jfree_omar
23-07-2008, 19:49
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصيدة لشاعر مصر والسودان الشاعر فاروق جويده سمعتها في احد الأيام فعجبتني وأهديها لكم
قصيده بغداد لا تتألمي
ما دام يحكمنا الجنون..
سنرى كلاب الصيد
تلتهم الأجنة في البطون
سنرى حقول القمح ألغاما ً
ونور الصبح ناراً في العيون
سنرى الصغار على المشانق
في صلاة الفجر جهراً يصلبون
ونرى على رأس الزمان
عويل خنزير قبيح الوجه
يقتحم المساجد والكنائس والحصون
وحين يحكمنا الجنون
لا زهرة بيضاء تشرق
فوق أشلاء الغصون
لا فرحة في عين طفل
نام في صدر حنون
لا دين..لا إيمان..لا حق
ولا عرض مصون
وتهون أقدار الشعوب
وكل شيء قد يهون
ما دام يحكمنا الجنون
أطفال بغداد الحزينة يسألون ..
عن أيّ ذنب يقتلون
يترنحون على شظايا الجوع ..
يقتسمون خبز الموت..
ثمّ يودعون
شبح الهنود الحمر يظهر في صقيع بلادنا
ويصيح فيها الطامعون..
من كلّ جنس يزحفون
تبدو شوارعنا بلون الدم
تبدو قلوب الناس أشباحاً
ويغدو الحلم طيفاً عاجزا ً
بين المهانة..والظنون
هذي كلاب الصيد فوق رؤوسنا تعوي
ونحن إلى المهالك..مسرعون
أطفال بغداد الحزينة في الشوارع يصرخون
جيش التتار..يدق أبواب المدينة كالوباء..
ويزحف الطاعون
أحفاد هولاكو على جثث الصغار يزمجرون
صراخ الناس يقتحم السكون
أنهار دم فوق أجنحة الطيور الجارحات..
مخالب سوداء تنفذ في العيون
ما زال دجلة يذكر الأيام..
والماضي البعيد يطلّ من خلف القرون
عبر الغزاة هنا كثيرا..ثم راحوا..
أين راح العابرون؟؟
هذي مدينتنا..وكم باغ أتى..
ذهب الجميع
ونحن فيها صامدون
سيموت هولاكو
ويعود أطفال العراق
أمام دجلة يرقصون
لسنا الهنود الحمر..
حتى تنصبوا فينا المشانق
في كل شبر من ثرى بغداد
نهر..أو نخيل..أو حدائق
وإذا أردتم سوف نجعلها بنادق
سنحارب الطاغوت فوق الأرض..
بين الماء..في صمت الخنادق
إنا كرهنا الموت..لكن..
في سبيل الله نشعلها حرائق
ستظلّ في كل العصور وإن كرهتم
أمة الإسلام من خير الخلائق
أطفال بغداد الحزينة..
يرفعون الآن رايات الغضب
بغداد في أيدي الجبابرة الكبار..
تضيع منّا..تغتصب
أين العروبة..والسيوف البيض..
والخيل الضواري..والمآثر..والنّسب؟
أين الشعوب وأين العرب؟
البعض منهم قد شجب..
والبعض في خزي هرب
وهنالك من خلع الثياب..
لكلّ جّواد وهب..
في ساحة الشيطان يسعى الناس أفواجا
إلى مسرى الغنائم والذهب
والناس تسال عن بقايا أمّة
تدعى العرب!
كانت تعيش من المحيط إلى الخليج
ولم يعد في الكون شيء من مآثر أهلها..
ولكل مأساة سبب
باعوا الخيول.. وقايضوا الفرسان
في سوق الخطب
فليسقط التاريخ..ولتحيا الخطب!!
أطفال بغداد يصرخون..
يأتي إلينا الموت في الّلعب الصغيرة
في الحدائق ..في المطاعم..في الغبار
تتساقط الجدران فوق مواكب التاريخ..
