م.محمود الحجاج
02-09-2008, 09:59
كنتُ ذات يوم تلميذاً في الابتدائي/ كنت واحداً من قطيع بائس يذهب كل صباح الى المدرسة على مضض, ولمجرد ان يتعرّض هناك لعمليات تنكيل يمارسها معلمون حاقدون للغاية: كان الجميع كذلك, فالأب متجهّم, والأم تشتم بوقاحة متناهية, والشارع مريب, وطاقم العائلة نام دون عشاء: لقد اكتشفنا »الطبيخ« في وقت متأخر نوعاً ما.
أفكر هكذا: لم نكبر, ولكنا نجونا.
المدرسة بحد ذاتها عقوبة, والمدير شرس, ومربي الصفّ تلقّى هدية هي عبارة عن »مطرق رمّان« يضربنا به على المؤخرات, ومراسل المدرسة جاهز عندما تقتضي العقوبة استخدام »معدّات«: الحبال في المقدمة/ المجريات كانت توحي ان الغاية هي اجتثاث الطفولة من جذورها.
نضع هذا جانباً, ونتكلم عن المعلم الجديد الذي جاءنا البارحة.
أذكر انه كان طويل القامة, قوّياً, وهناك شرر يتطاير من عينيه: ادركنا حالاً ان الرجل ليس سهلاً, فجفلنا بصورة جماعية, وصرتَ لا تسمع سوى وقع قدميه الكبيرتين في الغرفة, ونبض قلوبنا في الصدور.
لم يتكلم مطلقاً, بل ظل يرشقنا بنظرات سحقتنا تماماً. ولكنه تكلم اخيراً, ببساطة, هكذا: »أنت. قف. اسمك الكامل, وبلدك, واسم أمك«. فوجىء التلميذ بالطلب المتعلق باسم الأم. فوجئنا جميعاً. كارثة. ان أسم الأم عار وعيب ويمكن ان يجعل التلميذ ذليلاً الى الأبد. الولد مرتبك ومصعوق, والمعلم مصمم. ثم انفجر التلاميذ في الضحك عندما قال الولد أن اسم أمه »قطنة«. وانفجرنا مرّة اخرى عندما قال احدهم »شيخة«, »بهيجة«, »فلحة« و »ذيبة«.... وهكذا.
جاء دوري: من السخف ان اعترف بالحقيقة في هذا الجوّ الصاخب, مع قناعتي أن اسم أمي معتدل: »امنه«. بقيتُ ساكتاً الى ان كرر المعلم الطلب بجلافة متناهية. فوجدتني أقول: »سوسن«. وندمتُ. ولهذه اللحظه لانعرف رضوان الحجاج الا رضوان بن جمله
انه الاستاذ سلامه الهريشات رحمة الله عليه والفاتحه على روحه في هذا الشهر الفضيل !!!!
أفكر هكذا: لم نكبر, ولكنا نجونا.
المدرسة بحد ذاتها عقوبة, والمدير شرس, ومربي الصفّ تلقّى هدية هي عبارة عن »مطرق رمّان« يضربنا به على المؤخرات, ومراسل المدرسة جاهز عندما تقتضي العقوبة استخدام »معدّات«: الحبال في المقدمة/ المجريات كانت توحي ان الغاية هي اجتثاث الطفولة من جذورها.
نضع هذا جانباً, ونتكلم عن المعلم الجديد الذي جاءنا البارحة.
أذكر انه كان طويل القامة, قوّياً, وهناك شرر يتطاير من عينيه: ادركنا حالاً ان الرجل ليس سهلاً, فجفلنا بصورة جماعية, وصرتَ لا تسمع سوى وقع قدميه الكبيرتين في الغرفة, ونبض قلوبنا في الصدور.
لم يتكلم مطلقاً, بل ظل يرشقنا بنظرات سحقتنا تماماً. ولكنه تكلم اخيراً, ببساطة, هكذا: »أنت. قف. اسمك الكامل, وبلدك, واسم أمك«. فوجىء التلميذ بالطلب المتعلق باسم الأم. فوجئنا جميعاً. كارثة. ان أسم الأم عار وعيب ويمكن ان يجعل التلميذ ذليلاً الى الأبد. الولد مرتبك ومصعوق, والمعلم مصمم. ثم انفجر التلاميذ في الضحك عندما قال الولد أن اسم أمه »قطنة«. وانفجرنا مرّة اخرى عندما قال احدهم »شيخة«, »بهيجة«, »فلحة« و »ذيبة«.... وهكذا.
جاء دوري: من السخف ان اعترف بالحقيقة في هذا الجوّ الصاخب, مع قناعتي أن اسم أمي معتدل: »امنه«. بقيتُ ساكتاً الى ان كرر المعلم الطلب بجلافة متناهية. فوجدتني أقول: »سوسن«. وندمتُ. ولهذه اللحظه لانعرف رضوان الحجاج الا رضوان بن جمله
انه الاستاذ سلامه الهريشات رحمة الله عليه والفاتحه على روحه في هذا الشهر الفضيل !!!!