ميسم الجنوب
30-12-2008, 09:39
إن الإسلامَ يُوصي أن نغرس فضيلة الصدق في نفوس الأطفال حتى يشبوا عليها، وقد ألفوها في أقوالهم وأفعالهم وجميع أحوالهم.
وسائل الحث على الصدق:
1- الموعظة: لقد أرشدتنا الآيات القرآنية والأحاديث النبوية إلى أهمية غرس الصدق حتى في أشدِّ الظروف، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)﴾ (التوبة)، ﴿والصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ.... أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ (الأحزاب: من الآية 35) ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "عليكم بالصدق، وإن رأيتم فيه الهلكة، فإن فيه النجاة"، ويقول أيضًا: "الصدق طمأنينة والكذب ريبة".
ونرى في سيرة السلف الصالح حرصهم الشديد على الصدق، فهذا الشيخ عبد القادر الكيلاني يقول: عقدت أمري منذ طفولتي على الصدق فخرجتُ من مكة إلى بغداد لطلب العلم فأعطتني أمي أربعين دينارًا لأستعين بها على معيشتي وعاهدتني على الصدق، فلما وصلنا أرض همدان خرج علينا جماعة من اللصوص فأخذوا القافلة كلها، وقال لي واحدٌ منهم : ما معك؟ قلت: أربعون دينارًا، فظن أني أهزأ، فتركني وسألني آخر فقالت 40 دينارًا، فأخذهم مني كبيرهم فقال لي: ما حملك على الصدق؟ فقلت: عاهدتني أمي على الصدق فأخاف أن أخون عهدها، فأخذت الخشيةُ رئيسَ اللصوص فصاح وقال: أنت تخاف أن تخون أمك وأنا لا أخاف أن أخون عهد الله؟ ثم أمر برد ما أخذوه من القافلة، وقال أنا تائبٌ على يدك، فقال مَن معه أنت كبيرنا في قطع الطريق وأنت اليوم كبيرنا في التوبة فتابوا جميعًا بسبب الصدق.
- نُذكِّرهم بفضل الصدق، وما أعده الله للصادقين والجنة، وما فيها من نعيم.
2- تنمية الضمير: والمراقبة لأنه قد يكذب الابن ويصدقه الآخرون والله يعلم أنه كاذب، فالله يسمعه ويراه ويعلم السر وأخفى حتى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء.. فيجب أن نُكرر عليه مقولة "الله معي، الله ناظري، الله شاهد عليّ".
3- القدوة: إن القدوة أقوى وسيلة مؤثرة في الأبناء ولا تكفي مائة موعظة إذا فُقِدَت، فإذا طرق الباب مثلاً أو رن الهاتف وقلت لابنك قل لها إنني غير موجودة (لأنكِ كنتِ متعبةً في هذا الوقت) فهذا تدريبٌ للأبناء على الكذب.
- صفة الصدق اتصف بها رسولنا الكريم من قبل البعثة وهو قدوتنا.
- قصة الصحابي عندما كان غلامًا ودعته أمه يومًا، وقالت له تعال أعطك. فقال لها رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "ما أردتِ أن تعطيه". قالت: أردتِ أن أُعطيه تمرًا. فقال: "لو لم تعطيه شيئًا كُتِبَت عليكِ كذبة".
- باع صحابي شيئًا للرسول ووعده بالحضور فانتظره الرسول- صلى الله عليه وسلم- فنسي الرجل ثم تذكَّر بعد ثلاثة أيام فإذا بالرسول- صلى الله عليه وسلم- في مكانه فقال: "يا فتى! لقد شققت عليَّ؛ أنا هاهنا منذ ثلاث أنتظرك.
4- بالقصة: القصة لها تأثيرها الشديد، خاصةً على الأطفال الصغار فنحكي لهم قصص مثل:
- قصة الولد الذي كان يذهب إلى البحر ويدَّعي الغرق.
- قصة عبد القادر الكيلاني.
- قصة سورة التوبة (كعب بن مالك رضي الله عنه)
- قصص أخرى: يُحكَى أنَّ هاربًا لجأ إلى أحد الصّالحين، وقال له: أخفني عن طالبي. فقال له: نم هنا. وألقى عليه حزمة من الخوص، فلما جاء طالبوه سألوا عنه، قال لهم: ها هو تحت الخوص. فظنوا أنه يسخر منهم فتركوه ونجا ببركة صدق الرجل الصالح.
5- الأناشيد: أي نشيد يحثُّ على الصدق، مثل:
بالسوءِ يُوْصَفُ مَنْ كَذَبْ والصدق مِنْ حُسنِ الأَدَبْ
فاصْدُقْ بقـولكَ يا فتى لا تخْشَ لومًا أو عَتَـبْ
والصدقُ أَنْجى إنْ يكنْ للخوفِ معنى أو سَبَبْ
6- الدعاء: "اللهم إني أسألك لسانًا صادقًا وقلبًا سليمًا" وغيرها من الأدعية.
