ريما الحندءة
17-03-2009, 11:54
التدخل في شئون الآخرين .. لماذا ؟؟؟
التدخل أحد أشكال السلوك الجماعي يحدث من خلال التفاعل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية مع الآخرين سواء كان مباشراً أو غير مباشر.
الأشخاص الذين يكثرون من التدخل في شئون الآخرين يتصفون بالخصائص النفسية التالية:
ـ لديهم دوافع لاشعورية "أو مكبوتة" كالحاجة إلى الانتماء والتقدير الاجتماعي.
ـ الشعور بالنقص والفشل في التعويض.
ـ الرغبة اللاشعورية بالمنزلة والتفوق والسيطرة.
ـ فرض حاجاتهم على الآخرين.
ـ عدم قدرتهم على التمييز بين الأشياء التي تنتمي إليهم وما ينتمي للآخرين في البيئة.
ـ بالإضافة إلى وجود مفهوم سالب للذات.
في حين أن الأشخاص الذين يقبلون تدخل الآخرين في شئونهم يتصفون بما يلي: الاعتمادية، الجوع الاجتماعي "اللاشعوري" الذي يجعلهم يضحون بمطالبهم الخاصة للحصول على القبول أو التقبل الاجتماعي، الحاجة للأمن النفسي.
وهناك بعض الأشخاص الذين يقبلون تدخل الآخرين في شئونهم ويعملون بآرائهم، ولكن نلاحظهم بعد لحظات يرفضون ذلك أو يعلنون رفضهم، مثل هؤلاء الأشخاص متذبذبون ويعانون صراعاً نفسياً بين الرغبة في الاستقلال والخوف من الفشل وغالباً ما يكونون غير ناضجين انفعالياً.
تعاني بعض الزوجات من لامبالاة أزواجهن وعدم اكتراثهم أو تحملهم المسئولية وترك الأعباء جميعها على الزوجة دون أي تواصل أو تدخل، إنها حالة من اللامبالاة وهي على نقيض من التدخل.
في حين تعاني بعضهن من تدخل أزواجهن الزائد في شئونهن حتى في الغسيل والطبخ وتربية الطفل ولباسه، أو يتدخل الأهل بدرجة مفرطة في شئون الطفل وسلوكه بدرجة تفقده حرية التصرف إن لمثل هذا الأسلوب آثاره الخطيرة في شخصية الطفل ستظهر آثاره في مراحل لاحقة.
ويجب الانتباه إلى أن الطفل كثيراً ما يتعلم التدخل من والديه ـ سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وذلك عن طريق تقليدهما. إننا ننصح دوماً بأن يكون الأهل نموذجاً حسناً وقدوة جيدة بالنسبة لأطفالهم في كل سلوك يصدر عنهم ومنه التدخل الإيجابي أيضاً حتى يتعلم الطفل من والديه أشكال السلوك المفيد والذي يؤدي إلى شخصية سوية وناضجة.
ومن جهة أخرى نرى بعض الأولاد الذين يتدخلون في شئون آبائهم وكثيرا ما يعرضون عليهم آراءهم وفي حالات كثيرة تكون آراؤهم مفيدة وتدخلهم إيجابياً ومثمراً ونحن ندعو لمثل هذا النوع من التدخل الإيجابي والفعال الذي تعلمه الولد أو الابن عن طريق الحوار والمناقشة البناءة بين الأطراف.
الحماة والكنة
أما تدخل الحماة في شئون الكنة فهو تدخل تحدده طبيعة الأسرة الممتدة والموروث الاجتماعي، كما تحدده عوامل نفسية عديدة أهمها: أن تدخل الحماة يعتبر بمنزلة ترحيل للقهر الذي تحمله الأم إلى الأبناء أو زوجة الابن، هذا الترحيل يحدث توازناً نفسياً، من جهة أخرى تشعر الأم بأن ملكيتها لابنها تنتزع منها وأن أولادها يخرجون من تحت يدها فتحاول أن تبقي سيطرتها وتوجيهها والحفاظ على ملكيتها. إن هذا التدخل يزداد وتكون آثاره سيئة، إذا كانت علاقة الابن بوالدته علاقة عاطفية ويصعب عليه انتزاع نفسه من حضن والديه. وللتدخل أربعة أبعاد أساسية:
1 ـ بعد عاطفي وجداني، وهو تعلق عاطفي وأدبي بالأهل، لأنهم يمنحون الحياة ويقدمون تضحيات لتربية أولادهم وإسعادهم وأنه لذلك يجب مبادلتهم بالحب المعنوي والمادي بلا حساب.
