المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة نوح للاطفال ... من قصص الانبياء


اسرار
30-11-2008, 12:44
قصة سيدنا نوح عليه السلام................ لتعليم الصغار وتربيتهم
ذات يوم كان سيدنا نوح في منزله جاء رجل عجوز يتوكا على عصا .. كان معه حفيده الصغير .. قال العجوز لحفيده :
ـ انظر يا ولدي إلى هذا الشيخ .. انه رجل مجنون .. عندما تكبر وتصبح شابّاً فاحذر أن يخدعك .. فتترك عبادة ودّ وسواع .. ويغوث ويعوق ونسر .
الصبي أمسك بعصا جدّه وتقدّم إلى سيدنا نوح وضربه على رأسه !!
شعر سيدنا نوح بالألم وفي كل مرّة كان يتحمل ويصبر .. ربّما ينتبهون ذات يوم ويؤمنون بالله الواحد الأحد خالق الحياة والناس والأشجار والأنهار .. خالق كل شيء .
هكذا كان يعيش سيدنا نوح .. حتى إمرأته كانت ضده وقفت إلى جانب الكفّار ..
وكان لسيدنا أولاد كلهم آمنوا به إلاّ واحد كان يتظاهر بالايمان ، ولكنه في الحقيقة كان وثنياً .. لا يؤمن بالله سبحانه .
اللعنة
جاء الملاك من السماء وقال لسيدنا نوح :
ـ مهما تدعو فلن يؤمن أحد منهم .. لا تتعب نفسك معهم أنهم أناس ملعونون ..
هنالك رفع سيدنا نوح يديه إلى السماء وراح يدعو الله أن يطهر الأرض من شرور الكفّار : { رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا } .

سفينة الإنقاذ
أوحى الله سبحانه إلى سيدنا نوح عليه السلام أن يصنع سفينة كبيرة .
كفّ سيدنا نوح عليه السلام عن دعوة قومه .. في البداية تعجّب الكفّار لماذا سكت نوح بعد 950 سنة لماذا لا يدعوهم ؟ لم يعد يراه أحد .
سيدنا نوح انتخب مكاناً خارج القرية لبناء سفينة كبيرة .
كان نوح نجاراً حاذقاً في عمله .. وكان عليه أن يجمع الواح كثيرة وكبيرة من الخشب ..
الناس المؤمنون جاءوا لمساعدة النبي في عمله .. راحوا يجمعون جذوع النخيل والأشجار ويصنعون منها ألواحاً باحجام مختلفة .
لم يكن بناء السفينة سهلاً لأنها كانت سفينة كبيرة جداً .
السفينة التي يريد أن يصنعها سيدنا نوح تتألف من ثلاث طوابق كان طول السفينة أكثر من 200 م في عرض 70 م وارتفاع 25 م .
لم يترك الوثنيون سيدنا نوح وشأنه .. كانوا يأتون إلى مكان العمل ويسخرون من النبي والذين آمنوا ..
كان سيدنا نوح يعمل في صناعة السفينة ، وكان المؤمنون يحملون الواح الخشب وبعضهم يدق المسامير وآخرون يزفتون الأخشاب بالقار .
الوثنيون كانو يسخرون قال بعضهم :
ـ انظروا إلى هؤلاء المجانين يصنعون سفينة في الصحراء .
وقال أحدهم :
ـ أن نوح قد خرف وفقد عقله .
وقال آخر : انه لا يحسن سوى النجارة .. انه نجار حاذق في عمله .. ولكن يا للأسف أنه مجنون .
ـ انه مخادع ربّما يريد أن يبني قصراً كبيراً .
صاح رجل وثني :
ـ يا نوح ماذا تفعل ؟ أين البحر الذي ستمخر فيه سفينتك ضحك الوثنيون وصاح بعضهم :
ـ يا نوح لا تنس الاشرعة .. فالأمواج عنيفة والرياح شديدة
كان الوثنيون يضحكون ويسخرون ..
لم يقل سيدنا نوح شيئاً قال لهم :
ـ سيأتي يوم نسخر فيه منكم كما تسخرون منّا
كان العمل في السفينة شاقاً جداً يتطلّب صبراً طويلاً ..
صبراً على أذى الوثنيين وسخريتهم ، وصبراً على العمل المتواصل والمستمر .