إذا راع الأبوان الأسلوب التربوي السليم في تربية أبنائهم على الصدق فإنه سيصبح إن شاءَ الله الصدق صفة فيه ويكون من الصادقين بإذن الله؛ ولذلك يفضل على الأبوين المبالغة في الحث على الصدق.
ولكن رغم سعي الآباء في تربيتهم لأبنائهم على الصدق إلا أنه قد يحدث أن يكذب دون أن يقصد بذلك الكذب ويظنه الآباء كذبًا متعمدًا ويعاقبون عليه عقابًا شديدًا دون دراسة الموضوع.
الكذب والترهيب منه
- الكذب: هو صفة مكتسبة يتعلمها الطفل من المحيطين به وينطوي الكذب على رذائل خُلُقيّة عديدة؛ لأنه يُستغَل في تغطية الغش والخيانة والسرقة، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "كبرت خيانة أن تُحدِّث أخاك حديثًا هو لك مُصَدِّق وأنت له كاذب".
- الترهيب منه: قال الرسول عليه الصلاة والسلام: "آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب..."، "يطبع المؤمن على كل خلة إلا الخيانة والكذب"، وسُئل: "أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: نعم، أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: نعم، أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: لا".
وللكذب مظاهر عديدة فيكذب الطفل عنادًا أو تحديًا لوالديه اللذين يُعاقِباه بشدة ويكذب هربًا من العقاب ويكذب عدوانًا على أخيه الأصغر الذي يغار منه وقد يكذب مزاحًا مع أصدقائه.
ملحوظتان:
1- يخطئ الآباء إذا أجبروا طفلهم على الاعتراف بالخطأ ويُضيّقوا عليه في أقواله وأفعاله دون مراعاة لطبيعة شخصيته ومرحلة نموه فيضطر إلى اصطناع الصدق حتى يرضي والديه وهو مكره.
2- عندما يعترف الطفل أنه قال كاذبًا أو اقترف باطلاً فإنهم يعاقبونه وهم في هذه الحالة كأنهم يعاقبونه على الصدق.
3- إذا عولِج الكذب بالضرب والتشهير والإذلال فإنه يأتي بطريقةٍ عكسيةٍ فيجعل الطفل يلجأ إلى الإصرار والتفنن في إخفاء الحقائق وتتأصل فيه صفة الكذب.
وسائل الحث على الصدق:
1- الموعظة: لقد أرشدتنا الآيات القرآنية والأحاديث النبوية إلى أهمية غرس الصدق حتى في أشدِّ الظروف، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)﴾ (التوبة)، ﴿والصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ.... أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ (الأحزاب: من الآية 35) ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "عليكم بالصدق، وإن رأيتم فيه الهلكة، فإن فيه النجاة"، ويقول أيضًا: "الصدق طمأنينة والكذب ريبة".
ونرى في سيرة السلف الصالح حرصهم الشديد على الصدق، فهذا الشيخ عبد القادر الكيلاني يقول: عقدت أمري منذ طفولتي على الصدق فخرجتُ من مكة إلى بغداد لطلب العلم فأعطتني أمي أربعين دينارًا لأستعين بها على معيشتي وعاهدتني على الصدق، فلما وصلنا أرض همدان خرج علينا جماعة من اللصوص فأخذوا القافلة كلها، وقال لي واحدٌ منهم : ما معك؟ قلت: أربعون دينارًا، فظن أني أهزأ، فتركني وسألني آخر فقالت 40 دينارًا، فأخذهم مني كبيرهم فقال لي: ما حملك على الصدق؟ فقلت: عاهدتني أمي على الصدق فأخاف أن أخون عهدها، فأخذت الخشيةُ رئيسَ اللصوص فصاح وقال: أنت تخاف أن تخون أمك وأنا لا أخاف أن أخون عهد الله؟ ثم أمر برد ما أخذوه من القافلة، وقال أنا تائبٌ على يدك، فقال مَن معه أنت كبيرنا في قطع الطريق وأنت اليوم كبيرنا في التوبة فتابوا جميعًا بسبب الصدق.
- نُذكِّرهم بفضل الصدق، وما أعده الله للصادقين والجنة، وما فيها من نعيم.
2- تنمية الضمير: والمراقبة لأنه قد يكذب الابن ويصدقه الآخرون والله يعلم أنه كاذب، فالله يسمعه ويراه ويعلم السر وأخفى حتى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء.. فيجب أن نُكرر عليه مقولة "الله معي، الله ناظري، الله شاهد عليّ".
