المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين اما صابرا واما شكورا


أنيسة
21-06-2012, 21:13
http://www.waleman.com/images/c7494210.gif



http://www.ibnalqayem.com/images/stories/1332.jpg

كتاب
عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

للشيخ العلامة ابن القيم الجوزية
http://dl3.glitter-graphics.net/pub/2708/2708233d8sw73414t.gif



اليوم احبتي اترك بين ايديكم موضوع جميل للشيخ العلامة ابن القيم الجوزية يتحدث فيه عن الايمان وحقيقته من كتاب
عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

...ويشرح فيه ان الايمان نصفان..نصفه صبر.والنصف الاخر الشكر




الايمان نصفان...نصفه صبر ونصف شكر


والايمان نصفان: نصف صبر ونصف شكر قال غير واحد من السلف الصبر نصف الايمان وقال عبدالله بن مسعود رضى الله عنه: "الايمان نصفان نصف صبر ونصف شكر" ولهذا جمع الله سبحانه بين الصبر والشكر في قوله {ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور}
في سورة ابراهيم وفي سورة حمعسق وفي سورة سبأ وفي سورة لقمان
وقد ذكر لهذا التنصيف اعتبارات
أحدها أن الايمان اسم لمجموع القول والعمل والنية
وهى ترجع إلى شطرين فعل وترك فالفعل هو العمل بطاعة الله وهو حقيقة الشكر والترك هو الصبر عن المعصية والدين كله في هذين الشيئين
فعل المأمور وترك المحظور




الاعتبار الثانى
أن الايمان مبنى على ركنين يقين وصبر
وهما الركنان المذكوران
في قوله تعالى
{وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}
فباليقين يعلم حقيقة الامر والنهى والثواب والعقاب وبالصبر ينفذ ما أمر به ويكف نفسه عما نهى عنه ولا يحصل له التصديق بالامر والنهى انه من عند الله وبالثواب والعقاب الا باليقين ولا يمكنه الدوام على فعل المأمور وكف النفس عن المحظور الا بالصبر فصار الصبر نصف الايمان والنصف الثانى الشكر بفعل ما أمر به وبترك ما نهى عنه



الاعتبار الثالث

أن الايمان قول وعمل والقول قول القلب واللسان والعمل عمل القلب والجوارح وبيان ذلك أن من عرف الله بقلبه ولم يقر بلسانه لم يكن مؤمنا كما قال عن قوم فرعون {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم}
وكما قال عن قوم عاد وقوم صالح
{وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين} وقال موسى لفرعون
{لقد علمت ما أنزل هؤلاء الا رب السموات والارض بصائر}
فهؤلاء حصل قول القلب وهو المعرفة والعلم ولم يكونوا بذلك مؤمنين وكذلك من قال بلسانه ما ليس في قلبه لم يكن بذلك مؤمنا بل كان من المنافقين وكذلك من عرف بقلبه وأقر بلسانه لم يكن بمجرد ذلك مؤمنا حتى يأتى بعمل القلب من الحب والبغض والموالاة والمعاداة فيحب الله ورسوله ويوالى أولياء الله ويعادى أعداءه ويستسلم بقلبه لله وحده وينقاد لمتابعة رسوله وطاعته والتزام شريعته ظاهرا وباطنا واذا فعل ذلك لم يكف في كمال ايمانه حتى يفعل ما امر به


فهذه الاركان الاربعة
هى أركان الايمان التى قام عليها بناؤه وهى ترجع إلى علم وعمل ويدخل في العمل كف النفس الذى هو متعلق النهى وكلاهما لا يحصل الا بالصبر فصار الايمان نصفين أحدهما الصبر والثانى متولد عنه من العلم والعمل

الاعتبار الرابع
أن النفس لها قوتان قوة الاقدام وقوة الاحجام وهى دائما تتردد بين أحكام هاتين القوتين فتقدم على ما تحبه وتحجم عما تكرهه والدين كله اقدام واحجام اقدام على طاعة واحجام عن معاصى الله وكل منهما لا يمكن حصوله الا بالصبر