لا يبقى منها لنا ..جدار
عار..على زمن الحضارة..أيّ عار
من خلف آلاف الحدود..
يطلّ صاروخ لقيط الوجه..
لم يعرف له أبداً مدار
ويصيح فينا: "أين أسلحة الدمار؟؟"
هل بعد موت الضحكة العذراء فينا..
سوف يأتينا النهار
.الطائرات تسد عين الشمس..
والأحلام في دمنا انتحار
فبأيّ حق تهدمون بيوتنا
وبأي قانون..تدمر ألف مئذنة..
وتنفث سيل نار
تمضي بنا الأيام في بغداد
من جوع..إلى جوع....ومن ظمأ..إلى ظمأ
وجه الكون جوع..أو حصار
يا سيد البيت الكبير.. يا لعنة الزمن ال****
في وجهك الكذاب.. تخفي ألف وجه مستعار
نحن البداية في الرواية.. ثم يرفع الستار
هذي المهازل لن تكون نهاية المشوار
هل صار تجويع الشعوب.. وسام عزّ وافتخار؟!
هل صار قتل الناس في الصلوات.. ملهاة الكبار؟!
هل صار قتل الأبرياء.. شعار مجد..وانتصار؟!
أم أن حق الناس في أيامكم.. نهب..وذلّ ..وانكسار
الموت يسكن كل شيء حولنا.. ويطارد الأطفال من دار..لدار
ما زلت تسأل: "أين أسلحة الدمار.؟
أطفال بغداد الحزينة..في المدارس يلعبون
كرة هنا..كرة هناك..طفل هنا..طفل هناك
قلم هنا..قلم هناك..لغم هنا..موت..هلاك
بين الشظايا..زهرة الصبار تبكي
والصغار على الملاعب يسقطون
بالأمس كانوا هنا..
كالحمائم في الفضاء يحلقون
فجر أضاء الكون يوما.. لا استكان ولا غفا
يا آل بيت محمد..كم حنّ قلبي للحسين..وكم هفا
غابت شموس الحق .. والعدل اختفى
مهما وفى الشرفاء في أيامنا.. زمن "النذالة" ما وفى
مهما صفى العقلاء في أوطاننا.. بئر الخيانة ما صفى..
بغداد يا بلد الرشيد..
يا قلعة التاريخ ..والزمن المجيد
بين ارتحال الليل والصبح المجنّح
لحظتان..موت..و..عيد..
ما بين أشلاء الشهيد يهتز
عرش الكون في صوت الوليد
ما بين ليل قد رحل.. ينساب صبح بالأمل
لا تجزعي بلد الرشيد.. لكلّ طاغية أجل
طفل صغير..ذاب عشقا في العراق
كراسة بيضاء يحضنها..وبعض الفلّ..
بعض الشعر والأوراق
حصالة فيها قروش..من بقايا العيد..
دمع جامد يخفيه في الأحداق
عن صورة الأب الذي قد غاب يوما..لم يعد..
وانساب مثل الضوء في الأعماق
يتعانق الطفل الصغير مع التراب..
يطول بينهما العناق
خيط من الدم الغزير يسيل من فمه..
يذوب الصوت في دمه المراق
تخبو الملامح..كل شيء في الوجود
يصيح في ألم : فراق
والطفل يهمس في آسى:
اشتاق يا بغداد تمرك في فمي
من قال إن النفط أغلى من دمي؟
بغداد لا تتألمي..
مهما تعالت صيحة البهتان في الزمن العَمي
فهناك في الأفق يبدو سرب أحلام.. يعانق انجمي
مهما توارى الحلم عن عينيك.. قومي..واحلمي
ولتنثري في ماء دجلة أعظمي
فالصبح سوف يطلّ يوما.. في مواكب مأتمي
الله اكبر من جنون الموت .. والموت البغيض الظالمِ
بغداد..لا تستسلمي.. بغداد ..لا تستسلمي من قال إن النفط أغلى من دمي؟!