السفينة التي سيصنعها سيدنا نوح سفينة كبيرة .. سفينة لانقاذ النوع البشري .. وانقاذ مختلف الحيوانات من خطر الانقراض .
الله ربّنا اراد أن يطهر الأرض من الشرور والظلم .. يغسلها من كل الاثام .. لهذا أوحى إلى رسوله نوح عله السلام أن يصنع الفلك .. أن يصنع السفينة من أجل انقاذ الناس المؤمنين .. الناس الطيبين ..
اما الظالمين الذين لا يريدون العدالة ولا يحبّون المساواة فيكون مصيرهم الفناء .
استمرّ العمل في صنع السفينة سنين طويلة .. استمرّ سيدنا نوح والمؤمنون يعملون بهمّة ونشاط مدّة ثمانين سنة .
كانت سفينة كبرى .. ومهمتها كبرى فهي سفينة لانقاذ النوع البشري والحيواني من خطر الفناء .
لهذا بذل سيدنا نوح والمؤمنون كل جهودهم في اتمام سفينة الانقاذ .
الوثنيون كانوا يسخرون من النبي والذين آمنوا .. قالوا عنهم ، مجانين وأراذل .. حاربوهم .. اضطهدوهم .. ولكن الأمل في نفوس المؤمنين كان يكبر يوماً بعد آخر .. لأن الله سبحانه سوف يطهّر الأرض من الظلم والعدوان ومن شرور الظالمين ..
سوف تغسل المياه الأرض من الذنوب والآثام .. تصبح نظيفة جداً و طاهرة وعندها سيعيشون في طمأنينة وسلام .. ويحيا أبناؤهم في مجتمع آمن مستقر .
هكذا كان المؤمنون يتحمّلون اذى الوثنيين .. ويتحملون مشاق العمل في صنع أكبر سفينة للإنقاذ .
الانتظار
بعد ثمانين سنة من العمل المتواصل . فرغ سيدنا نوح والمؤمنون من صنع السفينة
أصبحت جاهزة تماماً فقد طليت بالقار .. . ونصبت فيها الاشرعة .. .
كان المؤمنون يأتون اليها وينظرون .. أصبحت السفينة أملهم في حياة افضل .. اصبحت أملهم في الخلاص من الظلم واللامساواة .
كانت السفينة تتألف من ثلاث طوابق طابق سفلي وطابق في الوسط وطابق علويّ .
الطوابق جميعاً كانت مجهزة بنوافذ صغيرة .. في مقدّمة السفينة وفي الطابق الأوسط مقصورة للقيادة .. وهداية السفينة ..
كل شيء كان جاهزاً .. وكان سيدنا نوح والمؤمنون ينتظرون أمر الله سبحانه ..
كان أذى الوثنيين يزداد .. وسخريتهم تزداد .. وتعذيبهم للمؤمنين يزداد .
جاءت امرأة عجوز مع ابنتها الصغيرة إلى سيدنا نوح .. سألته عن يوم الخلاص قالت له :
ـ متى ينقذنا الله من شرّ هؤلاء الكفّار ؟ ..
سيدنا نوح لا يدري متى .. لهذا نظر إلى السماء .. ان الله وحده هو العالم ..
في هذه اللحظة هبط الملاك واخبر سيدنا نوح قال له :
ـ عندما يفور التنور في بيت هذه المرأة .. فاعلم أن موعد الطوفان قد دنا ..
قال سيدنا نوح للمرأة :
ـ ان الله قد جعل لذلك آية وعلامة .. لقد أوحى إليّ الله أن التنور في بيتك سيفور سيخرج منه الماء مثل النافورة .. وهذه علامة ليوم الخلاص .
المرأة العجوز فرحت لهذه الكرامة .. والبنت الصغيرة ابتسمت لهذا الأمل ..
كل يوم كان المؤمنون يأتون إلى منزل المرأة العجوز ..
ينظرون إلى التنور ولكن لا شيء .. وكان سيدنا نوح ينظر إليه أيضاً ولكن لم يخرج منه الماء ..
وفار التنور وذات يوم كانت السماء تزدحم بالغيوم السوداء ، أصبح الفضاء مظلماً جداً ..
كان سيدنا نوح ينظر إلى السماء وينتظر أمر الله .
