ميسم الجنوب
30-12-2008, 13:15
قضاء وقدر
(ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها)
جف القلم, رُفِعت الصحف, قضي الأمر, كتبت المقادير
(لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)
"ما أصابك لم يكن ليخطئك, وما أخطأك لم يكن ليصيبك"
إن هذه العقيدة إذا رسخت في نفسك, وقرت في ضميرك, صارت البلية عطية, والمحنة منحة
وكل الوقائع جوائز, وأوسمة "من يُرد الله به خيرا يُصب منه"
فلا يصيبك قلق من مرض أو موت ابن, أو خسارة مالية, أو احتراق بيت, فإن الباري قد قدّر, والقضاء
قد حلو والإختيار هكذا, والخيرة لله, والأجر حصل , والذنب كُفِّر.
هنيئا لأهل المصائب صبرهم ورضاهم عن الآخذ, المعطي, القابض, الباسط ....
(لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون)
ولن تهدأ أعصابك وتسكن بلابل نفسك, وتذهب وساوس صدرك حتى تؤمن بالقضاء والقدر.
جف القلم بما أنت لاق, فلا تذهب نفسك حسرات, لا تظن أنه كان بوسعك إيقاف الجدار أن ينهار,
وحبس الماء أن ينسكب, ومنع الريح أن تهب, وحفظ الزجاج أن ينكسر, هذا ليس بصحيح على
رغمي ورغمك. فلتهدأ بالك إذا فعلت الأسباب, وبذلت الحيل, ثم وقع ماكنت تحذر منه, فهذا هو
الذي كان ينبغي أن يقع ولا تقل :"لو أني فعلت كذا وكذا, لكان كذا, ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل"
ما مضى فات...
تذكـُّر الماضي والتفاعل معه واستحضاره, والحزن لمآسيه …
حمقٌ وجنون, وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة ...
إن ملف الماضي عند العقلاء ينطوى ولا يروى ...
يغلق عليه أبدا في زنزانة النسيان ...
يقيد بحبال قوية في سجن الإهمال, فلا يخرج أبدا ...
ويوصد عليه فلا يرى النور, لأنه مضى وانتهى ....
لا الحزن يعيده, لا الهم يصلحه, لا الغم يصححه, لا الكدر يحييه, لأنه عدم ...
لا تعش في كابوس الماضي, وتحت مظلة الفائت ...
أنقذ نفسك من شبح الماضي, أتريد أن تَرُدّ النهر إلى مصبه, والشمس إلى مطلعها, والطفل إلى
بطن أمه والدمعة إلى العين .....
إن تفاعلك مع الماضي وقلقك منه واحتراقك بناره, انطراحك على أعتابه وضع مأساوي...
رهيب ...مخيف... مفزع...
إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ...
ولا يلتفتون إلى الخلف ...
لأن الريح تتجه إلى الأمام ...
والماء ينحدر إلى الأمام ...
والقافلة تسير إلى الأمام ...
فلا تخالف سنة الحياة.
نحن
كل ساعة لا تقترب بك من مقصدك فهي وبال عليك
وذلك لأنها سحبت من عمرك, وخصمت من رصيدك
كم ننام ولا نتهجد….
كم نلغوا ولا نسبح…
كم نأكل ولا نصوم التطوع…
آآآآه…ما أشد البطالة, وما أكثر الغفلة, وما أحرصنا على تضييع الأوقات نتذاكر في تصريف الدقائق
والثواني ونحث الخطى في صرف الزمان هدرا..
لا نبكي على خطيئة سلفت..
ولا نُسر بفرصة للخير سنحت..
نأكل أكثر مما نعمل ..
نلهو والأمر جد..
في الرؤوس أرطال كثيفة من النوم..ومن الأعصاب مقادير ضخمة من البرود..تثلجت الأدمغة
وهي بحاجة إلى سياط حديدية محماة من سير السلف وأخبار السلف وعبادة السلف..
صيدلية خاصة
اذا شكوت من قسوة قلبك, وإعراضه وغلظته ولهوه فعليك بترياق مجرب, ومرهم معروف ودواء شهد بنفعه الرسل عليهم السلام, ونصح به الصالحون, وحمده المجربون…
إنه الدعاء, فلا مثل الدعاء أبدا..
استمر عليه, وأكثر منه, وادع بصلاح قلبك وعملك خاصة في السجود, وأدبار الصلوات وساعة
الجمعة بإخلاص وحضور ....فسوف تجد في قلبك من الرقة والخشية والإنابة خاصة إذا أدمنت الدعاء
وأكثرت المسألة وألححت في الطلب ...فلا صلاح إلا من عنده سبحانه ولا نفع إلا من هناك ..
