نبض اخر
02-02-2013, 16:47
لله سبحانه على عبده أمر أمره به, وقضاء يقضيه عليه
ونعمة ينعم بها عليه
فلا ينفك من هذه الثلاثة
والقضاء نوعان:
اما مصائب واما معائب.
وله عليه عبودية في هذه المراتب كلها, فأحب الخلق اليه
من عرف عبوديته في هذه المراتب ووفاها حقها, فهــذا
أقرب الخلق اليه. وأبعدهم منه من جهل عبوديته في هذه
المراتب فعطلها علما وعملا.
فعبوديته في الأمر امتثاله اخلاصا واقتداءً برســول الله
صلّ الله عليه وسلم.
وفي النهي اجتنابه خوفا منه واجلالا ومحبـــــــــــــة,
وعبوديته في قضاء المصائب والصبر عليها ثم الرضا
بها وهو أعلى منه, ثم الشكر عليها وهو أعلىمن الرضا,
وهذا انما يتأتى منه اذا تمكن حبه من قلبه وعلم حســن
اختياره له وبره ولطفه به واحسانه اليه بالمصيبة وان
كره منها والتبرأ والوقوف في مقام الاعتذار والانكسار,
عالما بأنه لا يرفعها الا هو, ولا يقيه شرها سواه, وأنها
ان استمرت أبعدته من قربه, وطردته من بابه, فيراهـــا
من الضر الذي لا يكشفه غيره حتى انه ليراها أعظم من
ضر البدن.
فهو عائذ برضاه من سخطه, وبعفوه من عقوبته, وبه
منه مستجير, وملتجىء منه اليه, يعلم أنه اذا تخلــــى
عنه وخلىبينه وبين نفسه فعنده أمثالها وشر منهــا,
وأنه لا سبيل لهالى الاقلاع والتوبة الا بتوفيقه واعانته
وأن ذلك بيده سبحانه لا بيد العبد, فهو أعجز وأضعف
وأقل من أن يوفق نفسه أ, يرضى بمرضاة سيده بدون
اذنه ومشيئته واعانته, فهو ملتجىء اليه, متضرع ذليل
مسكين, ملق نفسه بين يديه, طريح ببابه, مستخذ لـــه,
أذل شيء وأكسره له, وأفقره وأحوجه اليه, وأرغبه فيه,
وأحبه له, بدنه متصرف في أشغاله, وقلبه ساجد بيــــن
يديه, يعلميقينا أنه لا خير فيه ولا له ولا به ولا منــــــه
وأن الخير كله لله وفي يديه وبه ومنه فهو ولي نعمتـــــه,
ومبتدئه بها من غير استحقاق, ومجريها عليه مــــــــع
تمقته اليه باعراضـــه وغفلتــــه ومعصيتــــه, فحظــــه
سبحانه الحمد والشكر والثناء, وحظ العبد الذم والنقــص
والعيب, قد استأثر بالمحامد والمدح والثناء, وولى العبد
الملامة والنقائص والعيوب, فالحمد كله له والخير كله في
يديه, والفضل كله له والثناء كله له والمنة كلها له, فمنه
الاحسان, ومن العبد الاساءة, ومنه التودد الى العبد بنعمه,
ومن العبد التبغض اليه بمعاصيه, ومنه النصح لعبــــده
, ومن العبد الغش له في معاملته.
وأما عبودية النعم فمعرفتها والاعتراف بها أولا, ثم العياذ
به أن يقع في قلبه نسبتها واضافتها الى سواه. وان كــان
سببا من الأسباب فهو مسببه ومقيمه, فالنعمة منه وحده
بكل وجه اعتبار, ثم الثناء بها عليه ومحبته عليها وشكره
بأن يستعملها في طاعته.
ومن لطائف التعبد بالنعم أن يستكثر قليلها عليه, ويستقل
كثير شكره عليها, ويعلم أنها وصلت اليه من سيده مـــن
غير ثمن بذله فيها, ولا وسيلة منه توسل بها اليــــــــــه
ولا استحقاق منه لها, وأنها في الحقيقة لله لا للعبد, فلا
تزيده النعم الا انكسارا وذلا وتواضعا ومحبة للمنعـــم.
وكلما جدد له نعمة أحدث لها عبودية ومحبة وخضوعا
وذلا, كلما أحدث له قبضا أحدث له رضى, وكلما أحدث
ذنبا أحدث له توبة وانكسارا واعتذارا. فهذا هو العبــــد
الكيّس والعاجز بمعزل عن ذلك, وبالله التوفيق والحمـد
لله رب العالمين وصلّ الله على سيدنا محمد وعلــــــــى
اله وصحبه وسلم ولا حول ولا قوة الا بالله
اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات
الاحياء والاموات
نعمة محمد
الخلفية من تنسيقي
ونعمة ينعم بها عليه
فلا ينفك من هذه الثلاثة
والقضاء نوعان:
اما مصائب واما معائب.
