أنيسة
11-03-2012, 13:48
الســــــلام عليكــــم ورحمـــة الله وبركاته قال تعالى :"ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير " الحجرات
: 13
إذاً الشرف الحقيقي هو طاعة الله , لأن الله يرفع أهلها , إذ قال :" يرفع الله الذين آمنوا منكم
والذين أوتوا العلم درجات " المجادلة : 11 والطاعة هي الوظيفة التي من أجلها خلقنا
, فشرفنا بها , وهلاكنا بتركها . وبدن بلا طاعة كشجرة بلا ثمر وشمعة بلا نور , ولكن ضعفت الطاعة في النفوس و ثقلت على الكثير. وسبب هذا الضعف والترك هو خلو
القلب من خوف الله تعالى ونسيانه . ولما خلت القلوب من خوف الله
ملئت بحب الدنيا وتواردت عليه المعاصي حتى اسودت وقست
وانتكست , ولما نست الله أنساها الله أنفسها بل ونسيها
, والقلوب لا تحيا إلا بالخوف من الله , لأن سياطها
الذي يسوقها إلى الله ويدلها على الخير ويحذرها
من الشر , وهو نورها الذي ينورها لتهتدي
إلى صراط مستقيم , وتؤمنبالله إيماناً
صادقاً , وتعمل عملاً صالحاً
, وتحيا حياة سعيدة
. والخوف .
. هو بضاعة الصالحين والصالحات , لأنه يكف الجوارح عن المعاصي ويقيدها بالطاعات , والخوف يحرق الشهوات المحرمة فتصير المعاصي المحبوبة عندها مكروهة . بالخوف
. . نسلم من الأهواء والشهوات , وتتأدب جوارحنا ويكون قلبنا خاشعاً متذللاً لله
. وبالخوف . . نسلم من الكبر والحقد والحسد , وننشغل بمحاسبة نفسنا
ومراقبتها . ومما يدل على أهمية الخوف أن الله تعالى قدمه على الرجاء
, ليكون العبد خائفاً ربه في دنياه . . راجياً ربه في أخراه يقول الله تعالى
:" تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقنا
هم ينفقون " . السجدة : 16 ويقول تعالى :" أمن هو قانت أناء الليل
ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي
الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب
"الزمر : 9 وقد جمع الله للخائفين الهدى والرحمة
والعلم والرضوان , وهي مجامع ومقام أهل الجنان
يقول الله تعالى:" هدى ورحمة للذين هم لربهم
يرهبون "الأعراف 154 ويقول تعالى :"
رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن
خشي ربه " .البينة : 8والخوف .
. صفة من صفات الملائكة
رضوان الله عليهم . .
فإنهم أهل خوف دائم
, لأنهم أعرف الخلق بالله - ومن كان لله أعرف كان منه أخوف -يقول تعالى : "يخافون
ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون"آل عمران 175 . ويقول صلى الله عليه وسلم
:" مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى وجبريل كالحلس البالي من خشية الله تعالى
, وقال صلى الله عليه وسلم لجبريل: ما لي لا أرى ميكائيل يضحك .قال : يا محمد
ما ضحك ميكائيل منذ خلق الله النار " . وهكذا حال العارفين بالله تعالى . فقد
ورد أن الحسن البصري مر على شباب يضحكون .فقال لهم : هل أخذتم
كتبكم بأيمانكم ؟ قالوا : لا . قال : هل عبرتم الصراط إلى الجنة ؟
قالوا : لا . قال : فلم تضحكون وأنتم لا تدرون أين تصيرون ؟!!!
. والخوف . . صفة من صفات الأنبياء . . فها هو
رسولنا صلى الله عليه وسلم أشد الناس
خشية لله وأكثرهم خوفاً منه .
يقول صلى الله عليه وسلم :
" أما أني أخشاكم لله
وأتقاكم له " .