من قال إن العار يمحوه الغضب -- وأمامنا عِرْض الصبايا يغتصب
صور الصبايا العاريات تفجرت - بين العيون نزيف دم من لهب
عار على التاريخ كيف تخونه -- هِمم الرجال ويستباح لمن سلب؟!
من قال إن العار يمحوه الغضب -- وأمامنا عرض الصبايا يغتصب؟!
صور الصبايا العاريات تفجرت -- بين العيون نزيف دم من لهب
عار على التاريخ كيف تخونه -- هِمم الرجال ويستباح لمن سلب؟!
عار على الأوطان كيف يسودها -- خزي الرجال وبطش جلاد كذب؟!
الخيل ماتت.. والذئاب توحشت -- تيجاننا عار.. وسيف من خشب
العار أن يقع الرجال فريسةً -- للعجز.. من خان الشعوب.. ومن نهب
***
لا تسألوا الأيام عن ماضٍ ذهب -- فالأمس ولَّى.. والبقاء لمن غلب
ما عاد يجدي أن نقول بأننا..-- أهل المروءة.. والشهامة.. والحسب
ما عاد يجدي أن نقول بأننا.. -- خير الورى دينا.. وأنقاهم نسب
ولتنظروا ماذا يراد لأرضنا -- صارت كغانية تضاجع من رغب
حتي رعاع الأرض فوق ترابنا -- والكل في صمت تواطأ.. أو شجب
الناس تسأل: أين كهان العرب؟! -- ماتوا.. تلاشوا.. لا نرى غير العجب
ولتركعوا خزيا أمام نسائكم -- لا تسألوا الأطفال عن نسب.. وأب
لا تعجبوا إن صاح في أرحامكم -- يوما من الأيام ذئبٌ مغتصِبٌ
عرض الصبايا والذئاب تحيطه -- فصل الختام لأمة تدعى "العرب"
***
عرب.. وهل في الأرض ناس كالعرب؟! -- بطش.. وطغيان.. ووجه أبي لهب
هذا هو التاريخ.. شعب جائع -- وفحيح عاهرة.. وقصر من ذهب
هذا هو التاريخ.. جلاد أتى -- يتسلم المفتاح من وغْدٍ ذهب
هذا هو التاريخ لص قاتل -- يهب الحياة.. وقد يضن بما وهب
ما بين **** يضاجع قدسنا -- ومغامر يحصي غنائم ما سلب
شارون يقتحم الخليل ورأسه -- يلقي على بغداد سيلا من لهب
ويطل هولاكو على أطلالها -- ينْعَى المساجد.. والمآذن.. والكتب
كبُر المزاد.. وفي المزاد قوافل -- للرقص حينا.. للبغايا.. للطرب
ينهار تاريخٌ.. وتسقط أمةٌ -- وبكل قافلةٍ عميلٌ.. أو ذَنَبٌ
سوق كبير للشعوب.. وحوله -- يتفاخر الكهان من منهم كسب
***
جاءوا إلى بغداد.. قالوا أجدبت.. -- أشجارها شاخت.. ومات بها العنب
قد زيفوا تاجًا رخيصًا مبهرًا -- "حرية الإنسان".. أغلى ما أحب
خرجت ثعابين.. وفاحت جيفة -- عهر قديم في الحضارة يحتجب
وأفاقت الدنيا على وجه الردى -- ونهاية الحلم المضيء المرتقب
صلبوا الحضارة فوق نعش شذوذهم -- يا ليت شيئا غير هذا قد صُلِب
هي خدعة سقطت.. وفي أشلائها -- سُرقت سنين العمر زهوا.. أو صخب
حرية الإنسان غاية حُلمنا -- لا تطلبوها من سفيه مغتصب
هي تاج هذا الكون حين يزفها -- دم الشعوب لمن أحب.. ومن طلب
شمس الحضارة أعلنت عصيانها -- وضميرها المهزوم في صمت غرب
***
بغداد تسأل.. والذئاب تحيطها -- من كل فج.. أين كهان العرب؟!
