م.محمود الحجاج
02-11-2007, 11:27
الأســرة الــدافـئـة
كــثــير مـن الأزواج و الـزوجــات يـشـكـون مـن خـلو حـياتـهم من الـدفء العـاطـفي
و يشعرون بأن حـياتهم تسـير بروتـين ممل و كأن برودة
الأجواء الطبيعية انتقلت داخل بيوتنا من داخل النوافذ المفـتوحة .
و يمكنكِ بسهولة تـشـبـيه عـلاقـتك بزوجـك و أولادك
بهذا الموقـف و بإمكانـك أن
تـسعي إلى خـلق جـو مـن الدفء و التقارب كما تفعلي بإغلاق كل منافذ الهواء في
المنزل و تـقــومي بغـلق كل النوافذ بإحكام و يمكنكِ أن ترفعي من درجة حرارة المنزل
بتشغيل المدفأة و ستكون النتيجة عظيمة خلال دقائق بسيطة ولكي نتعلم كيف يكون
هذا الدفء و كيف نحافظ عليه تعالوا نستعرض سلوكيات الأسرة الربانية التي يعرضها
لنا القرآن كأنها مشاهد من قصة سيدنا إبراهيم الخليل و أبنه الذبيح إسماعيل وزوجته
الطاهرة القدوة هاجر و كيف أنهم جميعاً حافظوا على هذا الدفء حتى في أصعب
المواقف و أشدها على الثلاثة و تعالوا نرى كيف حافـظ كل فرد على الدفء بدءاً من
أمـنا الصابرة المـحـتـسـبة هــاجــر و كيف تـلقت خبر الذبح باحـتـساب عند الله و كيف
أن إبليس كـلما جاء ووسـوس إلــيــها رجــمــتـه و اســـتعاذت بالله منه ... و ليس غريباً
عليها فهي التي صمدت قبل ذلك حينما تركها سيدنا إبراهيم وكيف كان أبنها يموت بين
يديها من العـطـش و مع ذلك لم تـذكر زوجـها بســوء أو أوغرت صـدرها ضـده و لكنها
لجأت إلى الله العلي القـديـر الــذي أكرمها و استجاب لدعائها و خلد ذكراها إلى الأبد
إعظاماً لدورها ثم نأتي لدور أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم و لنا أن نقف مع طريقة عرض
سيدنا إبراهيم لسيدنا إسماعيل هل نشعر أنه قدم الأمر لأبنه بطريقة عادية أو بسيطة أم
أنه فكر و خطط ثم صاغ الأمر بأسلوب محبب إلى النفس يخفف عنه ألم الصدمة بل
ويساعده على الطاعة و ذلك حتماً تعامل بالحوار ، ووجه الـخـطاب لأبنه بكلمات كلها
دفء و حب و حنان و لنا أن نتخــيل نــظــرة سـيدنا إبراهـيم و نبرة صـوته و ملامح
وجهه بلا شك كانت تنطق بالحب و العطف و الرعاية و الاحتواء ثم ننتقل إلى نقل الأمر
الرباني بتوضيح الأحداث بقوله ( يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك ) أي أن معايشة أولادنا
في أحداث حياتنا بطريقـة حانية لابد أن يسبقه حـوار معهم حـتى يـتـفاعل معنا
الأبناء و يشاركونا في القرار و حتى يحدث ذلك لابد لنا كمربيين من وقفات مع أنفسنا
ولا نجعل ضغوط الحياة مدعاة لأن ينفث كل فرد منا غضبه فيمن حوله مدعياً أنه
مضغوط و لنسأل أنفسنا هل هناك ضغطة أشد من الضغط النفسي الذي تعرض له سيدنا
إبراهيم ؟ وهل تحدث مع سيدنا إسماعيل بنفس درجة الضغـط النفـسي الخاص به أم
أنه تحـكم في نـفـسه ، هــذا هــو الدور المطــلوب منا و الذي يعلمنا إياه الله تبارك و
تعالى حتى لا نرتكب معاصي وذنوب لا حصر لها مدعين أننا عصبيين أوأ ن الضغوط أكبر منا أو .....
وقمة الحرية حينما يقول له ( فأنظر ماذا ترى ؟)
إنه استفهام يعطي الأبناء شعور قوي
بالحرية ويعـطـيه أتزان انفعالي مما يساعده على التفكير المتوازن و الصحيح وهذا ما
نراه في ما قاله سيدنا إسماعيل :
( يا أبتِ أفعـل ما تؤمر سـتجــدني إن شاء الله من الصابرين )
أي أنه لم يختار القرار الرباني فقط بل و كان حريصاً على مشاعر أبيه و هذا سر
الدفء الأسري أي أن كل فرد حريص على مشاعر الباقين فلا أمنا هاجر تعاتب سيدنا
إبراهيم ولا سيدنا إسماعيل يعاتب أبيه ، و هذه المشاعر لا تأتي إلا بقواعد :-
بركة الطاعة :
فالمعصية لها شؤم و الطاعة لها نور في القلب و راحة و اطمئنان .. لقول رسولنا
الكريم ( ص ) :
" إن الله بقسطه جعل الروح و الفرح في الرضا و اليقـين و جعل الهم و الحزن في الشك و السخط "
إن آثار المــعــصية تظهر على أقرب شئ إلى المرء .. في الزوج أو الزوجة أو الأبناء
أو .... الحوار معهم بطريقة جافة و كذلك من الشـؤم تـكرار الشكوى من الزوج أو أهله
بلا صبر و احـتساب .
لذلك ركزي جـهودك في بذل الجهد للوصول لأقصى درجات السعادة و الراحة واصنعى
من الليمون اللاذع شراباً حـلواً – و ضخــمي من إيجــابيات زوجك و أولادك و
سيــقــابلوا ذلك بنفـسي التقدير لك ولو بعد حين و أحذري أن تركني إلى
التكاسل في البحث عن أسباب السعادة
بالتـشـمير عن ساعد الجـد و الصبر و
الاحتساب و ترفعي عن الوساوس و مفاتيح الشيطان التي تجعل أوهام الشقاء
في قـلبك حـقـيقـة و تحرمك من دخول الجنة و من الهناء التام و السعادة
الخالصة .. كوني مرحة و صمي أذنيك عن ما يغـضـبك .
و اجـعلي هـدفـك الأساسي هـو نـشـر الـحـب .
يقـول الله تعالي :
" ومن آيات أن خلقه لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا أليها و جعل بينكم مودة و رحمه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون "
أنها آية شـمـلت مـعاني كـثـيرة للحـياة العاطـفـيـة بين الزوج و الزوجة والتي
بدورها ينتشر عبيرها للأبناء و أول هـذه العاطـفة هي سكينه النفس التي إذا توفرت
يعيش الدفء و السعادة و الفرح و أدت إلي تمتع كل فرد بصحة نفسيه تـساعده على
الأقـدام على أمـور حـياته و تـخطي صعابها فـتـقـدم الأسرة للمجـتمع جـيلا من الأبناء
يـفـخر به الجميع و أباء وأمهات مربين لا معقدين و منفرين .
كوني لطـيـفة مع زوجـك و أولادك بـكلمة طيبة أو قبله عابرة أو لمسه حانية
للتعبير عن مدى حبك لهم و احرصي عليها باستمرار .
عـدم تجريح الأبناء كأن تنـسـبي أحـد الأبـنـاء للأب أو الأم ( طالع لأبوك )
( طالع لأمك ) فـإن ذلك يترك أثرا ً محزنا في النـفـس و بالتالي ينعكس سلبا
على الأسرة كالـجـفـاء أو العناد .
التـسامح و ذلك بالحرص على عدم حـصر الأخــطاء و تذكر السلبيات و تكرار الحديث عنها
عند آي خلاف مع تحري الهدوء في معالجة المشاكل و دون تهويل أو تـضـخـيم
مع نسيان الذنب بمـجرد المناقـشة فيه و عدم إذلال الطرف الأخر به سواء كان
الزوج أو الأبناء .
كوني طـفـلة بعـض الوقـت مع زوجـك أو أولادك و ألعبي معـهم .. بـل و قـومي
بتــبادل الأدوار كـأن تــكـوني أنتِ الإبنة و هـم الأب أو الأم مع مراعاة القـواعد
التربوية مثل عدم مناداتك باسمك أو سبك أو شتمك .
فاجـئي أســرتــك كل فـترة بعـمل حــفـلة بـسـيـطـة لأي مناسبة و قـومي بإلتـقاط
صور تذكارية لهم مع بعض الهدايا البسيطة
فهي تـؤلف القـلوب و تنـشر الدفء .
