المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تكريم الإسلام للمرأة


ahmadtaf
05-10-2008, 09:12
تأليف : الشيخ الدكتور محمد بن رزق بن طرهوني

إن إنصاف الإسلام للمرأة وتكريمه لها لايعني مساواتها بالرجل أو الإهمال
لماخلقت لأجله ومهمتها في الحياة أو غض الطرف عن ماتتصف به من نقص
وإنما هو رفع للظلم الذي كان واقعا عليها ووضع لها في مكانها الصحيح الملائم
لفطرتها وقدراتها .
وقبل أن نتحدث عن تكريم الإسلام للمرأة لابد وأن نعرج على المرأة في العصور
السابقة له باختصار شديد :

أولا : المرأة في الحضارة الإغريقية :
قال سقراط الحكيم : إن وجود المرأة هو أكبر منشأ ومصدر للأزمة والانهيار في العالم
إن المرأة تشبه شجرة مسمومة ظاهرها جميل ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت
حالا , ويراها كأنها طفل كبير وأنها كالوردة تستدرج الرجل بأريجها لتلسعه بأشواكها.([1])

ويقول :
إن المرأة رجل غير كامل وقد تركتها الطبيعة في الدرك الأسفل من سلم الخليقة
ويقول : إن المرأة للرجل كالعبد للسيد والعامل للعالم وكالبربري لليوناني . ([2])

وقال غيره : نتمكن من أن نعالج حرقة النار ولدغة الحية ولكن ليس للمرأة السيئة
الأخلاق أي علاج .
ويرى توما الإكويني الفيلسوف أنها مخلوق ناقص التكوين وكائن عرضي .
وفي عهد الامبراطورية الرومانية كانوا يسكبون الزيت الحار على أبدان النساء
التعيسات ويربطون البريئات بذيول الخيول ثم يجرونهن بأقصى سرعة كما يربطون
الشقيات بالأعمدة ويصبون النار على أبدانهن .

ثانيا : المرأة في الحضارة الصينية :
لابد أن تطيع المرأة الرجل طاعة عمياء كالعبادة ، وسميت في كتبهم (المياه المؤلمة)
التي تغسل المجتمع من السعادة والمال فهي شر يستبقيه الرجل بمحض إرادته ويتخلص
منه بالطريقة التي يرتضيها ولو بيعا ، وقد يعضلون المرأة عن الزواج إذا مات
زوجها ، فتبقى في البيت كالحيوان للخدمة دون أي حق إنساني كالحمير والبغال .

ثالثا : المرأة في الديانة البوذية :
النساء كالمصيدة جعلن لإغواء وفتنة الرجال وهذا الإغواء هو الذي يعمي أفكار العالم .

الصدق في نظر المرأة كالكذب والكذب كالصدق وهي تتزين بالزينات الكاذبة لكي
نعجز عن كشف حقيقتها فالنجاة لا تحصل بمجالسة النساء ولكن بالعزوبة والفرار منهن .

رابعا : المرأة في الديانة الهندوسية :
الزواج عبارة عن بيع الرجل لابنته فهي لاترث زوجها ولا ولدها لأنها قطعة مملوكة
ولاتزال البنت في بعض الولايات وقفا للآلهة تحت خدمة أمناء المعابد .
وبعد موت الزوج يجب على المرأة اتباع أولاد زوجها ولايسمح لها بأي استقلال فردي .
والمرأة لديهم ماهي إلا تجسيد للأرواح الخبيثة المجرمة التي ولدت على هيئة امرأة .
وتقول أنديرا غاندي : المرأة تشبه السيف الحاد إنها تولد النيران ومن أجل هذه
الخصائص على الرجل ألا يحبها ولا يعشقها أبدا .
ويجب على كل زوجة يموت زوجها أن يحرق جسدها على مقربة من جسد زوجها
الذي يتم حرقه بعد موته ومن لم تفعل أذلها الشعب إذلالا يجعل الموت أهون وأكثر
راحة لها من الحياة .

خامسا : المرأة في الديانة اليهودية :
كل مايفعله الرجل من أعمال لا أخلاقية فإثمه على المرأة , وفي التوراة : لقد بدأ
الذنب من طرف المرأة وإن المرأة هي التي توجب موتنا .
وسوف يأتي عند الكلام عن الحيض منزلة المرأة في ذلك عند اليهود .

