حبلى بالثورة ,,,

[ابو قنوة]

عصر بني أمية هو الارقي بين كل عصورنا .. رغم ان بقي قرنا وحيدا ,, رائعا زاخر بحضارة الأمويين .. وما الأوابد المنتصبة في كل البلاد إلا برهانا على أنها كانت حضارة بقي أثرها يحكي مجدا تليدا ,, وصل مداه إلي صقر قريش في اندلسنا ألمحتل ...
*******
العراق كفر به كل من حكمة ,,, وحير كل من استتب له الآمر,,,حتى قيل إن قلوب الكوفيين مع علي وسيوفهم مع معاوية ..
في الكوفة وما حولها،، ويوما ما ,, كان الذي يحكم بسيف بني أمية هو الحجاج بن يوسف ..هو صاحب الأمر في العراق تماما كما هو حجاجنا محمود في هذا المنتدى صاحب الطبل , وإمام العازفين .
الحجاج ابن يوسف كان من دهاه العرب المعدودين في الحكم والجبروت والقوة.. حتى استتب له آمر العراق وصارت لينه طائعة بين يديه...
ويحكى أن امرأة’ فقيرة جاءت له تشتكي لصوصا اعتادوه سرقة دجاجاتها من ألقن,, وأن هذه الدجاجات هي مصدر قوتها وأطفالها ..
الحجاج ,,, وبدهاء العربي صعد إلى المنبر ليخطب في الناس الجمعة ..
فتضاحك الكوفيين على الوالي القصير القامة الأعرج الساق ,,,
فقال : انه لا يغضبه ,, تضاحكهم على ماقد وهبه الله ,,, ولا كثرة اللصوص,, ولا سرقة دجاجات العجوز,,,, ولا أن اللصوص قد يكونون بيننا يصلون الجمعة ,,, ولكن ما يغضبه شديد الغضب ,,, هو أن يأت اللصوص إلى المسجد وريش الدجاج يغطي رؤوسهم ..
وهنا,,, مسح كل أهل الكوفة رؤؤسهم (كانوا كلهم لصوص دجاج)..
********
قناة العربية وشقيقاتها النفطية كانت كما الكوفيين ,,
قلوبهم مع غزة ،،، وسيوفهم في يد إسرائيل ,,,
********
قناة الجزيرة حشدت كل مندوبيها في الشرق الاوسط في غزة .. جاءوا من الأردن ولبنان ومصر وسوريا ومن إسرائيل نفسها ومن الضفة... كلهم اليوم في ضيافة وائل الدحدوح ,, أو على مائدة سامر المسحال,,
سامر المسحال هذا,,, كان من مستشفى الشفاء في غزة ... هو رأس الحربة ,, الذي ستجعله الأيام واحدا ممن صنع أثرا يتردد صداه في كل العالم ,, فأنتظروه ...
احتشدو جميعا .. هذا متخصصا في التقارير عن أنواع الإصابات التي وردت للمشافي .. وهذا مختص في البيوت المدمرة.. وذاك في المدارس المهدمة .. وتلك في المساجد .. وأخر في الآسر والعائلات التي أبيدت عن بكرة أبيها,, واخر يبحث في الفسفور .. وتلك تسفح دموعها على طفولة قد استبيحت ... .الجزيرة تبث يوميا لقاءات مع متخصصين في المحاكمات الدولية ,,, وتقوم بتغطية كل نشاطا هدفه الوصول إلى شيء ما ,,, شيء,,, سوف يهز العالم ..
فريق الجزيرة لا يحتشد في غزة من العدم ..
هنالك أمرا قد دبر في لليل ..
**********
إسرائيل التي أتقنت فن الدعاية والإعلام, أعلنت أنها ستدافع عن جنودها وقادتها , وأنها لن تنشر أسماء قادة الوحدات العسكرية ولن تسمح بنشر صورهم .. وإنها شكلت لجنة لتنسيق دفاعاتها إمام المحاكم الدولية عن جرائم الإبادة والحرب في عدوانها الأخير على غزة ..
إسرائيل بكل لصوصها الخمسة ملايين ينامون فوق البركان ,,,,
قادة إسرائيل يتلمسون طريقهم في العالم ,,,,, تماما كما لصوص الكوفة بعدما سرقوا قن الدجاج ,,,
المعركة ألان هي بين قناة الجزيرة.. ولصوص إسرائيل .
إسرائيل وكلابها سيقفون في قفص الاتهام أمام محاكم جرائم الحرب .. والابادة الجماعية ,,,
الإسرائيليون اللان يمسحون أنيابهم امام العالم ,,, ((فكلهم قتلة أطفال ))
والجزيرة هي من ستقصم ظهر إسرائيل بسلاح طالما أتقنت إسرائيل فن استخدامه..
*****
غزة حتما ليست العجوز التي سرقو دجاجاتها ,, ولكن اسرائيل تأكيدا هي لص القن ,,,
قناة العربية خرجت من دورتها الشهرية واستلقت على سرير النفط ,,
والجزيرة وحدها هي من يعتلي المنبر .....
المأجرون سيذهبون والمارقون .. سيتم دفنهم ..
وان سال الدم ...
وان تمزقت اجساد الاولاد...
فأن يد الشر ..
لن تجد ...
فرسا تنقاد ..
وان بقى ... قناص الاشاعة ..
لم يزل ...
في السيل العكر يصطاد ....

