ابو قنوة
05-02-2009, 20:05
في صحف الصباح . إعلان كبير عن تعازي شخصا ما بشخص ما آخر.. شخصا مهم .. كبير .. اكبر من الموت.
صفحة كبيرة بمساحة دولة .. وفي الصحف ايضا .. تهاني لمدير بنك ما.. و لموظف نال درجة أخرى .. ولطالب نال معدل ما .. وتهاني زفاف .. وصك صلحا عشائري .. وآخر لعيد ميلاد ولد ..وآخر لافتتاح صالون نسائي جديد .. وآخر بعودة طبيب من مؤتمر دولي .. وآخر لنيله شهادة الايزو ... وآخر لزوجة أنجبت صلاح الدين بعد عناء طال.
وفي الشارع تمر بك سيارة جديدة .. وصوت محركها يكاد يصم الإذن .. وأخرى نصف عمر ولكن أصوات الأغاني فيها تبلغ القاصي والداني .. ونفاق اجتماعي في كل مجلس بدء من صب القهوة لوالد العريس وانتهاء بضياع دم قتيلا على شوارع الموت ....
يا سادة يا كرام ..
كأننا نقول لأنفسنا .. أحمم نحن هنا ... كائننا نقول لربنا أحمم...هذا ميتنا الكبير ... شوف له شغلة مريحة .بنوصيك عليه لأنه من عشيرة الخراخطة . أو نقول أحمم مدير البنك جاء بقشاطات جديدة لتنظيف النهب المستمر.. وللموظف أحمم.. صبرت ونلت مع انه ابتدائي ساقط بتميز.. وللطالب .. روح فرجي زملائك على اسمك بالجريدة .. ولمن سقط بحادث سير .. راحت عليك يا حبيبى راحت عليك .... ولطفل عيد الميلاد .. نقول يا عيون ماما .... ولصالون السيدات نقول هلموا معشر النسوة .. فتحا جديد في عالم الجمال ...وللطبيب العائد .. .. أصبحت نجما من نار ... ولصاحب الايزو .. نقول سيروا على بركة الله .. ولصاحب السيارة نقول يا ارض اشتدي .. وأبو الحب في سيارة أخرى .. أنت الأجمل .. أنت على وشك إن تمر بتجربة فريدة ... طعم الزنزانة ...
يا سادة يا كرام ..
من مات فكيف نعرف انه قضاها في إعمال البر والتقوى وإصلاح ذات البين أو إصلاح البناشر ...من مات ماذا يهمه طول أو عرض إعلان التعازي .. أم هي واجهة عشائرية أخرى نريد اقتطاعها.. من عاد من مؤتمر نصفه شمه هوا كيف نعرف انه أفاد واستفاد .. وكيف نبني شخصية الطالب إن كانت على الفوقية والغرور قد بنيت .. وكيف يثمر عمل قام على التزلف والنفاق ...ولمن داسته عجلة حبيب الماما .ماذا نقول لاطفالة .. كيف جف دمه على الاسفلت ...
كيف اقتنع وقد باتت شاشات الفضائيات مكانا لنفاق غريب .. هذا يقول تحية لعشيرة المليون . وذاك لعشيرة النصف مليون وآخر للربع ... أي مليون واي انصاف ملايين ؟؟... والجيزة محافظة في القاهرة الكبرى بسته ملايين فرد .. أي مليون وطوكيو تعد 24 مليون كخلية النحل... أي مليون وأي عشرة . وبعض من يسمى عشيرة يمكنك تحميلهم بحميرهم في صندوق بك أب وتصعد بهم النقب بسرعة المئه ... من يقتنع انه إذا كان للعشائرية وجه جميل فلها ستة ألاف وجه قبيح.. من يقنعني إن العشائرية الممتدة فينا مئات السنين أفلحت يوما في دفع غازي أو أعمار مدرسة .. من يقنعني إن العشائرية وإن أصبحت دولة فإنها لا تبقى مضارب إعراب ...
في مكانا أخر ودول اخرى النفاق أكثر أخطبوطية ...
أميز احدهم .. احد ما . اجزم انه ضليعا بالشعر والنثر واللحن والفن . والقنيص والدبكة . والأبراج .. والحشرات وألطخ .. وقوافل الشحاذين.. وزراعة النخل. وتربية النحل ... وزواج العذارى ... والعادات السرية.. والعلنية والدورات الشهرية . والإدارية .. وبناء الفلل والقصور وركب الحمير ... وقص شريط الافتتاح وشريط لليلة الدخلة وشريط سباق الهجن .. والشريط الدائري والحبل السري وحبل البيبي دول ... وبالطبع هو لم يتمكن لفرط عبقريته من دخول المدرسة ....
وياليتها تقف هنا... فزوجة احدهم ..هذا خبيرة ضليعة ..في حقوق الإنسان ومناكفة الفلاسفة . وشؤون الإعلام. و الطبخ والنفخ والضخ والسلخ والنضح .. والدكتوراه الفخرية .. والفحولة النسائية.. وعلوم الزرب .. والحصاد المائي . وسنين الضياع ...