2 ـ بعد اقتصادي، ويظهر على شكل مساعدات مالية إذا احتاجها الابن في الظروف الصعبة.
3 ـ الحياة العملية، مثل تنظيف المنزل وتربية الأولاد من قبل الأهل في حال غياب الزوج أو الزوجة أو ممارستهما للعمل.
4 ـ تعويض في مستوى العلاقة وخاصة حين يخفق الأبناء في تكوين علاقات اجتماعية فيقتصرون على الأهل الذي يصبحون الضمانة والأمان حين انحسار الأصدقاء.
هل لهذا التدخل ثماره؟
إن الأهل على حق وخطأ في نفس الوقت، فالنواحي الإيجابية التي تنتج عن التدخل هي تقديم مساعدات مجانية في مجتمع صعب، والتدخل في بعض المشاكل العصيبة وحل الخلاف في حال وقوعه، فالتدخل في مثل هذه الحالات له دوره الإيجابي في الحفاظ على بنية الأسرة واستقرارها، أما النواحي السلبية فتتمثل في أن يحتفظ الأهل "برغبة لاشعورية" لمسك زمام الأمور وفرض سيطرتهم على الابن كما في الطفولة، إن هذا يؤدي بالابن "الزوج" إلى أن يعيش حالة صراع ترافقها مشاعر سلبية، في حين تطالبه شريكة حياته بالتحرر من عقدة الأهل.
باختصار نقول: توجد حالتان سلبيتان للتدخل تقعان على طرفي بعد أو سلم متدرج في طرفه الأول يوجد التدخل الزائد "وهي حالة مرضية شاذة موجودة عند قلة من الناس" وفي طرفه الثاني يوجد عدم التدخل المتطرف أو اللامبالاة "وهي حالة مرضية موجودة عند قلة من الناس أيضاً" وبين هذين الطرفين توجد درجات متفاوتة للتدخل بعضها تدخل إيجابي وسوي ذو أهداف تربوية اجتماعية يحافظ على تماسك الجماعة، وبعضها الآخر سلبي غير منظم وله آثاره السلبية في العديد من الأطراف.
ومثاله تدخل الجار في شئون جاره ـ تدخل الزوج في شئون دقيقة وتفصيلية لزوجته بما يفقدها حرية التصرف.
التدخل أحد أشكال السلوك الجماعي يحدث من خلال التفاعل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية مع الآخرين سواء كان مباشراً أو غير مباشر.
الأشخاص الذين يكثرون من التدخل في شئون الآخرين يتصفون بالخصائص النفسية التالية:
ـ لديهم دوافع لاشعورية "أو مكبوتة" كالحاجة إلى الانتماء والتقدير الاجتماعي.
ـ الشعور بالنقص والفشل في التعويض.
ـ الرغبة اللاشعورية بالمنزلة والتفوق والسيطرة.
ـ فرض حاجاتهم على الآخرين.
ـ عدم قدرتهم على التمييز بين الأشياء التي تنتمي إليهم وما ينتمي للآخرين في البيئة.
ـ بالإضافة إلى وجود مفهوم سالب للذات.
في حين أن الأشخاص الذين يقبلون تدخل الآخرين في شئونهم يتصفون بما يلي: الاعتمادية، الجوع الاجتماعي "اللاشعوري" الذي يجعلهم يضحون بمطالبهم الخاصة للحصول على القبول أو التقبل الاجتماعي، الحاجة للأمن النفسي.
وهناك بعض الأشخاص الذين يقبلون تدخل الآخرين في شئونهم ويعملون بآرائهم، ولكن نلاحظهم بعد لحظات يرفضون ذلك أو يعلنون رفضهم، مثل هؤلاء الأشخاص متذبذبون ويعانون صراعاً نفسياً بين الرغبة في الاستقلال والخوف من الفشل وغالباً ما يكونون غير ناضجين انفعالياً.
تعاني بعض الزوجات من لامبالاة أزواجهن وعدم اكتراثهم أو تحملهم المسئولية وترك الأعباء جميعها على الزوجة دون أي تواصل أو تدخل، إنها حالة من اللامبالاة وهي على نقيض من التدخل.
في حين تعاني بعضهن من تدخل أزواجهن الزائد في شئونهن حتى في الغسيل والطبخ وتربية الطفل ولباسه، أو يتدخل الأهل بدرجة مفرطة في شئون الطفل وسلوكه بدرجة تفقده حرية التصرف إن لمثل هذا الأسلوب آثاره الخطيرة في شخصية الطفل ستظهر آثاره في مراحل لاحقة.
