المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإشباع العاطفي بين الزوجين


ميسم الجنوب
17-03-2009, 09:32
الزواج آية من آيات الله جل وعلا شرّعه لغايات سامية ووضع جل وعلا أسساً له ومنهجاً كما في كل ميدان من ميادين الحياة البشرية ليسعد الإنسان بما حباه الله جل وعلا ويحقّق المطلب الأسمى لوجوده وهي خلافة الله جل وعلا في أرضه. والحياة الزوجية علاقة متينة ورابط قدسي بين الزوجين أساسه المودة والرحمة والتفاهم والمشاركة النفسية والوجدانية بينهما.


يقول الله جل وعلا: " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "
فلله درّها من عاطفة ترفع والى الفضائل تدفع ورضا الله تجلب تلك التي خصّها الأزواج لبعضهم البعض.









وللإشباع منافذ عدّة أهمها:

- اشباع العاطفة القلبية
- اشباع الحواس: النظر والسمع والذوق واللمس والشمّ






إنّ كلا الزوجين بحاجة لهذا الإشباع ليأمنا في بيتهما ويستقرا نفسيا ولا يكونا جائعين عاطفياً فتتكدّر الحياة ويتنغّص العيش.





ولئن كانت المرأة بتركيبتها العاطفية أحوج من الرجل لسماع كلمات الحب ولإحساسها أن هناك من يهتم بها ويشغله أمرها فإن الرجل أيضاً بحاجة الى اشباع عاطفي ليستمر في العطاء والانتاج






أرِح القلب بصدق المودة.. يقول الشيخ الأستاذ محمد حسين فى كتابه "العشرة الطيبة للمرأة": "أرأيت أيهاالزوج العاقل لو أن إنسانًا أعطاه الله نعمة المال الكثير فكنزه ولم يستثمره ولمينفق منه على نفسه ولا على من يجب عليه النفقة عليهم .. ما تقول فيه؟ إنالمال جعله الله ليتداول بين الناس لا ليكنزوه، وكذلك كنوز العواطف التي تملكها فيقلبك لزوجتك ولا يصل منها إليها ما يكفيها، ولهذا لا يقنعها ملكك لها وكنزها فيقلبك، بل ستشكك في وجودها عندك. أنفق أيها الفتى على أهلك ولا تحرمهم رفدكفيزداد منها بعدك، قل لها بملء الفم، واغترف مما في القلب، ولا تجعلها تشعر أبدًاأنك بخيل القلب حتى لو كنت سخي اليد."




القلب بحاجة الى تلك العواطف التي تزهر فيه فتورِثه الراحة النفسية وإذا ما أشبع جانب الاحتياج العاطفي فسيكون طريقاً لتذليل كل المصاعب وتحمّل كل الأعباء والمسؤوليات عن طيب نفس.
وللكلمة سِحر.. فكن الساحر الذي يمزج عواطفه بكيمياء الكلمة فترتعش لسماعها شغاف القلوب.
قد يعاني الزوج أو الزوجة من مشقات وأعباء جسيمة ثم ينهار التعب أما لسعة دفء من كلمة تخرج من عمق القلوب بصدق "أحبك"






وليس من الضروري أن تكون هناك مناسبة لتبوح بهذه المشاعر الحميمة لشريكك بل اجعلها ترنيمة خاصة تبثها كلما سنحت لك الفرصة ولا تدّعي أن الشريك متأكد من محبتك له فالإنسان بحاجة الى أن يسمع ويتلذذ بالبوح بالرغم من تأكده من المشاعر





يقول فايز سليم في كتابه اللمسة السحرية في السعادة الزوجية: «كلمة أحبّك لها مفعول عجيب وتأثير ساحر في نفس سامعها، فهذه الكلمة تفتح آفاق الحياة، وتبعث الأمل في النفوس، وترسم لوحة السعادة بقلم الحب.





