المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فن صناعة الذكريات


وفاء الاردنيه
17-02-2009, 16:38
من منا جرب ذات يومٍ ، في ساعة استرخاءٍ عميق ، وهدوء نفسٍ وراحة بال ، وانشراح صدر ،
أن يسترجع شريط ماضيه وذكرياته بكل تفاصيلها .

أجزم أن كلنا جرّب هذا مراراً وتكراراً.
ولكن الفرق يكمن في النتيجة والعائد من تلك التجربة

وقد يتفق اثنان في أن يسكب كلٌّ منهما دمعةً ساخنة تجري على خده
ولكن يكون لكل دمعةٍ من الدمعتين مغزىً ومدلول تختلف فيه عن الدمعة الأخرى ،


فالأولى/ دمعة شوقٍ وتحرقٍ وتلهف لذكريات حالمةٍ وجميلةٍ ورائعةٍ وباسمةٍ وهانئةٍ
عاشها هذا الشخص ذات يومٍ ونعم بها ،فهو يسكب دمعة شوقٍ لعودتها ،
وهي في ذات الوقت دمعة فرحٍ لإنجازٍ أو نجاحٍ قد تحقق في ثنايا تلك الذكريات .


والدمعة الثانية/ دمعة قهرٍ وأسفٍ وحزنٍ وبؤس لذكرياتٍ بائسةٍ عابسةٍ شائنةٍ سيئةٍ
عاشها هذا الشخص ذات يومٍ وبئس بها ،فهو يسكب دمعة قهرٍ وأسفٍ على ما كان فيها،
وهي في ذات الوقت دمعة حزنٍ على أنها لن تعود لكي يصلح ما قد يكون أفسده فيها


ومن هنا جاء عنوان موضوعي هذا لأجعله كما سبق :
( فن صناعة الذكريات )


فلكلٍّ منا ذكرياته الماضية ، التي كانت ذات يومٍ واقعة وحاضرة ،
ثم لم تلبث أن ذهبت بكل تفاصيلها المفرحة أو المحزنة ،
لتحلّ بدلاً منها ممارسات وأفعال وتجارب أخرى .
وهكذا يتقضى عمر الإنسان دائراً ما بين :

ماضٍ منصرم ،
وواقعٍ حاضر ،
ومستقبل منتظر ،

والناس على اختلاف أنماطهم وما ركّب الله فيهم من
استعداداتٍ نفسيّة وشعوريّة وتفكيرية وسلوكية
يتعلق بعضهم :

بالماضي وذكرياته
وآخر يهتم بالحاضر وملابساته
وثالث يستشرف المستقبل وتهويماته

============ ============
غير أن ما أريده من عنواني السابق هو ((الماضي))
ويأتي السؤال أو التساؤل :

هل نحن من نصنع ذكرياتنا الماضية ؟!

لتأتي الإجابة المتجذرة تجذر الماضي
العميقة عمق التاريخ، لتقول :
نعم !!!!
( كل إنسانٍ هو من يصنع ذكرياته بنفسه )

ويأتي بعد هذا التفصيل لأقول :

إن أيّ ممارسة لأي فعل أو سلوك نمارسه في هذه الدقيقة
فإنها تصبح في الدقيقة التي تليها ( مجرد ذكريات )
فإن كانت حسنةً وجميلة سررنا وسعدنا باسترجاعها
وأبحرنا في التفكير بتفاصيلها الجميلة والرائعة
لتورث أنفسنا راحةً وانشراحاً وطمأنينةً
نستمتع بكل لحظة ذكريات نعيشها في ظلالها

وفي المقابل إن كانت بائسةً أو سيئة ظلت ضمائرنا على إثرها تعذبنا وتؤنبنا
ونحاول ونحاول ما استطعنا أن نمحوها من أذهاننا حتى نبعد كابوسها المزعج عن طريقنا

ولما كان كذلك فأقول :
لو أن كل واحدٍ منا – إخوتي وأخواتي – استشعر أن :
صناعة الذكريات فنٌ من أروع الفنون وأمتعها للنفس البشرية ،
وأنه لا بد لكل واحدٍ منا أن يجيده وأن يستثمره في الصالح والنافع والمفيد
لتحسنت كثيرٌ من تعاملاتنا مع الآخرين ومع أنفسنا وقبل ذلك مع خالقنا جلّ وعلا .
*
*
*
*

============( لحظة !!! من فضلك )============


تمارين :

تمرين (1):
ما رأيك عزيزي أن نجرب معاً صناعة ذكرياتٍ رائعة الآن.