(أمن يجيب دعوة المضطر إذا دعاه)
(ادعوني أستجب لكم)
(ادعوا ربكم تضرعا وخفية)
(ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها)
جف القلم, رُفِعت الصحف, قضي الأمر, كتبت المقادير
(لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)
"ما أصابك لم يكن ليخطئك, وما أخطأك لم يكن ليصيبك"
إن هذه العقيدة إذا رسخت في نفسك, وقرت في ضميرك, صارت البلية عطية, والمحنة منحة
وكل الوقائع جوائز, وأوسمة "من يُرد الله به خيرا يُصب منه"
فلا يصيبك قلق من مرض أو موت ابن, أو خسارة مالية, أو احتراق بيت, فإن الباري قد قدّر, والقضاء
قد حلو والإختيار هكذا, والخيرة لله, والأجر حصل , والذنب كُفِّر.
هنيئا لأهل المصائب صبرهم ورضاهم عن الآخذ, المعطي, القابض, الباسط ....
(لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون)
ولن تهدأ أعصابك وتسكن بلابل نفسك, وتذهب وساوس صدرك حتى تؤمن بالقضاء والقدر.
جف القلم بما أنت لاق, فلا تذهب نفسك حسرات, لا تظن أنه كان بوسعك إيقاف الجدار أن ينهار,
وحبس الماء أن ينسكب, ومنع الريح أن تهب, وحفظ الزجاج أن ينكسر, هذا ليس بصحيح على
رغمي ورغمك. فلتهدأ بالك إذا فعلت الأسباب, وبذلت الحيل, ثم وقع ماكنت تحذر منه, فهذا هو
الذي كان ينبغي أن يقع ولا تقل :"لو أني فعلت كذا وكذا, لكان كذا, ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل"
ما مضى فات...
تذكـُّر الماضي والتفاعل معه واستحضاره, والحزن لمآسيه …
حمقٌ وجنون, وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة ...
إن ملف الماضي عند العقلاء ينطوى ولا يروى ...
يغلق عليه أبدا في زنزانة النسيان ...
يقيد بحبال قوية في سجن الإهمال, فلا يخرج أبدا ...
ويوصد عليه فلا يرى النور, لأنه مضى وانتهى ....
لا الحزن يعيده, لا الهم يصلحه, لا الغم يصححه, لا الكدر يحييه, لأنه عدم ...
لا تعش في كابوس الماضي, وتحت مظلة الفائت ...
أنقذ نفسك من شبح الماضي, أتريد أن تَرُدّ النهر إلى مصبه, والشمس إلى مطلعها, والطفل إلى
بطن أمه والدمعة إلى العين .....
إن تفاعلك مع الماضي وقلقك منه واحتراقك بناره, انطراحك على أعتابه وضع مأساوي...
رهيب ...مخيف... مفزع...
إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ...
ولا يلتفتون إلى الخلف ...
لأن الريح تتجه إلى الأمام ...
والماء ينحدر إلى الأمام ...
والقافلة تسير إلى الأمام ...
فلا تخالف سنة الحياة.
نحن
كل ساعة لا تقترب بك من مقصدك فهي وبال عليك
وذلك لأنها سحبت من عمرك, وخصمت من رصيدك
كم ننام ولا نتهجد….
كم نلغوا ولا نسبح…
كم نأكل ولا نصوم التطوع…
آآآآه…ما أشد البطالة, وما أكثر الغفلة, وما أحرصنا على تضييع الأوقات نتذاكر في تصريف الدقائق
والثواني ونحث الخطى في صرف الزمان هدرا..
لا نبكي على خطيئة سلفت..
ولا نُسر بفرصة للخير سنحت..
نأكل أكثر مما نعمل ..
نلهو والأمر جد..
في الرؤوس أرطال كثيفة من النوم..ومن الأعصاب مقادير ضخمة من البرود..تثلجت الأدمغة
وهي بحاجة إلى سياط حديدية محماة من سير السلف وأخبار السلف وعبادة السلف..
صيدلية خاصة
اذا شكوت من قسوة قلبك, وإعراضه وغلظته ولهوه فعليك بترياق مجرب, ومرهم معروف ودواء شهد بنفعه الرسل عليهم السلام, ونصح به الصالحون, وحمده المجربون…
إنه الدعاء, فلا مثل الدعاء أبدا..
استمر عليه, وأكثر منه, وادع بصلاح قلبك وعملك خاصة في السجود, وأدبار الصلوات وساعة
الجمعة بإخلاص وحضور ....فسوف تجد في قلبك من الرقة والخشية والإنابة خاصة إذا أدمنت الدعاء
وأكثرت المسألة وألححت في الطلب ...فلا صلاح إلا من عنده سبحانه ولا نفع إلا من هناك ..
(أمن يجيب دعوة المضطر إذا دعاه)
(ادعوني أستجب لكم)
(ادعوا ربكم تضرعا وخفية)