أنيسة
06-09-2012, 14:46
كيف نصحح النية في اعمالنا ؟؟؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد
كيف يمكننا تصحيح النية في أعمالنا
أخي / أختي في الله
من منا لا يحدث نفسه وتقول :
أريد ان تصبح نيتى فى اعمالى كلها خالصة لله عز وجل !!
فهل يمكن تحقيق ذلك ، وكيف ؟!
******************************
إن النية عمل من أعمال القلب، وأعمال القلوب لها خطورة عظيمة إذ أنها يترتب
عليها قبول الأعمال، فقد يكون العمل في ظاهره حسن ولكنه لا يُقبل عند الله، نظرًا لأنه
لم يُرد به وجه الله جل وعلا، ونظرًا لخطورة قضية النية بيّن النبي عليه
الصلاة والسلام أن (أول من تُسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة) من هؤلاء الثلاثة
كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم هذا العالم، وهذا الشهيد، وهذا الكريم الجواد. أعمال
عظيمة في الظاهر ولكن لأنهم لا يريدون بها وجه الله فكانت سببًا في أن يكونوا أول من يدخلون النار.
ومن هنا فإن قضية النية قضية عظيمة فعلاً، ولكن القضية الطبيعية في الواقع،
فإن العلماء قد وضعوا لنا ضوابط وقواعد لكيفية تحقيق النية، فهناك النية قبل الفعل،
وهناك النية أثناء الفعل، وهناك النية بعد الفعل، فالنية قبل الفعل تحرص قدر الاستطاعة
أن تجعل نيتك أن يكون العمل ابتغاء مرضاة الله تعالى وخالصًا له سبحانه لا تريد معه
شيئًا آخر كما قال الله في سورة الإنسان: {{إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ
جَزَاء وَلَا شُكُوراً }الإنسان9}. فاجتهد في ذلك.
كيف يتحقق ذلك؟!
قبل أن تبدأ الفعل ركز على أن يكون الفعل خالصًا لله عز وجل، وأن تدعو الله تعالى وتقل
(اللهم اجعل عملي خالصًا لوجهك]، واجتهد في الدعاء والإلحاح على الله
أن يكون العمل خالصًا لوجه الله تبارك وتعالى.
هذا يتحقق أولاً أن تدعو الله تعالى أن يجعل عملك خالصًا له سبحانه، وألا يجعل لأحد
فيه نصيب، ثم بعد ذلك تجتهد في أن يكون الأمر كذلك، أي حظ من حظوظ الناس سوف
يأتيك اعلم طبعًا أن النفس عدوة الإنسان الأول، لأن العلماء نصوا على أن أعداء الإنسان
أربعة: العدو الأول النفس، والعدو الثاني الشيطان، وبعد ذلك تأتي المنافقين ويأتي بعد ذلك الكفار.
فالعدو رقم واحد هو نفسك التي بينك جنبيك، نفسك لا تريد أن تخرج من الموضوع
بلا فائدة، فهي تريد أن تُقحم نفسها في النية حتى تفسد النية، لأنها تشعر بأن هذه النية
معناه تهميشها وعدم الاهتمام بها، وهي طبعًا تريد أن تُمدح وتريد أن يُثني عليها الناس،
وتريد أن تقوم على تلميعها وعلى إظهارها للناس، حتى يفسد عملك، ولذلك أنت تجتهد
في أولاً: الدعاء، الأمر الثاني التركيز؛ لأنك حينما تفعل فعلا قبل أن تفعله تجلس مع
نفسك ولو لدقائق معدودات، ومع الدعاء تركز بأن هذا العمل (اللهم اجعله خالصًا
لوجهك ولا تجعل لنفسي ولا لأحد من الناس فيه نصيب) ثم تنطلق في العمل، كون النفس
تأتيك بعد ذلك وتشوش عليك لا تلقي لها بالاً، لأن العبرة بالنيات كما أخبر النبي
صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات) فأنت تنطلق من هذه النية، تركز قبل البدء
بالفعل، تركيزا شديدا عندما تريد أن تعقد النية على شيء، حتى في الصلاة قبل أن تكبر
ثانية واحدة (أنت لماذا تصلي؟ أصلي لله لأن الذي أمرنا بالصلاة هو الله وأنا الآن
واقف بين يدي الله) هذا يسمى بتحضير القلب أو تهيئة القلب، وفي هذه الحالة تكبر
وتدخل في الصلاة وحينها تشعر بأن الشيطان صعب أن يسيطر عليك أو أن يُفسد
عليك الصلاة كغيرك من الناس.. هذا يبقى الأمر الأول.
