هبة الرحمن
12-03-2009, 08:33
http://images.lakii.com/images/Feb09/rana363_YudAOG.jpg
متشابهات زمن
تتشابه المباني .. تتشابه الطرق .. تتشابه المدن .. وحتى الوجوه تتشابه ..
قد تصادف صديق قديم في مكان ما .. تشعر برعشة الشوق عند رؤيته .. تتوجه نحوه مسرعا بابتسامه الحنين.
وكلما اقتربت خطوة تشاهد نظرات الاستغراب تزيد في وجهه لأنك تناديه بغير أسمه ..
كيف تتشابه ساحات المدن و أرصفتها و لا تتشابه الوجوه ..
قبل أيام راجعت معاملة خاصة بى في جهة سبق وزرتها قبل أعوام ..
نفس الوجوه .. نفس الأصوات .. ونفس الاهتمامات وكأن الزمان عاد ليكرر نفسه ..
ولكن الزمن لا يمكن تكرراه بل الوجوه والأصوات وحتى الآلام ممكن أن تتكرر .
أو ربما الحنين هو الذي يتكرر .. حنين لتاريخ لا يمكن إعادته ..
فالبشر هم من يعيدون تاريخهم ..
الأمر رائع عندما تعيد لذاكرتك وجوه موجودة ولكنها بعيدة.. فستعرض ذكريات وصور من ماضي جميل ..
قد تكتفي بالراحة النفسية لذكراهم ..وقد تبحث عنهم وتعيد التواصل معهم من جديد.
ولكن عندما يكون التشابه لوجوه غادرت الدنيا ..
حينها ليس الحنين فقط الذي يعيدك لذلك التاريخ ..
بل الحنين و الشوق والعذاب و الألم يحي الميت من التفاصيل بداخلك
وكأن الزمن قلبت صفحاته لذلك التاريخ وبداية قصه معاناتك .
غريب بالفعل هذا التشابه ..
أو هو ليس تشابهاً
إنما مجرد ذاكره عالقة بداخلنا
لزمن لا يمكن أعادته ..
وقفه
قابلت سيده في السبعينات من العمر فقدت ابنها العريس في حادث أليم ..
بعد عام من وفاته صادفت هذه السيدة شاب أمام أحد المحلات ..
تصورت انه ابنها أخذت تناديه بقلب مفطور بألم الفراق ..
التفت الشاب لها .. لم تتشابه الأسماء هنا بل تشابهت الأصوات ..
فهو أيضا فقد والدته منذ اشهر .. تقرب منها وسألها عن حاجتها..
فوجدها تردد أنت ابنى .. نعم أنت ابني ..
رق قلب الشاب لها .. شعر بألم يعتصر قلبه وهى تمسح دموع عينيها لتنظر إليه بشوق..
فرد عليها نعم أنا ابنك أنا قرّة عينك وريحانة فؤادك..
ناداها بأمي .. رعاها ورعى شؤونها..
فعوضها الله عن ابنها الراحل ..
أخرجت السيدة صورته و صورة ابنها المتوفى من حقيبتها لتريني إياها ..
نظرت للصور بتمعن لاستخرج خطوط التشابه الذى جعل قلبها يصرخ له..
نظرت ودققت النظر ولم أجد سوى...
.... حنين شدها إليه .. مخرج
حنيني لا تصوريه أمامي ثانية
فقدت انتزعتِ قلبي
وسلبتِ شجاعتي وقوتي
وجعلتني أتحسس طعنه الحزن في صدري
وكأنها لحظة الفراق. .
متشابهات زمن
تتشابه المباني .. تتشابه الطرق .. تتشابه المدن .. وحتى الوجوه تتشابه ..
قد تصادف صديق قديم في مكان ما .. تشعر برعشة الشوق عند رؤيته .. تتوجه نحوه مسرعا بابتسامه الحنين.
وكلما اقتربت خطوة تشاهد نظرات الاستغراب تزيد في وجهه لأنك تناديه بغير أسمه ..
كيف تتشابه ساحات المدن و أرصفتها و لا تتشابه الوجوه ..
قبل أيام راجعت معاملة خاصة بى في جهة سبق وزرتها قبل أعوام ..
نفس الوجوه .. نفس الأصوات .. ونفس الاهتمامات وكأن الزمان عاد ليكرر نفسه ..
ولكن الزمن لا يمكن تكرراه بل الوجوه والأصوات وحتى الآلام ممكن أن تتكرر .
أو ربما الحنين هو الذي يتكرر .. حنين لتاريخ لا يمكن إعادته ..
فالبشر هم من يعيدون تاريخهم ..
الأمر رائع عندما تعيد لذاكرتك وجوه موجودة ولكنها بعيدة.. فستعرض ذكريات وصور من ماضي جميل ..
قد تكتفي بالراحة النفسية لذكراهم ..وقد تبحث عنهم وتعيد التواصل معهم من جديد.
ولكن عندما يكون التشابه لوجوه غادرت الدنيا ..
حينها ليس الحنين فقط الذي يعيدك لذلك التاريخ ..
بل الحنين و الشوق والعذاب و الألم يحي الميت من التفاصيل بداخلك
وكأن الزمن قلبت صفحاته لذلك التاريخ وبداية قصه معاناتك .
غريب بالفعل هذا التشابه ..
أو هو ليس تشابهاً
إنما مجرد ذاكره عالقة بداخلنا
لزمن لا يمكن أعادته ..
وقفه
قابلت سيده في السبعينات من العمر فقدت ابنها العريس في حادث أليم ..
بعد عام من وفاته صادفت هذه السيدة شاب أمام أحد المحلات ..
تصورت انه ابنها أخذت تناديه بقلب مفطور بألم الفراق ..
التفت الشاب لها .. لم تتشابه الأسماء هنا بل تشابهت الأصوات ..
فهو أيضا فقد والدته منذ اشهر .. تقرب منها وسألها عن حاجتها..
فوجدها تردد أنت ابنى .. نعم أنت ابني ..
رق قلب الشاب لها .. شعر بألم يعتصر قلبه وهى تمسح دموع عينيها لتنظر إليه بشوق..
فرد عليها نعم أنا ابنك أنا قرّة عينك وريحانة فؤادك..
ناداها بأمي .. رعاها ورعى شؤونها..
فعوضها الله عن ابنها الراحل ..
أخرجت السيدة صورته و صورة ابنها المتوفى من حقيبتها لتريني إياها ..
نظرت للصور بتمعن لاستخرج خطوط التشابه الذى جعل قلبها يصرخ له..
نظرت ودققت النظر ولم أجد سوى...
.... حنين شدها إليه .. مخرج
حنيني لا تصوريه أمامي ثانية
فقدت انتزعتِ قلبي
وسلبتِ شجاعتي وقوتي
وجعلتني أتحسس طعنه الحزن في صدري
وكأنها لحظة الفراق. .