م.محمود الحجاج
23-01-2023, 18:13
العرس في الطفيلة والشهادة في الخليل
لابد من ذاكرة وطنية مكتوبة وتلفزيونية تؤرشف لحكايات لا تعد ولا تحصى من تاريخ البلد، بخاصة حكايات الشهداء من الجيش العربي الأردني على ارض فلسطين، وهو الجيش الذي جوبه بحملات تشويه سمعة، ومحاولة تحميله أوزار غيره.
بين يدي حكاية الشهيد الرقيب «سند ناصر أخو صحينة الهقيش» الذي استشهد في فلسطين وبقي جسده تسع سنوات دون ان يتحلل، حتى ثيابه بقيت كما هي، وكأن كرامته بحد ذاتها رسالة لكثيرين، حول دم الشهيد الذي يستنير سراجاً ولا يضيع هدراً.
اذ تقرأ قصة الشهيد تتأثر بشدة، لأن عندنا آلاف الشهداء من الجيش وشهود العيان على المعارك، ولا بد من رواية حكاياتهم، فتسأل نفسك لماذا تغيب قصص الشهداء والابطال عن مسلسلاتنا و افلامنا الوثائقية وكتبنا، وغيرنا يصنع تاريخاً مزوراً كل يوم؟.
في 22/5/1948 استشهد الرقيب «سند ناصر اخو صحينة الهقيش» حيث دفن في المنطقة الغربية الجنوبية من حي الشيخ جراح وعثر عليه بعد تسع سنوات من استشهاده ولم يتحلل جسده، واثار تكبير وتهليل المقدسيين يومها.
جرت له مراسم دفن رسمية العام 1957 بحضور أئمة المسجد الأقصى ورجال الدين وقبره الى الآن معروف في القدس.
الأردنيون هم الأكثر بين العرب والمسلمين تضحية في فلسطين، وما من مدينة او قرية، الا ولها حكاية، مع تضحيات الجيش العربي الأردني، ليبقى الحبل السري بين الأردن وفلسطين، فوق كل الشبهات والتأويلات.
اذ تقرأ كتباً سياسية تحدثك عن النكبات التي حلت بالشعب الفلسطيني، والتضحيات العظيمة لهذا الشعب، تتنبه الى ان هناك من يحاول تصغير ما قدمه ابناء الأردن من تضحيات، تارة بالحديث عن نتائج المعارك، وتارة بالغمز من قناة القرار السياسي.
كل هذا لا يلغي الحقيقة الأكبر التي تقول ان لأبناء الاردن تاريخياً، الحصة الأبهى بين العرب والمسلمين، في قصة التضحية بالدم، والتضحية بالروح لا تلغيها نتائج المعارك، ولا الغمز السياسي، ولا غير ذلك من قصص يراد عبرها مس تاريخ الناس.
كنت قد زرت سيدة ستينية في الطفيلة، تعيش وحيدة، واذ تروي لي قصتها، فتقول انها تزوجت، وفي اليوم الثاني من زواجها جاءت سيارة عسكرية لتأخذ زوجها لأن الحرب في فلسطين بدأت عام سبعة وستين، وذهب زوجها العريس، واستشهد في الخليل.
لم تعش مع عريسها سوى يوم واحد، وتعيش منذ ذلك الوقت وحيدة، وهي لا تعرف مؤامرات السياسيين، ولا تفهم ثقافة الكراهية والتنكر السائدة بين البعض، فماذا تقدم كإنسانة فوق عريسها في يومه الأول في بيت الزوجية؟!.
في حياتنا آلاف الحكايات التي ترفع المعنويات، وهي بحاجة الى من يرويها ويجعلها سائدة بين الناس، كرامة لهذه الأسماء، وتعبيراً عن اننا لسنا مجرد عابري طريق في هذا الزمن، ولسنا مجرد مجاميع سكانية.
هي حكايات لابد من روايتها في وجه الصوت الأعلى الذي يتنكر لكل شيء، وفي وجه موجات تحطيم المعنويات، فمثلما ضحى شعب فلسطين تضحية لم يعرفها اي شعب في التاريخ، كان الأردنيون ايضا الأكثر تضحية بين العرب والمسلمين لفلسطين.
إذ سيرد الله فلسطين ذات يوم من غربتها، فذلك عبر هذه البلاد وأهلها، وهذا سر من اسرار قدرها، فكما كانت الكرك منصة من منصات تحرير القدس إبان عهد صلاح الدين الايوبي، فإن الاردن لجواره الجغرافي، سيكون منصة التحرير، وارض الرباط بحق.
هذا يعني ان ابناء الاردن شركاء في ذاك المشهد، مع غيرهم من الفلسطينيين والعرب والمسلمين، غير اننا من الممكن ان نقرأ منذ هذه الايام، ان حصتهم ستكون عظيمة، فهذا قدر لا فكاك منه، وعلينا اذن أن ننظر بكل التقدير لهذا البلد واهله لما فيه من اسرار.
لا تجعلونا شعباً بلا ذاكرة، نريد ذاكرة وطنية، تقول للناس حكايتهم عبر الزمن، وفي تفاصيل الحكاية آلاف المشاهد التي تستحق ان تروى وتحاك كما المدرقة الجميلة، او الثوب الفلاحي بكل بهائه.