قبل أن تبدأ الفعل تقف على نفسك دقيقة، وتقول لها (يا نفسي أنا لا أريد أن يكون
لك دخل في ذلك، أنا أريد أن يكون هذا الأمر ابتغاء مرضاة الله تعالى) ثم تبدأ على سبيل
المثال في إلقاء محاضرة علمية التي تريدها، وتجعل نيتك هذه، ثم بعد ذلك تنطلق في
المحاضرة حتى تنتهي، وبعد أن تنتهي المحاضرة ترفع يديك أو تقول (يا رب اجعل
هذا العمل خالصًا لوجهك الكريم)، ولا تلقي بالاً بعد ذلك لأي شيء آخر.
كونك أنك تريد الآن أن تكون مثلاً عالمًا أو مهندسًا مشهورًا، أيضًا نفس النظام قل
(اللهم اجعلني عالِمًا كبيرًا حتى أخدم الإسلام)، وأدخل أيضًا قضية الإسلام في هذه
النية، وستكون مسألة أنك تريد الشهرة أو تريد التميز العلمي لتخدم الإسلام، فإذن
هذه مسألة تتوقف على البداية والدعاء، فأنت تبدأ بالنية بتحقيقها، ومعنى تحقيقها
أن تركز على أن يكون بداية العمل لله سبحانه وتعالى، حتى وإن قالت لك النفس
(أنا موجودة معك في الأمر) لا تلقي بالاً حقيقة بقضية التشويش، لأن التشويش
عادة يأتيك من النفس أو من الشيطان، لأن النفس لا تريد أن تخرج من الموضوع
بلا فائدة، والشيطان لا يريد لك الصفاء أو القبول أو الرضوان من الله تعالى،
ولذلك يشن عليك هذه الحملة المستعرة.
إذن ابدأ النية في الأول، وتوجه إلى الله تعالى بالدعاء (اللهم اجعل عملي خالصًا
لوجهك الكريم، اللهم أعني على هذا العمل واجعله خالصًا لوجهك واجعله في ميزان
حسناتي، ولا تجعل لنفسي ولا لأحد من الناس فيه نصيب) ثم تنطلق في العمل أيًّا كان
هذا العمل الذي تريد، وتحاول أن تُبدع فيه، تحاول أن تهتم به غاية الاهتمام، وتحاول
أن تتميز فيه غاية التميز، حتى يمنَّ الله عليك بالرضى والرضوان والقبول.
وإذا ما منَّ الله عليك بذلك فإنك من الممكن مع تكرار هذا الأمر تُصبح لديك القوة
على تحقيق النية، وبعد العمل تتوجه إلى الله بالدعاء أن يقبله الله منك، وسوف تحل
هذه المشكلة بالكلية، وستشعر بأن أعمالك كلها خالصة لوجه دون أي عناء أو
مشقة، لأن الله لا يريد من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه وابتُغي به رضاه، وبذلك
سوف تعان على ذلك، وسوف تتحقق هذه المسألة ولن يكون لديك أي مشكلة في المستقبل.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأوصيك بالدعاء والاجتهاد في الدعاء أن يقبل الله
عملك وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، وأوصيك بكثرة الاستعاذة وكثرة الاستغفار؛ لأن
الشيطان عادة يكر عليك كرات حتى يُفسد عليك هذه النية ويُخرجك من العمل بلا
أجر ولا مثوبة، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنك، إنه جواد كريم.