وهناك طفل في ثراها ساجد -- ما زال يسأل كيف مات بلا سبب؟!
كهاننا ناموا على أوهامهم -- ليل وخمر في مضاجِعَ من ذهب
بين القصور يفوح عطر فادح -- وعلى الآرائك ألف سيف من حطب
وعلى المدى تقف الشعوب كأنها -- وهْم من الأوهام.. أو عهد كذب
فوق الفرات يطل فجر قادم -- وأمام دجلة طيف حلم يقترب
وعلى المشارف سرب نخل صامد -- يروي الحكايا من تأمرك.. أو هرب
هذي البلاد بلادنا مهما نأت -- وتغربت فينا دماء.. أو نسب
يا كل عصفور تغرب كارها -- ستعود بالأمل البعيد المغترب
هذي الذئاب تبول فوق ترابنا -- ونخيلنا المقهور في حزن صلب
موتوا فداء الأرض إن نخيلها -- فوق الشواطئ كالأرامل ينتحب
ولتجعلوا سعف النخيل قنابلا -- وثمارها الثكلى عناقيد اللهب
فغدا سيهدأ كل شيء بعدما -- يروي لنا التاريخ قصة ما كتب
وعلى المدى يبدو شعاع خافت -- ينساب عند الفجر.. يخترق السحب
ويظل يعلو فوق كل سحابة -- وجه الشهيد يطل من خلف الشهب
ويصيح فينا: كل أرض حرة -- يأبى ثراها أن يلين لمغتصب
ما عاد يكفي أن تثور شعوبنا -- غضبا.. فلن يجدي مع العجز الغضب
لن ترجع الأيام تاريخا ذهب -- ومن المهانة أن نقاتل بالخطب
هذي خنادقنا.. وتلك خيولنا -- عودوا إليها فالأمان لمن غلب
ما عاد يكفينا الغضب
ما عاد يكفينا الغضب
مممممممننننننننننننقققققوووله
هذه قصيدة لشاعر مصر والسودان الشاعر فاروق جويده سمعتها في احد الأيام فعجبتني وأهديها لكم
قصيده بغداد لا تتألمي
ما دام يحكمنا الجنون..
سنرى كلاب الصيد
تلتهم الأجنة في البطون
سنرى حقول القمح ألغاما ً
ونور الصبح ناراً في العيون
سنرى الصغار على المشانق
في صلاة الفجر جهراً يصلبون
ونرى على رأس الزمان
عويل خنزير قبيح الوجه
يقتحم المساجد والكنائس والحصون
وحين يحكمنا الجنون
لا زهرة بيضاء تشرق
فوق أشلاء الغصون
لا فرحة في عين طفل
نام في صدر حنون
لا دين..لا إيمان..لا حق
ولا عرض مصون
وتهون أقدار الشعوب
وكل شيء قد يهون
ما دام يحكمنا الجنون
أطفال بغداد الحزينة يسألون ..
عن أيّ ذنب يقتلون
يترنحون على شظايا الجوع ..
يقتسمون خبز الموت..
ثمّ يودعون
شبح الهنود الحمر يظهر في صقيع بلادنا
ويصيح فيها الطامعون..
من كلّ جنس يزحفون
تبدو شوارعنا بلون الدم
تبدو قلوب الناس أشباحاً
ويغدو الحلم طيفاً عاجزا ً
بين المهانة..والظنون
هذي كلاب الصيد فوق رؤوسنا تعوي
ونحن إلى المهالك..مسرعون
أطفال بغداد الحزينة في الشوارع يصرخون
جيش التتار..يدق أبواب المدينة كالوباء..
ويزحف الطاعون
أحفاد هولاكو على جثث الصغار يزمجرون
صراخ الناس يقتحم السكون
أنهار دم فوق أجنحة الطيور الجارحات..
مخالب سوداء تنفذ في العيون
ما زال دجلة يذكر الأيام..
