أنيسة
21-05-2017, 15:53
http://forums.way2allah.com/banner/iksir.gif
..~~..إكسر كل الحواجز وانطلق قبل رمضان..~~..
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام علي النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد
..~~..إكسر كل الحواجز وانطلق قبل رمضان..~~..
لم يتبقى من الزمن سوى أيامٍ معدودات .
ويُوشك ضيفٌ مبارك وعزيز من الاقتراب .
" إنه رمضان ".
شهر القرآن وأول عهد أهل الأرض بآيات الله .
شهر الرحمات والبركات والعتق من النيران.
شهر بالعام...لكنه نقطة فارقة في علاقتك بالله.
فلابد من أن تكسر كل حاجزٍ يحُولُ بينك وبين النجاح
والتفوق والإنطلاق في العبادة في رمضان ..
ومن أخطر الحواجز التي يمكن أن تقابلك هي الزحمة داخل القلب
( السواد في القلب ..الران علي القلب ..)
وهي نتيجة الذنوب ..ومن أخطر آثار الذنوب والمعاصي ما يتعلق بالقلوب
مثل: قسوة القلوب، وعدم تأثرها بالمواعظ والآيات والأدلة
والتخويف والتحذير والإنذار، فلا تسمع ولا تفقه ولا تقبل.
وقد ذكر الإمام "ابن القيم" - رحمه الله- :
:::::: عقوبات الذنوب في كتابه الجواب الكافي، وها نحن نقف عند بعضها ::::::
http://graphics.way2allah.com/fawasel2/30.gif
1: حرمان العلم النافع: فإن هذا العلم نور يقذفه الله في القلب والمعصية تطفئه،
ومن حرم العلم تخبط في دنياه، وسار على غير هدى مولاه.
قال الإمام محمد بن إدريس الشافعي.
شكوت الى وكيع سوء حفظي فارشدني الى ترك المعاصي
وقــــــال ان عـــلــــم الله نورونـــــــور الله لا يعطى لعاصي
**************
2: الوحشة بين العبد وربه:
وهي وحشة لو اجتمعت لصاحبها ملذات الدنيا كلها لم تذهبها،
ومن علاماتها وفروعها: الوحشة بينه وبين أهل التقوى والإيمان.
**************
3: الظلمة التي يجدها العاصي في قلبه : فإن الطاعة نور والمعصية ظلمة...
قال النبي صلى الله عليه وسلّم : (( تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً
فأي قلب أشربها نُكت فيه نُكتة سوداء وأي قلب أنكرها
نُكت فيه نُكتة بيضاء حتى تصير القلوب على قلبين :
على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض،
والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف مَعروفاً
ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه.. )) أخرجَه مُسلم
قال ابن عباس : [[ إن للحسنة ضياءً في الوجه ونوراً في القلب وسعة
في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق،
وإن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القبر والقلب
ووهناً في البدن ونقصاً في الرزق وبغضة في قلوب الخلق ]]..
**************
4: وهن القلب : فلا تزال المعاصي توهنه حتى تزيل حياته
بالكلية، وهذا الوهن يظهر أثره على البدن..
**************
5: تقصير العمر ومحق بركته: بمقدار ما تمرض القلب
وتذهب حياته، فإن حقيقة الحياة هي حياة القلب وعمر الإنسان
هو مدة حياته، فكلما كثرت الطاعة زادت حياته فزاد عمره الحقيقي،
وكلما كثرت المعاصي أضاعت حياته وعمره.
**************
6: أن العبد كلما عصى خفّت عليه المعصية حتى يعتادها ويموت إنكار قلبه لها:
فيفقد عمل القلب بالكلية، حتى يصبح من المجاهرين بها المفاخرين بارتكابها،
وأقل ذلك أن يستصغرها في قلبه ويهون عليه إتيانها، حتى لا يبالي بذلك وهو باب الخطر.
روى البخاري في صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
(( إن المؤمن يرى ذنوبه كأنها في أصل جبل يخاف أن يقع عليه،
وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا فطار ))..