الاعتبار الخامس
أن الدين كله رغبة ورهبة فالمؤمن هو الراغب الراهب قال تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وفي الدعاء عند النوم الذى
رواه البخارى في صحيحه
"اللهم انى أسلمت نفسى اليك ووجهت وجهى اليك وفوضت امرى اليك وألجأت ظهرى اليك رغبة ورهبة اليك"
فلا تجد المؤمن أبدا الا راغبا وراهبا والرغبة والرهبة لا تقوم الا على ساق الصبر فرهبته تحمله على الصبر ورغبته تقوده إلى الشكر

الاعتبار السادس
ان جميع ما يباشره العبد في هذه الدار لا يخرج عما ينفعه في الدنيا والآخرة أو يضره في الدنيا والاخرة أو ينفعه في أحد الدارين ويضره في الاخرى وأشرف الاقسام أن يفعل ما ينفعه في الاخرة ويترك ما يضره فيها وهو حقيقة الايمان ففعل ما ينفعه هو الشكر وترك ما يضره هو الصبر

الاعتبار السابع
ان العبد لا ينفك عن أمر يفعله ونهى يتركه وقدر يجرى عليه وفرضه في الثلاثة الصبر والشكر ففعل المأمور هو الشكر وترك المحظور والصبر على المقدور هو الصبر





يتبع باذن الله
http://dl3.glitter-graphics.net/pub/2708/2708233d8sw73414t.gif

من كتاب
عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين
للشيخ العلامة ابن القيم الجوزية رحمه الله