3- القدوة: إن القدوة أقوى وسيلة مؤثرة في الأبناء ولا تكفي مائة موعظة إذا فُقِدَت، فإذا طرق الباب مثلاً أو رن الهاتف وقلت لابنك قل لها إنني غير موجودة (لأنكِ كنتِ متعبةً في هذا الوقت) فهذا تدريبٌ للأبناء على الكذب.
- صفة الصدق اتصف بها رسولنا الكريم من قبل البعثة وهو قدوتنا.
- قصة الصحابي عندما كان غلامًا ودعته أمه يومًا، وقالت له تعال أعطك. فقال لها رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "ما أردتِ أن تعطيه". قالت: أردتِ أن أُعطيه تمرًا. فقال: "لو لم تعطيه شيئًا كُتِبَت عليكِ كذبة".
- باع صحابي شيئًا للرسول ووعده بالحضور فانتظره الرسول- صلى الله عليه وسلم- فنسي الرجل ثم تذكَّر بعد ثلاثة أيام فإذا بالرسول- صلى الله عليه وسلم- في مكانه فقال: "يا فتى! لقد شققت عليَّ؛ أنا هاهنا منذ ثلاث أنتظرك.
4- بالقصة: القصة لها تأثيرها الشديد، خاصةً على الأطفال الصغار فنحكي لهم قصص مثل:
- قصة الولد الذي كان يذهب إلى البحر ويدَّعي الغرق.
- قصة عبد القادر الكيلاني.
- قصة سورة التوبة (كعب بن مالك رضي الله عنه)
- قصص أخرى: يُحكَى أنَّ هاربًا لجأ إلى أحد الصّالحين، وقال له: أخفني عن طالبي. فقال له: نم هنا. وألقى عليه حزمة من الخوص، فلما جاء طالبوه سألوا عنه، قال لهم: ها هو تحت الخوص. فظنوا أنه يسخر منهم فتركوه ونجا ببركة صدق الرجل الصالح.
5- الأناشيد: أي نشيد يحثُّ على الصدق، مثل:
بالسوءِ يُوْصَفُ مَنْ كَذَبْ والصدق مِنْ حُسنِ الأَدَبْ
فاصْدُقْ بقـولكَ يا فتى لا تخْشَ لومًا أو عَتَـبْ
والصدقُ أَنْجى إنْ يكنْ للخوفِ معنى أو سَبَبْ
6- الدعاء: "اللهم إني أسألك لسانًا صادقًا وقلبًا سليمًا" وغيرها من الأدعية.
إذا راع الأبوان الأسلوب التربوي السليم في تربية أبنائهم على الصدق فإنه سيصبح إن شاءَ الله الصدق صفة فيه ويكون من الصادقين بإذن الله؛ ولذلك يفضل على الأبوين المبالغة في الحث على الصدق.
ولكن رغم سعي الآباء في تربيتهم لأبنائهم على الصدق إلا أنه قد يحدث أن يكذب دون أن يقصد بذلك الكذب ويظنه الآباء كذبًا متعمدًا ويعاقبون عليه عقابًا شديدًا دون دراسة الموضوع.
الكذب والترهيب منه
- الكذب: هو صفة مكتسبة يتعلمها الطفل من المحيطين به وينطوي الكذب على رذائل خُلُقيّة عديدة؛ لأنه يُستغَل في تغطية الغش والخيانة والسرقة، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "كبرت خيانة أن تُحدِّث أخاك حديثًا هو لك مُصَدِّق وأنت له كاذب".
- الترهيب منه: قال الرسول عليه الصلاة والسلام: "آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب..."، "يطبع المؤمن على كل خلة إلا الخيانة والكذب"، وسُئل: "أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: نعم، أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: نعم، أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: لا".
وللكذب مظاهر عديدة فيكذب الطفل عنادًا أو تحديًا لوالديه اللذين يُعاقِباه بشدة ويكذب هربًا من العقاب ويكذب عدوانًا على أخيه الأصغر الذي يغار منه وقد يكذب مزاحًا مع أصدقائه.
ملحوظتان:
1- يخطئ الآباء إذا أجبروا طفلهم على الاعتراف بالخطأ ويُضيّقوا عليه في أقواله وأفعاله دون مراعاة لطبيعة شخصيته ومرحلة نموه فيضطر إلى اصطناع الصدق حتى يرضي والديه وهو مكره.
2- عندما يعترف الطفل أنه قال كاذبًا أو اقترف باطلاً فإنهم يعاقبونه وهم في هذه الحالة كأنهم يعاقبونه على الصدق.
3- إذا عولِج الكذب بالضرب والتشهير والإذلال فإنه يأتي بطريقةٍ عكسيةٍ فيجعل الطفل يلجأ إلى الإصرار والتفنن في إخفاء الحقائق وتتأصل فيه صفة الكذب.