اسرار
29-01-2009, 11:47
حالة ولادة متعسرة
لا مفر من أن أطردك لأحميك وأنفصل عنك لأحافظ عليك. أنا اشعر بك كلما أوشكت على الإفلات من اسري، عدت لتسبح في ظلامي، ويضيق عظمي براسك وتعجز قواي عن دفعك.
نبضي يزداد صعودا والعرق يتفصد من جبيني بارداً، تنفسي صار اسرع وجفناي يزدادان ثقلاً، ووعي تشوشاً المولدة ترجوني ان اساعدك والطبيب رشق الابرة في ذراعي واوصلني بسال معلق وقال انه سيجعلني استعيد طاقتي لدفعك ما زلت بحاجة لمساعدتي وطاقتي:
دعني اتحسسك بداخلي وامرر يدي عليك، بقاؤك بداخلي سيؤذيك ... حياتك في خروجك مني بقاؤك في داخلي سيؤذيني ...حياتي في خروجك مني.
لو تعرف كم احبك كم اشعر بك.... شعرت بك منذ ان نبتت خلاياك في لحمي آمنت بوجودك حتى قبل ان يجزم الطبيب اني احملك؟؟ وعندما انتابني النزف اول عهدي بك جلسوا حولي مثلما هم الآن وقالوا:
- لا تبكي، لا تحزني، سيعوضك الله خيرا منه.
وحدي آمنت بوجودك وقلت لهم اني لأجد ريحك فسخروا مني ، حتى جاء البشير بنتيجة التحليل واكد لهم انك لا تزال حياً بداخلي وان النزف لم يكن اجهاضاً وانما كان منذرا.... وضعت الانذار نصب عيني واجتهدت لأحافظ عليك. رأيتك تكبر باخلي يوما بعد يوم، فرحت بك وانتظرتك حتى جاءات اللحظة...فخانتني قواي ...لا بد ان تخرج أريد ان اراك أن اسمع صرختك ،، ارى ضحكتك أضمك الى حضني الى جوار قلبي ألصق خدك الصغير بخدي اتلمس جلدك الرقيق بيدي اطعمك لبني لتكبر واحميك حتى تستغني عني...
هل تسمعهم ؟؟ يقولون انهم يرون شعرك وان راسك انحشر في عظامي... هل تقدر انهم قد يقطعون لحمي ليتسع مجرى خروجك أو بعد كل هذا العناء يشقون بطني ليخرجوك خشية الا يدركوك .. هل انت خائف؟؟؟ هل اشتد بك الضيق؟؟ وفاق احتمالك الكرب؟؟؟ هل طالك اليأس فقررت الاستسلام؟؟؟
أظننت ان هاهنا قبرك وأن الظلام هو آخر عهدك بالحياة؟ هل فقدت أملك في النور ولم تعد تشتهي الهواء؟؟
هل وصلت الشدة الى قمتها والعسر الى اقصى مداه؟؟
لا تخف سأساعدك...
هي صرخة...
لا املك من طاقتي جميعاً لا صرخة
سأمنحك اياها.
فاما ان تكون صرختي الاخيرة ...
أو نحيا معاً!
منقول:hh13:
دعاء يوسف/جمهورية مصر العربية
مجلة العربي العدد 602 /يناير 2009
لا مفر من أن أطردك لأحميك وأنفصل عنك لأحافظ عليك. أنا اشعر بك كلما أوشكت على الإفلات من اسري، عدت لتسبح في ظلامي، ويضيق عظمي براسك وتعجز قواي عن دفعك.
نبضي يزداد صعودا والعرق يتفصد من جبيني بارداً، تنفسي صار اسرع وجفناي يزدادان ثقلاً، ووعي تشوشاً المولدة ترجوني ان اساعدك والطبيب رشق الابرة في ذراعي واوصلني بسال معلق وقال انه سيجعلني استعيد طاقتي لدفعك ما زلت بحاجة لمساعدتي وطاقتي:
دعني اتحسسك بداخلي وامرر يدي عليك، بقاؤك بداخلي سيؤذيك ... حياتك في خروجك مني بقاؤك في داخلي سيؤذيني ...حياتي في خروجك مني.
لو تعرف كم احبك كم اشعر بك.... شعرت بك منذ ان نبتت خلاياك في لحمي آمنت بوجودك حتى قبل ان يجزم الطبيب اني احملك؟؟ وعندما انتابني النزف اول عهدي بك جلسوا حولي مثلما هم الآن وقالوا:
- لا تبكي، لا تحزني، سيعوضك الله خيرا منه.
وحدي آمنت بوجودك وقلت لهم اني لأجد ريحك فسخروا مني ، حتى جاء البشير بنتيجة التحليل واكد لهم انك لا تزال حياً بداخلي وان النزف لم يكن اجهاضاً وانما كان منذرا.... وضعت الانذار نصب عيني واجتهدت لأحافظ عليك. رأيتك تكبر باخلي يوما بعد يوم، فرحت بك وانتظرتك حتى جاءات اللحظة...فخانتني قواي ...لا بد ان تخرج أريد ان اراك أن اسمع صرختك ،، ارى ضحكتك أضمك الى حضني الى جوار قلبي ألصق خدك الصغير بخدي اتلمس جلدك الرقيق بيدي اطعمك لبني لتكبر واحميك حتى تستغني عني...
هل تسمعهم ؟؟ يقولون انهم يرون شعرك وان راسك انحشر في عظامي... هل تقدر انهم قد يقطعون لحمي ليتسع مجرى خروجك أو بعد كل هذا العناء يشقون بطني ليخرجوك خشية الا يدركوك .. هل انت خائف؟؟؟ هل اشتد بك الضيق؟؟ وفاق احتمالك الكرب؟؟؟ هل طالك اليأس فقررت الاستسلام؟؟؟
أظننت ان هاهنا قبرك وأن الظلام هو آخر عهدك بالحياة؟ هل فقدت أملك في النور ولم تعد تشتهي الهواء؟؟
هل وصلت الشدة الى قمتها والعسر الى اقصى مداه؟؟
لا تخف سأساعدك...
هي صرخة...
لا املك من طاقتي جميعاً لا صرخة
سأمنحك اياها.
فاما ان تكون صرختي الاخيرة ...
أو نحيا معاً!
منقول:hh13:
دعاء يوسف/جمهورية مصر العربية
مجلة العربي العدد 602 /يناير 2009