غزة كطائر العنقاء تخرج من بين الرماد ,, تأبى ان تكون,,, الا عربية,,لا يشق عنان سمائها الا النداء الخالد ,, نداء الله اكبر فوق كيد المعتدي ,,, تصحو مع الفجر,, على كرامتها , وعزة لا تموت , وتموت ,, تموت غزة وتنتحر على خنجر العروبة ,, ولا يدنس ترابها كلبا يهودي ,,
إسرائيل سقطت كل انيابها, وتكسرت مخالبها ,, وغزة عربية سمراء ,, في بكل انوثتها , تمتشق سيفا .. وراية ,,,
إسرائيل تغرق في بحرنا الميت , وتاهت في طور سيناء ,, و شمس غزة تشرق من جديد ,,,
انتظروا الأيام ,, أنها حبلى بالثورة ,,,
.........
السلام عليكم ،،،،

[اسرار]

هـذي البـلادُ شـقَّـةٌ مَفـروشـةٌ ، يملُكُها شخصٌ يُسَمّى عَنترَهْ …
يسـكَرُ طوالَ الليل عنـدَ بابهـا ، و يجمَعُ الإيجـارَ من سُكّـانهـا ..
وَ يَطلُبُ الزواجَ من نسـوانهـا ، وَ يُطلقُ النـارَ على الأشجـار …
و الأطفـال … و العيـون … و الأثـداء …والضفـائر المُعَطّـرَهْ ...
هـذي البـلادُ كلُّهـا مَزرَعَـةٌ شخصيّـةٌ لعَنـترَهْ …
سـماؤهـا .. هَواؤهـا … نسـاؤها … حُقولُهـا المُخضَوضَرَهْ …
كلُّ البنايـات – هنـا – يَسـكُنُ فيها عَـنتَرَهْ …
كلُّ الشـبابيك علَيـها صـورَةٌ لعَـنتَرَهْ …
كلُّ الميـادين هُنـا ، تحمـلُ اسـمَ عَــنتَرَهْ …
عَــنتَرَةٌ يُقـيمُ فـي ثيـابنـا … فـي ربطـة الخـبز …
و فـي زجـاجـة الكُولا ، وَ فـي أحـلامنـا المُحتَضـرَهْ ...
مـدينـةٌ مَهـجورَةٌ مُهَجّـرَهْ …
لم يبقَ – فيها – فأرةٌ ، أو نملَـةٌ ، أو جدوَلٌ ، أو شـجَرَهْ …
لاشـيء – فيها – يُدهشُ السّـياح إلاّ الصـورَةُ الرسميّـة المُقَرَّرَهْ ..
للجـنرال عَــنتَرَهْ …
فـي عرَبـات الخَـسّ ، و البـطّيخ …
فــي البـاصـات ، فـي مَحطّـة القطـار ، فـي جمارك المطـار..
فـي طوابـع البريـد ، في ملاعب الفوتبول ، فـي مطاعم البيتزا …
و فـي كُلّ فئـات العُمـلَة المُزَوَّرَهْ …
فـي غرفَـة الجلوس … فـي الحمّـام .. فـي المرحاض ..
فـي ميـلاده السَـعيد ، فـي ختّـانه المَجيـد ..
فـي قُصـوره الشـامخَـة ، البـاذخَـة ، المُسَـوَّرَهْ …
مـا من جـديدٍ في حيـاة هـذي المـدينَـةُ المُسـتَعمَرَهْ …
فَحُزنُنـا مُكّرَّرٌ ، وَمَوتُنـا مُكَرَّرٌ ،ونكهَةُ القهوَة في شفاهنـا مُكَرَّرَهْ …
فَمُنذُ أَنْ وُلدنـا ،و نَحنُ مَحبوسُونَ فـي زجـاجة الثقافة المُـدَوَّرَهْ …
وَمُـذْ دَخَلـنَا المَدرَسَـهْ ،و نحنُ لانَدرُسُ إلاّ سيرَةً ذاتيّـةً واحـدَهً …
تـُخبرنـا عـن عَضـلات عَـنتَرَهْ …
وَ مَكـرُمات عَــنتَرَهْ … وَ مُعجزات عَــنتَرَهْ …