والخوف . . صفة من صفات أهل الإيمان . . يقول تعالى :" والذين يؤتون ما آتوا
وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون . أولئك يسارعون في الخيرات
وهم لها سابقون " المؤمنون : 60- 61 قالت عائشة رضي الله
عنها : يا رسول الله هؤلاء هم الذين يسرقون ويشربون
الخمرويزنون , ومع ذلك يخافون الله . قال : " لا يا ابنة
الصديق , هم الذين يصومون ويتصدقون ويخافون
ألا يتقبل الله منهم , أولئك يسارعون في الخيرات
" . • وكان أبو بكر رضي الله عنه من أشد
الناس خوفاً من الله , إذ كان يأخذ
بلسان نفسه ويقول : هذا الذي
أوردني الموارد . •
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أشد الناس خوفاً من الله . يقول : لو نادى منادٍ من السماء : أيها الناس كلكم يدخل الجنة إلا رجل واحد , لظننت أن أكون هو . وكان
في وجهه خطان أسودان من كثرة البكاء . • وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه
خائفاً لله تعالى , إذا وقف على القبر بكى حتى يبلل لحيته , وقال : لو أني
بين الجنة والنار , ولا أدرك إلى أيهما أصير , لاخترت أن أكون رماداً
.أيها الأحبة : الخوف سبب من أسباب دخول الجنة . يقول الله تعالى
: " ولمن خاف مقام ربه جنتان " . الرحمن : 46 ويقول تعالى :"
وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى . فإن الجنة هي المأوى
" . الطور : 40-41والخوف سبب من أسباب النجاة من النار .
. ففي الحديث : " عينان لا تمسهما النار : عين بكت
من خشية الله , وعين باتت تحرس في سبيل الله " •
ومن حكمة الله تعالى أنه لا يجمع على عبده بين
أمنين ولا خوفين . من خاف في الدنيا أمنه
الله يوم القيامة . ومن أمن في الدنيا أخافه
الله يوم القيامة , ومن خاف الله أخاف منه
كل شيء . • فهل حققنا الخوف ليغمر
القلوب وتؤدى العبادة على أكمل وجه
, ونقدر الله حق قدره ونعظمه حق
تعظيمه . وفق الله الجميع للعمل
بكتابه , وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
: 13
إذاً الشرف الحقيقي هو طاعة الله , لأن الله يرفع أهلها , إذ قال :" يرفع الله الذين آمنوا منكم
والذين أوتوا العلم درجات " المجادلة : 11 والطاعة هي الوظيفة التي من أجلها خلقنا
, فشرفنا بها , وهلاكنا بتركها . وبدن بلا طاعة كشجرة بلا ثمر وشمعة بلا نور , ولكن ضعفت الطاعة في النفوس و ثقلت على الكثير. وسبب هذا الضعف والترك هو خلو
القلب من خوف الله تعالى ونسيانه . ولما خلت القلوب من خوف الله
ملئت بحب الدنيا وتواردت عليه المعاصي حتى اسودت وقست
وانتكست , ولما نست الله أنساها الله أنفسها بل ونسيها
, والقلوب لا تحيا إلا بالخوف من الله , لأن سياطها
الذي يسوقها إلى الله ويدلها على الخير ويحذرها
من الشر , وهو نورها الذي ينورها لتهتدي
إلى صراط مستقيم , وتؤمنبالله إيماناً
صادقاً , وتعمل عملاً صالحاً
, وتحيا حياة سعيدة
. والخوف .
. هو بضاعة الصالحين والصالحات , لأنه يكف الجوارح عن المعاصي ويقيدها بالطاعات , والخوف يحرق الشهوات المحرمة فتصير المعاصي المحبوبة عندها مكروهة . بالخوف
. . نسلم من الأهواء والشهوات , وتتأدب جوارحنا ويكون قلبنا خاشعاً متذللاً لله
. وبالخوف . . نسلم من الكبر والحقد والحسد , وننشغل بمحاسبة نفسنا
ومراقبتها . ومما يدل على أهمية الخوف أن الله تعالى قدمه على الرجاء
, ليكون العبد خائفاً ربه في دنياه . . راجياً ربه في أخراه يقول الله تعالى
:" تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقنا
هم ينفقون " . السجدة : 16 ويقول تعالى :" أمن هو قانت أناء الليل
ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي
الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب
"الزمر : 9 وقد جمع الله للخائفين الهدى والرحمة
والعلم والرضوان , وهي مجامع ومقام أهل الجنان
يقول الله تعالى:" هدى ورحمة للذين هم لربهم
يرهبون "الأعراف 154 ويقول تعالى :"
رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن
خشي ربه " .البينة : 8والخوف .