**************
7: الذل: فالمعصية تورث الذل ولا بد، فالعز كل العز في طاعة الله تعالى،
قال تعالى ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً ﴾ (فاطر:10)
وكان من دعاء بعض السلف : اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك.
وقال عبد الله بن المبارك :
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها
وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبـار سوء ورهبـانها
**************
8: الصدى والران والطبع والقفل والختم:
وذلك أن القلب يصدأ من المعصية، فإذا زادت غلب عليه الصدأ حتى يصير راناً،
كما قال تعالى ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾
(المطففين:14)
ثم يغلب حتى يصير طبعاً وقفلاً وختماً، فيصير القلب في غشاوة وغلاف..
**************
9: إطفاء الغيرة من القلب: وهي الغيرة على محارم الله أن تنتهك،
وعلى حدوده أو تقتحم، وعلى دينه أن يضعف أو يضيع،
وعلى إخوانه المسلمين أن يهانوا أو يبادوا،
بل على أهله ونفسه أن يقعوا في المعصية والهلاك،
ولهذا كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أغير الناس،
كما ثبت في الصحيح:
(( أتعجبون من غيرة سعد ، لأنا أغير منه والله أغير مني ))
( متفق عليه ).
**************
10: إذهاب الحياء الذي هو مادة الحياة للقلب وهو أصل كل خير:
وذهابه ذهاب كل خير بأجمعه. والذنوب تضعف الحياء من العبد
حتى ربما انسلخ منه بالكلية،فلا يستحيي لا من الله ولا من العباد،
والتلازم بين ارتكاب المحرمات وقلة الحياء لا يخفى على أحد.
**************
11: إذهاب تعظيم الله ووقاره من القلب:
فكما أن تعظيم الله وتوقيره يحجز عن المعصية،
فإن ارتكاب المعصية يضعف التعظيم والتوقير
- حتى يستخف العبد بربه ويستهين بأمره ولا يقدره حق قدره.
**************
12: مرض القلب وإعاقته عن الترقي في مراتب الكمال ودرجاته :
الذنوب تخرج صاحبها من دائرة اليقين وتنزله من درجة
الإحسان، بل تخرجه من دائرة الإيمان، كما في الحديث الصحيح:
(( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق
حين يسرق وهو مؤمن ))... (متفق عليه)
فلا يبقى له إلا اسم الإسلام وربما أخرجته منه؛ فإن المعاصي بريد الكفر.
**************
13: إضعاف همة القلب وإرادته وتثبيطه عن الطاعة وتكسيله عنها:
حتى يؤول به الأمر من الاستثقال إلى الكراهية والنفور،
فلا ينشرح صدره لطاعة ولا يتحرج ويضيق من معصية
ويصير جسوراً مقداماً على الخطايا جباناً رعديداً على الحسنات.
**************
14: الخسف بالقلب : كما يخسف بالمكان وما فيه، فيخسف به
بسبب ارتكاب الرذائل إلى أسفل سافلين وصاحبه لا يشعر،
وعلامة ذلك الخسف أن يكون القلب جوالاً حول السفليات والقاذورات،
متعلقاً بالمحقرات والأمور التافهة،
عكس القلب الذي تزكى بالطاعات، فصار جوالاً في معالي الأمور ومكارم الأخلاق،
كما قال بعض السلف :
[[ إن هذه القلوب جوَّالة، فمنها ما يجول حول العرش
ومنها ما يجول حول الحش أي: مكان قضاء الحاجة.. ]ٍ]
**************
15: مسخ القلب :
فإن المعاصي والقبائح ما تزال تتكاثر عليه حتى تمسخه كما تمسخ الصورة،
فيصير القلب على قلب الحيوان الذي شابهه في أخلاقه وأعماله وطبيعته،
فمن القلوب ما يمسخ على قلب خنزير، كقلب الديوث.
**************
16: نكد القلب وقلقه وضنكه:
وهذا ملازم للمعصية ملازمة الظل لأصله ، كما قال تعالى:
﴿ ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ونَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾
( طه:124.... )
ومثال العاصي واعمال الكفار في القرآن قال تعالي :
﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ
مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ
لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾
[سورة النور ــ 40]
قال تعالى : ﴿ أو كظلمات في بحر لجي ﴾
قال قتادة : وهو العميق .
