نكهة القهوة
29-05-2012, 12:50
.
http://up.arab-x.com/Apr12/80r73240.gif (http://up.arab-x.com/)
.
من ركن السرير استطعت أن أخرج رأسي من تحت وسادتي أرى صغيرتي تقف إلى جانبه وقد رفعت رأسها محدقة إلي بعينيها اللامعتين ..
_ ماما صباح الخيــــن .. لن بدها حليــــب !
_ صباح النور حبيبي ، وينو عمر ؟!
لماذا أسمع صوتي وكأنه آت من كهف بعيد !!
سعلتُ ضاحكة من تلعثمها .. اُضحّي بأعظم جائزة في العالم من أجل ابتسامتها هذه ..
وكأن كل العالم يشدني إلى السرير ؟!
اندفعت بحزم كي أستئصلني عنه ! وجلست مكومة الضعف فوقه ..
يا سلااام أجلس فوق أرجوحة !
ضيّقت جفني لأستطيع أن أرى بوضوح .. ما استطعت أن أرى ولا صورة ثابتة !
_ لين حبيبي روحي عند عمر هلأ باجي ..
فهمت من كلماتها المحببة اللاراضية عني تقريبا ! بأنها آخذة بالخروج من الغرفة ، مدركة أيضا بأن " فتى الأدغال " لم يستيقظ بعد ..
تمارين التنفس .. تمارين القدم ..،
واذ بقوتي تتورم بعض الشيء !
إن هذه اللـ " ليريكا " خرافة كسل وسعادة !
ما ان تحتل الجسم ، حتى تصبح ساعة الرغبة لممارسة محاولات الحياة متوقفة منذ أول جرعة !
بصراحة ؟؟
لا ألذّ من أن يتعطّل دور النفس ، من خلال النفس !
موت قدرتها على تكرار نفسها بنفسها !
وكأنها مساعدة غير مباشرة نختارها ، فنتحمّل مشقة رحلتنا الطويلة .. نستعين بنبيذ إثارة وراحة ، يخدّر شعورنا المطبوع في الذاكرة كخيبة .. إلى مجرد : تجربة !
تـتحول تلقائيا لسعات.. قرصات التجارب الواحدة تلو الأخرى من الإحساس وكأننا فئران تجارب لهذه الحياة ، إلى الإعتقاد بأنها طريقنا الوحيدة لبلوغ أحلامنا في نهاية هذه المعارك المتلاحقة !
" حي على ليريكا " !!
_ ماما !! صباح الخير ، بدي حليب ولين كمان !
_ صباحو قبطان .. وين كاين يمّا !؟ وين راحت لين ؟
_ ماما كنت بعمال بي بي .. لين مع براعم !
_ وك رجعت تشعبطت ع السياره وشغلت التلفزيون !!
_ ماما عمر لا بيوئع كبير !
_ يا سلام !! ما هي ماما كبيره وبتوئع ! لا تعيدها يا ماما ! روح يلا عند لين هيني لاحئتك ..
_ اوكي !
بثباته العاقل خرج هذا الصغير الجميل ، وأخذت أعد العدّة كي أقف ثابتة .. على هذا الدوار أن لا يعيدني إلى السرير وكأنني تحت جلسة كهربائية !
ييييييي !
جفاف الفم يدمي شفتي .. حتى التثاؤب علي أن أحذر منه !!
لا بأس " علوش " قهوتك ولـــود .. كاسة وترجعك فرس !
لا بأس بكل هذه الأعراض ، ما دامت تساعدك أن لا تظلي تلوكي تجاربك كل نهاية يوم حتى بداية الآخر .. ناظرة إليها وكأنها النهاية الكبرى !
أليس جميلا بدلا من هذا أن تشعرين كل صباح بأنك أمام بداية كبرى ؟!
أخذت كأس الماء .. تذكرت بنفس اللحظة التي ابتلعت فيها الدواء .. بأنني أكره الأدوية !
لا لا .. هذا بالذات أحبه !
له قدرة ملفتة علي ، يجعل أحلامي مختلطة بخيباتي .. يصعب علي أن أفرق بين حزني وفرحي ، والعين تدمع فرحا و/ أو حزنا ! عادي !!
" حي على ليريكا " !
أثق بأنني سأتجاوز كل شيء ، سبق واستطعتها مرات !
ولكن في هذه المرة أختار لنفسي شكل التجاوز ، في غفلة من الحزن لا إرادية ، أبني ألف أمل أول البداية التي وصلت اليها آخر النهاية ...