سادسا : المرأة في الديانة المسيحية :
المرأة متهمة اتهاما يجعل الفرار من الاقتران بها هو الفضيلة الأولى التي تقابل كونها
سبب الخطيئة الأولى .
ويقول أحد القديسين : هل تعلمن أن كل واحدة حواء بالذات ….. يستمر إلى
اليوم توبيخ الله لكن ولجنسكن عامة ، وعلى هذا يجب أن يبقى في نسلكن الشر
والحقد ، أنتن أيها النساء مدخل الشيطان أنتن اللاتي قطفتن من ثمار تلك الشجرة
الممنوعة أنتن اللاتي خدعتن آدم ، وذلك قبل أن يبدأ الشيطان حملاته ، أنتن اللاتي
أضعتن سماء الله بسهولة …. إن شقاء الموت يرجع لعملكن القبيح وحتى موت
ابن الله يرجع لعملكن الشنيع .
ويقول أحد الباباوات : لقد بحثت عن العفة بينهن ولكن لم أعثر على أي عفة ، يمكن
أن نعثر على رجل من بين الألف رجل ذي عفة وحياء ولكن لن نتمكن أن نعثر على
امرأة واحدة لها عفاف وخجل .
ويقول : إن الوحشية والافتراس خاصة للكواسر والغضب المملوء بالموت خاصة
للثعابين ولكن المرأة علاوة على امتلاكها لهاتين الصفتين تتصف بالحقد والحسد أيضا .
ويصف أهل الكنيسة المرأة بأنها مدخل للشيطان وطريق للعذاب كلدغة العقرباء والبنت
تعني الكذب والجحيم وهي عدوة الصلح وأخطر الحيوانات المفترسة .

وتجرد المسيحية المرأة من العقل وتجعل تفكيرها ليس عملية عقلية وإنما هو
تفتق غريزي لمطالبها .
ويقول بعضهم : العقل أمانة عند الرجال لايلحقه أي خطأ أو عيب ولكن التفكير
بطبيعة المرأة شيء مخجل ومخز حقا .
وصرح أحد كبار القساوسة بأن المرأة لاتتعلق ولا ترتبط بالنوع البشري .
وترى الكنيسة اليونانية أن المرأة جسد بلا روح .
وعقد الفرنسيون عام 586م مؤتمرا لبحث هل تعد المرأة إنسانا أم غير إنسان
وأخيرا قرروا أنها إنسان خلقت لخدمة الرجل فحسب .
وأما الزواج فيقولون : حسن للرجل ألا يمس امرأة .
وحتى بعد الإسلام وصل الأمر في بعض الفترات الزمنية أن أنشىء مجلس اجتماعي
في بريطانيا خصيصا لتعذيب النساء وتم حرقهن وهن أحياء .
وأصدر البرلمان الإنكليزي قرارا يحظر على المرأة قراءة الأناجيل .
وكان القانون الإنكليزي حتى عام 1805م يبيح للرجل أن يبيع زوجته وحدد
الثمن بست بنسات !! ([3])

سابعا : المرأة في الجاهلية قبل بعثة النبي :
كان أهل الجاهلية يأدون البنات وهن أحياء أي يدفنونهن في التراب خشية العار
والفقر وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من
القوم من سوء مابشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب .
وكانوا إذا مات الرجل كانت المرأة إرثا فيلقي عليها بعضهم ثوبا فيرث نكاحها
فإن كانت جميلة تزوجها وإن كانت دميمة حبسها حتى تموت فيرثها .
وفي حديث عمر عن المتظاهرتين أنهم كانوا لايعدون للنساء أمرا وفي لفظ
آخر : كنا لانعتد بالنساء ولاندخلهن في أمورنا , وفي بعض طرقه: لايكلم
أحد امرأته إلا إذا كانت له حاجة قضى منها حاجته .
قال : فلما جاء الإسلام وذكرهن الله رأين لهن بذلك حقا علينا من غير أن
ندخلهن في شيء من أمورنا , قال عمر : فبينما أنا في أمر أتأمره - أي : أتفكر
فيه وأقدره - فقالت امرأتي : لو صنعت كذا وكذا فقلت لها : وماتكلفك في
أمر أريده ؟ فقالت : عجبا لك ياابن الخطاب !! ماتريد أن تراجع وإن ابنتك
لتراجع رسول الله حتى يظل يومه غضبان ؟ وفي رواية قال : فقمت إليها
بقضيب فضربتها به .