وبالله التوفيق.
م/ن
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد
كيف يمكننا تصحيح النية في أعمالنا
أخي / أختي في الله
من منا لا يحدث نفسه وتقول :
أريد ان تصبح نيتى فى اعمالى كلها خالصة لله عز وجل !!
فهل يمكن تحقيق ذلك ، وكيف ؟!
******************************
إن النية عمل من أعمال القلب، وأعمال القلوب لها خطورة عظيمة إذ أنها يترتب
عليها قبول الأعمال، فقد يكون العمل في ظاهره حسن ولكنه لا يُقبل عند الله، نظرًا لأنه
لم يُرد به وجه الله جل وعلا، ونظرًا لخطورة قضية النية بيّن النبي عليه
الصلاة والسلام أن (أول من تُسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة) من هؤلاء الثلاثة
كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم هذا العالم، وهذا الشهيد، وهذا الكريم الجواد. أعمال
عظيمة في الظاهر ولكن لأنهم لا يريدون بها وجه الله فكانت سببًا في أن يكونوا أول من يدخلون النار.
ومن هنا فإن قضية النية قضية عظيمة فعلاً، ولكن القضية الطبيعية في الواقع،
فإن العلماء قد وضعوا لنا ضوابط وقواعد لكيفية تحقيق النية، فهناك النية قبل الفعل،
وهناك النية أثناء الفعل، وهناك النية بعد الفعل، فالنية قبل الفعل تحرص قدر الاستطاعة
أن تجعل نيتك أن يكون العمل ابتغاء مرضاة الله تعالى وخالصًا له سبحانه لا تريد معه
شيئًا آخر كما قال الله في سورة الإنسان: {{إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ
جَزَاء وَلَا شُكُوراً }الإنسان9}. فاجتهد في ذلك.
كيف يتحقق ذلك؟!
قبل أن تبدأ الفعل ركز على أن يكون الفعل خالصًا لله عز وجل، وأن تدعو الله تعالى وتقل
(اللهم اجعل عملي خالصًا لوجهك]، واجتهد في الدعاء والإلحاح على الله
أن يكون العمل خالصًا لوجه الله تبارك وتعالى.
هذا يتحقق أولاً أن تدعو الله تعالى أن يجعل عملك خالصًا له سبحانه، وألا يجعل لأحد
فيه نصيب، ثم بعد ذلك تجتهد في أن يكون الأمر كذلك، أي حظ من حظوظ الناس سوف
يأتيك اعلم طبعًا أن النفس عدوة الإنسان الأول، لأن العلماء نصوا على أن أعداء الإنسان
أربعة: العدو الأول النفس، والعدو الثاني الشيطان، وبعد ذلك تأتي المنافقين ويأتي بعد ذلك الكفار.
فالعدو رقم واحد هو نفسك التي بينك جنبيك، نفسك لا تريد أن تخرج من الموضوع
بلا فائدة، فهي تريد أن تُقحم نفسها في النية حتى تفسد النية، لأنها تشعر بأن هذه النية
معناه تهميشها وعدم الاهتمام بها، وهي طبعًا تريد أن تُمدح وتريد أن يُثني عليها الناس،
وتريد أن تقوم على تلميعها وعلى إظهارها للناس، حتى يفسد عملك، ولذلك أنت تجتهد
في أولاً: الدعاء، الأمر الثاني التركيز؛ لأنك حينما تفعل فعلا قبل أن تفعله تجلس مع
نفسك ولو لدقائق معدودات، ومع الدعاء تركز بأن هذا العمل (اللهم اجعله خالصًا
لوجهك ولا تجعل لنفسي ولا لأحد من الناس فيه نصيب) ثم تنطلق في العمل، كون النفس
تأتيك بعد ذلك وتشوش عليك لا تلقي لها بالاً، لأن العبرة بالنيات كما أخبر النبي
صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات) فأنت تنطلق من هذه النية، تركز قبل البدء
بالفعل، تركيزا شديدا عندما تريد أن تعقد النية على شيء، حتى في الصلاة قبل أن تكبر
ثانية واحدة (أنت لماذا تصلي؟ أصلي لله لأن الذي أمرنا بالصلاة هو الله وأنا الآن
واقف بين يدي الله) هذا يسمى بتحضير القلب أو تهيئة القلب، وفي هذه الحالة تكبر
وتدخل في الصلاة وحينها تشعر بأن الشيطان صعب أن يسيطر عليك أو أن يُفسد
عليك الصلاة كغيرك من الناس.. هذا يبقى الأمر الأول.
