بالله .. كل يوم من هذا ...ياتون ويموتون بصمت .... بلا ضجيج وبلا مقدمات ... كل يوم يموت المقهورون يبلعون قهرهم يلوكون البؤس ...يتنشقون الحرمان ...
يموتون قبل اوانهم ...
مرت صبية بالقرب من مقعدة ... تاملته طويلا ... تنهد بعمق وقالت .. لا تحزن ... الملائكة وحدها تموت صغيرة ...
ابتعدت وجلست في مكانا قريب ... تاملت اللوح المكتوب بجانبها .حدقت ..ودققت ببصرها .. وكان ماكان .............................
الملائكة وحدها تموت صغيرة ....
عن املا يلوح في افق الحياة ..
مصدوما من كل شيء .. مقهورا من نسمة الهواء..
لا واسطة .. ولا وظيفة ولا امل حتى بالحياة ...
هذا هو .. مواطن كان يوما متفوقا في المدارس ...
وسقط على ابواب الجامعات فلا حيلة له امام سطوة المال وضعف الحال ...
سقط ولم تعتب قدماه ابواب صرحا كان يحلم يوما ان يكون مبدعا بها.
دار يبحث عن عمل ..سنين طويلة من عمل تافه الى عملا اتفه..
مرة كان يدفع عربة لبيع الفسدق الى زعران الشوارع ... ذهبت العربة الى مستودع البلدية وفوقها غرامة .. تدعى غرامة تقبيح المظهر العام وتهمة اعاقة حركة السير .. و و الاضرار بالبيئه ..
ومرة باع اوراق اليانصيب .. سرقوها منه وعاد الى الصفر ...ومرة حارسا على ابواب عمارة .. في طور البناء ... سكن الساكنون وذهب يبحث عن عمل اخر ...
الابواب كلها مغلقة .. محكمة الاغلاق .... وطفولة تنظران يعود لها راعيها بما يسد الرمق .... عصافير صغيرة بلا شىء ...
طاف كل الشوارع .. وقف اما المخابز امام الدكاكين .
..... وقف حتى امام حاوية للنفايات .. لعل وعسى .....
شرق هنا وغرب هناك ... يتأمل الوجوه يتفرس في ما بأيدي الناس .... حتى كاد ان يسقط ...
ابتعدت به قدماه المتعبة .. المنهكة من قلة القوت.. حتى وصل الى مكان به بضع اشجار ..جلس على مقعد صغير وعيناه حائرات تكاد دموع القهر ان تنساب منها .. رغما عن كرامته ... عن كبريائه ..رغم عن كل شيء .. التفت الى ناحية اليسار .. شاهدا لوحا من الحجارة تأمل وحدق ببصره ادرك انه انما يجلس في مقبرة ... شد ببصره ناحية اللوح الحجري .. هنا يرقد .... وقف واحنى رقبة طويلا ليتمكن من قرائة الاسم بدقة ... حدق طويلا ودقق النظر مرة ومرات .. هنا يرقد .... اقترب جدا من اللوح ... تنهد وارتاح فلقد كان الاسم المكتوب على اللوح الحجري اسمه ... عاد جلس الى مقعده .. مر يوما طويل طويل جدا .. قاربت شمس النهار على الغياب... وهو جالسا هنك ... اقترب منه حارس المقبرة .. هزة وكلمة بلا نتيجة .... لقد مات ... تنهد الحارس وقال لنفسة ... لا حول ولا قوة الا بالله .. كل يوم من هذا ...ياتون ويموتون بصمت .... بلا ضجيج وبلا مقدمات ... كل يوم يموت المقهورون يبلعون قهرهم يلوكون البؤس ...يتنشقون الحرمان ...
يموتون قبل اوانهم ...
مرت صبية بالقرب من مقعدة ... تاملته طويلا ... تنهد بعمق وقالت .. لا تحزن ... الملائكة وحدها تموت صغيرة ...
ابتعدت وجلست في مكانا قريب ... تاملت اللوح المكتوب بجانبها .حدقت ..ودققت ببصرها .. وكان ماكان .............................
الملائكة وحدها تموت صغيرة ....