اشرف تيم
06-12-2012, 17:30
http://factjo.com/images/0%282%29.jpg
بقلم: كمال علي المحيسن
عندما يحكم شيطان الغضب قبضته القوية على قلب أحد الزوجين أو كلاهما وتندلع (المشكلة)، غالبا ما يعلق الاطفال في وسطها دون أن يهتم الزوجين المشغولين بـ (خلافاتهم الزوجيه) لعمق ما تتركه من آثار سلبيه على قلوبهم الصغيرة، ومدى الدمار والخسائر الفادحة التي تحدثها على صحتهم النفسية والتي تدوم .. وتدوم ما دامت بهم الحياة.
أول ما يحسه الصغار عند اندلاع (المشكلة) بين ابويهما هو عدم الشعور بالأمان، ولعلنا نلاحظ ان الطفل ما أن يسمع أصوات الخلاف والصراخ العالية، حتى يبادر للإنزواء في أحد الأركان ويدفن وجهه بين يديه، أو قد يضع اصابعه الصغيرة داخل أذنيه علها تمنع وصول تلك الأصوات إليها .. أما عندما يغيب المنطق وتدهور الأمور، لتصل حد حضيض التشابك بالأيدي وركلات الجزاء الترجيحية، والتي قد يحسمها الزوج بـ(الكف الصاروخي) حينها ينفجر الأولاد بالبكاء خوفا ورعبا، وقد تدفعهم قلوبهم الحنونة للإسراع بالتدخل لحجازة أمهم وتخليصها من بين يدي الأب الثائر .. أو العكس .. فقد ساعدت كثرة الغبن الذي تتعرض له (النساوين) على تحويلهن إلى (فتوّات) يخشى بأسهن وبالتالي قد يسعى الأولاد لتخليص أبيهم من بين يدي أمهم قبل أن تجهز عليه (بالضربه القاضية) !!
يعتبر الشعور بالأمان هو مظلة الطفل التي يفردها عليه والديه بجوده داخل الأسرة، ولذلك يكون لفقدانها آثار طويلة المدى، فقد يعمد الطفل إذا كان صبيا للهروب الدائم من البيت إلى الشارع ويفضله على جو البيت المسموم، وقد يفقد من الوقت ارتباطه العاطفي بالبيت ومن فيه، وبالتالي قد يفكر في مغادرته نهائيا عند بلوغه لمرحلة فوران المراهقة .. أما إذا كان الطفل صبية فنجد أنها تميل للانعزال والبعد عن بقية أفراد الأسرة وما أن تنضج وتصل سن المراهقة، حتى يكون همها الشاغل هو البحث عن عريس ليأخذها بعيدا عن جو النكد .. سألت إحدى معارفنا التي اشتهرت بيننا بكثرة خلافاتها مع زوجها وكثرة حرادها في بيت أهلها لدرجة أنها تقضي نصف ايام الاسبوع في بيت أهلها والنصف الآخر في بيتها، سألتها عندما علمت برغبتها في تزويج إبنتها التي لم تكمل ربيعها الخامس عشر:
هل ماسمعناه صحيحا ..لماذا لاتتركين إبنتك تكمل تعليمها ؟
أجابتني: (إبنتي هي الملهوفه على الزواج ..بدها تخلص من هالأجواء المشحونة)
طبعا الخطورة الحقيقية لدخول الأولاد في وسط معمعة المشاكل بين والديهما، هو أن يميل الطفل لجانب أحد الأبوين ضد الآخر .. فالأطفال بما يمتلكونه من شفافية قادرون على التميز بين الجاني والمجني عليه في تلك الخلافات، وبالتالي نجدهم يميلون لجانب المظلوم من وجهة نظرهم، ويكرهون الطرف الآخر ويتجنبوه كحال ابنة صديقتنا تلك، التي كان مبلغ همها أن تبتعد عن (صراخ) ابيها الدائم والذي تسبب لها بحالة نفسية.
