م.محمود الحجاج
22-07-2008, 06:41
من منا لا تدوي تلك الكلمات في أذنيه عندما ذهب الصحابة الفقراء إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا له: ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم... فقال لهم سيدنا الرسول: ألا بكل تسبيحة صدقة وبكل تحميدة صدقة ... إلى آخر الحديث النبوي الشريف، وعندما سمع الأغنياء عن صدقات الفقراء صاروا أيضاً يتصدقون بالذكر والحمد والتسبيح، فعاد الفقراء إلى رسول الله ورفعوا له الأمر فقال عليه الصلاة والسلام: ذلك فضل الله يأتيه الله لمن يشاء (أو كما قال رسول الله).
السبب الذي جعلني أعرض فكرة هذا الحديث الشريف هم أهل الدثور، أي أهل المال، وأهل المال هم أهل التجارة والصناعة، وهم الذين يلعبون بمئات الآلاف وعشرات الملايين، بل آلاف الملايين التي تسمى (البلايين والمليارات)، وهي أموال لا تأكلها النيران ولا يغرقها الطوفان، أموال تكفي لأجيال وأجيال، يعيشون في رفاهية وعز، ولا يشمون الفقر والعازة، ومع ذلك يا سبحان الله لا يشبعون ولا يكفون عن خطف اللقمات واللقيمات من أفواه الفقراء، يسحبونها بالكماشة، يموتون بالتخمة، والملل من الأكل والشرب والرقص والفرح، حتى يصبح كل شيء في حياتهم باهتاً فيما يرى الفقير الكرشة زفراً وإن مر أمام مطعم يفطر أو يتغذى على الرائحة، فتستجلب الشهوة لعابه، وتفرز غدده الصماء أعاصيرها وهرموناتها فيشعر بالنشوة وإن لم يذقها.
أهل الدثور الذين كانوا يتصدقون بأموالهم وفضولها لتجهيز الجيوش والجند، ولإعالة أبناء الشهداء، ويدفعون الزكاة عن نفس راضية، والزكاة وحدها لو كانت تُدفع كما أمر الله عز وجل، وتوزع كما أمر الله، لما كان في المجتمع الإسلامي فقير ولا محتاج، كما كان الأمر في عهد سيدنا عمر بن عبد العزيز، فأين أولئك من هؤلاء الذين يحتكرون القوت ويدفنون نفايات العالم في بطون الفقراء، الذين يدوسون الفقراء بكبريائهم الزائف، الذين يزرعون الحقد والكراهية بين أبناء الأمة، الذين يتنكرون لكل نصوص الدين التي تحض على الصدقات والعطاء والزكاة وتحريم الربا الفاحش وتحريم احتكار المواد الغذائية ومحاربة الإنسان في قوته، الذين لا يتورعون عن ارتكاب كل المنكرات والفواحش في سبيل المال حتى لو وصل الأمر للقتل المباشر وغير المباشر
أهل الدثور في زماننا يصنعون الموت بطمعهم وجشعهم وتكالبهم على الدنيا، غير عن أهل الدثور فيما مضى الذين يبتغون الرزق الحلال والخير، وكانت أموالهم أكثر بركة ونفوسهم أكثر سكينة وطمأنينة وكانوا أكثر طاعة وأملاً برضا الله عز وجل، ومن خاف الله رفعه.
أهل الدثور اليوم كلهم مصابون بالأمراض بالسكري وضغط الدم والجلطات والاحتقانات من النظر إلى مؤشر البورصة، من السفر وضغط العمل وقطف الملايين وتكديسها، وكثيراً ما تكون مهرّبة خارج الوطن لأنه لا يؤمن بالوطن إلا بقدر ما يحلب من ضرعه أموالاً
أهل الدثور اليوم يشربون يشربون الدم من عروق الفقراء الذين أحالهم الفقر صورة للموت، ويرقصون على جثث الجياع، جعلوا الحياة غير ممكنة وباطن الأرض خير من ظاهرها المال والذهب ألغيا حلم الفرح للعرائس، وسرقا البسمة عن شفاه الأمة، وجعلا الناس في كد وتعب، وقد تتفجر هذه التراكمات إلى ما لا يحمد عقباه، وحينها يلم أهل الدثور دثورهم ويركبون الجو إلى مناطق أكثر نعيماً بعد أن اجدبوا المكان.