قبل أن تبدأ الفعل تقف على نفسك دقيقة، وتقول لها (يا نفسي أنا لا أريد أن يكون
لك دخل في ذلك، أنا أريد أن يكون هذا الأمر ابتغاء مرضاة الله تعالى) ثم تبدأ على سبيل
المثال في إلقاء محاضرة علمية التي تريدها، وتجعل نيتك هذه، ثم بعد ذلك تنطلق في
المحاضرة حتى تنتهي، وبعد أن تنتهي المحاضرة ترفع يديك أو تقول (يا رب اجعل
هذا العمل خالصًا لوجهك الكريم)، ولا تلقي بالاً بعد ذلك لأي شيء آخر.
كونك أنك تريد الآن أن تكون مثلاً عالمًا أو مهندسًا مشهورًا، أيضًا نفس النظام قل
(اللهم اجعلني عالِمًا كبيرًا حتى أخدم الإسلام)، وأدخل أيضًا قضية الإسلام في هذه
النية، وستكون مسألة أنك تريد الشهرة أو تريد التميز العلمي لتخدم الإسلام، فإذن
هذه مسألة تتوقف على البداية والدعاء، فأنت تبدأ بالنية بتحقيقها، ومعنى تحقيقها
أن تركز على أن يكون بداية العمل لله سبحانه وتعالى، حتى وإن قالت لك النفس
(أنا موجودة معك في الأمر) لا تلقي بالاً حقيقة بقضية التشويش، لأن التشويش
عادة يأتيك من النفس أو من الشيطان، لأن النفس لا تريد أن تخرج من الموضوع
بلا فائدة، والشيطان لا يريد لك الصفاء أو القبول أو الرضوان من الله تعالى،
ولذلك يشن عليك هذه الحملة المستعرة.
إذن ابدأ النية في الأول، وتوجه إلى الله تعالى بالدعاء (اللهم اجعل عملي خالصًا
لوجهك الكريم، اللهم أعني على هذا العمل واجعله خالصًا لوجهك واجعله في ميزان
حسناتي، ولا تجعل لنفسي ولا لأحد من الناس فيه نصيب) ثم تنطلق في العمل أيًّا كان
هذا العمل الذي تريد، وتحاول أن تُبدع فيه، تحاول أن تهتم به غاية الاهتمام، وتحاول
أن تتميز فيه غاية التميز، حتى يمنَّ الله عليك بالرضى والرضوان والقبول.
وإذا ما منَّ الله عليك بذلك فإنك من الممكن مع تكرار هذا الأمر تُصبح لديك القوة
على تحقيق النية، وبعد العمل تتوجه إلى الله بالدعاء أن يقبله الله منك، وسوف تحل
هذه المشكلة بالكلية، وستشعر بأن أعمالك كلها خالصة لوجه دون أي عناء أو
مشقة، لأن الله لا يريد من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه وابتُغي به رضاه، وبذلك
سوف تعان على ذلك، وسوف تتحقق هذه المسألة ولن يكون لديك أي مشكلة في المستقبل.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأوصيك بالدعاء والاجتهاد في الدعاء أن يقبل الله
عملك وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، وأوصيك بكثرة الاستعاذة وكثرة الاستغفار؛ لأن
الشيطان عادة يكر عليك كرات حتى يُفسد عليك هذه النية ويُخرجك من العمل بلا
أجر ولا مثوبة، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنك، إنه جواد كريم.
وبالله التوفيق.
م/ن