*في هذه اللحظة أطلب منك أن تقف مع هذا التمرين
ثم تقوم إلى من حولك- أياًّ كان – سواءً كان أحد الوالدين
أو أحد الأخوان أو الأخوات أو ابن أو بنت أو زوجٌ أو زوجة أو صديق

ثم :

صافحه وابتسم له من أعماقك وبكل جرأة قل :
" إني أحبك " وإن شئت أن تزيد عليها تعبيراً آخر فلك ذلك .

============= ================

تمرين ( 2 ) :
وهذا في حالة إن لم يكن من أحدٍ إلى جوارك أو قريباً منك :

أطلب منك كذلك أن تتوقف عن القراءة الآن ولبضع لحظاتٍ
قم وتجول في الغرفة أو الموقع الذي أنت فيه ، وكرر عشر مراتٍ :
" لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيٌّ لا يموت ،
وهو على كل شيءٍ قدير "


ثم عد إلى مكانك وواصل تصفحك .
================

أتوقع منك أن تكون قد فعلت ذلك الآن،
وإن لم تفعله الآن فستفعله لاحقاً.

ما الذي فعلناه الآن وما فائدته وجدواه ؟؟

إنك بفعلك هذا قد صنعت ذكرياتٍ رائعةٍ وبسيطة
ستسرك وتسعدك حينما تقف ذات يومٍ لتفتش عن
الذكريات الجميلة التي لفّها الماضي فمضى بها ،
غير أنها لم تغادر وجدانك بل نقشت في صفحة
أعماقك لوحةً مشرقةً مضيئة متوهجة
يظل عطاؤها لك متجدداً تجدد تلك الذكريات
في مخيلتك وفي ذهنك وتفكيرك


وقيسوا على هذا أحبتي كل فعلٍ نفعله
في حياتنا اليومية سواءً مع أنفسنا ولوحدنا ،
أو مع الآخرين من أهلنا أو إخواننا
أو مع سائر الناس الذين نقابلهم ونصادفهم
في طرقنا وأعمالنا وأسواقنا ومنتدياتنا
ومجالسنا المختلفة رجالاً ونساءً .

تذكروا دائماً أنها صناعة ذكرياتٍ
إما رائعة وجميلة أو عكس ذلك .

ومن هنا يتبين أن القرار بيدنا نحن
فإما أن نحسن صناعة ذكرياتنا
لكي نسعد بتذكرها لاحقاً،
أو لا نحسن صناعتها فنشقى بالتنقيب
في صفحاتها بعد لحظات من رحيلها .
*
*
*
*
*
*

وقفة :
((ما دام أنك قد عرفت أنك أنت صانع ذكرياتك
فكن حاذقاً فطناً في صناعتها وصياغتها وصدقها
لأنك أنت المستهلك الوحيد لتلك الذكريات أياً كانت
والمرء بطبعه يبحث دائماً عن المنتج الجيد والصناعة الفاخرة ))

نشمي
17-02-2009, 17:09
شكرا يا وفاء على هذا الفن

Gladiator
17-02-2009, 19:58
والدمعة الثانية/ دمعة قهرٍ وأسفٍ وحزنٍ وبؤس لذكرياتٍ بائسةٍ عابسةٍ شائنةٍ سيئةٍ
عاشها هذا الشخص ذات يومٍ وبئس بها ،فهو يسكب دمعة قهرٍ وأسفٍ على ما كان فيها،
وهي في ذات الوقت دمعة حزنٍ على أنها لن تعود لكي يصلح ما قد يكون أفسده فيها

مهما كان الماضي يبقى ذكرى .. انا دائما اقولها
ونحن من نجعلها اما ذكرى حزينة او مفرحة
فلننظر الى الذكرى من جانبها المفرح وليس كلام نظريات وفقط
مثلا
اذا فقدت شخص عزيز عليك ومات بعد فترة سيصبح ذكرى لا تستطيع نسيانها .. تذكر كما شئت ولكن لا تقف فقط عند لحظة موته بل تذكره عندما كان يضحك معك وما كان يقول لك وحاول ان تعيش معه بفرح ولو لدقائق

اذا احببت شخصا حبا لا يوصف وخدعك انا معك لن تستطيع النسيان ولكن ان لم تستطع ان تكون قويا امامه فلا تتذكر فقط طعنته وتذكر ايامك الحلوة معه وتأفأف بسخريه وقل ايييييه الله على هذيك الايام ما احلاها
ثم قل او اقنع عقلك الباطني انه هكذا افضل هذا ما اختاره الله لي فلن اكون افضل من الله في اختياري فربي يحبني ويريد الخير لي وانهض بسرعة وانت تبتسم وتردد هكذا افضل الحمد لله ان ربي كشفه لي