حتى ابن ذاك المميز وحرمة المصون .. فهو فارس مغوار . وعداءا مر... وسائقا لا يشق له غبار ..كيميائي بارز . وصاحب بروبوغاندا متميزة .. وفاتن المحيا .. جميل ألطله.. حمال ألوية.. هباط أودية.. شهاد أندية... للجيش جرار..
حتى خدم وحشم وغنم ذاك المميز كلهم على الفرازة فالسائق كان عقيدا في الجيش البريطاني ... والطيار كان قائد سرب جوي ألماني .. والطباخ كان بارون مقاطعة ويلز ... المدلك كان مصمم أزياء الليدي ديانا ..والكلب كان فرنسي اللكنة . ومنسق الزهور يابانيا عتيقا ... والمرافق الخاص طليانيا كان في المافيا .. قبل إن يعتزل . من يقنعني وغيرى ..أن هؤلاء ليسو إلا حمير تقنع أنفسها بأنها ذات نهيقا اعلي.كيف نفهمهم إننا نعرف و نميز وندرك أنها كذبة كبرى...
كل هذا ونحن .. نمر مر السحاب . ولا هم يحزنون ... بين الخرابيش لا هما ولا خبر ...
أي عقدة نفسية استوطن في خلايا أدمغتنا المريضة بحب الظهور ونفخ الأوداج ... أي تزلف ونفاق أصبح ديدن حياتنا ومسواك يومنا ... ماذا لو إن كل منا قال : إنا إنسان .. مجردة إنسان .
وهل نسينا أن أعظم خلق هو خلق الله للإنسان ... وهل نسينا انه خلق من علقة وضيعة ....
خذوا مباهاتكم وتزلفكم ونفاقكم إلى قبورك .. اعرضوها أمام الله ...تباهوا بها أمام ذات الله .. إن الحمد لله .. من فم بائس.. اعظم من كل عزاءاتكم وصكوكم ...
بين الخرابيش لا عبد ولا أمة
ولا أرقاء بأزياء أحرار
ولا جناة ولا أرض يضرجها
دم زكي ولا اخاذ بالثار
ولا قضاة ولا احكام اسلمها
ردا على العدل آتون من النار
ولا نضار ولا دخل ضريبته
تجنى, ولا بيدر يمنى بمعشار
بين الخرابيش لا حرص ولا طمع
ولا احتراب على فلس ودينار
بين الخرابيش لا كذب ولا ملق
ولا وشاة ولا رواد اخبار
بين الخرابيش لا حبر ولا ورق
ولا يراع ولا تدوين اسفار
ولا سفاسف كتب اذهبت عمري
قراءة بين تدوين واصدار
السلام عليكم.................
صفحة كبيرة بمساحة دولة .. وفي الصحف ايضا .. تهاني لمدير بنك ما.. و لموظف نال درجة أخرى .. ولطالب نال معدل ما .. وتهاني زفاف .. وصك صلحا عشائري .. وآخر لعيد ميلاد ولد ..وآخر لافتتاح صالون نسائي جديد .. وآخر بعودة طبيب من مؤتمر دولي .. وآخر لنيله شهادة الايزو ... وآخر لزوجة أنجبت صلاح الدين بعد عناء طال.
وفي الشارع تمر بك سيارة جديدة .. وصوت محركها يكاد يصم الإذن .. وأخرى نصف عمر ولكن أصوات الأغاني فيها تبلغ القاصي والداني .. ونفاق اجتماعي في كل مجلس بدء من صب القهوة لوالد العريس وانتهاء بضياع دم قتيلا على شوارع الموت ....
يا سادة يا كرام ..
كأننا نقول لأنفسنا .. أحمم نحن هنا ... كائننا نقول لربنا أحمم...هذا ميتنا الكبير ... شوف له شغلة مريحة .بنوصيك عليه لأنه من عشيرة الخراخطة . أو نقول أحمم مدير البنك جاء بقشاطات جديدة لتنظيف النهب المستمر.. وللموظف أحمم.. صبرت ونلت مع انه ابتدائي ساقط بتميز.. وللطالب .. روح فرجي زملائك على اسمك بالجريدة .. ولمن سقط بحادث سير .. راحت عليك يا حبيبى راحت عليك .... ولطفل عيد الميلاد .. نقول يا عيون ماما .... ولصالون السيدات نقول هلموا معشر النسوة .. فتحا جديد في عالم الجمال ...وللطبيب العائد .. .. أصبحت نجما من نار ... ولصاحب الايزو .. نقول سيروا على بركة الله .. ولصاحب السيارة نقول يا ارض اشتدي .. وأبو الحب في سيارة أخرى .. أنت الأجمل .. أنت على وشك إن تمر بتجربة فريدة ... طعم الزنزانة ...
يا سادة يا كرام ..
