م.محمود الحجاج
04-09-2008, 08:45
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منوعات طريفه
قصة فيها عبرة
ذكر ابن رجب وغيره أن ولدًا لهارون الرشيد كان سفيهًا ، فلما أقبل رمضان ضاق به ذرعًا , وأخذ ينشد ويقول :
أتاني شهر الصوم لا كان من شهر= ولا صمت شهـرًا بعده آخـر الدهـر
فلو كـان يعديني الأنـام بقـوة= على الشهر لاستعديت قومي على الشهر
فأصيب بمرض الصرع , فكان يصرع في اليوم أكثر من مرة ، وما زال كذلك حتى مات قبل أن يدرك رمضان الآخر .
وأنتم لا تصومون إلا في رمضان ؟!!
باع قوم من السلف جارية لهم لأحد الناس ، فلما أقبل رمضان أخذ سيدها الجديد يتهيأ بألوان المطعومات والمشروبات لاستقبال رمضان - كما يصنع كثير من الناس اليوم - فلما رأت الجارية ذلك منهم , قالت : لماذا تصنعون ذلك ؟! قالوا : لاستقبال رمضان ، فقالت : وأنتم لا تصومون إلا في رمضان ؟! والله لقد جئت من عند قوم السنة عندهم كأنها كلها رمضان ، لا حاجة لي فيكم ، ردُّوني إليهم , ورجعت إلى سيدها الأول . اهـ من وقفات مع الصائمين .
مثال لمن لا يخاف الله ولا يرجوه
قدم أعرابي على ابن عم له في الحضر , فأدركه شهر رمضان ، فقيل له : أبا عمرو لقد أتاك شهر رمضان ، قال : وما شهر رمضان ؟ قالوا : الإمساك عن الطعام ، قال : أبالليل أم بالنهار ؟ قالوا : لا . بل بالنهار ؟ قال : أفيرضون بدلا عن الصوم ؟ قالوا : لا . قال : فإن لم أصم . قالوا : تضرب وتحبس. فصام أيامًا فلم يصبر ، فارتحل عنهم وجعل يقول :
يقول بنو عمي وقد زرت مصرهم= تهيأ أبا عمروٍ لشهر صيـام
فقلت لهم هاتـوا جـرابي وفروتي= سلام عليكم فاذهبوا بسلام
فبادرت أرضًا ليس فيها مسيطـرٌ= عـليَّ ولا مناع أكل طعام
كتاب عيون الأخبار (3/224)
لا تصم إلا ويدك مغلولة
3) جاء رجل إلى فقيه , فقال : أفطرت في رمضان . فقال : اقض يومًا مكانه . قال : قضيت وأتيت أهلي , وقد عملوا مأمونية فسبقتني يدي إليها ؛ فأكلت منها ، فقال : اقض يومًا آخر مكانه . فقال : قضيت وأتيت أهلي , وقد عملوا هريسة ؛ فسبقتني يدي إليها ، فقال : أرى أن لا تصوم إلا ويدك مغلولة إلى عنقك . المستطرف (2/515)
متى يفطر الصائم ؟!
4) حكى طاهر الزهري أن رجلاً كان يجلس إلى أبي يوسف القاضي ، وكان يطيل الصمت ، فقال له أبو يوسف : ألا تتكلم . قال : بلى . متى يفطر الصائم ؟ قال : إذا غابت الشمس ، قال : فإن لم تغب إلى نصف الليل ؟! فضحك أبو يوسف ، وقال : أصبتَ في صمتك ، وأخطأتُ في استدعائي لنطقك ، ثم قال :
عجبت لإزراء العيي بنفـسه= وصمت الذي كان بالصمت أعلما
وفي الصمت ستـر للعيي وإنما= صـحيفة لب المـرء أن يتكلـما
الحمقاء والمغفلون ص120
ألم تقل إنك صائم ؟!
5) وضع المأمون طعامًا وكان عنده أعرابي ، فقال : يا أعرابي هلم ، قال : إني صائم ، فاختلفت الألوان ، فرأى جديًا مشويًا ، فغسل يده ، فقال المأمون : ألم تقل إنك صائم ؟! فقال : أقدر على الصيام يومًا آخر ، ولا أقدر على إعادة جدي مثل هذا .
الأجوبة المسكتة (4/59)
مع هذا إني صائم !!
6) كان أعرابي يصلي , فأخذ قوم يمدحونه ويصفونه بالصلاح , فقطع صلاته ، وقال : مع هذا إني صائم . اهـ الحمقاء والمغفلون ص92
ألغاز
1) رجل مسلم صحيح مقيم قادر على الصوم جاز له الفطر في نهار رمضان ؟!
