المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نَفَحَاتٌ لُغَوَيَّة و أَلْفَاظٌ قُرْآنِيَّةٌ


أنيسة
23-03-2012, 18:08
نَفَحَاتٌ لُغَوَيَّة و أَلْفَاظٌ قُرْآنِيَّةٌ

http://membres.multimania.fr/medinazs/mutusto/taf2_156.gif

من شبكة الفصيح :
إن من يتدبر آيات القرآن الكريم ويمعن النظر في أسلوب التمثيل البلاغي فيه يجد في ذلك الكثير من اللطائف والأسرار التي تحرك المشاعر والأحاسيس وتهز الكيان ... والأمثلة لا تعد ولا تحصى ولكنني الآن أستطيع ان أدعوك لمثال واحد تستطيع أن تتأمل فيه وهو قوله تعالى في تصوير نفرة الكفار من الدعوة الإسلامية ..
( كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة )
المدثر50-51

شبههم سبحانه وتعالى في إعراضهم ونفورهم عن القرآن بحمر رأت الأسد والرماة ففرت منه . وهذا من بديع التمثيل فإن القوم من جهلهم بما بعث الله سبحانه رسوله كالحمر فهي لا تعقل شيئا ، فإذا سمعت صوت الأسد أو الرامي نفرت منه أشد النفور وهذا غاية الذم لهؤلاء فإنهم نفروا عن الهدى الذي فيه سعادتهم وحياتهم كنفور الحمر عما يهلكها ويعقرها .
قال ابن القيم : وتحت المستنفرة معنى أبلغ من النافرة فإنها لشدة نفورها قد استنفر بعضها بعضا وحضه على النفور فإن في الاستفعال من الطلب قدرا زائدا على الفعل المجرد فكأنها تواصت بالنفور وتواطأت عليه ومن قرأها بفتح الفاء فالمعنى أن القسورة استنفرها وحملها على النفور ببأسه وشدته .
وعن عكرمة : شبههم في إعراضهم عن القرآن واستماع الذكر والموعظة وشرادهم عنه بحمر جدت في نفارها مما أفزعهم .

واختلف المفسرون في تفسير القسورة في الآية الكريمة على أقوال متعددة :
فقيل : القسورة جماعة الرماة لا واحد له من لفظه .
وقيل : القسورة حبال الصياد .
وقيل : الرجال الأقوياء .
وقيل : الصوت العالي والمفزع .
وقيل : سواد الليل وظلمته .
وقيل غير ذلك .
وقال أبو هريرة : هي الأسد ، وذلك لأن الحمر الوحشية إذا عاينت الأسد هربت فكذلك هؤلاء المشركون إذا سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن هربوا منه ، شبههم بالحمر في البلادة والبله ، وذلك أنه لايرى مثل نفار حمر الوحش إذا خافت من شيء .

وبالتدبر في صفات الحمر نجد أن في هذا التشبيه :
أولا : مذمة ظاهرة وتهجين لحالهم . كما في قوله : ( كمثل الحمار يحمل أسفارا )
الجمعة : 5 ،
ثانيا : شهادة عليهم بالبله وقلة العقل . قال الزمخشري : ولا ترى مثل نفار حمير الوحش واطرادها في العدو إذا رابها رائب ؛ ولذلك كان أكثر تشببهات العرب في وصف الإبل وشدة سيرها بالحمر وعدوها إذا وردت ماء فأحسست عليه بقانص .
أقول : وقد يظن من هو قصير في النظر أنه كان يمكن الاكتفاء في تصوير حالهم بوصفهم بالحمر ، ولكن المراد غير ذلك ، فالمشركون لا يريدون إعمال عقولهم التي أعطاهم إياها ربهم في التدبر في أسرار الكون والوصول إلى معرفة الخالق سبحانه وعبادته وحده ، كما أنهم لا يستجيبون للداعي لهم ، بل كلما عرض عليهم شيئا من دعوته ابتعدوا عنه مسرعين ، وكأن خلفهم وحش كاسر يفزعهم أو أن في أعماقهم شيئا أو في داخل قلوبهم يحثهم على الابتعاد عنه بسرعة لا تتخيل .. وهذه الحالة لاتكفي لها حالة الحمر ، وإنما تقتضي أن تكون حمراً مستنفرة مدفوعة من نفسها أو غيرها .. ويزيدك في هذه الصورة وضوحا وجمالا ما يلحقها من تصوير آخر بأسد هصور يطلب فريسة من الحمر الوحشية طعاما لأنيابه ومخالبة القوية والحادة ، ولبطنه الجائع ، فنجد هذه الحمر ـ كما نشاهد في أفلام الافتراس في هذه الأيام ـ تتفرق في كل مكان هائمة على وجهها لا تدري أين تذهب ولا كيف تتصرف مع ما يملؤها من الخوف الشديد .