وقال العوفي ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما
﴿ يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ﴾ يعني بذلك :
الغشاوة التي على القلب والسمع والبصر
وهي كقوله : ﴿ ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة
ولهم عذاب عظيم ﴾ [ البقرة 7)
وكقوله : ﴿ أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم
وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه
من بعد الله أفلا تذكرون ﴾ [ الجاثية : 23 ].
وقال أبي بن كعب في قوله : ﴿ ظلمات بعضها فوق بعض ﴾ :
فهو يتقلب في خمسة من الظلم : كلامه ظلمة ، وعمله ظلمة ، ومدخله ظلمة ،
ومخرجه ظلمة ، ومصيره يوم القيامة إلى الظلمات ، إلى النار .
وقوله : ﴿ ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ﴾
( أي : من لم يهده الله فهو هالك جاهل حائر بائر كافر ،
كما قال تعالى ﴿ من يضلل الله فلا هادي له ﴾
[ ( الأعراف : 186 ) وهذا في ] مقابلة ما قال في مثل المؤمنين
﴿ يهدي الله لنوره من يشاء ﴾
فنسأل الله العظيم أن يجعل في قلوبنا نورا ،
وعن أيماننا نورا ، وعن شمائلنا نورا ، وأن يعظم لنا نورا )
...( تفسير ابن كثير 3/379)...
http://graphics.way2allah.com/fawasel2/30.gif
ومن أجل أن تكسر هذه الظلمات وتخرج إلي النور لابد من ان تمحو أسباب الظلمة
وتجعل في قلبك أسباب النور قال تعالي :
﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾
..( سورة النور ـ31)..
وهذه الآية في سورة النور أي لابد أن تنير حياتك بالتوبة ..
وابشر أيها التائب فالله يقول :
﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ﴾
..(سورة طــه : 82)..
وقال جل جلاله : ﴿ هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴾ (سورة ق /32)
قال ابن كثير رحمه الله ﴿ هذا ما توعدون لكل أواب ﴾.. أي : رجاع تائب مقلع..
وقال السعدي رحمه الله في تفسيره ﴿ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴾ أي:
هذه الجنة وما فيها، مما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين،
هي التي وعد الله كل أواب أي: رجاع إلى الله،
في جميع الأوقات، بذكره وحبه، والاستعانة به، ودعائه، وخوفه، ورجائه..
وقال ابن جرير الطبري في تفسيره ﴿ لِكُلِّ أَوَّابٍ ﴾ يعني:
لكل راجع من معصية الله إلى طاعته, تائب من ذنوبه...
يعني ببساطة اكسر حاجز الزحمة والظلمة والران الجاثم على القلب بنور التوبة
وماء الخشية والخوف من الله والإستغفار ..
ويجب أن تكون صادقاً ومخلصاً وإستعن بالله تعالي .. فهو الذي يتوب على التائبين بل ويحبهم
قال تعالي : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾..( سورة البقرة 222)..
لحظة !! .. لم ينتهي الأمر إلى هذا بل يبدل سيئاتهم حسنات .. ؟
نعم اقرأ الآية هذه الآية .. قال تعالي
﴿ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ
سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾
..( سورة الفرقان : 70)..
أيّ يغفرلك وينير قلبك ووجهك ويغير حياتك ويبدل سيئاتك حسنات ..
﴿ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ﴾ (سورة الشورى 30)
﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾
...( سورة الشورى : 25)...
يارب عدت إلى رحابك تائباً
مستسلماً مستمسكاً بعُراكَ
أدعوك ياربي لتغفر زلتـي
وتعينني وتمدني بهداكَ
فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي
ما خاب يوماً من دعا ورجاكَ
http://graphics.way2allah.com/fawasel2/30.gif
وإلى لقاء قادم بإذن الله ....
مع الحاجز الثاني الذي لابد أن ينكسر قبل رمضان ..
اتمنى متابعتكم غفر الله لي ولكم وبلغنا الشهر ونحن في ازدياد طاعة
وسكينة نفس وسلامة قلب وتمام عافية
**************
..~~..إكسر كل الحواجز وانطلق قبل رمضان..~~..