هذه البلاد مقدسة، وهي خزان الدم السماوي، باركها الله في ليلها ونهارها
لابد من ذاكرة وطنية مكتوبة وتلفزيونية تؤرشف لحكايات لا تعد ولا تحصى من تاريخ البلد، بخاصة حكايات الشهداء من الجيش العربي الأردني على ارض فلسطين، وهو الجيش الذي جوبه بحملات تشويه سمعة، ومحاولة تحميله أوزار غيره.
بين يدي حكاية الشهيد الرقيب «سند ناصر أخو صحينة الهقيش» الذي استشهد في فلسطين وبقي جسده تسع سنوات دون ان يتحلل، حتى ثيابه بقيت كما هي، وكأن كرامته بحد ذاتها رسالة لكثيرين، حول دم الشهيد الذي يستنير سراجاً ولا يضيع هدراً.
اذ تقرأ قصة الشهيد تتأثر بشدة، لأن عندنا آلاف الشهداء من الجيش وشهود العيان على المعارك، ولا بد من رواية حكاياتهم، فتسأل نفسك لماذا تغيب قصص الشهداء والابطال عن مسلسلاتنا و افلامنا الوثائقية وكتبنا، وغيرنا يصنع تاريخاً مزوراً كل يوم؟.
في 22/5/1948 استشهد الرقيب «سند ناصر اخو صحينة الهقيش» حيث دفن في المنطقة الغربية الجنوبية من حي الشيخ جراح وعثر عليه بعد تسع سنوات من استشهاده ولم يتحلل جسده، واثار تكبير وتهليل المقدسيين يومها.
جرت له مراسم دفن رسمية العام 1957 بحضور أئمة المسجد الأقصى ورجال الدين وقبره الى الآن معروف في القدس.
الأردنيون هم الأكثر بين العرب والمسلمين تضحية في فلسطين، وما من مدينة او قرية، الا ولها حكاية، مع تضحيات الجيش العربي الأردني، ليبقى الحبل السري بين الأردن وفلسطين، فوق كل الشبهات والتأويلات.
اذ تقرأ كتباً سياسية تحدثك عن النكبات التي حلت بالشعب الفلسطيني، والتضحيات العظيمة لهذا الشعب، تتنبه الى ان هناك من يحاول تصغير ما قدمه ابناء الأردن من تضحيات، تارة بالحديث عن نتائج المعارك، وتارة بالغمز من قناة القرار السياسي.
كل هذا لا يلغي الحقيقة الأكبر التي تقول ان لأبناء الاردن تاريخياً، الحصة الأبهى بين العرب والمسلمين، في قصة التضحية بالدم، والتضحية بالروح لا تلغيها نتائج المعارك، ولا الغمز السياسي، ولا غير ذلك من قصص يراد عبرها مس تاريخ الناس.
كنت قد زرت سيدة ستينية في الطفيلة، تعيش وحيدة، واذ تروي لي قصتها، فتقول انها تزوجت، وفي اليوم الثاني من زواجها جاءت سيارة عسكرية لتأخذ زوجها لأن الحرب في فلسطين بدأت عام سبعة وستين، وذهب زوجها العريس، واستشهد في الخليل.
لم تعش مع عريسها سوى يوم واحد، وتعيش منذ ذلك الوقت وحيدة، وهي لا تعرف مؤامرات السياسيين، ولا تفهم ثقافة الكراهية والتنكر السائدة بين البعض، فماذا تقدم كإنسانة فوق عريسها في يومه الأول في بيت الزوجية؟!.
في حياتنا آلاف الحكايات التي ترفع المعنويات، وهي بحاجة الى من يرويها ويجعلها سائدة بين الناس، كرامة لهذه الأسماء، وتعبيراً عن اننا لسنا مجرد عابري طريق في هذا الزمن، ولسنا مجرد مجاميع سكانية.
هي حكايات لابد من روايتها في وجه الصوت الأعلى الذي يتنكر لكل شيء، وفي وجه موجات تحطيم المعنويات، فمثلما ضحى شعب فلسطين تضحية لم يعرفها اي شعب في التاريخ، كان الأردنيون ايضا الأكثر تضحية بين العرب والمسلمين لفلسطين.
إذ سيرد الله فلسطين ذات يوم من غربتها، فذلك عبر هذه البلاد وأهلها، وهذا سر من اسرار قدرها، فكما كانت الكرك منصة من منصات تحرير القدس إبان عهد صلاح الدين الايوبي، فإن الاردن لجواره الجغرافي، سيكون منصة التحرير، وارض الرباط بحق.
هذا يعني ان ابناء الاردن شركاء في ذاك المشهد، مع غيرهم من الفلسطينيين والعرب والمسلمين، غير اننا من الممكن ان نقرأ منذ هذه الايام، ان حصتهم ستكون عظيمة، فهذا قدر لا فكاك منه، وعلينا اذن أن ننظر بكل التقدير لهذا البلد واهله لما فيه من اسرار.
لا تجعلونا شعباً بلا ذاكرة، نريد ذاكرة وطنية، تقول للناس حكايتهم عبر الزمن، وفي تفاصيل الحكاية آلاف المشاهد التي تستحق ان تروى وتحاك كما المدرقة الجميلة، او الثوب الفلاحي بكل بهائه.
هذه البلاد مقدسة، وهي خزان الدم السماوي، باركها الله في ليلها ونهارها