http://ahyaarab.net/images/499.gif

تفسير القرطبي :

( فما لهم عن التذكرة معرضين ، كأنهم حمر مستنفرة ، فرت من قسورة ) قوله تعالى : "فما لهم عن التذكرة معرضين" أي فما لأهل مكة أعرضوا وولوا عما جئتهم به . وفي تفسير مقاتل : الإعراض عن القرآن من وجهين : أحدهما الجحود والإنكار، والوجه الآخر ترك العمل بما فيه . و"معرضين" نصب على الحال من الهاء والميم في "لهم" وفي اللام معنى الفعل ؛ فانتصاب الحال على معنى الفعل . "كأنهم" أي كأن هؤلاء الكفار في فرارهم من محمد صلى الله عليه وسلم "حمر مستنفرة" قال ابن عباس : أراد الحمر الوحشية . وقرأ نافع وابن عامر بفتح الفاء ، أي منفرة مذعورة ؛ واختاره أبو عبيد وأبو حاتم . الباقون بالكسر ، أي نافرة . يقال . نفرت واستنفرت بمعنى ؛ مثل عجبت واستعجبت ، وسخرت واستسخرت ، وأنشد الفراء :
أمسك حمارك إنه مستنفر ... في إثر أحمرة عمدن لغرب
قوله تعالى : "فرت" أي نفرت وهربت "من قسورة" أي من رماة يرمونها .
وقال بعض أهل اللغة : إن القسورة الرامي ، وجمعه القسورة . وكذا قال سعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وقتادة والضحاك وابن كيسان : القسورة : هم الرماة والصيادون ، ورواه عطاء عن ابن عباس وأبو [ظبيان] عن أبي موسى الأشعري . وقيل : إنه الأسد ؛ قال أبو هريرة وابن عباس أيضا . ابن عرفة : من العسر بمعنى القهر أي ؛ إنه يقهر السباع ، والحمر الوحشية تهرب من السباع . وروى أبو جمرة عن ابن عباس قال : ما أعلم القسورة الأسد في لغة أحد من العرب ، ولكنها عصب الرجال ؛ قال : فالقسورة جمع الرجال ،
وأنشد:
يا بنت كوني خيرة لخيرة ... أخوالها الجن وأهل القسورة
وعنه : ركز الناس أي حسهم وأصواتهم . وعنه أيضا : "فرت من قسورة" أي من حبال الصيادين . وعنه أيضا : القسورة بلسان العرب : الأسد ، وبلسان الحبشة : الرماة ؛ وبلسان فارس : شير، وبلسان النبط : أريا. وقال ابن الأعرابي : القسورة : أول الليل ؛ أي فرت من ظلمة الليل . وقاله عكرمة أيضا . وقيل : هو أول سواد الليل ، ولا يقال لآخر سواد الليل قسورة . وقال زيد بن أسلم : من رجال أقوياء ، وكل شديد عند العرب فهو قسورة وقسور. وقال لبيد بن ربيعة :
إذا ما هتفنا هتفة في ندينا ... أتانا الرجال العائدون القساور


http://ahyaarab.net/images/499.gif

من منتدى أمل الإسلام :

من السمات البارزة للأسلوب القرآني هو اعتماده الطريقة التصويرية للتعبير عن المعاني والأفكار التي يريد إيضاحها، وسواء كانت معاني ذهنية مجردة، أو قصصاً غابرة، أو مشاهد ليوم القيامة وغيرها من المجالات.