ويجب الانتباه إلى أن الطفل كثيراً ما يتعلم التدخل من والديه ـ سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وذلك عن طريق تقليدهما. إننا ننصح دوماً بأن يكون الأهل نموذجاً حسناً وقدوة جيدة بالنسبة لأطفالهم في كل سلوك يصدر عنهم ومنه التدخل الإيجابي أيضاً حتى يتعلم الطفل من والديه أشكال السلوك المفيد والذي يؤدي إلى شخصية سوية وناضجة.
ومن جهة أخرى نرى بعض الأولاد الذين يتدخلون في شئون آبائهم وكثيرا ما يعرضون عليهم آراءهم وفي حالات كثيرة تكون آراؤهم مفيدة وتدخلهم إيجابياً ومثمراً ونحن ندعو لمثل هذا النوع من التدخل الإيجابي والفعال الذي تعلمه الولد أو الابن عن طريق الحوار والمناقشة البناءة بين الأطراف.
الحماة والكنة
أما تدخل الحماة في شئون الكنة فهو تدخل تحدده طبيعة الأسرة الممتدة والموروث الاجتماعي، كما تحدده عوامل نفسية عديدة أهمها: أن تدخل الحماة يعتبر بمنزلة ترحيل للقهر الذي تحمله الأم إلى الأبناء أو زوجة الابن، هذا الترحيل يحدث توازناً نفسياً، من جهة أخرى تشعر الأم بأن ملكيتها لابنها تنتزع منها وأن أولادها يخرجون من تحت يدها فتحاول أن تبقي سيطرتها وتوجيهها والحفاظ على ملكيتها. إن هذا التدخل يزداد وتكون آثاره سيئة، إذا كانت علاقة الابن بوالدته علاقة عاطفية ويصعب عليه انتزاع نفسه من حضن والديه. وللتدخل أربعة أبعاد أساسية:
1 ـ بعد عاطفي وجداني، وهو تعلق عاطفي وأدبي بالأهل، لأنهم يمنحون الحياة ويقدمون تضحيات لتربية أولادهم وإسعادهم وأنه لذلك يجب مبادلتهم بالحب المعنوي والمادي بلا حساب.
2 ـ بعد اقتصادي، ويظهر على شكل مساعدات مالية إذا احتاجها الابن في الظروف الصعبة.
3 ـ الحياة العملية، مثل تنظيف المنزل وتربية الأولاد من قبل الأهل في حال غياب الزوج أو الزوجة أو ممارستهما للعمل.
4 ـ تعويض في مستوى العلاقة وخاصة حين يخفق الأبناء في تكوين علاقات اجتماعية فيقتصرون على الأهل الذي يصبحون الضمانة والأمان حين انحسار الأصدقاء.
هل لهذا التدخل ثماره؟
إن الأهل على حق وخطأ في نفس الوقت، فالنواحي الإيجابية التي تنتج عن التدخل هي تقديم مساعدات مجانية في مجتمع صعب، والتدخل في بعض المشاكل العصيبة وحل الخلاف في حال وقوعه، فالتدخل في مثل هذه الحالات له دوره الإيجابي في الحفاظ على بنية الأسرة واستقرارها، أما النواحي السلبية فتتمثل في أن يحتفظ الأهل "برغبة لاشعورية" لمسك زمام الأمور وفرض سيطرتهم على الابن كما في الطفولة، إن هذا يؤدي بالابن "الزوج" إلى أن يعيش حالة صراع ترافقها مشاعر سلبية، في حين تطالبه شريكة حياته بالتحرر من عقدة الأهل.
باختصار نقول: توجد حالتان سلبيتان للتدخل تقعان على طرفي بعد أو سلم متدرج في طرفه الأول يوجد التدخل الزائد "وهي حالة مرضية شاذة موجودة عند قلة من الناس" وفي طرفه الثاني يوجد عدم التدخل المتطرف أو اللامبالاة "وهي حالة مرضية موجودة عند قلة من الناس أيضاً" وبين هذين الطرفين توجد درجات متفاوتة للتدخل بعضها تدخل إيجابي وسوي ذو أهداف تربوية اجتماعية يحافظ على تماسك الجماعة، وبعضها الآخر سلبي غير منظم وله آثاره السلبية في العديد من الأطراف.
ومثاله تدخل الجار في شئون جاره ـ تدخل الزوج في شئون دقيقة وتفصيلية لزوجته بما يفقدها حرية التصرف.