وإنّها لتدفع إلى تحقيق المستحيل، لكن الكثير منا يعتبرون هذه الكلمة وما على شاكلتها من الوجدانيات أمراً صبيانياً ساذجاً.. بل يعتبرونها من المراهقات المتأخرة التي لا تليق بأفعال الرجال"
وقد ثبت علمياً أن عبارات الحب تؤثِّر على خلايا الكائنات الحية في الجسم وتساعد على تنظيم الدورة الدموية وتقاوم الخلايا الخبيثة. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان يدفع في هذا الاتجاه ويشيع ويشجّع على اشاعة الحب ونشر ثقافة الإفصاح وعدم التكتم بالمشاعر وخير دليل حادثة الصحابي حينما أخبره أنه يحب فلانًا، فسأله: أأخبرته؟ قال: لا، قال: إذن فأخبره.
وإن كان هذا منهج الحبيب عليه الصلاة والسلام مع الصحابة فكيف بين الأزواج وهم أولى لاستمرار الحياة وعمارة الكون؟!
ويتّسِم المجتمع الذي يسوده الحب بالترابط وينعم بالصحة النفسية ولكن المشكلة في التربية التي يتلقّاها الرجال خاصة في المجتمعات الشرقية حيث أنه الرجل القوي الذي لا يجب أن يُظهِر ضعفه ويعبِّر عن مشاعره التي هي ميزة للنساء فقط ومنقصة للرجال! وهذا خطأ فادح في التربية لأن عواقبه خطيرة على استقرار الأسرة إن امتنع الرجل عن البوح بمكنون نفسه تجاه زوجته وشعر بالمهانة إن فعل!
وعينٌ تتمتّع.. يتذمّر الكثير من الأزواج أن الزوجة لا تتزيّن إلا حين خروجها للحفلات أو استقبالها لصويحباتها بينما تزهد في إظهار محاسنها لزوجها بعد فترة من الزواج. ولا شك أن اشباع عين الزوج بمفاتن زوجته كفيل أن يغض بصره عن الحرام لكفايته بالحلال. وتزيّن كلا الزوجين للآخر عربون مودة وخير برهان على الاهتمام بالشريك





وقد ذكر الميناوي في "فيض القدير" أن أحد حكماء الرجال قال: "تزيّن المراة لزوجها من أقوى أسباب المحبّة والألفة بينهما وعدم الكراهية والنفرة، لأن العين ومثلها الأنف – رائد القلب -، فإذا استحسنت منظراً أوصلته إلى القلب فحصلت المحبة، وإذا نظرت منظراً بشعاً أو ما لا يعجبها من زي أو لباس تلقيه إلى القلب فتحصل الكراهية والنفرة".
وليس التزيّن للنساء فقط فإن الرجال عليهم أيضاً أن يتزيّنوا لنسائهم وقد كان ابن عباس رضي الله عنه يقول: "إني أحب ان أتجمل لزوجتي كما أحب أن تتجمّل لي".
وفي نفس الإطار نذكّر أن لغة العيون بين الأزواج تدعم العلاقة العاطفية وتؤجّج معاني المودة بل وتغفر الذنوب.. وهذا ما أكّده الحبيب عليه الصلاة والسلام حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الرجل إذا نظر إلىامرأته ونظرت إليه نظر الله تعالى إليهما نظرة رحمة، فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما منخلال أصابعهما!" فلغة العيون واللمس من أعظم وسائل الإشباع العاطفي بين الزوجين.
وللأنف سبيل.. كيف لا وقد قال الشاعر: والعين تعشق ما تهوى وتبصره.. كذلك تعشق فيك الأنف والأذن
والرائحة تنتشر بسرعة ويتأثر بها القلب وتغري الرجال وتجذبهم ولذلك حرّم الشرع خروج المرأة متعطّرة لما لذلك من فتنة محتّمة.

اسرار
01-04-2009, 14:31
واوا
موضوعك جريء ميسم انا ما شفته الا هلأ بس برضه مناقش في اطار توعوي حشم