المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذوق........ مع الوالدين


فله
26-11-2008, 21:25
الذوق .. مع الوالدين
سنضرب بعض الأمثلة للذوقيات مع الأب والأم …. ونبدأ بهذا المثال:

أحد الأشخاص دخل بيته ومعه طعام يحبه ولا يحب أن يشاركه فيه أحد،

لذا فهو يخبئه حتى لا يراه ابوه وأمه، أو يريح نفسه ويأكله قبل أن

يدخل البيت.

( أشعر بابتسامة تعلو وجهك.. هل حدث لك مثل هذا الأمر!؟)

فإليك يا من تفعل ذلك هذه القصة:

أحد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتضر.. وكان حوله إخوانه يلقنونه الشهادتين

فلا يستطيع !! عقد لسانه..

فذهبوا الى النبي صلى الله عليه وسلم وشرحوا الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم...

فسأل عن أبويه فقالوا: له أم، فذهب اليها النبي صلى الله عليه وسلم:

وسألها عن احوال ابنها.. فأثنت عليه.. إنه كان طائعا لله، قوّاما، صوّاما،..

ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يريد معرفة حاله معها لا مع الله فقال:

" كيف حاله معك" . فسكتت. ثم قالت:

كان يأتي بالفاكهة لزوجته وأولاده ويخبئها عني .

يا الله عقد لسانه فلا يستطيع النطق بالشهادتين لهذا الأمر:

عدم الذوق مع أمه...

فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يرقق قلب الأم على ابنها فإن الخطب عظيم،

فأمر الصحابة أن يوقدوا له نارا... فنار الدنيا أهون من نار الآخرة، فتحرّك قلب الأم وقالت:

سامحته يا رسول الله، فانطلق لسان الصحابي بالشهادتين ..

ما رأيك في هذا الدين الذي يقدّر قيمة الأدب مع الأم..

إن هذا مثال بسيط... فكّر الآن وانظر ماذا تفعل مع والديك..



إياك أن تكون مثل جريج

من الأدب مع الوالدين أيضا أن تلبي نداءهما من أول وهلة، ولكن نلاحظ الآتي:

أمك تنادي عليك وأنت مشغول فعلا فلا ترد عليها .

ويأتي النبي صلى الله عليه وسلم ويروي حديثا طويلا ما معناه:

كان فيمن قبلكم رجل عابد اسمه: جريج العابد.. كثير الصلاة، فبينما هو

في محرابه يصلي جاءت أمه فقالت: يا جريج: (تنادي عليه) فقال في

نفسه وهو يصلي: أي رب! أمي وصلاتي! فأقبل على صلاته فانصرفت

الأم، فجاءت في اليوم التالي ونادت: يا جريج!.. فقال: أي رب! أمي

وصلاتي، فأقبل على صلاته فانصرفت، فجاءت في اليوم الثالث، ونادت:

يا جريج!.. فقال: أي رب! أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته فانصرفت،

فغضبت الأم وقالت: اللهم لا تمته حتى ينظر الى وجوه (...)!! قالت

كلمة معناها الزانيات.

فسلطت عليه امرأة زانية وحملت وجاءت بولد وقالت: هذا ابن جريج

(ظلما وبهتانا) فقاموا (بنوا اسرائيل) اليه يضربوه ويؤذونه ويهدمون

صومعته.. ثم تاب الله عليه وأنجاه في النهاية. رواه البخاري 3436 و

2482 ومسلم في الحديث 6456 والامام أحمد 2\301.



إن الشاهد في هذا الحديث الذي نريد أن يصل اليه كل انسان..

هو ذوق بسيط جدا: أن ترد على أمك حينما تنادي عليك وتنتظر منك الرد

أهدي هذه القصة لشاب يذهب ليصلي الجمعة في المسجد وينتظره

أبوه وأمه ساعة واثنتين و.. حتى تجتمع الأسرة جميعها على الطعام.

وأهدي هذه القصة لفتاة تجلس مع زميلاتها طول الوقت وتبخل على

أمها بنصف ساعة تجلس معها فيها...

إن ما حدث لجريج كان بسبب عدم تلبيته لأمه بالرغم من أنه كان في

عبادة.. فكيف حالك أنت أيها الشاب وأنت أيتها الفتاة؟!


أرأيت أدب الاسلام وذوقياته في التعامل مع الأم؟

ان هذا والله لغيض من فيض.


يا له من دين

وانظر الى هذا الذوق الرفيع في الاستئذان للدخول على الأب والأم،

تجسده آية في القرآن الكريم تتكلم عن ادب الدخول ووقته...

ديننا يخلّد الأدب في قرآن يتلى ليوم الدين.

يقول الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم

والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات، من قبل صلاة الفجر وحين

تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء} النور 58.


سبحان الله... آية ترسخ قاعدة من قواعد الذوق...

هل بعد ذلك نقول: إن الاسلام ينظم الحياة داخل المسجد فقط

أم ينظم الحياة كلها.. انظر الى مكانة الأدب والذوق في ديننا العظيم.

وانظر الى أيّ حد وصلت. يا له من دين عظيم..!!


نقلة عظيمة

جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال:

يا رسول الله أأستأذن على أمي؟، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"

نعم"، قال الرجل: يا رسول الله أأستأذن على أمي؟

فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" نعم"، قال الرجل للمرة الثالثة:

يا رسول الله أأستأذن على أمي؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:

" أتحب أن تراها عارية؟" قال: لا يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم:

"فاستأذن على أمك". البيهقي في السنن الكبرى 7\97.


نعم .. لقدجاء النبي صلى الله عليه وسلم بالاسلام فخلّص هذه البشرية

ونقلها نقلة عظيمة من همجية الى نظام، ومن عدم مراعاة لشعور

ولا لاحساس الى أدب وذوق رفيع... وخرجت أجيال مسلمة تعلّم

الدنيا ذوقيات وآداب الاسلام..

ثم ينسبها الغربيون الى أنفسهم وحضارتهم.

م.محمود الحجاج
26-11-2008, 21:37
http://img208.imageshack.us/img208/1734/33dq1.jpg