إن الأسلوب القرآني يحمل تاليه إلى أجواء الصور وكأنه ينظر في تفصيلات الصورة المجسّمة أمامه ، وكأن المشهد يجري أمامه حيّاً متحرّكاً ، ولا شكل أن الفكرة أو المعنى الذي يراد إيضاحه يكون أقرب إلى الفهم وأوضح في الذهن مما لو نقل المعنى مجرّداً من تلك الصور الحية، ويكفي لبيان هذه الميزة أن نتصور هذه المعاني كلها في صورها التجريدية ثم نقارنها بالصورة التي وضعها فيها القرآن الكريم ، فمثلاً :





أ‌- معنى النفور الشديد من دعوة الإيمان : إذا أردنا أن نتصور هذا المعنى مجرّداً في الذهن يمكن أن نقول : إنهم ينفردن أشد النفرة من دعوة الإيمان فيتملّى الذهن وحده معنى النفور في برودة وسكون ، ولنمعن النظر في الأسلوب القرآني وهو يصوّر لنا هذا المعنى في هذه الصور الغريبة (فما لهم عن التذكرة معرضين* كأنهم حمر مستنفرة * فرت من قسورة )[المدثر:49ـ 51].





فتشترك مع الذهن حاسة النظر وملكة الخيال وانفعال السخرية وشعور الجمال : السخرية من هؤلاء الذين يفرون كما تفر حمر الوحش من الأسد لا لشيء إلا لأنهم يدعون إلى الإيمان ، والجمال الذي يرتسم في حركة الصورة حينما يتملاّها الخيال في إطار من الطبيعة تشرد فيه الحمر تتبعها قسورة ، فالتعبير هنا يحرك مشاعر القارئ وتنفعل نفسه مع الصورة التي نُقلت إليه وفي ثناياها الاستهزاء بالمعرضين.





http://www.amalislam.com/vb/uploaded/10974_1249499478.jpg









لقد شبه الله تعالى فرار الكفار عن تذكرة النبي صلى





الله عليه وسلم كفرار حمر الوحش من الأسد لا لشيء





إلا لأنهم يدُعون إلى الإيمان انظر أخي إلى جمالية هذا





التشبيه الرائع الذي لا يصدر إلا عن إله عالم





بخبايا النفس الإنسانية طبعاً هذا التشبيه له عدة





مدلولات منها شدة فرارهم من النبي ، وسخرية من





سلوكهم غير المبرر





(قسورة) ورد هذا اللفظ مرة واحدة في القرآن الكريم في قوله تعالى : (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ. فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) (المدثر : 50-51) . القسورة: الأسد ، وقيل : القسورة "فَعْوَلة" من القسر وهو القهر الشديد ، وسمى الأسد بذلك لأنه يقهر السباع ، وقالوا : هو الأسد في لسان العرب، والقسورة في لسان أهل الحبشة. و القسور والقسورة جمع ، وقيل : واحد القسور قسورة ، و : الأسد بلسان الحبشة "عنبسة".

http://ahyaarab.net/images/499.gif



البحث عن جذر قسر في لسان العرب





القَسْرُ : القَهْرُ على الكُرْه . قَسَرَه يَقْسِرُه قَسْراً واقْتَسَرَه : غَلَبه وقَهَره ، وقَسَرَه على الأَمر قَسْراً : أَكرهه عليه ، واقْتَسَرْته أَعَمُّ . وفي حديث علي رضي الله عنه : مَرْبُوبونَ اقْتِساراً ؛ الاقْتِسارُ افْتِعال من القَسْر ، وهو القهر والغلبة. والقَسْوَرَةُ : العزيز يَقْتَسِر غيرَه أَي يَقْهَرُه ، والجمع قَساوِرُ. والقَسْوَرُ : الرامي، وقيل : الصائد ؛ وأَنشد الليث :