وقفة الذهول المختلطة باليقين ، الفرح المرتبك بالحزن ، وقفة اللاخوف من القادم ..
الحزن الجارف وخطر حريق القلب المشتعل غضبا ، يُخمد بصنبور التجاوز القائم على : لا تدقيق من أجل فهم أي شيء ، لا حاجة !
والله ! إنها لممارسة ممكنة لا تحتاج إلا إلى إيمان وفعل كفعلك " ليريكا " !
السعادة المدهشة تحتاج كي تأخذ أو تعطي الفرق الملموس .. أن لا نظل نغريها بالوقوف على أطلال الهزيمة ، أن لا نظل نغري العزيمة بالشتم واللعن والغضب .. فالإنطواء !
الحياة التي امتلأت بالظلم ، يقف فيها الخير إلى جانبه عاجزا عن الرد إن بقينا نسدد له ضربات شك وضعف ثقة !
الخير ينتظرنا .. !
ونحن بقليل مراوغة ، نستطيع أن نمد إليه جسورنا !
سمعت مرة بأنك إن أردت أن تصطاد غزالا .. عليك أن تستعين بصقر !
ربما تكون طريقة ملتوية فيها كثير جبن ، إلا أنها تحقق نتيجة خلابة !
ليس هناك خيبات تكبر وتصغر بلا سبب ، هناك دائما فهلوة خفية بين الأحداث تجعلها مترابطة ومتتابعة الخبث !
اعملي كل صباح أن تجعلي منها .. كلها لصالح يومك .. وغدك جرعات " 75 ملجم " من تفاؤل وثبات !
" مامااااااا حليــــــب " !!
يلا يلا ولكوا ئايمه ول !
ابتسامة عريضة لصبحي .. لأطفالي .. ليومي وحياتي ، وطل الصبح لك علوش !
~~~
~~
~
ليريكا : دواء يسبب الدوار والنعاس وجفاف بالفم وتشوش بالرؤيا مع صعوبة التركيز ، يستخدم لتخفيف آلام التهابات الأعصاب والقدم ومساعد في بعض حالات الصرع ، يمنع نوبات الخدر والارتجاف .. يعتبر دواء نفسي يأخذ بشكل تدريجي ويترك بشكل تدريجي .. ويعمل على تحسين المزاج .
SPedQRHJlxA&feature=player_embedded
.
http://up.arab-x.com/Apr12/80r73240.gif (http://up.arab-x.com/)
.
من ركن السرير استطعت أن أخرج رأسي من تحت وسادتي أرى صغيرتي تقف إلى جانبه وقد رفعت رأسها محدقة إلي بعينيها اللامعتين ..
_ ماما صباح الخيــــن .. لن بدها حليــــب !
_ صباح النور حبيبي ، وينو عمر ؟!
لماذا أسمع صوتي وكأنه آت من كهف بعيد !!
سعلتُ ضاحكة من تلعثمها .. اُضحّي بأعظم جائزة في العالم من أجل ابتسامتها هذه ..
وكأن كل العالم يشدني إلى السرير ؟!
اندفعت بحزم كي أستئصلني عنه ! وجلست مكومة الضعف فوقه ..
يا سلااام أجلس فوق أرجوحة !
ضيّقت جفني لأستطيع أن أرى بوضوح .. ما استطعت أن أرى ولا صورة ثابتة !
_ لين حبيبي روحي عند عمر هلأ باجي ..
فهمت من كلماتها المحببة اللاراضية عني تقريبا ! بأنها آخذة بالخروج من الغرفة ، مدركة أيضا بأن " فتى الأدغال " لم يستيقظ بعد ..
تمارين التنفس .. تمارين القدم ..،
واذ بقوتي تتورم بعض الشيء !
إن هذه اللـ " ليريكا " خرافة كسل وسعادة !
ما ان تحتل الجسم ، حتى تصبح ساعة الرغبة لممارسة محاولات الحياة متوقفة منذ أول جرعة !
بصراحة ؟؟
لا ألذّ من أن يتعطّل دور النفس ، من خلال النفس !
موت قدرتها على تكرار نفسها بنفسها !
وكأنها مساعدة غير مباشرة نختارها ، فنتحمّل مشقة رحلتنا الطويلة .. نستعين بنبيذ إثارة وراحة ، يخدّر شعورنا المطبوع في الذاكرة كخيبة .. إلى مجرد : تجربة !
تـتحول تلقائيا لسعات.. قرصات التجارب الواحدة تلو الأخرى من الإحساس وكأننا فئران تجارب لهذه الحياة ، إلى الإعتقاد بأنها طريقنا الوحيدة لبلوغ أحلامنا في نهاية هذه المعارك المتلاحقة !