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام علي النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد
..~~..إكسر كل الحواجز وانطلق قبل رمضان..~~..
لم يتبقى من الزمن سوى أيامٍ معدودات .
ويُوشك ضيفٌ مبارك وعزيز من الاقتراب .
" إنه رمضان ".
شهر القرآن وأول عهد أهل الأرض بآيات الله .
شهر الرحمات والبركات والعتق من النيران.
شهر بالعام...لكنه نقطة فارقة في علاقتك بالله.
فلابد من أن تكسر كل حاجزٍ يحُولُ بينك وبين النجاح
والتفوق والإنطلاق في العبادة في رمضان ..
ومن أخطر الحواجز التي يمكن أن تقابلك هي الزحمة داخل القلب
( السواد في القلب ..الران علي القلب ..)
وهي نتيجة الذنوب ..ومن أخطر آثار الذنوب والمعاصي ما يتعلق بالقلوب
مثل: قسوة القلوب، وعدم تأثرها بالمواعظ والآيات والأدلة
والتخويف والتحذير والإنذار، فلا تسمع ولا تفقه ولا تقبل.
وقد ذكر الإمام "ابن القيم" - رحمه الله- :
:::::: عقوبات الذنوب في كتابه الجواب الكافي، وها نحن نقف عند بعضها ::::::
http://graphics.way2allah.com/fawasel2/30.gif
1: حرمان العلم النافع: فإن هذا العلم نور يقذفه الله في القلب والمعصية تطفئه،
ومن حرم العلم تخبط في دنياه، وسار على غير هدى مولاه.
قال الإمام محمد بن إدريس الشافعي.
شكوت الى وكيع سوء حفظي فارشدني الى ترك المعاصي
وقــــــال ان عـــلــــم الله نورونـــــــور الله لا يعطى لعاصي
**************
2: الوحشة بين العبد وربه:
وهي وحشة لو اجتمعت لصاحبها ملذات الدنيا كلها لم تذهبها،
ومن علاماتها وفروعها: الوحشة بينه وبين أهل التقوى والإيمان.
**************
3: الظلمة التي يجدها العاصي في قلبه : فإن الطاعة نور والمعصية ظلمة...
قال النبي صلى الله عليه وسلّم : (( تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً
فأي قلب أشربها نُكت فيه نُكتة سوداء وأي قلب أنكرها
نُكت فيه نُكتة بيضاء حتى تصير القلوب على قلبين :
على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض،
والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف مَعروفاً
ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه.. )) أخرجَه مُسلم
قال ابن عباس : [[ إن للحسنة ضياءً في الوجه ونوراً في القلب وسعة
في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق،
وإن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القبر والقلب
ووهناً في البدن ونقصاً في الرزق وبغضة في قلوب الخلق ]]..
**************
4: وهن القلب : فلا تزال المعاصي توهنه حتى تزيل حياته
بالكلية، وهذا الوهن يظهر أثره على البدن..
**************
5: تقصير العمر ومحق بركته: بمقدار ما تمرض القلب
وتذهب حياته، فإن حقيقة الحياة هي حياة القلب وعمر الإنسان
هو مدة حياته، فكلما كثرت الطاعة زادت حياته فزاد عمره الحقيقي،
وكلما كثرت المعاصي أضاعت حياته وعمره.
**************
6: أن العبد كلما عصى خفّت عليه المعصية حتى يعتادها ويموت إنكار قلبه لها:
فيفقد عمل القلب بالكلية، حتى يصبح من المجاهرين بها المفاخرين بارتكابها،
وأقل ذلك أن يستصغرها في قلبه ويهون عليه إتيانها، حتى لا يبالي بذلك وهو باب الخطر.
روى البخاري في صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
(( إن المؤمن يرى ذنوبه كأنها في أصل جبل يخاف أن يقع عليه،
وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا فطار ))..