الجواب : هو رجل أحاط العدو ببلده , والصوم يضعفه عن الجهاد والمقاومة , فإنه يجوز له في هذه الحالة الفطر على الصحيح ، وهو اختيار شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم ، انظر الفروع (3/28) ، الاختيارات لشيخ الإسلام ص(107) .
2) شخص حصل فطره بغير أكل ولا شرب ولا شيء أدخله جوفه , ولا جماع ولا شيء من دواعيه ؟!!
الجواب : إذا نوى الإفطار , وعزم على ذلك أفطر ، وإن لم يأكل شيئًا .
3) شخص حصل فطره بغير ما سبق ولا نية فطر أيضًا ؟!!
الجواب : هو رجل ارتد – والعياذ بالله – .
4) شخص إن أفطر يومًا لزمه قضاء يومين ؟!
الجواب : هو رجل نذر أن يصوم يوم يقدم فلان , فقدم في رمضان ، فقلنا يجزئه عنهما , فإنه إن أفطر لزمه قضاء يومين .
5) رجل جامع أهله في نهار رمضان متعمدًا , وليس عليه إلا القضاء ولا تلزمه كفارة ؟!
الجواب : هذا رجل مسافر مع زوجته وهما صائمان ، ثم بدا له أن يجامعها , فيجوز له ذلك ؛ لأنه مسافر ، والمسافر يجوز له الفطر في نهار رمضان ، وقد سئل الإمام أحمد عن رجل حلف ليطأنَّ امرأته في نهار رمضان , فقال : يسافر بها , ويطؤها في السفر .
6) امرأة ضحكت وهي صائمة فبطل صومها ؟!
الجواب : هذه امرأة حاضت لقوله تعالى (( وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب )) , أي : فحاضت .
7) رجل وجب عليه صيام يوم الشك , وهو يراه محرَّمًا مع أنه ليس من الذين يصومون صيام التطوع ؟!
الجواب: هذا رجل نذر إن وصل فلان ليصومن في اليوم الذي جاء فيه فوصل يوم الشك.
8) يوم من أيام البيض يحرم صيامه ولا يستحب ؟!
الجواب : في أيام التشريق فإن آخرها وهو أول يوم من أيام البيض .
انظر لما سبق : الطراز في حل مسائل الألغاز ص(88-90)، فوائد فقهية (35-42).
اشتقاق رمضان وسبب تسميته بذلك
اختلف في اشتقاق رمضان على أقوال :
الأول : أنه وافق مجيئه في الرمضاء – وهي شدة الحر فسمي هذا الشهر بهذا الإسم ، إما لارتماضهم فيه من حر الجوع ، أو مقاساة شدته ، كما سموه تابعًا , لأنه يتبعهم نية إلى الصوم ، أي يزعجهم فيه لشدته عليهم ، وقال عليه الصلاة والسلام " صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال " أخرجه مسلم (143-144) ورمضت الفصال : إذا حرَّق الرمضاء أحقافها فتبرك من شدة الحر .
ويقال([1]) إنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة ، سموها بالأزمنة التي وقعت فيها ، فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر، فسمي به كربيع لموافقته الربيع ، وجماد لموافقته جمود الماء .
القول الثاني : لأنه يرمض الذنوب أي : يحرقها بمعنى يمحوها , من الإرماض : وهو الإحراق ، ومنه رمضت قدمه من الرمضاء , أي : احترقت ، وأرمضتني الرمضاء , أي : أحرقتني ، ومنه قيل أرمضني الحر ، واستدلوا بحديث أنس مرفوعًا " إنما سمي رمضان لأنه يرمض ذنوب عباد الله([2]) " .
القول الثالث :
قالوا سمي رمضان ؛ لأن القلوب تحترق فيه من الموعظة والفكر في أمر الآخرة .
القول الرابع :
قالوا : من رمضت النصل أرمضه رمضًا ، إذا دققته بين حجرين ليرق ، ومنه : نصل رميض ومرموض .
وسمي هذا الشهر رمضان ؛ لأنهم كانوا يرمضون فيه أسلحتهم ؛ ليقضوا منه أوطارهم .
وهذا القول يحكى عن الأزهري .