. صفة من صفات الملائكة
رضوان الله عليهم . .
فإنهم أهل خوف دائم
, لأنهم أعرف الخلق بالله - ومن كان لله أعرف كان منه أخوف -يقول تعالى : "يخافون
ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون"آل عمران 175 . ويقول صلى الله عليه وسلم
:" مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى وجبريل كالحلس البالي من خشية الله تعالى
, وقال صلى الله عليه وسلم لجبريل: ما لي لا أرى ميكائيل يضحك .قال : يا محمد
ما ضحك ميكائيل منذ خلق الله النار " . وهكذا حال العارفين بالله تعالى . فقد
ورد أن الحسن البصري مر على شباب يضحكون .فقال لهم : هل أخذتم
كتبكم بأيمانكم ؟ قالوا : لا . قال : هل عبرتم الصراط إلى الجنة ؟
قالوا : لا . قال : فلم تضحكون وأنتم لا تدرون أين تصيرون ؟!!!
. والخوف . . صفة من صفات الأنبياء . . فها هو
رسولنا صلى الله عليه وسلم أشد الناس
خشية لله وأكثرهم خوفاً منه .
يقول صلى الله عليه وسلم :
" أما أني أخشاكم لله
وأتقاكم له " .
والخوف . . صفة من صفات أهل الإيمان . . يقول تعالى :" والذين يؤتون ما آتوا
وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون . أولئك يسارعون في الخيرات
وهم لها سابقون " المؤمنون : 60- 61 قالت عائشة رضي الله
عنها : يا رسول الله هؤلاء هم الذين يسرقون ويشربون
الخمرويزنون , ومع ذلك يخافون الله . قال : " لا يا ابنة
الصديق , هم الذين يصومون ويتصدقون ويخافون
ألا يتقبل الله منهم , أولئك يسارعون في الخيرات
" . • وكان أبو بكر رضي الله عنه من أشد
الناس خوفاً من الله , إذ كان يأخذ
بلسان نفسه ويقول : هذا الذي
أوردني الموارد . •
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أشد الناس خوفاً من الله . يقول : لو نادى منادٍ من السماء : أيها الناس كلكم يدخل الجنة إلا رجل واحد , لظننت أن أكون هو . وكان
في وجهه خطان أسودان من كثرة البكاء . • وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه
خائفاً لله تعالى , إذا وقف على القبر بكى حتى يبلل لحيته , وقال : لو أني
بين الجنة والنار , ولا أدرك إلى أيهما أصير , لاخترت أن أكون رماداً
.أيها الأحبة : الخوف سبب من أسباب دخول الجنة . يقول الله تعالى
: " ولمن خاف مقام ربه جنتان " . الرحمن : 46 ويقول تعالى :"
وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى . فإن الجنة هي المأوى
" . الطور : 40-41والخوف سبب من أسباب النجاة من النار .
. ففي الحديث : " عينان لا تمسهما النار : عين بكت
من خشية الله , وعين باتت تحرس في سبيل الله " •
ومن حكمة الله تعالى أنه لا يجمع على عبده بين
أمنين ولا خوفين . من خاف في الدنيا أمنه
الله يوم القيامة . ومن أمن في الدنيا أخافه
الله يوم القيامة , ومن خاف الله أخاف منه
كل شيء . • فهل حققنا الخوف ليغمر
القلوب وتؤدى العبادة على أكمل وجه
, ونقدر الله حق قدره ونعظمه حق
تعظيمه . وفق الله الجميع للعمل
بكتابه , وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم