أنيسة
02-07-2012, 14:50
http://www.sadaalhajjaj.com/vb/mwaextraedit4/extra/81.gif
الدِّينُ ثقيلٌ والجزاءُ عظيمٌ
إنَّ الدِّين قيد، وكلُّ قيد ثقيل على النفس .
يكون الشاب نائمًا في الصباح، والفراش دافئ، والجو بارد، والنوم لذيذ، فيقول له الدِّين: اهجر فراشك الدافئ، واترك نومك اللذيذ، وتوضَّأ وقم إلى الصلاة.
ويجوع، ويرى الطعام أمامه، ونفسه تشتهيه، والشيطان يُرغبِّه فيه، فيأتي الدين فيلزمه بالصيام، ويقول له: امتنع عن الطعام.
ويجد التاجر الكسب الحاضر، والربح الوفير، فتميل إليه نفسه، وتتعلَّق به رغبته، فيقول له الدِّين: اترك هذا الربح؛ لأن فيه ربا، وهو حرام.
لذلك يرى الشاب الدِّين ثقيلًا؛ لأنَّه مجموعة قيود. والله نفسه وصف القرآن بأنَّه ثقيل، أي ثقيل على النفوس بما فيه من التكاليف والأوامر، فقال: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [المزمل : 5].
المؤمن بالغيب هو الذي يمتنع عن الحرام مهما كان لذيذًا، ومهما كان مفيدًا في الدنيا، لينال الثواب في الآخرة. وهذا شيء ثقيل على النفس.
وابن الجوزي أشار إلى هذا المعنى في كتابه (صيد الخاطر)، فقال: ( إنه ليس العجب ممن يتبع هواه، ويبتغي اللذة، سواء أكانت في الحلال أم في الحرام،
بل العجب ممن يخالف نفسه وهواه ويتبع رضا الله ).
الصلاح والتقوى صعود، والفساد والفسوق هبوط، والصعود صعب أمَّا الهبوط فهين.
إنَّ الدِّين قيد، والعقل قيد، والقانون قيد، والخُلُق قيد... وكلَّما تقدَّم الإنسان في طريق الحضارة كثرت قيوده.
نعم، إنَّ الدين ثقيل، ولكن ليس كلُّ ثقيل يترك. والعاقل من إذا عرض له ألم مؤقت يجرُّ وراءه لذة دائمة احتمله راضيًا،
كما يتحمل ألم قلع الضرس؛ ليجد اللذة بالراحة من وجعه، وكما يتحمَّل العملية الجراحية للصحة المرجوة بعدها.
فاحتمِل ثِقلَ الدِّين، فإنَّه أهون من احتمال ثقل العذاب يوم القيامة.
علي الطنطاوي - رحمه الله - ( المقال مقتبس )
المقال كاملاً
http://www.dorar.net/art/1247 (http://www.dorar.net/art/1247)
الدِّينُ ثقيلٌ والجزاءُ عظيمٌ
إنَّ الدِّين قيد، وكلُّ قيد ثقيل على النفس .
يكون الشاب نائمًا في الصباح، والفراش دافئ، والجو بارد، والنوم لذيذ، فيقول له الدِّين: اهجر فراشك الدافئ، واترك نومك اللذيذ، وتوضَّأ وقم إلى الصلاة.
ويجوع، ويرى الطعام أمامه، ونفسه تشتهيه، والشيطان يُرغبِّه فيه، فيأتي الدين فيلزمه بالصيام، ويقول له: امتنع عن الطعام.
ويجد التاجر الكسب الحاضر، والربح الوفير، فتميل إليه نفسه، وتتعلَّق به رغبته، فيقول له الدِّين: اترك هذا الربح؛ لأن فيه ربا، وهو حرام.
لذلك يرى الشاب الدِّين ثقيلًا؛ لأنَّه مجموعة قيود. والله نفسه وصف القرآن بأنَّه ثقيل، أي ثقيل على النفوس بما فيه من التكاليف والأوامر، فقال: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [المزمل : 5].
المؤمن بالغيب هو الذي يمتنع عن الحرام مهما كان لذيذًا، ومهما كان مفيدًا في الدنيا، لينال الثواب في الآخرة. وهذا شيء ثقيل على النفس.
وابن الجوزي أشار إلى هذا المعنى في كتابه (صيد الخاطر)، فقال: ( إنه ليس العجب ممن يتبع هواه، ويبتغي اللذة، سواء أكانت في الحلال أم في الحرام،
بل العجب ممن يخالف نفسه وهواه ويتبع رضا الله ).
الصلاح والتقوى صعود، والفساد والفسوق هبوط، والصعود صعب أمَّا الهبوط فهين.
إنَّ الدِّين قيد، والعقل قيد، والقانون قيد، والخُلُق قيد... وكلَّما تقدَّم الإنسان في طريق الحضارة كثرت قيوده.
نعم، إنَّ الدين ثقيل، ولكن ليس كلُّ ثقيل يترك. والعاقل من إذا عرض له ألم مؤقت يجرُّ وراءه لذة دائمة احتمله راضيًا،
كما يتحمل ألم قلع الضرس؛ ليجد اللذة بالراحة من وجعه، وكما يتحمَّل العملية الجراحية للصحة المرجوة بعدها.
فاحتمِل ثِقلَ الدِّين، فإنَّه أهون من احتمال ثقل العذاب يوم القيامة.
علي الطنطاوي - رحمه الله - ( المقال مقتبس )
المقال كاملاً
http://www.dorar.net/art/1247 (http://www.dorar.net/art/1247)