**************
7: الذل: فالمعصية تورث الذل ولا بد، فالعز كل العز في طاعة الله تعالى،
قال تعالى ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً ﴾ (فاطر:10)
وكان من دعاء بعض السلف : اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك.
وقال عبد الله بن المبارك :
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها
وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبـار سوء ورهبـانها
**************
8: الصدى والران والطبع والقفل والختم:
وذلك أن القلب يصدأ من المعصية، فإذا زادت غلب عليه الصدأ حتى يصير راناً،
كما قال تعالى ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾
(المطففين:14)
ثم يغلب حتى يصير طبعاً وقفلاً وختماً، فيصير القلب في غشاوة وغلاف..
**************
9: إطفاء الغيرة من القلب: وهي الغيرة على محارم الله أن تنتهك،
وعلى حدوده أو تقتحم، وعلى دينه أن يضعف أو يضيع،
وعلى إخوانه المسلمين أن يهانوا أو يبادوا،
بل على أهله ونفسه أن يقعوا في المعصية والهلاك،
ولهذا كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أغير الناس،
كما ثبت في الصحيح:
(( أتعجبون من غيرة سعد ، لأنا أغير منه والله أغير مني ))
( متفق عليه ).
**************
10: إذهاب الحياء الذي هو مادة الحياة للقلب وهو أصل كل خير:
وذهابه ذهاب كل خير بأجمعه. والذنوب تضعف الحياء من العبد
حتى ربما انسلخ منه بالكلية،فلا يستحيي لا من الله ولا من العباد،
والتلازم بين ارتكاب المحرمات وقلة الحياء لا يخفى على أحد.
**************
11: إذهاب تعظيم الله ووقاره من القلب:
فكما أن تعظيم الله وتوقيره يحجز عن المعصية،
فإن ارتكاب المعصية يضعف التعظيم والتوقير
- حتى يستخف العبد بربه ويستهين بأمره ولا يقدره حق قدره.
**************
12: مرض القلب وإعاقته عن الترقي في مراتب الكمال ودرجاته :
الذنوب تخرج صاحبها من دائرة اليقين وتنزله من درجة
الإحسان، بل تخرجه من دائرة الإيمان، كما في الحديث الصحيح:
(( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق
حين يسرق وهو مؤمن ))... (متفق عليه)
فلا يبقى له إلا اسم الإسلام وربما أخرجته منه؛ فإن المعاصي بريد الكفر.
**************
13: إضعاف همة القلب وإرادته وتثبيطه عن الطاعة وتكسيله عنها:
حتى يؤول به الأمر من الاستثقال إلى الكراهية والنفور،
فلا ينشرح صدره لطاعة ولا يتحرج ويضيق من معصية
ويصير جسوراً مقداماً على الخطايا جباناً رعديداً على الحسنات.
**************
14: الخسف بالقلب : كما يخسف بالمكان وما فيه، فيخسف به
بسبب ارتكاب الرذائل إلى أسفل سافلين وصاحبه لا يشعر،
وعلامة ذلك الخسف أن يكون القلب جوالاً حول السفليات والقاذورات،
متعلقاً بالمحقرات والأمور التافهة،
عكس القلب الذي تزكى بالطاعات، فصار جوالاً في معالي الأمور ومكارم الأخلاق،
كما قال بعض السلف :
[[ إن هذه القلوب جوَّالة، فمنها ما يجول حول العرش
ومنها ما يجول حول الحش أي: مكان قضاء الحاجة.. ]ٍ]
**************
15: مسخ القلب :
فإن المعاصي والقبائح ما تزال تتكاثر عليه حتى تمسخه كما تمسخ الصورة،
فيصير القلب على قلب الحيوان الذي شابهه في أخلاقه وأعماله وطبيعته،
فمن القلوب ما يمسخ على قلب خنزير، كقلب الديوث.
**************
16: نكد القلب وقلقه وضنكه:
وهذا ملازم للمعصية ملازمة الظل لأصله ، كما قال تعالى:
﴿ ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ونَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾
( طه:124.... )
ومثال العاصي واعمال الكفار في القرآن قال تعالي :
﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ
مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ
لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾
[سورة النور ــ 40]
قال تعالى : ﴿ أو كظلمات في بحر لجي ﴾
قال قتادة : وهو العميق .