الوثنيون كانوا يزدادون ظلما وفساداً يقتلون ويسرقون .. يعملون الفواحش .. وكان الشرّ يزداد كل يوم .
جاءت الفتاة الصغيرة إلى نوح .. جاءت تركض قالت له :
ـ لقد فار التنور ..
أسرع سيدنا نوح إلى التنور .. لقد صدق الله وعده التنور تحول إلى نافورة . الماء يتدفق بقوّة .. والمرأة العجوز كانت حائرة لا تدري ماذا تفعل ..
جاء المؤمنون لينظروا إلى آية الله سبحانه .. كان بعضهم ينظر إلى التنور بدهشة وبعضهم ينظر إلى السماء وكان الجميع يبكون من الفرح .
السماء كانت مثقلة بالغيوم .. مليئة بالسحب السوداء .
أصبح النهار مثل الليل ..
هتف سيدنا نوح باتباعه :
ـ هيّا إلى السفينة ..
انطلق الجميع إلىخارج القرية .. كانت السفينة في مكانها كأنها تنتظر المؤمنين ..
وقف سيدنا نوح يشرف على ركوب المؤمنين ..
فجأة لمعت الصواعق في السماء ودوّى الرعد بشدّة .. وهطلت الامطار بغزارة كان المؤمنون يركبون في السفينة الواحد بعد الاخر النساء والرجال .. جاء أولاد نوح كلّهم إلاّ ابن واحد لم يحضر ..
امرأة نوح لم تحضر .. كانت وثنية لم تؤمن برسالة زوجها ..
وحتى لا تنقرض الحيوانات أوعز الله إلى سيدنا نوح ان يدخل من كل حيوان زوجين اثنين ..
لهذا أمر سيدنا نوح أن يخصص الطابق السفلي للحيوانات الكبيرة .. أمّا الطيور فيكون مكانها الطابق العلوي .
الطوفان انفجرت الارض بالعيون .. في الوديان وفي الجبال وكان المطر يزداد غزارة .. والرياح تعصف بشدّة .. والصواعق تسطع في الفضاء والرعود تدوّي في السماء .
الارض تحولت إلى ينابيع فوّارة .. السماء تصبّ الماء مثل الانهار .
أدخلت جميع الحيوانات والطيور .. ووقف المؤمنون في الطابق الأوسط ينظرون من النوافذ إلى الطوفان الهائل .
المياه تنحدر من أعالي الجبال .. الوديان تحولت إلى انهار تتدفق بالماء ، والمطر يهطل بغزارة عجيبة والرياح تعصف ..
وفرّ الوثنيون من القرية .. فرّوا باتجاه الجبال .. لم يصدّقوا بعد كلمات سيدنا نوح .
الإبن الغريق كان سيدنا نوح ما يزال ينتظر عودة إبنه .. كان يظنه مؤمناً .
أصبحت الارض بحراً كبيراً متلاطم الامواج ..
سيدنا نوح ينظر إلى جهة القرية لعلّه يشاهد ابنه .. لاح ابنه من بعيد كان يسبح باتجاه الجبال .
هتف سيدنا نوح بابنه :
ـ يا بني : تعال أليّ تعال إلى السفينة يا ولدي .
صاح الابن :
ـ كلاّ سوف الجأ إلى الجبل .. انه يحميني من الماء والغرق .
هتف سيدنا نوح وسط العواصف والأمواج والمطر .
ـ يا بني اركب معنا .. ليس هناك من يحميك من المصير الأسود ..
أراد سيدنا نوح أن يفهم ابنه انه لا عاصم اليوم من أمر الله .. سوف تغرق الأرض التلال والجبال وكل المرتفعات لان الله يريد أن يطهر الأرض من الشرور ..
أراد سيدنا نوح أن يهتف بابنه مرّة أخرى ولكن موجة عالية وعنيفة حالت دون ذلك ، قذفت الأمواج الابن بعيداً .. ليغرق في الطوفان .
كان سيدنا نوح يظن ان ابنه مؤمناً .. وقد وعد الله سبحانه نوحاً انّه سينقذ أهله إلا امرأته .. لهذا رفع نوح رأسه إلى السماء ونادى :
ـ يارب انّه ابني من أهلي . وان وعدك الحق وانت احكم الحاكمين .