والماضي البعيد يطلّ من خلف القرون
عبر الغزاة هنا كثيرا..ثم راحوا..
أين راح العابرون؟؟
هذي مدينتنا..وكم باغ أتى..
ذهب الجميع
ونحن فيها صامدون
سيموت هولاكو
ويعود أطفال العراق
أمام دجلة يرقصون
لسنا الهنود الحمر..
حتى تنصبوا فينا المشانق
في كل شبر من ثرى بغداد
نهر..أو نخيل..أو حدائق
وإذا أردتم سوف نجعلها بنادق
سنحارب الطاغوت فوق الأرض..
بين الماء..في صمت الخنادق
إنا كرهنا الموت..لكن..
في سبيل الله نشعلها حرائق
ستظلّ في كل العصور وإن كرهتم
أمة الإسلام من خير الخلائق
أطفال بغداد الحزينة..
يرفعون الآن رايات الغضب
بغداد في أيدي الجبابرة الكبار..
تضيع منّا..تغتصب
أين العروبة..والسيوف البيض..
والخيل الضواري..والمآثر..والنّسب؟
أين الشعوب وأين العرب؟
البعض منهم قد شجب..
والبعض في خزي هرب
وهنالك من خلع الثياب..
لكلّ جّواد وهب..
في ساحة الشيطان يسعى الناس أفواجا
إلى مسرى الغنائم والذهب
والناس تسال عن بقايا أمّة
تدعى العرب!
كانت تعيش من المحيط إلى الخليج
ولم يعد في الكون شيء من مآثر أهلها..
ولكل مأساة سبب
باعوا الخيول.. وقايضوا الفرسان
في سوق الخطب
فليسقط التاريخ..ولتحيا الخطب!!
أطفال بغداد يصرخون..
يأتي إلينا الموت في الّلعب الصغيرة
في الحدائق ..في المطاعم..في الغبار
تتساقط الجدران فوق مواكب التاريخ..
لا يبقى منها لنا ..جدار
عار..على زمن الحضارة..أيّ عار
من خلف آلاف الحدود..
يطلّ صاروخ لقيط الوجه..
لم يعرف له أبداً مدار
ويصيح فينا: "أين أسلحة الدمار؟؟"
هل بعد موت الضحكة العذراء فينا..
سوف يأتينا النهار
.الطائرات تسد عين الشمس..
والأحلام في دمنا انتحار
فبأيّ حق تهدمون بيوتنا
وبأي قانون..تدمر ألف مئذنة..
وتنفث سيل نار
تمضي بنا الأيام في بغداد
من جوع..إلى جوع....ومن ظمأ..إلى ظمأ
وجه الكون جوع..أو حصار
يا سيد البيت الكبير.. يا لعنة الزمن ال****
في وجهك الكذاب.. تخفي ألف وجه مستعار
نحن البداية في الرواية.. ثم يرفع الستار
هذي المهازل لن تكون نهاية المشوار
هل صار تجويع الشعوب.. وسام عزّ وافتخار؟!
هل صار قتل الناس في الصلوات.. ملهاة الكبار؟!
هل صار قتل الأبرياء.. شعار مجد..وانتصار؟!
أم أن حق الناس في أيامكم.. نهب..وذلّ ..وانكسار
الموت يسكن كل شيء حولنا.. ويطارد الأطفال من دار..لدار
ما زلت تسأل: "أين أسلحة الدمار.؟
أطفال بغداد الحزينة..في المدارس يلعبون
كرة هنا..كرة هناك..طفل هنا..طفل هناك
قلم هنا..قلم هناك..لغم هنا..موت..هلاك
بين الشظايا..زهرة الصبار تبكي
والصغار على الملاعب يسقطون
بالأمس كانوا هنا..