وقال العوفي ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما
﴿ يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ﴾ يعني بذلك :
الغشاوة التي على القلب والسمع والبصر
وهي كقوله : ﴿ ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة
ولهم عذاب عظيم ﴾ [ البقرة 7)
وكقوله : ﴿ أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم
وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه
من بعد الله أفلا تذكرون ﴾ [ الجاثية : 23 ].
وقال أبي بن كعب في قوله : ﴿ ظلمات بعضها فوق بعض ﴾ :
فهو يتقلب في خمسة من الظلم : كلامه ظلمة ، وعمله ظلمة ، ومدخله ظلمة ،
ومخرجه ظلمة ، ومصيره يوم القيامة إلى الظلمات ، إلى النار .
وقوله : ﴿ ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ﴾
( أي : من لم يهده الله فهو هالك جاهل حائر بائر كافر ،
كما قال تعالى ﴿ من يضلل الله فلا هادي له ﴾
[ ( الأعراف : 186 ) وهذا في ] مقابلة ما قال في مثل المؤمنين
﴿ يهدي الله لنوره من يشاء ﴾
فنسأل الله العظيم أن يجعل في قلوبنا نورا ،
وعن أيماننا نورا ، وعن شمائلنا نورا ، وأن يعظم لنا نورا )
...( تفسير ابن كثير 3/379)...
http://graphics.way2allah.com/fawasel2/30.gif
ومن أجل أن تكسر هذه الظلمات وتخرج إلي النور لابد من ان تمحو أسباب الظلمة
وتجعل في قلبك أسباب النور قال تعالي :
﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾
..( سورة النور ـ31)..
وهذه الآية في سورة النور أي لابد أن تنير حياتك بالتوبة ..
وابشر أيها التائب فالله يقول :
﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ﴾
..(سورة طــه : 82)..
وقال جل جلاله : ﴿ هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴾ (سورة ق /32)
قال ابن كثير رحمه الله ﴿ هذا ما توعدون لكل أواب ﴾.. أي : رجاع تائب مقلع..
وقال السعدي رحمه الله في تفسيره ﴿ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴾ أي:
هذه الجنة وما فيها، مما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين،
هي التي وعد الله كل أواب أي: رجاع إلى الله،
في جميع الأوقات، بذكره وحبه، والاستعانة به، ودعائه، وخوفه، ورجائه..
وقال ابن جرير الطبري في تفسيره ﴿ لِكُلِّ أَوَّابٍ ﴾ يعني:
لكل راجع من معصية الله إلى طاعته, تائب من ذنوبه...
يعني ببساطة اكسر حاجز الزحمة والظلمة والران الجاثم على القلب بنور التوبة
وماء الخشية والخوف من الله والإستغفار ..
ويجب أن تكون صادقاً ومخلصاً وإستعن بالله تعالي .. فهو الذي يتوب على التائبين بل ويحبهم
قال تعالي : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾..( سورة البقرة 222)..
لحظة !! .. لم ينتهي الأمر إلى هذا بل يبدل سيئاتهم حسنات .. ؟
نعم اقرأ الآية هذه الآية .. قال تعالي
﴿ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ
سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾
..( سورة الفرقان : 70)..
أيّ يغفرلك وينير قلبك ووجهك ويغير حياتك ويبدل سيئاتك حسنات ..
﴿ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ﴾ (سورة الشورى 30)
﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾
...( سورة الشورى : 25)...
يارب عدت إلى رحابك تائباً
مستسلماً مستمسكاً بعُراكَ
أدعوك ياربي لتغفر زلتـي
وتعينني وتمدني بهداكَ
فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي
ما خاب يوماً من دعا ورجاكَ
http://graphics.way2allah.com/fawasel2/30.gif
وإلى لقاء قادم بإذن الله ....
مع الحاجز الثاني الذي لابد أن ينكسر قبل رمضان ..
اتمنى متابعتكم غفر الله لي ولكم وبلغنا الشهر ونحن في ازدياد طاعة
وسكينة نفس وسلامة قلب وتمام عافية
**************