انظر لسان العرب (7/161-162) ، الصحاح (3/1081) ، جمهرة اللغة (2/366) ، اللباب (3/276) ، التفسير الكبير للرازي (3/83) ، تفسير أبي حيان (2/31) ، تفسير القرطبي (2/290-291)
منوعات طريفه
قصة فيها عبرة
ذكر ابن رجب وغيره أن ولدًا لهارون الرشيد كان سفيهًا ، فلما أقبل رمضان ضاق به ذرعًا , وأخذ ينشد ويقول :
أتاني شهر الصوم لا كان من شهر= ولا صمت شهـرًا بعده آخـر الدهـر
فلو كـان يعديني الأنـام بقـوة= على الشهر لاستعديت قومي على الشهر
فأصيب بمرض الصرع , فكان يصرع في اليوم أكثر من مرة ، وما زال كذلك حتى مات قبل أن يدرك رمضان الآخر .
وأنتم لا تصومون إلا في رمضان ؟!!
باع قوم من السلف جارية لهم لأحد الناس ، فلما أقبل رمضان أخذ سيدها الجديد يتهيأ بألوان المطعومات والمشروبات لاستقبال رمضان - كما يصنع كثير من الناس اليوم - فلما رأت الجارية ذلك منهم , قالت : لماذا تصنعون ذلك ؟! قالوا : لاستقبال رمضان ، فقالت : وأنتم لا تصومون إلا في رمضان ؟! والله لقد جئت من عند قوم السنة عندهم كأنها كلها رمضان ، لا حاجة لي فيكم ، ردُّوني إليهم , ورجعت إلى سيدها الأول . اهـ من وقفات مع الصائمين .
مثال لمن لا يخاف الله ولا يرجوه
قدم أعرابي على ابن عم له في الحضر , فأدركه شهر رمضان ، فقيل له : أبا عمرو لقد أتاك شهر رمضان ، قال : وما شهر رمضان ؟ قالوا : الإمساك عن الطعام ، قال : أبالليل أم بالنهار ؟ قالوا : لا . بل بالنهار ؟ قال : أفيرضون بدلا عن الصوم ؟ قالوا : لا . قال : فإن لم أصم . قالوا : تضرب وتحبس. فصام أيامًا فلم يصبر ، فارتحل عنهم وجعل يقول :
يقول بنو عمي وقد زرت مصرهم= تهيأ أبا عمروٍ لشهر صيـام
فقلت لهم هاتـوا جـرابي وفروتي= سلام عليكم فاذهبوا بسلام
فبادرت أرضًا ليس فيها مسيطـرٌ= عـليَّ ولا مناع أكل طعام
كتاب عيون الأخبار (3/224)
لا تصم إلا ويدك مغلولة
3) جاء رجل إلى فقيه , فقال : أفطرت في رمضان . فقال : اقض يومًا مكانه . قال : قضيت وأتيت أهلي , وقد عملوا مأمونية فسبقتني يدي إليها ؛ فأكلت منها ، فقال : اقض يومًا آخر مكانه . فقال : قضيت وأتيت أهلي , وقد عملوا هريسة ؛ فسبقتني يدي إليها ، فقال : أرى أن لا تصوم إلا ويدك مغلولة إلى عنقك . المستطرف (2/515)
متى يفطر الصائم ؟!
4) حكى طاهر الزهري أن رجلاً كان يجلس إلى أبي يوسف القاضي ، وكان يطيل الصمت ، فقال له أبو يوسف : ألا تتكلم . قال : بلى . متى يفطر الصائم ؟ قال : إذا غابت الشمس ، قال : فإن لم تغب إلى نصف الليل ؟! فضحك أبو يوسف ، وقال : أصبتَ في صمتك ، وأخطأتُ في استدعائي لنطقك ، ثم قال :
عجبت لإزراء العيي بنفـسه= وصمت الذي كان بالصمت أعلما
وفي الصمت ستـر للعيي وإنما= صـحيفة لب المـرء أن يتكلـما
الحمقاء والمغفلون ص120
ألم تقل إنك صائم ؟!
5) وضع المأمون طعامًا وكان عنده أعرابي ، فقال : يا أعرابي هلم ، قال : إني صائم ، فاختلفت الألوان ، فرأى جديًا مشويًا ، فغسل يده ، فقال المأمون : ألم تقل إنك صائم ؟! فقال : أقدر على الصيام يومًا آخر ، ولا أقدر على إعادة جدي مثل هذا .
الأجوبة المسكتة (4/59)
مع هذا إني صائم !!
6) كان أعرابي يصلي , فأخذ قوم يمدحونه ويصفونه بالصلاح , فقطع صلاته ، وقال : مع هذا إني صائم . اهـ الحمقاء والمغفلون ص92
ألغاز
1) رجل مسلم صحيح مقيم قادر على الصوم جاز له الفطر في نهار رمضان ؟!