كالحمائم في الفضاء يحلقون
فجر أضاء الكون يوما.. لا استكان ولا غفا
يا آل بيت محمد..كم حنّ قلبي للحسين..وكم هفا
غابت شموس الحق .. والعدل اختفى
مهما وفى الشرفاء في أيامنا.. زمن "النذالة" ما وفى
مهما صفى العقلاء في أوطاننا.. بئر الخيانة ما صفى..
بغداد يا بلد الرشيد..
يا قلعة التاريخ ..والزمن المجيد
بين ارتحال الليل والصبح المجنّح
لحظتان..موت..و..عيد..
ما بين أشلاء الشهيد يهتز
عرش الكون في صوت الوليد
ما بين ليل قد رحل.. ينساب صبح بالأمل
لا تجزعي بلد الرشيد.. لكلّ طاغية أجل
طفل صغير..ذاب عشقا في العراق
كراسة بيضاء يحضنها..وبعض الفلّ..
بعض الشعر والأوراق
حصالة فيها قروش..من بقايا العيد..
دمع جامد يخفيه في الأحداق
عن صورة الأب الذي قد غاب يوما..لم يعد..
وانساب مثل الضوء في الأعماق
يتعانق الطفل الصغير مع التراب..
يطول بينهما العناق
خيط من الدم الغزير يسيل من فمه..
يذوب الصوت في دمه المراق
تخبو الملامح..كل شيء في الوجود
يصيح في ألم : فراق
والطفل يهمس في آسى:
اشتاق يا بغداد تمرك في فمي
من قال إن النفط أغلى من دمي؟
بغداد لا تتألمي..
مهما تعالت صيحة البهتان في الزمن العَمي
فهناك في الأفق يبدو سرب أحلام.. يعانق انجمي
مهما توارى الحلم عن عينيك.. قومي..واحلمي
ولتنثري في ماء دجلة أعظمي
فالصبح سوف يطلّ يوما.. في مواكب مأتمي
الله اكبر من جنون الموت .. والموت البغيض الظالمِ
بغداد..لا تستسلمي.. بغداد ..لا تستسلمي من قال إن النفط أغلى من دمي؟!
من قال إن العار يمحوه الغضب -- وأمامنا عِرْض الصبايا يغتصب
صور الصبايا العاريات تفجرت - بين العيون نزيف دم من لهب
عار على التاريخ كيف تخونه -- هِمم الرجال ويستباح لمن سلب؟!
من قال إن العار يمحوه الغضب -- وأمامنا عرض الصبايا يغتصب؟!
صور الصبايا العاريات تفجرت -- بين العيون نزيف دم من لهب
عار على التاريخ كيف تخونه -- هِمم الرجال ويستباح لمن سلب؟!
عار على الأوطان كيف يسودها -- خزي الرجال وبطش جلاد كذب؟!
الخيل ماتت.. والذئاب توحشت -- تيجاننا عار.. وسيف من خشب
العار أن يقع الرجال فريسةً -- للعجز.. من خان الشعوب.. ومن نهب
***
لا تسألوا الأيام عن ماضٍ ذهب -- فالأمس ولَّى.. والبقاء لمن غلب
ما عاد يجدي أن نقول بأننا..-- أهل المروءة.. والشهامة.. والحسب
ما عاد يجدي أن نقول بأننا.. -- خير الورى دينا.. وأنقاهم نسب
ولتنظروا ماذا يراد لأرضنا -- صارت كغانية تضاجع من رغب
حتي رعاع الأرض فوق ترابنا -- والكل في صمت تواطأ.. أو شجب
الناس تسأل: أين كهان العرب؟! -- ماتوا.. تلاشوا.. لا نرى غير العجب
ولتركعوا خزيا أمام نسائكم -- لا تسألوا الأطفال عن نسب.. وأب
لا تعجبوا إن صاح في أرحامكم -- يوما من الأيام ذئبٌ مغتصِبٌ
عرض الصبايا والذئاب تحيطه -- فصل الختام لأمة تدعى "العرب"