كــثــير مـن الأزواج و الـزوجــات يـشـكـون مـن خـلو حـياتـهم من الـدفء العـاطـفي
و يشعرون بأن حـياتهم تسـير بروتـين ممل و كأن برودة
الأجواء الطبيعية انتقلت داخل بيوتنا من داخل النوافذ المفـتوحة .
و يمكنكِ بسهولة تـشـبـيه عـلاقـتك بزوجـك و أولادك
بهذا الموقـف و بإمكانـك أن
تـسعي إلى خـلق جـو مـن الدفء و التقارب كما تفعلي بإغلاق كل منافذ الهواء في
المنزل و تـقــومي بغـلق كل النوافذ بإحكام و يمكنكِ أن ترفعي من درجة حرارة المنزل
بتشغيل المدفأة و ستكون النتيجة عظيمة خلال دقائق بسيطة ولكي نتعلم كيف يكون
هذا الدفء و كيف نحافظ عليه تعالوا نستعرض سلوكيات الأسرة الربانية التي يعرضها
لنا القرآن كأنها مشاهد من قصة سيدنا إبراهيم الخليل و أبنه الذبيح إسماعيل وزوجته
الطاهرة القدوة هاجر و كيف أنهم جميعاً حافظوا على هذا الدفء حتى في أصعب
المواقف و أشدها على الثلاثة و تعالوا نرى كيف حافـظ كل فرد على الدفء بدءاً من
أمـنا الصابرة المـحـتـسـبة هــاجــر و كيف تـلقت خبر الذبح باحـتـساب عند الله و كيف
أن إبليس كـلما جاء ووسـوس إلــيــها رجــمــتـه و اســـتعاذت بالله منه ... و ليس غريباً
عليها فهي التي صمدت قبل ذلك حينما تركها سيدنا إبراهيم وكيف كان أبنها يموت بين
يديها من العـطـش و مع ذلك لم تـذكر زوجـها بســوء أو أوغرت صـدرها ضـده و لكنها
لجأت إلى الله العلي القـديـر الــذي أكرمها و استجاب لدعائها و خلد ذكراها إلى الأبد
إعظاماً لدورها ثم نأتي لدور أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم و لنا أن نقف مع طريقة عرض
سيدنا إبراهيم لسيدنا إسماعيل هل نشعر أنه قدم الأمر لأبنه بطريقة عادية أو بسيطة أم
أنه فكر و خطط ثم صاغ الأمر بأسلوب محبب إلى النفس يخفف عنه ألم الصدمة بل
ويساعده على الطاعة و ذلك حتماً تعامل بالحوار ، ووجه الـخـطاب لأبنه بكلمات كلها
دفء و حب و حنان و لنا أن نتخــيل نــظــرة سـيدنا إبراهـيم و نبرة صـوته و ملامح
وجهه بلا شك كانت تنطق بالحب و العطف و الرعاية و الاحتواء ثم ننتقل إلى نقل الأمر
الرباني بتوضيح الأحداث بقوله ( يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك ) أي أن معايشة أولادنا
في أحداث حياتنا بطريقـة حانية لابد أن يسبقه حـوار معهم حـتى يـتـفاعل معنا
الأبناء و يشاركونا في القرار و حتى يحدث ذلك لابد لنا كمربيين من وقفات مع أنفسنا
ولا نجعل ضغوط الحياة مدعاة لأن ينفث كل فرد منا غضبه فيمن حوله مدعياً أنه
مضغوط و لنسأل أنفسنا هل هناك ضغطة أشد من الضغط النفسي الذي تعرض له سيدنا
إبراهيم ؟ وهل تحدث مع سيدنا إسماعيل بنفس درجة الضغـط النفـسي الخاص به أم
أنه تحـكم في نـفـسه ، هــذا هــو الدور المطــلوب منا و الذي يعلمنا إياه الله تبارك و
تعالى حتى لا نرتكب معاصي وذنوب لا حصر لها مدعين أننا عصبيين أوأ ن الضغوط أكبر منا أو .....