وشَرْشَرٍ وقَسْوَرٍ نَصْرِيِّ وقال : الشَّرْشَرُ الكلب والقَسْوَرُ الصياد والقَسْوَرُ الأَسد ، والجمع قَسْوَرَةٌ . وفي التنزيل العزيز : فَرَّتْ من قَسْوَرة ؛ قال ابن سيدة : هذا قول أَهل اللغة وتحريره أَن القَسْوَرَ والقَسْوَرَة اسمان للأَسد ، أَنثوه كما قالوا أُسامة إِلا أَن أُسامة معرفة . وقيل في قوله : فَرَّت من قَسْوَرة ، قيل : هم الرماة من الصيادين ؛ قال الأَزهري : أَخطأَ الليث في غير شيء مما فَسَّر، فمنها قوله : الشَّرْشَرُ الكلب ، وإِنما الشرشر نبت معروف ، قال : وقد رأَيته في البادية تسمن الإِبل عليه وتَغْزُر ، وقد ذكره ابن الأَعرابي وغيره في أَسماء نُبُوت البادية ؛ وقوله : القَسْوَرُ الصياد خطأٌ إِنما القَسْوَر نبت معروف ناعم ؛ روى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده لِجُبَيها في صفة مِعْزَى بحسن القُبول وسُرْعة السِّمَن على أَدْنى المَرْتَعِ : فلو أَنها طافَتْ بطُنْبٍ مُعَـجَّـمٍ....نَفَى الرِّقَّ عنه جَدْبُه ، وهو صالِحُ لجاءَتْ كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّهـا ....عَسالِيجَهُ ، والثَّامِرُ المُـتَـنـاوِحُقال : القَسْوَرُ ضرب من الشجر، واحدتُهُ قَسْوَرَةٌ . قال : وقال الليث القَسْوَرُ الصَّيَّادُ والجمع قَسْوَرَة ، وهو خطأٌ لا يجمع قَسْوَرٌ على قَسْوَرة إِنما القَسْورة اسم جامع للرُّماة ، ولا واحد له من لفظه . ابن الأَعرابي : القَسْوَرة الرُّماة والقَسْوَرَة الأَسد والقَسْوَرة الشجاعُ و القَسْوَرة أَول الليل و القَسْوَرة ضرب من الشجر. الفراء في وقوله تعالى : فَرَّتْ من قَسْوَرة ، قال : الرُّماة ، وقال الكلبي بإِسناده : هو الأَسد.




وروي عن عكرمة أَنه قيل له : القَسْوَرة ، بلسان الحبشة ، الأَسد ، فقال : القَسْوَرة الرُّماة ، والأَسَدُ بلسان الحبشة عَنْبَسَةُ ، قال : وقال ابن عُيَيْنَة : كان ابن عباس يقول القَسْوَرة نُكْرُ الناس، يريد حِسَّهُم وأَصواتهم. وقال ابن عرفة : قَسْوَرَة فَعْوَلَةٌ من القَسْر، فالمعنى كأَنهم حُمُرٌ أَنفرها مَنْ نَفَّرَها برمي أَو صيد أَو غير ذلك. قال ابن الأَثير : وورد القَسْوَرة في الحديث، قال : القَسْوَرة الرُّماة من الصيادين ، وقيل الأَسد ، وقيل كل شديد. والقَيَاسِرُ والقَياسِرَةُ : الإِبل العظام؛ قال الشاعر :

وعلى القَياسِرِ في الخُدُورِ كَواعِبٌ ...رُجُحُ الرَّوادِفِ، فالقَياسِرُ دُلَّـفُالواحد : قَيْسَريٌّ، وقال الأَزهري : لا أَدري ما واحدها. وقَسْوَرَةُ الليل : نصفه الأَول ، وقيل مُعْظَمه ؛ قال تَوْبَةُ بن الحُمَيّرَ : وقَسْوَرَةُ الليلِ التي بين نِصْفِـه ...وبين العِشاءِ، وقد دَأَبْتُ أَسِيرُها وقيل : هو من أَوله إِلى السَّحَر. والقَسْوَرُ : ضرب من النبات سُهْلِيٌّ ، واحدته قَسْوَرة . وقال أَبوحنيفة : القَسْوَرُ حَمْضَة من النَّجِيل ، وهو مثل جُمَّةِ الرجل يطول ويَعْظُم والإِبل حُرَّاص عليه ؛ قال جُبَيْها الأَشْجَعِيّ في صفة شاة من المعز :


ولو أُشْلِيَتْ في لَيْلَةٍ رَحَـبِـيَّةٍ ... لأَرْواقِها قَطْرٌ من الماءِ سافِحُ


لجاءتْ كأَنَّ القَسْوَر الجَوْنَ بَجَّها ...عَسالِيجَه والثَّامِرُ المُتَـنـاوِحُ





http://ahyaarab.net/images/499.gif





في التحرير و التنوير


وشبهت حالة إعراضهم المتخيلة بحالة فرار حمر نافرة مما ينفرها.