وأوحى الله سبحانه إلى سيدنا نوح وقال له :
ـ يا نوح ! انه ليس من أهلك انه عمل غير صالح .. فلا تسألنِ ما ليس لك بعلم .
ادرك نوح أن ابنه كان وثنياً لم يؤمن بالله ولم يصدّق رسالة والده النبي عليه السلام لهذا استغفر سيدنا نوح ربّه وقال :
ـ يا ربّ اعوذ بك أن اسألك ما ليس لي به علم . والاّ تغفر لي وترحمني اكن من الخاسرين .
ابتلعت الأمواج كل شيء .. غرق كل الشيء في الطوفان المدمّر .. وتحركت السفينة عامت فوق الماء وهتف سيدنا نوح :
ـ بسم الله مجريها ومرسيها !
سفينة الإنقاذ تشق طريقها وسط الأمواج .. اصبحت الأرض بحراً كبيراً لم يعد هناك شيء سوى الماء وسوى رؤوس الجبال ..
ما يزال المطر يهطل ويهطل .. والأرض تفور بالمياه وتمرّ الأيام والسماء تنهمر بمطر غزير والرياح تعصف بعنف .. أصبحت الأمواج أكثر عنفاً كانت مثل الجبال ..
مرّ أربعون يوماً والسماء تمطر بغزارة والسفينة تشق طريقها وسط الأمواج الهائلة التي تشبه الجبال .
كان سيدنا نوح والمؤمنون يدعون الله ويتضرّعون إليه بالرحمة والنجاة .
الكلمات المقدسة وجاء الملاك ليعلِّم النبي والمؤمنين الكلمات المقدسة .. كتب تلك الكلمات على لوح صغير .. لتكون حرزاً يحرس السفينة ويحميها من الغرق في الطوفان ..
في ذلك الزمان كان الناس يكتبون باللغة السامانية القديمة كتب نوح الكلمات المقدسة على اللوح :
يا إلهي ويا معيني .. برحمتك وكرمك ساعدني
ولأجل هذه النفوس المقدسة ،
محمد ، ايليا ، شبر ، شبير ، فاطمة
الذين هم جميعاً عظماء ومكرمون
العالم قائم لاجلهم .
ساعدني لأجل أسمائهم
أنت فقط تستطيع أن توجهني نحو الطريق المستقيم
علّق سيدنا نوح اللوح في مقدمة السفينة ، وكان المؤمنون يتأمّلون في تلك الأسماء المقدّسة لأشخاص لم يولدوا بعد .. انّهم من ذرّية نوح عليه السلام وسلالته وتمضي السفينة تشق أمواج البحر الثائرة باتجاه الشمال .
المطر ما يزال ينهمر بغزارة ، والمؤمنون يتضرّعون إلى الله من أجل أن ينقذهم من الطوفان الهائل .
بعد أربعين يوم توقف المطر .. وشيئاً فشيئاً انقشعت السحب ، وأشرقت الشمس ، وظهر في الأفق قوس قزح الجميل .. قوس ملوّن فيه الأخضر والأزرق والأحمر والبرتقالي والبنفسجي ألوان جميلة ترسم الأمل في الحياة .
المطر ما يزال ينهمر بغزارة ، والمؤمنون يتضرّعون إلى الله من أجل أن ينقذهم من الطوفان الهائل .
بعد أربعين يوم توقف المطر .. وشيئاً فشيئاً انقشعت السحب ، وأشرقت الشمس ، وظهر في الأفق قوس قزح الجميل .. قوس ملوّن فيه الأخضر والأزرق والأحمر والبرتقالي والبنفسجي ألوان جميلة ترسم الأمل في الحياة .
أوحى الله إلى سيدنا نوح : أن اهبط بسلام منّا وبركات عليك على أمم ممن معك .
غادر سيدنا نوح السفينة ومعه المؤمنون .. هبطوا من فوق الجبل ..
أصبحت الأرض نظيفة طاهرة .. عاد المؤمنون إلى حياتهم كانوا مجتمعاً صغيراً ولكنه كان نظيفاً مؤمناً بالله ورسوله .
بدأت الحياة البشرية تعود إلى الأرض ، والمجتمع المؤمن يحيا بسلام .. لم يكن هناك ظالم ولا مظلوم .
ليس فيهم من يسرق أو يفعل الشرور .. وهكذا عاش سيدنا نوح والمؤمنون بسلام .