المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اسد بيروت،


ابو قنوة
04-02-2023, 21:16
,,في ذكرى شهيد بيروت,,
اســـــــــد فلســــــــــطين
"سعد صايل"

"الشهيد سعد صايل"

انطلق بذات جواد الاسود محجل مغرر مكلل بأباء , ينهب الارض و وقع حوافره الصلبة تهوي على صخور الارض يجتاحه ويدمي اديمها ,
والجواد ينطلق كعاصفة الرمل ينفث لهيب انفاسة كجحيم مستعر
طوى الفيافي والبيداء كخط من نار يشق سهول القمح , حاملا جحيم الموت بين كتفية , ومتمترسا بسيف ودرع ,
وسعد , فتى فتيانها , يثقل على قلب الجواد يهده هدا ,مستحث اياه على المزيد , ويردد:
" يا قويعد على الردم.. تحت الردم.. ابني..
"خلي الحجارة العظم!! فوق الردم ..ابني."
على حافة نهر الحصار , كانت بيروت , وكان سعد وذاك المكلل بالغار,,,الاسد العنيد,
جعلها قلعة منيعة تمترس بها رجال لا كما الرجال , فصدوا العاديات , واقتلعوا النصر اقتلاعا من يد القدر , فاحالوا المدينة الجميلة الى بركان غضب ,
وسعد على اجمة خيلها ,يقبض اعنتها , ويطلقها فتحيل دروعهم اعجاز نخل خاوية وثمانين يوما والجحيم على راسها , والبحر يأتي برياحه السوداء , والسماء تفتحت ابوابها , , وبيروت هي بيروت . لم تزل تغني ,,
"اطلع معانا الجبل .. تلقى البواريدِ..
الثورة شمس الأمل.. يا ثورتي قيدي..
ياصويحبي هالوطن.. حنا شراينه..
أرواحنا هيه الثمن.. وبدمنا نزينه..""
وتفسخ حزام الشر وسقط الحصار , فخرجوا كعرائس البحر , وراياتهم تخفق بعز , بلا راية بيضاء ترفع ولا هامة محنية , والصوت ذات الصوت لم يزل يسمع :
" يا حيفا يا ميمتي ,, بالعين خبيني ,
"لما يشح الفشك ,, مرتينة عبيني""
وخرج سعد بجوادة الى السهل الكبير , حيث وادي يقال له البقاع .
دنى الحصان بفارسة الى ضفة النهر الهادر , ليشد اللجام بقوة ويقف الجواد على طرف الماء ,
نهر الجواد بمؤخرة قدمة كي يدني رقبته ليشرب , فأبى الجواد وتمنع .عند الحافة انهمرت الرماح سوداء ذليلة على الفارس ,
اصابته في كبده , وتمايل مرغما متمنعا عن السقوط بكبرياء , فمال على عنق الجواد يشد الجدائل الطويلة .
حمحم الجواد غاضبا وقد سال دم الفارس على عنقه وانهمر على الارض , ليتدفق مشتاقاً الى النهر,
سقط سعد , ليعانق النهر ويمضي بعيدا الى حيث النور ,
لوى الجواد الجميل عنقة وعاد بقهر , بلا فارس ,, و بلا سعد.
من قمة كثيب الرمل انهمر كالسيل الجارف باتجاه الوادي , يشع اسوداده تحت خيوط الفجر الاولى ,,
صاحت النساء ,, لقد قتلوا سعد ,عاد الجواد يبكي ,, عاد الجواد مخزيا ,, مقهورا
خرج الوادي كله يشد ذاك لجامه, ويريح ذاك السرج ,ليستكين الغضب , و دموع الجواد , وقد انحنى عنقه حتى لامس تراب الارض.
جاءوا بالجسد محمولا على اسنة الرماح , والتهبت البنادق بحممها ,
وغنى الحادي ""
يا ديرتي حملوا ,, يا ديرتي شالوا ,
ياديرتي واشعلوا ,,في القلب نيران ,

قتله ,الجبناء ,صنوف الرده ,
"اصوات اعراس وأهازيج نساء, وزغاريد صبايا ,,
واصوات رصاص ,,
اليوم , مات سعد صايل , اليوم مات ابو الوليد ,