أنيسة
21-06-2012, 21:15
http://www.ibnalqayem.com/images/stories/1332.jpg

كتاب
عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

للشيخ العلامة ابن القيم الجوزية
http://dl3.glitter-graphics.net/pub/2708/2708233d8sw73414t.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين الحمد لله الصبور الشكور
العلى الكبير السميع البصير العليم القدير
الذى شملت قدرته كل مخلوق وجرت مشيئته
في خلقه بتصاريف الامور وأسمعت
دعوته لليوم الموعود أصحاب القبور
قدر مقادير الخلائق وآجالهم وكتب آثارهم
وأعمالهم وقسم بينهم معايشهم وأموالهم
وخلق الموت والحياة ليبلوهم أيهم أحسن عملا
وهو العزيز الغفور القاهر القادر
فكل عسير عليه يسير وهو المولى النصير
فنعم المولى ونعم النصير
يسبح له ما في السموات وما في الارض
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن
والله بما تعملون بصير خلق السموات والارض
بالحق وصوركم فأحسن صوركم
واليه المصير يعلم ما تسرون وما تعلنون
والله عليم بذات الصدور
وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له
أنه جل عن الشبيه والنظير
وتعالى عن الشريك والظهير
وتقدس عن تعطيل الملحدين
كما تنزه عن شبه المخلوقين فليس كمثله شىء
وهو السميع البصير
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخيرته
من بريته وصفوته من خليقته وآمينه على وحيه وسفيره بينه وبين عباده
أعرف الخلق به وأقومهم بخشيته وأنصحهم لأمته وأصبرهم لحكمه وأشكرهم لنعمه
وأقربهم إليه وسيلة وأعلاهم عند منزلة
وأعظمهم عنده جاها وأوسعهم عنده شفاعه
بعثه إلى الجنة داعيا وللإيمان مناديا
وفي مرضاته ساعيا وبالمعروف آمرا
وعن المنكر ناهيا فبلغ رسالات ربه
وصدع بأمره وتحمل في مرضاته ما لم يتحمله
بشر سواه
وقام لله بالصبر والشكر حتى القيام حتى بلغ
رضاه فثبت في مقام الصبر حتى لم يلحقه أحد
من الصابرين وترقى في درجة الشكر
حتى علا فوق جميع الشاكرين فحمد الله
وملائكته ورسله وجيمع المؤمنين
ولذلك خص بلواء الحمد دون جميع العالمين
فآدم تحت لوائه ومن دون الانبياء والمرسلين
وجعل الحمد فاتحة كتابه الذى أنزله عليه كذلك
فيما بلغنا وفي التوارة والانجيل وجعله آخر
دعوى أهل ثوابه الذين دعوى أهل ثوابه
الذين هداهم على يديه
أمته الحامدين قبل ان يخرجهم إلى الوجود
لحمدهم له على السراء والضراء والشدة
والرخاء وجعلهم أسق الأمم إلى دار الثواب
والجزاء
فأقرب الخلق إلى لوائه أكثرهم حمدا لله وذكرا
كما أن أعلاهم منزلة أكثرهم صبرا
وشكرا فصلى الله وملائكته وأنبياؤه ورسله
وجميع المؤمنين عليه
كما وحد الله وعرف به ودعا اليه وسلم
تسليما كثيرا أما بعد فإن الله سبحانه
جعل الصبر جوادا لا يكبو وصارما لا ينبو
وجندا لا يهزم وحصنا حصينا لا يهدم
ولا يثلم فهو والنصر أخوان شقيقان فالنصر
مع الصبر والفرج مع الكرب والعسر مع اليسر
وهو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عدة
ولا عدد ومحله من الظفر
كمحل الرأس من الجسد
ولقد ضمن الوفى الصادق لأهله في محكم الكتاب
أنه يوفيهم أجرهم بغير حساب
واخبره أنه معهم بهدايته ونصره العزيز
وفتحه المبين فقال تعالى وأصبروا ان الله
مع الصابرين فظفر الصابرون بهذه المعية
بخير الدنيا والآخرة وفازوا بها بنعمة الباطنة
والظاهره وجعل سبحانه وتعالي
لامامة في الدين منوطة بالصبر واليقين
فقال تعالى وبقوله اهتدى المهتدون وجعلنا منهم
أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا
يوقنون وأخبر أن الصبر خير لأهله
مؤكدا باليمن فقال تعالى ولئن صبرتم لهو خير الصابرين
وأخبر أن مع الصبر والتقوى لا يضر كيد العدو ولو كان ذا تسليط
فقال تعالى
وأن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا أن الله بما يعلمون محيط
وأخبر عن نبيه يوسف الصديق أن صبره وتقواه وصلاه إلى محل العز والتمكين
فقال أنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين
وعلق الفلاح بالصبر والتقوى فعقل ذلك عنه المؤمنون
فقال تعالى
يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون
وأخبر عنه محبته لأهله وفي ذلك أعظم ترغيب للراغبين
فقال تعالى
والله يحب الصابرين ولقد بشر الصابرين بثلاث كل منها خير مما عليه أهل الدنيا يتحاسدون
فقال تعالى
وبشر الصابرين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون
أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة
وأولئك هم المهتدون وأوصى عبادة بالاستعانة بالصبر والصلاة على نوائب الدنيا والدين
فقال تعالى
واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين و جعل الفوز بالجنة والنجاة من النار
لا يحظى به الا الصابرون
فقال تعالى
إنى جزيثهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون وأخبر أن الرغبة في ثوابه والاعراض عن الدنيا
وزينتها لا ينالها ألا أو لو الصبر المؤمنون
فقال تعالى
وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها الا الصابرون وأخبر تعالى أن دفع السيئة بالتي هي أحسن تجعل المسىء
كأنه ولي حميم فقال ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن
فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم
وأن هذه الخصلة لا يلقاها الا الذين صبروا
وما يلقاها الا ذو حظ عظيم وأخبر سبحانه
مؤكدا بالقسم
ان الانسان لفى خسر الا الذين آمنو وعملوا الصالحات وواصوا بالحق وتواصوا بالصبر
وقسم خلقه قسمين أصحاب ميمنة وأصحاب
مشأمة وخص أهل الميمنة أهل التواصى بالصبر والمرحمة وخص بالانتفاع
بآياته أهل الصبر وأهل الشكر تمييز لهم بهذا الحظ الموفور فقال في أربع آيات من كتابه
ان في ذلك لآيات لك صبار شكور وعلق المغفرة والأجر بالعمل الصالح والصبر
وذلك على من يسره عليه يسير فقال ألا الذين صبروا وعملوا الصالحات
أولئك لهم مغفرة وأجر كبير وأخبر أن الصبر والمغفرة من العزائم التي تجارة أربابها لا تبور
فقال ولم صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الامور وأمر رسوله بالصبر لحكمه وأخبر أن صبره انما هو به وبذلك جميع المصائب تهون فقال واصبروا لحكم
ربك فإنك بأعيننا وقال واصبر وما صبرك الا بالله
ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون
والصبر آخيه المؤمن التى يجول ثم يرجع اليها
وساق ايمانه الذى اعتماد له الا عليها فلا ايمان
لمن لا صبر له وان كان فإيمان قليل في غاية
الضعف وصاحبه يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمأن به وان أصابته فتنة
انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة
ولم يحظ منهما الا بالصفقة الخاسرة فخير عيش أدركه السعداء بصبرهم وترقوا إلى أعلى المازل بشكرهم فساروا بين جناحى الصبر والشكر
إلى جنات النعيم وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
واله ذو الفضل العظيم فصل ولما كان الايمان
نصفين نصف صبر ونصف شكر كان حقيقا
على من نصح نفسه وأحب نجاتها وآثر سعادتها أن لا يهمل هذين الأصلين العظيمين
ولا يعدل عن هذين الطريقين القاصدين وأن يجعل سيره إلى الله بين هذينالطريقين ليجعله الله يوم لقائه مع خير الفريقين فكذلك وضع هذا الكتاب للتعريف بشدة الحاجة والضرورة اليهما وبيان توقف سعادة الدينا والآخرة عليهما فجاء كتابا جامعا حاويا نافعا فيه من الفوائد ما هو حقيق على أن يعض عليه بالنواجذ وتثنى عليه الخناصر ممتعا لقاريه صريحا للناظر فيه مسليا للحزين منهضا للمقصرين محرضا للمشمرين مشتملا على نكات حسان من تفسير القرآن وعلى أحاديث نبوية معزوة إلى مظانها وآثار سلفية منسوبة إلى قائلها ومسائل فقهية حسان مقرة بالدليل ودقائق سلوكية على سواء السبيل لا تخفى معرفة ذلك عى من فكر وأحضر ذهنه فان فيه ذكر أقسام الصبر ووجوه الشكر
وأنواعه وفصل النزاع في التفضيل بين الغنى الشاكر والفقير الصابر وذكر حقيقة الدنيا وما مثلها الله ورسوله والسلف الصالح به والكلام على سبر هذه الأمثال ومطابقتها لحقيقة الحال وذكر ما يذم من الدنيا ويحمد وما يقرب منها إلى الله ويبعد وكيف يشقى بها من يشقى ويسعد بها من يسعد وغير ذلك من الفوائد التى لا تكاد تظفر بها في كتابسواه وذلك محض منة من الله على عبده وعطية من بعض عطايه فهو كتاب يصلح للملوك والأمراء والأغنياء والفقراء والصوفية والفقهاه ينهض بالقاعد إلى المسير ويؤنس السائر في الطريق وينبه السالك على المقصود ومع هذا فهو جهد المقل وقدرة المفلس حذر فيه من الداء وان كان من أهله ووصف فيه الدواء وان لم يصبر على تناوله لظلمه وجهله وهو يرجوا أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين أن يغفر له غيه لنفسه
وأخبر أن مع الصبر والتقوى لا يضر كيد العدو ولو كان ذا تسليط
فقال تعالى
{وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}