***
عرب.. وهل في الأرض ناس كالعرب؟! -- بطش.. وطغيان.. ووجه أبي لهب
هذا هو التاريخ.. شعب جائع -- وفحيح عاهرة.. وقصر من ذهب
هذا هو التاريخ.. جلاد أتى -- يتسلم المفتاح من وغْدٍ ذهب
هذا هو التاريخ لص قاتل -- يهب الحياة.. وقد يضن بما وهب
ما بين **** يضاجع قدسنا -- ومغامر يحصي غنائم ما سلب
شارون يقتحم الخليل ورأسه -- يلقي على بغداد سيلا من لهب
ويطل هولاكو على أطلالها -- ينْعَى المساجد.. والمآذن.. والكتب
كبُر المزاد.. وفي المزاد قوافل -- للرقص حينا.. للبغايا.. للطرب
ينهار تاريخٌ.. وتسقط أمةٌ -- وبكل قافلةٍ عميلٌ.. أو ذَنَبٌ
سوق كبير للشعوب.. وحوله -- يتفاخر الكهان من منهم كسب
***
جاءوا إلى بغداد.. قالوا أجدبت.. -- أشجارها شاخت.. ومات بها العنب
قد زيفوا تاجًا رخيصًا مبهرًا -- "حرية الإنسان".. أغلى ما أحب
خرجت ثعابين.. وفاحت جيفة -- عهر قديم في الحضارة يحتجب
وأفاقت الدنيا على وجه الردى -- ونهاية الحلم المضيء المرتقب
صلبوا الحضارة فوق نعش شذوذهم -- يا ليت شيئا غير هذا قد صُلِب
هي خدعة سقطت.. وفي أشلائها -- سُرقت سنين العمر زهوا.. أو صخب
حرية الإنسان غاية حُلمنا -- لا تطلبوها من سفيه مغتصب
هي تاج هذا الكون حين يزفها -- دم الشعوب لمن أحب.. ومن طلب
شمس الحضارة أعلنت عصيانها -- وضميرها المهزوم في صمت غرب
***
بغداد تسأل.. والذئاب تحيطها -- من كل فج.. أين كهان العرب؟!
وهناك طفل في ثراها ساجد -- ما زال يسأل كيف مات بلا سبب؟!
كهاننا ناموا على أوهامهم -- ليل وخمر في مضاجِعَ من ذهب
بين القصور يفوح عطر فادح -- وعلى الآرائك ألف سيف من حطب
وعلى المدى تقف الشعوب كأنها -- وهْم من الأوهام.. أو عهد كذب
فوق الفرات يطل فجر قادم -- وأمام دجلة طيف حلم يقترب
وعلى المشارف سرب نخل صامد -- يروي الحكايا من تأمرك.. أو هرب
هذي البلاد بلادنا مهما نأت -- وتغربت فينا دماء.. أو نسب
يا كل عصفور تغرب كارها -- ستعود بالأمل البعيد المغترب
هذي الذئاب تبول فوق ترابنا -- ونخيلنا المقهور في حزن صلب
موتوا فداء الأرض إن نخيلها -- فوق الشواطئ كالأرامل ينتحب
ولتجعلوا سعف النخيل قنابلا -- وثمارها الثكلى عناقيد اللهب
فغدا سيهدأ كل شيء بعدما -- يروي لنا التاريخ قصة ما كتب
وعلى المدى يبدو شعاع خافت -- ينساب عند الفجر.. يخترق السحب
ويظل يعلو فوق كل سحابة -- وجه الشهيد يطل من خلف الشهب
ويصيح فينا: كل أرض حرة -- يأبى ثراها أن يلين لمغتصب
ما عاد يكفي أن تثور شعوبنا -- غضبا.. فلن يجدي مع العجز الغضب
لن ترجع الأيام تاريخا ذهب -- ومن المهانة أن نقاتل بالخطب
هذي خنادقنا.. وتلك خيولنا -- عودوا إليها فالأمان لمن غلب
ما عاد يكفينا الغضب
ما عاد يكفينا الغضب
مممممممننننننننننننقققققوووله