والآن إلى المرأة في الإسلام

*******

أما المرأة في الإسلام فصورتها هي : الجمال مقابل القبح والعدل مقابل الظلم
عرفت مالها ، وماعليها ، وأخذت وضعها الصحيح ، ومقامها المناسب لفطرتها
وخلقتها ، من غير ذل ولا هوان ، ولا احتقار ولا استصغار .
كرمها الإسلام أما وأختا وزوجة وبنتا ، أوصى بالإحسان إليها رب العزة
والجلال ويتدرج هذا الإحسان حتى يصل قمته في الأم لأنها قامت فعلا بالرسالة
التي خلقت لأجلها وأدت مايجب عليها في هذه الحياة فانظري يابنيتي لقول الله
سبحانه ممتنا بنعمة خلق المرأة على الرجل :
ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة
ورحمة وقوله تعالى : والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لـكم من
أزواجكم بنين وحفدة .
وقوله تعالى : وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا
ويجعل الله فيه خيرا كثيرا .
وقوله تعالى : ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة .
ولقول رسول الله في الحث على الإحسان إلى البنات والأخوات :
من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار . ([4])
وقوله : من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات ، أو بنتان أو أختان
فأحسن صحبتهن ، واتقى الله فيهن - وفي لفظ : فأدبهن وأحسن إليهن
وزوجهن - فله الجنة . ([5])
وفي حديث آخر : كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والتي تليها .
وفي آخر : من أنفق على بنتين أو أختين أو ذواتي قرابة يحتسب النفقة عليهما
حتى يغنيهما من فضل الله أو يكفيهما كانتا له سترا من النار . ([6])
وفي آخر : من كن له ثلاث بنات يؤويهن ويرحمهن ويكفلهن ويزوجهن
وجبت له الجنة البتة , قيل : يارسول الله فإن كانتا اثنتين ؟ قال : وإن كانت
اثنتين , فرأى بعض القوم أن لو قال : واحدة لقال : واحدة . ([7])
وفي لفظ عن أبي هريرة قال : وواحدة . ([8])
وروي في الحديث : من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر عليها ولده
يعني الذكور أدخله الله الجنة . ([9])
وانظري يابنيتي لقوله : ( استوصوا بالنساء خيرا ) .
ولقوله : (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) .
وقوله في الرجال الذين يضربون نساءهم : (لاتجدون أولئك خياركم ) .
وقوله : (أصبر على الطعام والشراب ولا أصبر عليهن ) .
وقوله : (حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء) .
وقوله : (إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة ) .
وقوله : لحادي الإبل الذي يسوق بالنساء : (رويدا سوقك بالقوارير ) .
وكل هذه أحاديث صحيحة مخرجة في الصحيحين والسنن وسوف يأتي في
فصل حقوق الزوجة مايتعلق بذلك أيضا .
وكان يحمل أمامة بنت زينب وهو يصلي بالناس يضعها ويرفعها أثاء الصلاة
وكان يوسع لفاطمة ابنته في مجلسه ويقبل رأسها .
والإسلام منح المرأة حقوقا كثيرة لم تكن لتنعم بها إلا في ظله وسوى بينها وبين
الرجل في أصل الخلقة ]خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما
رجالا كثيرا ونساء[ وفي التكليف والجزاء ]أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر
أو أنثى بعضكم من بعض [ وقال رسول الله : (النساء شقائق الرجال ) .
وجعل لها حق اختيار الزوج الذي ترضى به ، وأمر بإعطائها المهر وجعله حقا لها
كما أمر بحسن عشرتها والإحسان إليها ، وإعفافها ، وصيانتها ، والإنفاق عليها
وإسكانها ، حسب وسع الزوج ، وتعليمهـا ماينفعها في دينها ودنياها
وتوجيهها لما يصلحها ويجنبها الزلل والخطأ .
وجعل لها حق التملك والتصرف المتزن في مالها تحت رعاية زوجها ، واعتمد
شهادتها في الأموال واعتبرها من العدول إن لم يظهر منها معصية لله عز وجل
وجعل لها حقا في الميراث ، وأبطل ماكان عليه أهل الجاهلية من ظلمها
بالعضل والإرث ونحو ذلك .
وقبلها مخبرة ومحدثة وفقيهة وعالمة ، واحترم مشاعرها ومطالبها ، وجعل لها حق
التعبير عن رأيها ، وحفظها من التبذل وطمع الرجال فيها بحجابها عن الأجانب منهم .
وجعل لها حق إجارة الحربيين وضمن لها دمها في قتل العمد والخطأ .
وهذه الشرائع وغيرها تدل على اهتمام بالغ بالمرأة وبدورها في الحياة يضمن
بها حقها ، كما خفف الله عنها كثيرا من العبادات على ماسنبينه قريبا مراعاة
لضعفها وماجبلت عليه من صفات .
وقد ذكر الله سبحانه المرأة في كتابه ذكرا حسنا ونوه بعظم دورها كأم حملت
ووضعت فشرفت بذلك أيما شرف .
وأمر الإسلام بنكاح المرأة وجعل النكاح من سنن المرسلين والفطرة السليمة
قال تعـالى : ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية .
وقال : (لكني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني )
وقال : يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج .
حتى المرأة الكافرة نالها من رحمة الإسلام لكونها امرأة ومن ذلك نهيه عن قتل
النساء والأطفال في غزواته .

بلال صلاح الحجايا
06-10-2008, 02:11
الله يعطيك العافيه اخي العزيز