والحمر: جمع حمار، وهو الحمار الوحشي، وهو شديد النفار إذا أحس بصوت القانص وهذا من تشبيه المعقول بالمحسوس.


وقد كثر وصف النفرة وسرعة السير والهرب بالوحش من حمر أو بقر وحش إذا أحسسن بما يرهبنه كما قال لبيد في تشبيه راحلته في سرعة سيرها بوحشية لحقها الصياد :


فتوجست رز الأنيس فراعها ... عن ظهر غيب والأنيس سقامها


وقد كثر ذلك في شعر العرب في الجاهلية والإسلام كما في معلقة طرفة، ومعلقة لبيد، ومعلقة الحارث، وفي أراجيز الحجاج ورؤية ابنه وفي شعر ذي الرمة.


والسين والتاء في {مُسْتَنْفِرَة} للمبالغة في الوصف مثل : استكمل واستجاب واستعجب واستسخر واستنبط، أي نافرة نفارا قويا فهي تعدو بأقصى سرعة العدو.


وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر {مُسْتَنْفِرَة} بفتح الفاء ، أي استنفرها مستنفر، أي أنفرها، فهو من استنفر المتعدي بمعنى أنفره . وبناء الفعل للنائب يفيد الإجمال ثم التفصيل بقوله : {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} .


وقرأها الجمهور بكسر الفاء ، أي استفرت هي مثل : استجاب فيكون جملة {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} بيانا لسبب نفورها .


وفي تفسير الفخر عن أبي علي الفارسي قال محمد بن سلام : سألت أبا سوار الغنوي وكان أعرابيا فصيحا فقلت : كأنهم حمر ماذا فقال : مستنفرة : بفتح الفاء فقلت له :


إنما هو فرت من قسورة . فقال : أفرت? قلت : نعم قال : فمستنفرة إذن ، فكسر الفاء .


و {قسورة} قيل هو اسم جمع قسور وهو الرامي ، أو هو جمع على خلاف القياس إذ ليس قياس فعلل أن يجمع على فعللة. وهذا تأويل جمهور المفسرين عن ابن عباس وعكرمة ومجاهد وغيرهما فيكون التشبيه جاريا على مراعاة الحالة المشهورة في كلام العرب.



وقيل: القسورة مفرد ، وهو الأسد ، وهذا مروي عن أبي هريرة وزيد بن أسلم وقال ابن عباس: إنه الأسد بالحبشية ، فيكون اختلاف قول ابن عباس اختلافا لفظيا، وعنه: أنه أنكر أن يكون قسور اسم الأسد ، فلعله أراد أنه ليس في أصل العربية . وقد عده ابن السبكي في الألفاظ الواردة في القرآن بغير لغة العرب في أبيات ذكر فيها ذلك، وقال ابن سيده : القسور الأسد والقسورة كذلك، أنثوه كما قالوا : أسامة ، وعلى هذا فهو تشبيه مبتكر لحالة إعراض مخلوط برعب مما تضمنته قوارع القرآن فاجتمع في هذه الجملة تمثيلان.



وإيثار لفظ {قسورة} هنا لصلاحيته للتشبيهين مع الرعاية على الفاصلة.

م/ن للأمانة

شذى الورد
23-03-2012, 18:10
سلمت اناميلك وسلم يمينك الذي خط الموضوع

أنيسة
23-03-2012, 19:08
كل الود و المحبة لشذوذتي الطيوبة التحفونة

عصام الكردي
02-04-2012, 08:43
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا

أنيسة
02-04-2012, 10:53
يعيشك أخي عصام جزاك الله الجنة و نعيمها على مرورك الكريم