ولا نرى في كلّ دُور السينما إلاّ شريطاً عربيّاً مُضجراً يلعبُ فيه عَنتَرَهْ …
لا شـيء – في إذاعَـة الصـباح – نهتـمُّ به …
فـالخـبَرُ الأوّلُــ – فيهـا – خبرٌ عن عَــنترَهْ …
و الخَـبَرُ الأخـيرُ – فيهـا – خَبَرٌ عن عَــنتَرَهْ …
لا شـيءَ – في البرنامج الثـاني – سـوَى :
عـزفٌ – عـلى القـانون – من مُؤلَّفـات عَــنتَرَهْ …
وَ لَـوحَـةٌ زيتيّـةٌ من خـربَشــات عَــنتَرَهْ ...
و بـاقَـةٌ من أردَئ الشـعر بصـوت عـنترَهْ …
هذي بلادٌ يَمنَحُ المُثَقَّفونَ – فيها – صَوتَهُم ،لسَـيّد المُثَقَّفينَ عَنتَرَهْ …
يُجَمّلُونَ قـُبحَهُ ، يُؤَرّخونَ عصرَهُ ، و ينشُرونَ فكرَهُ …
و يَقـرَعونَ الطبـلَ فـي حـروبـه المُظـفَّرَهْ …
لا نَجـمَ – في شـاشَـة التلفـاز – إلاّ عَــنتَرَهْ …
بقَـدّه المَيَّـاس ، أو ضحكَـته المُعَبـرَهْ …
يـوماً بزيّ الدُوق و الأمير … يـوماً بزيّ الكادحٍ الفـقير …
يـوماً عـلى طـائرَةٍ سَـمتيّـةٍ .. يَوماً على دبّابَة روسيّـةٍ …
يـوماً عـلى مُجَـنزَرَهْ …
يـوماً عـلى أضـلاعنـا المُكَسَّـرَهْ …
لا أحَـدٌ يجـرُؤُ أن يقـولَ : " لا " ، للجـنرال عَــنتَرَهْ …
لا أحَـدٌ يجرؤُ أن يسـألَ أهلَ العلم – في المدينَة – عَن حُكم عَنتَرَهْ …
إنَّ الخيارات هنا ، مَحدودَةٌ ،بينَ دخول السَجن ،أو دخول المَقبَرَهْ ..
لا شـيء فـي مدينَة المائة و خمسين مليون تابوت سوى …
تلاوَةُ القُرآن ، و السُرادقُ الكبير ، و الجنائز المُنتَظرَهْ …
لا شيء ،إلاَّ رجُلٌ يبيعُ - في حقيبَةٍ - تذاكرَ الدخول للقبر ، يُدعى عَنتَرهْ …
عَــنتَرَةُ العَبسـيُّ … لا يَترُكنـا دقيقةً واحدَةً …
فـ مَرّةَ ، يـأكُلُ من طعامنـا … و َمـرَّةً يشرَبُ من شـرابنـا …
وَ مَرَّةً يَندَسُّ فـي فراشـنا … وَ مـرَّةً يزورُنـا مُسَـلَّحاً …
ليَقبَضَ الإيجـار عن بلادنـا المُسـتأجَرَهْ

[دانا]

صح السانك اخي على هذا الكلام الذي اختصر كل ما حدث في تلك الحرب
سلمت على ذلك التعبير الذي يمسنا شكرا ابو قنوة على اختصار المعاناة

[ابو قنوة]

بعضا من نفحاتك يا دانا .سلمتي ..

[كامل السوالقة]

تسلم اخى على ما خط قلمك
*****
غزة حتما ليست العجوز التي سرقو دجاجاتها ,, ولكن اسرائيل تأكيدا هي لص القن ,,,
قناة العربية خرجت من دورتها الشهرية واستلقت على سرير النفط ,,
والجزيرة وحدها هي من يعتلي المنبر .....
المأجرون سيذهبون والمارقون .. سيتم دفنهم ..
وان سال الدم ...
وان تمزقت اجساد الاولاد...
فأن يد الشر ..
لن تجد ...
فرسا تنقاد ..
وان بقى ... قناص الاشاعة ..
لم يزل ...
في السيل العكر يصطاد ....