وله عليه عبودية في هذه المراتب كلها, فأحب الخلق اليه
من عرف عبوديته في هذه المراتب ووفاها حقها, فهــذا
أقرب الخلق اليه. وأبعدهم منه من جهل عبوديته في هذه
المراتب فعطلها علما وعملا.
فعبوديته في الأمر امتثاله اخلاصا واقتداءً برســول الله
صلّ الله عليه وسلم.
وفي النهي اجتنابه خوفا منه واجلالا ومحبـــــــــــــة,
وعبوديته في قضاء المصائب والصبر عليها ثم الرضا
بها وهو أعلى منه, ثم الشكر عليها وهو أعلىمن الرضا,
وهذا انما يتأتى منه اذا تمكن حبه من قلبه وعلم حســن
اختياره له وبره ولطفه به واحسانه اليه بالمصيبة وان
كره منها والتبرأ والوقوف في مقام الاعتذار والانكسار,
عالما بأنه لا يرفعها الا هو, ولا يقيه شرها سواه, وأنها
ان استمرت أبعدته من قربه, وطردته من بابه, فيراهـــا
من الضر الذي لا يكشفه غيره حتى انه ليراها أعظم من
ضر البدن.
فهو عائذ برضاه من سخطه, وبعفوه من عقوبته, وبه
منه مستجير, وملتجىء منه اليه, يعلم أنه اذا تخلــــى
عنه وخلىبينه وبين نفسه فعنده أمثالها وشر منهــا,
وأنه لا سبيل لهالى الاقلاع والتوبة الا بتوفيقه واعانته
وأن ذلك بيده سبحانه لا بيد العبد, فهو أعجز وأضعف
وأقل من أن يوفق نفسه أ, يرضى بمرضاة سيده بدون
اذنه ومشيئته واعانته, فهو ملتجىء اليه, متضرع ذليل
مسكين, ملق نفسه بين يديه, طريح ببابه, مستخذ لـــه,
أذل شيء وأكسره له, وأفقره وأحوجه اليه, وأرغبه فيه,
وأحبه له, بدنه متصرف في أشغاله, وقلبه ساجد بيــــن
يديه, يعلميقينا أنه لا خير فيه ولا له ولا به ولا منــــــه
وأن الخير كله لله وفي يديه وبه ومنه فهو ولي نعمتـــــه,
ومبتدئه بها من غير استحقاق, ومجريها عليه مــــــــع
تمقته اليه باعراضـــه وغفلتــــه ومعصيتــــه, فحظــــه
سبحانه الحمد والشكر والثناء, وحظ العبد الذم والنقــص
والعيب, قد استأثر بالمحامد والمدح والثناء, وولى العبد
الملامة والنقائص والعيوب, فالحمد كله له والخير كله في
يديه, والفضل كله له والثناء كله له والمنة كلها له, فمنه
الاحسان, ومن العبد الاساءة, ومنه التودد الى العبد بنعمه,
ومن العبد التبغض اليه بمعاصيه, ومنه النصح لعبــــده
, ومن العبد الغش له في معاملته.
وأما عبودية النعم فمعرفتها والاعتراف بها أولا, ثم العياذ
به أن يقع في قلبه نسبتها واضافتها الى سواه. وان كــان
سببا من الأسباب فهو مسببه ومقيمه, فالنعمة منه وحده
بكل وجه اعتبار, ثم الثناء بها عليه ومحبته عليها وشكره
بأن يستعملها في طاعته.
ومن لطائف التعبد بالنعم أن يستكثر قليلها عليه, ويستقل
كثير شكره عليها, ويعلم أنها وصلت اليه من سيده مـــن
غير ثمن بذله فيها, ولا وسيلة منه توسل بها اليــــــــــه
ولا استحقاق منه لها, وأنها في الحقيقة لله لا للعبد, فلا
تزيده النعم الا انكسارا وذلا وتواضعا ومحبة للمنعـــم.
وكلما جدد له نعمة أحدث لها عبودية ومحبة وخضوعا
وذلا, كلما أحدث له قبضا أحدث له رضى, وكلما أحدث
ذنبا أحدث له توبة وانكسارا واعتذارا. فهذا هو العبــــد
الكيّس والعاجز بمعزل عن ذلك, وبالله التوفيق والحمـد
لله رب العالمين وصلّ الله على سيدنا محمد وعلــــــــى
اله وصحبه وسلم ولا حول ولا قوة الا بالله
اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات
الاحياء والاموات
نعمة محمد
الخلفية من تنسيقي