" حي على ليريكا " !!
_ ماما !! صباح الخير ، بدي حليب ولين كمان !
_ صباحو قبطان .. وين كاين يمّا !؟ وين راحت لين ؟
_ ماما كنت بعمال بي بي .. لين مع براعم !
_ وك رجعت تشعبطت ع السياره وشغلت التلفزيون !!
_ ماما عمر لا بيوئع كبير !
_ يا سلام !! ما هي ماما كبيره وبتوئع ! لا تعيدها يا ماما ! روح يلا عند لين هيني لاحئتك ..
_ اوكي !
بثباته العاقل خرج هذا الصغير الجميل ، وأخذت أعد العدّة كي أقف ثابتة .. على هذا الدوار أن لا يعيدني إلى السرير وكأنني تحت جلسة كهربائية !
ييييييي !
جفاف الفم يدمي شفتي .. حتى التثاؤب علي أن أحذر منه !!
لا بأس " علوش " قهوتك ولـــود .. كاسة وترجعك فرس !
لا بأس بكل هذه الأعراض ، ما دامت تساعدك أن لا تظلي تلوكي تجاربك كل نهاية يوم حتى بداية الآخر .. ناظرة إليها وكأنها النهاية الكبرى !
أليس جميلا بدلا من هذا أن تشعرين كل صباح بأنك أمام بداية كبرى ؟!
أخذت كأس الماء .. تذكرت بنفس اللحظة التي ابتلعت فيها الدواء .. بأنني أكره الأدوية !
لا لا .. هذا بالذات أحبه !
له قدرة ملفتة علي ، يجعل أحلامي مختلطة بخيباتي .. يصعب علي أن أفرق بين حزني وفرحي ، والعين تدمع فرحا و/ أو حزنا ! عادي !!
" حي على ليريكا " !
أثق بأنني سأتجاوز كل شيء ، سبق واستطعتها مرات !
ولكن في هذه المرة أختار لنفسي شكل التجاوز ، في غفلة من الحزن لا إرادية ، أبني ألف أمل أول البداية التي وصلت اليها آخر النهاية ...
وقفة الذهول المختلطة باليقين ، الفرح المرتبك بالحزن ، وقفة اللاخوف من القادم ..
الحزن الجارف وخطر حريق القلب المشتعل غضبا ، يُخمد بصنبور التجاوز القائم على : لا تدقيق من أجل فهم أي شيء ، لا حاجة !
والله ! إنها لممارسة ممكنة لا تحتاج إلا إلى إيمان وفعل كفعلك " ليريكا " !
السعادة المدهشة تحتاج كي تأخذ أو تعطي الفرق الملموس .. أن لا نظل نغريها بالوقوف على أطلال الهزيمة ، أن لا نظل نغري العزيمة بالشتم واللعن والغضب .. فالإنطواء !
الحياة التي امتلأت بالظلم ، يقف فيها الخير إلى جانبه عاجزا عن الرد إن بقينا نسدد له ضربات شك وضعف ثقة !
الخير ينتظرنا .. !
ونحن بقليل مراوغة ، نستطيع أن نمد إليه جسورنا !
سمعت مرة بأنك إن أردت أن تصطاد غزالا .. عليك أن تستعين بصقر !
ربما تكون طريقة ملتوية فيها كثير جبن ، إلا أنها تحقق نتيجة خلابة !
ليس هناك خيبات تكبر وتصغر بلا سبب ، هناك دائما فهلوة خفية بين الأحداث تجعلها مترابطة ومتتابعة الخبث !
اعملي كل صباح أن تجعلي منها .. كلها لصالح يومك .. وغدك جرعات " 75 ملجم " من تفاؤل وثبات !
" مامااااااا حليــــــب " !!
يلا يلا ولكوا ئايمه ول !
ابتسامة عريضة لصبحي .. لأطفالي .. ليومي وحياتي ، وطل الصبح لك علوش !
~~~
~~
~
ليريكا : دواء يسبب الدوار والنعاس وجفاف بالفم وتشوش بالرؤيا مع صعوبة التركيز ، يستخدم لتخفيف آلام التهابات الأعصاب والقدم ومساعد في بعض حالات الصرع ، يمنع نوبات الخدر والارتجاف .. يعتبر دواء نفسي يأخذ بشكل تدريجي ويترك بشكل تدريجي .. ويعمل على تحسين المزاج .
SPedQRHJlxA&feature=player_embedded
.