وقمة الحرية حينما يقول له ( فأنظر ماذا ترى ؟)
إنه استفهام يعطي الأبناء شعور قوي
بالحرية ويعـطـيه أتزان انفعالي مما يساعده على التفكير المتوازن و الصحيح وهذا ما
نراه في ما قاله سيدنا إسماعيل :
( يا أبتِ أفعـل ما تؤمر سـتجــدني إن شاء الله من الصابرين )
أي أنه لم يختار القرار الرباني فقط بل و كان حريصاً على مشاعر أبيه و هذا سر
الدفء الأسري أي أن كل فرد حريص على مشاعر الباقين فلا أمنا هاجر تعاتب سيدنا
إبراهيم ولا سيدنا إسماعيل يعاتب أبيه ، و هذه المشاعر لا تأتي إلا بقواعد :-
بركة الطاعة :
فالمعصية لها شؤم و الطاعة لها نور في القلب و راحة و اطمئنان .. لقول رسولنا
الكريم ( ص ) :
" إن الله بقسطه جعل الروح و الفرح في الرضا و اليقـين و جعل الهم و الحزن في الشك و السخط "
إن آثار المــعــصية تظهر على أقرب شئ إلى المرء .. في الزوج أو الزوجة أو الأبناء
أو .... الحوار معهم بطريقة جافة و كذلك من الشـؤم تـكرار الشكوى من الزوج أو أهله
بلا صبر و احـتساب .
لذلك ركزي جـهودك في بذل الجهد للوصول لأقصى درجات السعادة و الراحة واصنعى
من الليمون اللاذع شراباً حـلواً – و ضخــمي من إيجــابيات زوجك و أولادك و
سيــقــابلوا ذلك بنفـسي التقدير لك ولو بعد حين و أحذري أن تركني إلى
التكاسل في البحث عن أسباب السعادة
بالتـشـمير عن ساعد الجـد و الصبر و
الاحتساب و ترفعي عن الوساوس و مفاتيح الشيطان التي تجعل أوهام الشقاء
في قـلبك حـقـيقـة و تحرمك من دخول الجنة و من الهناء التام و السعادة
الخالصة .. كوني مرحة و صمي أذنيك عن ما يغـضـبك .
و اجـعلي هـدفـك الأساسي هـو نـشـر الـحـب .
يقـول الله تعالي :
" ومن آيات أن خلقه لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا أليها و جعل بينكم مودة و رحمه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون "
أنها آية شـمـلت مـعاني كـثـيرة للحـياة العاطـفـيـة بين الزوج و الزوجة والتي
بدورها ينتشر عبيرها للأبناء و أول هـذه العاطـفة هي سكينه النفس التي إذا توفرت
يعيش الدفء و السعادة و الفرح و أدت إلي تمتع كل فرد بصحة نفسيه تـساعده على
الأقـدام على أمـور حـياته و تـخطي صعابها فـتـقـدم الأسرة للمجـتمع جـيلا من الأبناء
يـفـخر به الجميع و أباء وأمهات مربين لا معقدين و منفرين .
كوني لطـيـفة مع زوجـك و أولادك بـكلمة طيبة أو قبله عابرة أو لمسه حانية
للتعبير عن مدى حبك لهم و احرصي عليها باستمرار .
عـدم تجريح الأبناء كأن تنـسـبي أحـد الأبـنـاء للأب أو الأم ( طالع لأبوك )
( طالع لأمك ) فـإن ذلك يترك أثرا ً محزنا في النـفـس و بالتالي ينعكس سلبا
على الأسرة كالـجـفـاء أو العناد .
التـسامح و ذلك بالحرص على عدم حـصر الأخــطاء و تذكر السلبيات و تكرار الحديث عنها
عند آي خلاف مع تحري الهدوء في معالجة المشاكل و دون تهويل أو تـضـخـيم
مع نسيان الذنب بمـجرد المناقـشة فيه و عدم إذلال الطرف الأخر به سواء كان
الزوج أو الأبناء .
كوني طـفـلة بعـض الوقـت مع زوجـك أو أولادك و ألعبي معـهم .. بـل و قـومي
بتــبادل الأدوار كـأن تــكـوني أنتِ الإبنة و هـم الأب أو الأم مع مراعاة القـواعد
التربوية مثل عدم مناداتك باسمك أو سبك أو شتمك .
فاجـئي أســرتــك كل فـترة بعـمل حــفـلة بـسـيـطـة لأي مناسبة و قـومي بإلتـقاط
صور تذكارية لهم مع بعض الهدايا البسيطة
فهي تـؤلف القـلوب و تنـشر الدفء .