وأخبر عن نبيه يوسف الصديق أن صبره وتقواه وصلاه إلى محل العز والتمكين فقال:
{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}


وعلق الفلاح بالصبر والتقوى
فقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.


وأخبر عن محبته لأهله وفي ذلك أعظم ترغيب للراغبين
فقال تعالى {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}


ولقد بشر الصابرين بثلاث كل منها خير مما عليه أهل الدنيا يتحاسدون
فقال تعالى {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.


وأوصى عبادة بالاستعانة بالصبر والصلاة على نوائب الدنيا والدين
فقال تعالى { وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ}
و جعل الفوز بالجنةوالنجاة من النار لا يحظى به الا الصابرون فقال تعالى {إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ}
وأخبر أن الرغبة في ثوابه والإعراض عن الدنيا وزينتها لا ينالها إلا أولو الصبر المؤمنون
فقال تعالى { وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ } وأخبر سبحانه مؤكدا بالقسم
{إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
وقسم خلقه قسمين أصحاب ميمنة وأصحاب مشأمة وخص أهل الميمنة أهل التواصى بالصبر والمرحمة وخص بالانتفاع بآياته أهل الصبر وأهل الشكر تمييز لهم بهذا الحظ الموفور فقال في أربع آيات من كتابه {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}
وعلق المغفرة والأجر بالعمل الصالح والصبر وذلك على من يسره عليه يسير
فقال {إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}.
وأخبر أن الصبر والمغفرة من العزائم التي تجارة أربابها لا تبورفقال {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}
وأمر رسوله بالصبر لحكمه وأخبر أن صبره انما هو به وبذلك جميع المصائب تهون
فقال {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} وقال {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}.ان ربنا لغفور شكور الحسنة عنده بعشر أمثالها أو يضاعفها بلا عدد ولا حسبان والسيئة عنده بواحدة ومصيرها الى العفو والغفران وباب التوبة مفتوح لديه منذ خلق السموات والارض الى آخر الزمان ان ربنا لغفور شكور بابه الكريم مناخ الآمال ومحط الأوزار وسماء عطاه لا تقلع عن الغيث بل هى مدرار ويمينه ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار ان ربنا لغفور شكور لا يلقى وصاياه الا الصابرون ولا يفوز بعطاياه الا الشاكرون ولا يهلك عليه الا الهالكون ولا يشقى بعذابه الا المتمردون ان ربنا لغفور شكور فإياك أيها المتمرد أن ياخذك على غرة فإنه غيور واذا أقمت على معصيته وهو يمدك بنعمته فاحذره فإنه لم يهملك لكنه صبور وبشراك ايها التائب بمغفرته ورحمته أنه غفور شكور من علم أن الرب شكور تفوع فى معاملته ومن عرف أنه واسع المغفرة تعلق بأذيال مغفرته ومن علم أن رحمته سبقت غضبه لم ييأس من رحمته ان ربنا لغفور شكور من تعلق بصفة من صفاته أخذته بيده حتى تدخله عليه ومن سار اليه بأسمائه الحسنى وصل اليه ومن أحبه أحب أسمائه وصفاته وكانت آثر شئ لديه حياة القلوب فى معرفته ومحبته وكمال الجوارح فى التقرب إليه بطاعته والقيام بخدمته والألسنة بذكره والثناء عليه بأوصاف مدحته فأهل شكره أهل زيادته وأهل ذكره أهل مجالسته وأهل طاعته أهل كرامته وأهل معصيته لا يقنطهم من رحمته إن تابوا فهو حبيبهم وإن لم يتوبوا فهو طبيبهم يبتليهم بأنواع المصائب ليكفر عنهم الخطايا ويطهرهم من المعائب انه غفور شكور والحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله حمدا يملا السموات والارض ومابينهما وما شاء ربنا من شيء بعد بمجامع حمده كلها ما علمنا منها وما لم نعلم على نعمه كلها ما علمنا منها وما لم نعلم عدد ما حمد الحامدون وغفل عن ذكره الغافلون وعدد ما جرى به قلمه واحصاه كتابه واحاط به علمه وصلى الله وسلم على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين وعلى سائر الانبياء والمرسلين ورضى الله عن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
وصلى الله وسلّم وبارك على محمدٍ
وعلى آله وصحبه أجمعين
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نفعنا الله وإياكم

دمتم في حفظ الله وفضله
م/ن للأمانة

شذى الورد
21-06-2012, 21:19
http://www.sadaalhajjaj.com/vb/mwaextraedit4/extra/68.gif

أنيسة
22-06-2012, 18:18
تسلمي شذوذتي الغالية مرورك رائع دائما