المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اؤلئك هم اهلنا


صوت الكرك
22-12-2008, 09:47
اؤلئك هم اهلنا


ليست العبْرة بمجد السيف، ولكن بكرامة الخُلق”


(هوراس)



قال الكسائي اللغوي: “يموت الكسائي، وفي نفسه شيء من “حَتّى”. نعم ف”حتّى” تجيز لك أن تعرب ما بعدها كما تشاء”.



وبيننا، وفي تاريخنا القديم والقريب، كما في تاريخ غيرنا من الأقوام الحاضرة والغاربة، ذوات مثل “حتى”، هم كالبلسم، أو كما هو العربي المسمى محمد بن الحسين، حين كان على طريق بمكة، في يوم هاجرة، فبكى خشية على الإبل من ذلك الحرّ الشديد.



قال له صاحب له يرافقه: “لو دَعوْتَ الله أن يمطر علينا، كان أخف على هذه الإبل؟” فنظر ذلك العربي إلى السماء وقال: “لو شاءَ ربي.. فَعَلْ”. فوالله ما كان ان تكلم حتى نشأت سحابة، وهطلت.. كما روى صاحبه.



نريد مطراً، يا رب.



مطر صداقات لا تمحوها حتى الإكراهات.



مطر أخوّة لا يكدرها سوء فهم سوق العمل.



مطر، هو رجل، كما سفيان الثوري.



مطر، كما هي رابعة.



وقرأتُ، ان أبا مسلم الخولاني “خرج إلى السوق بدرهم ليشتري لأهله دقيقاً، فعرض له سائل فأعطاه بعضه. ثم عرض له آخر فأعطاه الباقي، وأتى إلى النجارين، فملأ مِزْوَدة من نشارة الخشب وأتى به منزله وخرج هارباً من أهله. فأخذت المرأة المزْوَدَ فإذا دقيق خالص، فعجنت وخبزت. فلما جاء قال: من أين هذا؟ قالت: الدقيق الذي جئت به”.



وكأني بالسيدة رابعة عندما اقتبلت الكعبة، في حكايتها المعروفة.



وروى أحد الصلحاء، انه كان عند بئر زمزم ذات موسم، فرأى رجلاً يرسل دلوه إلى الماء، فيشرب منه، فأخذ ذلك الصالح بقية الماء، فإذا به تطيّب برائحة اللوز. وكان الرجل الذي يتناول الماء من البئر، يجهد لكي لا يعرفه أحد.



تكررت هذه المشاهدة، حتى هل موسم ثالث، فقال ذلك الرجل الصالح، رأيت الرجل يتقدم من البئر، وهو يخفي وجهه عن الناس، فأدنى دلوه من الماء، ثم رفعه وشرب منه رشفة، وكان لي حظ من بقيته، فإذا هو ألذّ من العسل.



هنا، قال ذلك الرجل الصالح: “قلت: من أنت؟ قال: تكتّم علي حتى أموت. قلت: نعم. قال: أنا سفيان”.



ولكن بيننا، في ماضينا البعيد والقريب، كما في ماضي غيرنا في القريب والبعيد، من لم يتورع كذلك الجندي الذي في منطقة قزوين، اعتاد مؤذن المسجد أن يراه عند حلول وقت الصلاة، فلما افتقده مرة وثانية وثالثة ورابعة، ذهب إليه في داره، فقرع الباب، فخرج الجندي إليه، فسأله المؤذن: أبو مَنْ؟ قال: أبوالجحيم.



فأين هذا الجندي من أولئك.



والعبرة بالعمل والتجربة. منّا من يخلص في العمل، وهو يحمل معه زوادته الفارغة إلا من الثقة بالناس. ومنا من يخلص في العمل ظاهراً، ويريك الكراهة والضغينة باطناً.



وشرّ الخلق من لم يتورّع.



والله من وراء القصد. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ منقول ( آرام )

هبة الرحمن
22-12-2008, 13:54
والعبرة بالعمل والتجربة. منّا من يخلص في العمل، وهو يحمل معه زوادته الفارغة إلا من الثقة بالناس. ومنا من يخلص في العمل ظاهراً، ويريك الكراهة والضغينة باطناً.


هكذا هم البشر
نتمنى ان يوجد انسان صادق صدوق جندي مجهول
هذه هي امنيتنا في الحياة

يعطيك الف عافيه خيي على النقل الرائع