أهل الدثور ينقصهم شيء واحد، هو كل الحياة، ألا وهو التقوى وخشية الله، وعدم تجاوزهم مربح الثلث الذي أباحه الدين الحنيف، وعدم أخذهم أضعاف الأضعاف.. فكيف يقابلون الله مع أهل الدثور أولئك الذين نازعوا الفقراء على طاعة الله ببذل المال؟
السبب الذي جعلني أعرض فكرة هذا الحديث الشريف هم أهل الدثور، أي أهل المال، وأهل المال هم أهل التجارة والصناعة، وهم الذين يلعبون بمئات الآلاف وعشرات الملايين، بل آلاف الملايين التي تسمى (البلايين والمليارات)، وهي أموال لا تأكلها النيران ولا يغرقها الطوفان، أموال تكفي لأجيال وأجيال، يعيشون في رفاهية وعز، ولا يشمون الفقر والعازة، ومع ذلك يا سبحان الله لا يشبعون ولا يكفون عن خطف اللقمات واللقيمات من أفواه الفقراء، يسحبونها بالكماشة، يموتون بالتخمة، والملل من الأكل والشرب والرقص والفرح، حتى يصبح كل شيء في حياتهم باهتاً فيما يرى الفقير الكرشة زفراً وإن مر أمام مطعم يفطر أو يتغذى على الرائحة، فتستجلب الشهوة لعابه، وتفرز غدده الصماء أعاصيرها وهرموناتها فيشعر بالنشوة وإن لم يذقها.
أهل الدثور الذين كانوا يتصدقون بأموالهم وفضولها لتجهيز الجيوش والجند، ولإعالة أبناء الشهداء، ويدفعون الزكاة عن نفس راضية، والزكاة وحدها لو كانت تُدفع كما أمر الله عز وجل، وتوزع كما أمر الله، لما كان في المجتمع الإسلامي فقير ولا محتاج، كما كان الأمر في عهد سيدنا عمر بن عبد العزيز، فأين أولئك من هؤلاء الذين يحتكرون القوت ويدفنون نفايات العالم في بطون الفقراء، الذين يدوسون الفقراء بكبريائهم الزائف، الذين يزرعون الحقد والكراهية بين أبناء الأمة، الذين يتنكرون لكل نصوص الدين التي تحض على الصدقات والعطاء والزكاة وتحريم الربا الفاحش وتحريم احتكار المواد الغذائية ومحاربة الإنسان في قوته، الذين لا يتورعون عن ارتكاب كل المنكرات والفواحش في سبيل المال حتى لو وصل الأمر للقتل المباشر وغير المباشر
أهل الدثور في زماننا يصنعون الموت بطمعهم وجشعهم وتكالبهم على الدنيا، غير عن أهل الدثور فيما مضى الذين يبتغون الرزق الحلال والخير، وكانت أموالهم أكثر بركة ونفوسهم أكثر سكينة وطمأنينة وكانوا أكثر طاعة وأملاً برضا الله عز وجل، ومن خاف الله رفعه.
أهل الدثور اليوم كلهم مصابون بالأمراض بالسكري وضغط الدم والجلطات والاحتقانات من النظر إلى مؤشر البورصة، من السفر وضغط العمل وقطف الملايين وتكديسها، وكثيراً ما تكون مهرّبة خارج الوطن لأنه لا يؤمن بالوطن إلا بقدر ما يحلب من ضرعه أموالاً
أهل الدثور اليوم يشربون يشربون الدم من عروق الفقراء الذين أحالهم الفقر صورة للموت، ويرقصون على جثث الجياع، جعلوا الحياة غير ممكنة وباطن الأرض خير من ظاهرها المال والذهب ألغيا حلم الفرح للعرائس، وسرقا البسمة عن شفاه الأمة، وجعلا الناس في كد وتعب، وقد تتفجر هذه التراكمات إلى ما لا يحمد عقباه، وحينها يلم أهل الدثور دثورهم ويركبون الجو إلى مناطق أكثر نعيماً بعد أن اجدبوا المكان.
أهل الدثور ينقصهم شيء واحد، هو كل الحياة، ألا وهو التقوى وخشية الله، وعدم تجاوزهم مربح الثلث الذي أباحه الدين الحنيف، وعدم أخذهم أضعاف الأضعاف.. فكيف يقابلون الله مع أهل الدثور أولئك الذين نازعوا الفقراء على طاعة الله ببذل المال؟