** هنالك قول ولست متاكدا ان كان حديثا ام ماذا لكنه يعجبني
"لو اطلعتم على الغيب لرضيتم الواقع" اي لو اطلعتم على ما سيحدث وكان لكم القرار بتغير الامور لاخترتم نفس واقعكم هذا ... اي لجعلتم فلانا يموت وفلانا يخونكم وخسرتم الصفقة الفلانيه الخ الخ
فاعلموا ان الله يختار لكم المناسب

اعجبني موضوعك وفاء فاعذريني ان اطلت في الرد

هبة الرحمن
18-02-2009, 08:05
استمتعتُ بقراءة هذا الموضوع الجميل ...
وكلٌ منا له ذكريات منها الحزينة البائسة ومنها السعيدة ...
إن استحضرنا تلك الذكريات علينا أن نعيشها لحظة بلحظة
وأن نستمتع بكل أحداث هذه الذكريات وهنا أقصد ( الذكريات السعيدة )
ولكن إن كانت الذكريات حزينة ومؤلمة علينا أن لا نجعلها
تؤثر على حياتنا ومستقبلنا الحالي ....

بالفعل نحن من نملك زمام
صناعة الذكريات ...
إن كانت سعيدة ----> سنسعد بذكراها
وإن كانت حزينة مؤلمة ----> سنتألم ونحزن بذكرها

اتمنى أن أكون واحدة من مليون شخص
ممن يجيدون صناعة فن الذكريات
وصحيح كلٌ منا يبحث عن المنتج الجيد

مشكوره حبيبتي وفاء على طرحكِ الرائع كروعتك

اسرار
18-02-2009, 10:43
فن رائع جدا
بصراحة استهواني العنوان
رائع جدا .... بالفعل نحن المستهلكين لهذا المنتج الذي ننتج

ميسم الجنوب
18-02-2009, 10:55
:hh13:وقفة :
((ما دام أنك قد عرفت أنك أنت صانع ذكرياتك
فكن حاذقاً فطناً في صناعتها وصياغتها وصدقها
لأنك أنت المستهلك الوحيد لتلك الذكريات أياً كانت
والمرء بطبعه يبحث دائماً عن المنتج الجيد والصناعة الفاخرة
نحاول مرارا وتكرارا في صنع ذكرياتنا لكن هناك دائما شي اقوى مهما حاولنا ان نكون حاذقين يبعث الحزن ربما لأن الحياة بطبيعتها هكذا نفرح يوم ونحزن يوم ومهما عشنا في سعادة لفترة نعود لنظبط اعييننا متلبسة بالدموع,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,ولكن يبقى الامل

وفاء الاردنيه
19-02-2009, 16:48
اشكرك نشمي على مرورك

اختك وفاء

وفاء الاردنيه
19-02-2009, 16:50
احمد
رد رائع من شخص اروع
اشكرك لا انارة موضوعي

اختك وفاء

وفاء الاردنيه
19-02-2009, 16:52
هبه اشكرك لامرورك الراقي كرقيك


اختك وفاء

وفاء الاردنيه
19-02-2009, 16:53
اسرار ارجو ان يكون اعجبكي الموضوع كما اعجبك العنوان

اشكرك لمرورك

اختك وفاء

وفاء الاردنيه
19-02-2009, 16:55
اشكرك لمرورك اختي ميسم


اختك وفاء

دانا
19-02-2009, 20:44
نيالكم يا جماعه شو بتعرفوا تحكو اللي جواتكم انا بدي خمس سنين لحتى تزبط معي جمله اقدر اشرح فيها اللي جواتي
وفاء عجبني اكتر شي هاي زكرتني بفرحة التوجيهي لما نجحت الله يدوقك اياها هالفرحة حبيبتي
فالأولى/ دمعة شوقٍ وتحرقٍ وتلهف لذكريات حالمةٍ وجميلةٍ ورائعةٍ وباسمةٍ وهانئةٍ
عاشها هذا الشخص ذات يومٍ ونعم بها ،فهو يسكب دمعة شوقٍ لعودتها ،
وهي في ذات الوقت دمعة فرحٍ لإنجازٍ أو نجاحٍ قد تحقق في ثنايا تلك الذكريات

اما احمد عجبني هاد
قل او اقنع عقلك الباطني انه هكذا افضل هذا ما اختاره الله لي فلن اكون افضل من الله في اختياري

الذكريات حلوة كتير حتى لما تكون مو حلوة لانك متل ما وفاء حكت انت اللي عملتها وانا دائما بفخر باي شي انا بعمله ازا حلو او مو حلو ( كيف هالجمله ما حدا يضحك )