بقلم: كمال علي المحيسن
عندما يحكم شيطان الغضب قبضته القوية على قلب أحد الزوجين أو كلاهما وتندلع (المشكلة)، غالبا ما يعلق الاطفال في وسطها دون أن يهتم الزوجين المشغولين بـ (خلافاتهم الزوجيه) لعمق ما تتركه من آثار سلبيه على قلوبهم الصغيرة، ومدى الدمار والخسائر الفادحة التي تحدثها على صحتهم النفسية والتي تدوم .. وتدوم ما دامت بهم الحياة.
أول ما يحسه الصغار عند اندلاع (المشكلة) بين ابويهما هو عدم الشعور بالأمان، ولعلنا نلاحظ ان الطفل ما أن يسمع أصوات الخلاف والصراخ العالية، حتى يبادر للإنزواء في أحد الأركان ويدفن وجهه بين يديه، أو قد يضع اصابعه الصغيرة داخل أذنيه علها تمنع وصول تلك الأصوات إليها .. أما عندما يغيب المنطق وتدهور الأمور، لتصل حد حضيض التشابك بالأيدي وركلات الجزاء الترجيحية، والتي قد يحسمها الزوج بـ(الكف الصاروخي) حينها ينفجر الأولاد بالبكاء خوفا ورعبا، وقد تدفعهم قلوبهم الحنونة للإسراع بالتدخل لحجازة أمهم وتخليصها من بين يدي الأب الثائر .. أو العكس .. فقد ساعدت كثرة الغبن الذي تتعرض له (النساوين) على تحويلهن إلى (فتوّات) يخشى بأسهن وبالتالي قد يسعى الأولاد لتخليص أبيهم من بين يدي أمهم قبل أن تجهز عليه (بالضربه القاضية) !!
يعتبر الشعور بالأمان هو مظلة الطفل التي يفردها عليه والديه بجوده داخل الأسرة، ولذلك يكون لفقدانها آثار طويلة المدى، فقد يعمد الطفل إذا كان صبيا للهروب الدائم من البيت إلى الشارع ويفضله على جو البيت المسموم، وقد يفقد من الوقت ارتباطه العاطفي بالبيت ومن فيه، وبالتالي قد يفكر في مغادرته نهائيا عند بلوغه لمرحلة فوران المراهقة .. أما إذا كان الطفل صبية فنجد أنها تميل للانعزال والبعد عن بقية أفراد الأسرة وما أن تنضج وتصل سن المراهقة، حتى يكون همها الشاغل هو البحث عن عريس ليأخذها بعيدا عن جو النكد .. سألت إحدى معارفنا التي اشتهرت بيننا بكثرة خلافاتها مع زوجها وكثرة حرادها في بيت أهلها لدرجة أنها تقضي نصف ايام الاسبوع في بيت أهلها والنصف الآخر في بيتها، سألتها عندما علمت برغبتها في تزويج إبنتها التي لم تكمل ربيعها الخامس عشر:
هل ماسمعناه صحيحا ..لماذا لاتتركين إبنتك تكمل تعليمها ؟
أجابتني: (إبنتي هي الملهوفه على الزواج ..بدها تخلص من هالأجواء المشحونة)
طبعا الخطورة الحقيقية لدخول الأولاد في وسط معمعة المشاكل بين والديهما، هو أن يميل الطفل لجانب أحد الأبوين ضد الآخر .. فالأطفال بما يمتلكونه من شفافية قادرون على التميز بين الجاني والمجني عليه في تلك الخلافات، وبالتالي نجدهم يميلون لجانب المظلوم من وجهة نظرهم، ويكرهون الطرف الآخر ويتجنبوه كحال ابنة صديقتنا تلك، التي كان مبلغ همها أن تبتعد عن (صراخ) ابيها الدائم والذي تسبب لها بحالة نفسية.