من مات فكيف نعرف انه قضاها في إعمال البر والتقوى وإصلاح ذات البين أو إصلاح البناشر ...من مات ماذا يهمه طول أو عرض إعلان التعازي .. أم هي واجهة عشائرية أخرى نريد اقتطاعها.. من عاد من مؤتمر نصفه شمه هوا كيف نعرف انه أفاد واستفاد .. وكيف نبني شخصية الطالب إن كانت على الفوقية والغرور قد بنيت .. وكيف يثمر عمل قام على التزلف والنفاق ...ولمن داسته عجلة حبيب الماما .ماذا نقول لاطفالة .. كيف جف دمه على الاسفلت ...
كيف اقتنع وقد باتت شاشات الفضائيات مكانا لنفاق غريب .. هذا يقول تحية لعشيرة المليون . وذاك لعشيرة النصف مليون وآخر للربع ... أي مليون واي انصاف ملايين ؟؟... والجيزة محافظة في القاهرة الكبرى بسته ملايين فرد .. أي مليون وطوكيو تعد 24 مليون كخلية النحل... أي مليون وأي عشرة . وبعض من يسمى عشيرة يمكنك تحميلهم بحميرهم في صندوق بك أب وتصعد بهم النقب بسرعة المئه ... من يقتنع انه إذا كان للعشائرية وجه جميل فلها ستة ألاف وجه قبيح.. من يقنعني إن العشائرية الممتدة فينا مئات السنين أفلحت يوما في دفع غازي أو أعمار مدرسة .. من يقنعني إن العشائرية وإن أصبحت دولة فإنها لا تبقى مضارب إعراب ...
في مكانا أخر ودول اخرى النفاق أكثر أخطبوطية ...
أميز احدهم .. احد ما . اجزم انه ضليعا بالشعر والنثر واللحن والفن . والقنيص والدبكة . والأبراج .. والحشرات وألطخ .. وقوافل الشحاذين.. وزراعة النخل. وتربية النحل ... وزواج العذارى ... والعادات السرية.. والعلنية والدورات الشهرية . والإدارية .. وبناء الفلل والقصور وركب الحمير ... وقص شريط الافتتاح وشريط لليلة الدخلة وشريط سباق الهجن .. والشريط الدائري والحبل السري وحبل البيبي دول ... وبالطبع هو لم يتمكن لفرط عبقريته من دخول المدرسة ....
وياليتها تقف هنا... فزوجة احدهم ..هذا خبيرة ضليعة ..في حقوق الإنسان ومناكفة الفلاسفة . وشؤون الإعلام. و الطبخ والنفخ والضخ والسلخ والنضح .. والدكتوراه الفخرية .. والفحولة النسائية.. وعلوم الزرب .. والحصاد المائي . وسنين الضياع ...
حتى ابن ذاك المميز وحرمة المصون .. فهو فارس مغوار . وعداءا مر... وسائقا لا يشق له غبار ..كيميائي بارز . وصاحب بروبوغاندا متميزة .. وفاتن المحيا .. جميل ألطله.. حمال ألوية.. هباط أودية.. شهاد أندية... للجيش جرار..
حتى خدم وحشم وغنم ذاك المميز كلهم على الفرازة فالسائق كان عقيدا في الجيش البريطاني ... والطيار كان قائد سرب جوي ألماني .. والطباخ كان بارون مقاطعة ويلز ... المدلك كان مصمم أزياء الليدي ديانا ..والكلب كان فرنسي اللكنة . ومنسق الزهور يابانيا عتيقا ... والمرافق الخاص طليانيا كان في المافيا .. قبل إن يعتزل . من يقنعني وغيرى ..أن هؤلاء ليسو إلا حمير تقنع أنفسها بأنها ذات نهيقا اعلي.كيف نفهمهم إننا نعرف و نميز وندرك أنها كذبة كبرى...
كل هذا ونحن .. نمر مر السحاب . ولا هم يحزنون ... بين الخرابيش لا هما ولا خبر ...
أي عقدة نفسية استوطن في خلايا أدمغتنا المريضة بحب الظهور ونفخ الأوداج ... أي تزلف ونفاق أصبح ديدن حياتنا ومسواك يومنا ... ماذا لو إن كل منا قال : إنا إنسان .. مجردة إنسان .
وهل نسينا أن أعظم خلق هو خلق الله للإنسان ... وهل نسينا انه خلق من علقة وضيعة ....
خذوا مباهاتكم وتزلفكم ونفاقكم إلى قبورك .. اعرضوها أمام الله ...تباهوا بها أمام ذات الله .. إن الحمد لله .. من فم بائس.. اعظم من كل عزاءاتكم وصكوكم ...
بين الخرابيش لا عبد ولا أمة
ولا أرقاء بأزياء أحرار
ولا جناة ولا أرض يضرجها
دم زكي ولا اخاذ بالثار
ولا قضاة ولا احكام اسلمها
ردا على العدل آتون من النار
ولا نضار ولا دخل ضريبته
تجنى, ولا بيدر يمنى بمعشار
بين الخرابيش لا حرص ولا طمع
ولا احتراب على فلس ودينار
بين الخرابيش لا كذب ولا ملق
ولا وشاة ولا رواد اخبار
بين الخرابيش لا حبر ولا ورق
ولا يراع ولا تدوين اسفار
ولا سفاسف كتب اذهبت عمري
قراءة بين تدوين واصدار
السلام عليكم.................