الجواب : هو رجل أحاط العدو ببلده , والصوم يضعفه عن الجهاد والمقاومة , فإنه يجوز له في هذه الحالة الفطر على الصحيح ، وهو اختيار شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم ، انظر الفروع (3/28) ، الاختيارات لشيخ الإسلام ص(107) .
2) شخص حصل فطره بغير أكل ولا شرب ولا شيء أدخله جوفه , ولا جماع ولا شيء من دواعيه ؟!!
الجواب : إذا نوى الإفطار , وعزم على ذلك أفطر ، وإن لم يأكل شيئًا .
3) شخص حصل فطره بغير ما سبق ولا نية فطر أيضًا ؟!!
الجواب : هو رجل ارتد – والعياذ بالله – .
4) شخص إن أفطر يومًا لزمه قضاء يومين ؟!
الجواب : هو رجل نذر أن يصوم يوم يقدم فلان , فقدم في رمضان ، فقلنا يجزئه عنهما , فإنه إن أفطر لزمه قضاء يومين .
5) رجل جامع أهله في نهار رمضان متعمدًا , وليس عليه إلا القضاء ولا تلزمه كفارة ؟!
الجواب : هذا رجل مسافر مع زوجته وهما صائمان ، ثم بدا له أن يجامعها , فيجوز له ذلك ؛ لأنه مسافر ، والمسافر يجوز له الفطر في نهار رمضان ، وقد سئل الإمام أحمد عن رجل حلف ليطأنَّ امرأته في نهار رمضان , فقال : يسافر بها , ويطؤها في السفر .
6) امرأة ضحكت وهي صائمة فبطل صومها ؟!
الجواب : هذه امرأة حاضت لقوله تعالى (( وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب )) , أي : فحاضت .
7) رجل وجب عليه صيام يوم الشك , وهو يراه محرَّمًا مع أنه ليس من الذين يصومون صيام التطوع ؟!
الجواب: هذا رجل نذر إن وصل فلان ليصومن في اليوم الذي جاء فيه فوصل يوم الشك.
8) يوم من أيام البيض يحرم صيامه ولا يستحب ؟!
الجواب : في أيام التشريق فإن آخرها وهو أول يوم من أيام البيض .
انظر لما سبق : الطراز في حل مسائل الألغاز ص(88-90)، فوائد فقهية (35-42).
اشتقاق رمضان وسبب تسميته بذلك
اختلف في اشتقاق رمضان على أقوال :
الأول : أنه وافق مجيئه في الرمضاء – وهي شدة الحر فسمي هذا الشهر بهذا الإسم ، إما لارتماضهم فيه من حر الجوع ، أو مقاساة شدته ، كما سموه تابعًا , لأنه يتبعهم نية إلى الصوم ، أي يزعجهم فيه لشدته عليهم ، وقال عليه الصلاة والسلام " صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال " أخرجه مسلم (143-144) ورمضت الفصال : إذا حرَّق الرمضاء أحقافها فتبرك من شدة الحر .
ويقال([1]) إنهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة ، سموها بالأزمنة التي وقعت فيها ، فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر، فسمي به كربيع لموافقته الربيع ، وجماد لموافقته جمود الماء .
القول الثاني : لأنه يرمض الذنوب أي : يحرقها بمعنى يمحوها , من الإرماض : وهو الإحراق ، ومنه رمضت قدمه من الرمضاء , أي : احترقت ، وأرمضتني الرمضاء , أي : أحرقتني ، ومنه قيل أرمضني الحر ، واستدلوا بحديث أنس مرفوعًا " إنما سمي رمضان لأنه يرمض ذنوب عباد الله([2]) " .
القول الثالث :
قالوا سمي رمضان ؛ لأن القلوب تحترق فيه من الموعظة والفكر في أمر الآخرة .
القول الرابع :
قالوا : من رمضت النصل أرمضه رمضًا ، إذا دققته بين حجرين ليرق ، ومنه : نصل رميض ومرموض .
وسمي هذا الشهر رمضان ؛ لأنهم كانوا يرمضون فيه أسلحتهم ؛ ليقضوا منه أوطارهم .
وهذا القول يحكى عن الأزهري .
انظر لسان العرب (7/161-162) ، الصحاح (3/1081) ، جمهرة اللغة (2/366) ، اللباب (3/276) ، التفسير الكبير للرازي (3/83) ، تفسير أبي حيان (2/31) ، تفسير القرطبي (2/290-291)