المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : :: التعلق بالله تعالى وحده ..::


نبض اخر
02-02-2013, 16:53
قال تعالى:
(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ
فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللـه وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ).
قال السعدي : ( إن الناس قد جمعوا لكم ) وهموا باستئصالكم،
تخويفا لهم وترهيبا، فلم يزدهم ذلك إلا إيمانا باللـه واتكالا
عليه.... ( وقالوا حسبنا الله ) أي : كافينا كــل ما أهمنـــا
( ونعم الوكيل ) المفوض إليــه تدبيــر عباده ، والقائــــم
بمصالحهم ....
تذكر دائما:
- أن من لم يكن له تعلق باللـه العظيم وكان منقطعا عن
ربه لم يكن اللـه وليه ولا ناصره ولا وكيله .
- وأن من تعلَّق باللـه وأنزل حوائجه به، والتجئ إليه،
وفوَّض أمره إلى ربه كفاه وهداه، وقرَّب إليه كل بعيد،
ويسَّر له كل عسير.
- وأن من تعلق بــالله حفظه الله .... ومن ضيـّـع الله
ضيعه الله .
- وأن من تعلق بغير الله تبارك وتعالى ذل لذلك الغير،
لكن من تعلق باللـه صار عزيزاً.
- وإذا تعلق بالله عز وجل وحده فإن اللـه تعالى يكفيه
شرور الناس أجمعين، لأن نواصي الخلق بيده، وقلوبهم
في قبضته، ولأنه لا يصيب هذا الإنسان إلا ما كتب الله له،
فقد رفعت الأقلام وجفت الصحف.
حال المؤمـن:
إذا تعلق بالله تعالى صار لا يمسي ويصبح إلا وقلبـــه
معلق بالله، يقوم لله، ويقعد لله، ويتكلم لله، يراقب الله
في حركاته في سكونه في أنفاسه في كلماته، ويترسم
كل شيء فيه محبة الله حتى إذا بلغ إلى هذا المقام الشريف
وهذا المنزل المنيف وأصاب محبة الله عز وجل، وأصاب
رضوان الله سبحانه وتعالى، عندها تأتي الثمرة الثانية
التي هي ثمرة محبة الله عز وجل.
قال بعض العلماء:ما أحب مؤمن ربه إلا تعلق بالله في كل
شيء يفعله ويقوله.
· ومن تعلق قلبه بالله إنزالا ً لحوائجه بالله ، ورغبا فيما
عند الله ، ورهبا مما يخافه ويؤذيه- يعني يؤذي العبد-
فإن الله- جل وعلا- كافيه ، كما قال تعالى:
( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللـه فَهُوَ حَسْبُهُ ) .
· لا تعلق قلبك بغير الله:
بعض الناس قلبه غير معلق بالله،
وإنما معلق بالموظف الفلاني، والصديق الفلاني، والأوراق
التي قدمها، والإعلانات، وترقب النتائج مــن الشركـــة،
ونحو ذلك، لكن لا يترقب شيئاً من الله، وبعض النــــاس
مضيع للأسباب لا يبذل منها شيئا وأعظمها التعلق بالله .
صورة من التعلق بالله:
لما كتب أبو عبيدة عام اليرموك إلى عمر يستنصره على
الكفار، ويخبره أنه قد نزل بهم جموع لا طاقة لهم بها، فلما
وصل كتابه بكى الناس، وكان من أشدهم عبد الرحمــــن
بن عوف، وأشار على عمر أن يخرج بالناس، فرأى عمر
أن ذلك لا يمكن، فكتب إلى أبي عبيدة يقول: مهما ينزل
بامرئ مسلم من شدة، فيُنزلها بالله، يجعل الله له فرجاً
ومخرجاً؛ فإذا جاءك كتابي هذا فاستعن بالله وقاتلهم .
- إن موقف عمر رضي الله عنه يعد في ميزان كثير من الناس
من إلقاء النفس في التهلكة، وتعرضاً للـهزيمة المؤكدة، لكن
عمر كان يعلم أن النصر من عند اللـه تعالى، ولأن قلبه معلق
بالله تعالى لم يتعود إلا سؤال اللـه والتعلق به وحده مع بذل
الأسباب المستطاعة، ولم يغفل في تلك اللحظة الحرجة حين
جاءه الكتاب عن الحقيقة التي تربى عليها، وتذكر أن الله تعالى
فوق كل شيء،وأنه على كل شيء قدير
فقال ما قال بثقة كاملة وإيمان راسخ.
الهمة العالية:
- هي التي تجعل العبد بقدميه على الأرض وروحه وقلبه
معلق بالله تعالى
- هي التي تجعل العبد معلقاً بالله سبحانه وتعالى في كل شيء
فلا يخشى إلا الله ، ولا يرجو إلا الله، ولا يذلّ إلا لله، ولا يسأل
إلا الله، ولا يستعين إلا بالله ، كل أمره معلق بالله، والنــاس
وقوى الدنيا كلها لا يلتفت إليها، ولا يكترث بها، ولا تنــال
من عزمه ويقينه وتصميمه وإيمانه .
· وفي الحديث (.... واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن
ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , وإن
اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد
كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ) .
· والله ما من عبد يتعلق بالله فيخيب في تعلقه أبداً، وما من
إنسان يلهمه الله أن يدعوه في كربة إلا كان موفقــــــــا ً
مـُجاب الدعوة.
· غزوة بدر والتعلق بالله:
إن الأسباب مهما بلغت مكانتها تبقى في دائرة الأسباب فلا
يتعلق القلب بها، بل يتعلق بالله تعالى الذي له ملك السموات
والأرض , ولقد أكد الله على هذه الحقيقة عنــد ذكره لإمــداد
المسلمين في غزوة بدر بالملائكة ....
قال تعالى : إذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم
بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ الله إلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ
بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إلاَّ مِنْ عِندِ الله إنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) .
فالملائكة ما هم إلا سبب، ويجب ألا تتعلق القلوب بهم، بل
تتعلق بالناصر الحقيقي وهو الله تعالى.
التربية العملية:
ماذا لا تربي ولدك منذ البداية على أن يتعلق بالله؟
فإذا طلب شيئًا مفيدًا ولم تستطع أن تجيبه فقل له : هيا يا بني
نصلي ركعتين وندعو الله فيهما ، فإنَّ الله هو الرزاق ، وهو ربنا
المدبر لأمورنا ، فإذا لم يمنحني المال الذي أستطيع به أن آتيك
بما تريد ، فاعلم أنَّ هذا ليس مفيدًا لنا الآن ؛
لأنَّ الله صرفه عنَّا .
والحمد لله رب العالمين وصلّ الله على سيدنا محمد
وعلى اله وصحبه وسلم
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات
الاحياء والاموات



الكاتب : نعمة محمد
الخلفية من تنسيقي
تحياتي :
نبض اخر