المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نبينا محمد صلي الله عليه وسلم وبناء المساجد


أنيسة
21-02-2012, 11:11
تعريف المسجد في اللغة :
كلمة مَسْجِد على وزن مَفْعِل بكسر العين ، اسم لمكان السجود ، وبالفتح هو موضع السجود من بدن الإنسان.
وقيل : المسجد اسم جامع حيث سجد عليه وفيه. والمسجد من الأرض موضع السجود نفسه.

في الاصـطـلاح :
يقول الزركشي : "لما كان السجود أشرف أفعال الصلاة لقرب العبد من ربه، فقد اشتق اسم المكان منه فقيل: مسجد ولم يقل مَرْكِع، كما خصص المسجد بالمكان المهيأ لأداء الصلوات الخمس والكسوف والخسوف ونحوها حتى يخرج المصلَّى المجتمع فيه للأعياد ونحوها فلا يعطى حكمه وكذلك الربط والمدارس لأنها هُيئت لغير ذلك.

نشأة المسجد:
إن أول مسجد وضع على الأرض المسجد الحرام، قال تعالى: إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين آل عمران: 96
وعن أبي ذر - رضي الله عنه قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أول مسجد وضع على الأرض، فقال: (المسجد الحرام)، قلت: ثم أي؟ قال: (المسجد الأقصى)، قلت: وكم بينهما؟ قال: (أربعون عاما، ثم الأرض لك مسجد، فحيثما أدركتك الصلاة فصلِّ).البخاري-كتاب أحاديث الأنبياء-باب قول الله تعالى: (واتخذ الله إبراهيم خليلا) 6/447 .

أقسام المساجد :
تنقسم المساجد قسمين: المساجد العادية التي تقام فيها الفروض الخمسة، والمساجد الجامعة ( الجوامع ) وهما بمعنى واحد ويقصد بها بيوت الله التي تقام فيه الصلوات في اليوم خمس مرات. ولكن شاع تقسيمهما كما يلي :

القسم الأول:
المساجد العادية، وهي التي تقام فيها الفروض الخمسة ولكن لا تقام فيها صلاة الجمعة.

القسم الثاني:
المساجد الجامعة، وهي التي تقام فيها صلاة الجمعة وهناك مصليات الأعياد والاستسقاء.

مكانة المسجد :
وردت نصوص كثيرة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية تبين مكانة المساجد. فقد كان أول عمل قام به رسول الله- صلى الله عليه وسلم - بعد هجرته إلى المدينة هو تأسيس مسجده -صلى الله عليه وسلم-.ففي القرآن الكريم قال تعالى:يا بَني آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُم عِندَ كُلِ مسجِدٍ وَكُلُوا وَاشرَبُوا ولا تُسرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُسرِفِينَ الأعراف 31.
وقال تعالى: واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين، (البقرة: 191).
وقد مدح الله عز وجل الذاكرين الله فيها ووعدهم بحسن جزائه ، كما امتدح الذين يحرصون على عمرانها سواء عن طريق بنائها أو تنظيفها، أو صيانتها، أو التردد عليها لعبادة الله فيها، قال تعالى:إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين التوبة 18.
كما توعد الله تعالى الذين يسعون في خراب المساجد ويمنعون ذكر الله فيها بالخزي والهوان في الدنيا وأشد ألوان العذاب في الآخرة، قال تعالى: ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم البقرة: 114.
وفي الأحاديث النبوية، وردت الأحاديث النبوية الكثيرة التي تبين مكانة المسجد ونذكر منها: - قوله - صلى الله عليه وسلم -: (أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها) صحيح مسلم. كتاب الصلاة – باب فضل المساجد –.
وقوله-صلى الله عليه وسلم-(إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان) رواه الدارمي والحديث ضعيف انظر تمام المنة للألباني برقم 241.

رسالة المسجد :
لقد كان المسجد وسيظل دائما هو القاعدة الأساسية التي تنبعث منها الدعوة الإسلامية. ورسالة المسجد هي في حقيقة الأمر رسالة الإسلام، رسالة التوحيد والهداية والاعتصام بحبل الله، فهو مكان إعلان العبودية الخالصة لله عز وجل وهو مكان أداء الصلاة التي هي عماد الدين، فإحياء تلك الرسالة هو إحياء لرسالة الإسلام.
ومن أبرز أهداف المسجد صنع المسلم المتكامل البناء في خُلُقِهِ وسلوكه وعمله وعبادته وعلاقته بربه وبنفسه وغيره. فالمسجد هو المحط الأول لكل نهضة وإصلاح في إطار الأمة الإسلامية. والنظرة الواعية إلى مراحل الدعوة الإسلامية تاريخيا تبين أهمية دور المسجد ورسالته العظيمة في بناء الأمة الإسلامية، فقد ارتبط تاريخ الأمة الإسلامية بالمسجد ارتباطا وثيقا، وذلك لأن الإسلام لم يقصر رسالته على أداء الصلوات الخمس فقط، بل تعداه إلى جعله مركز علم وتهذيب ومجلس صلح وقضاء ومحل تشاور المسلمين وملتقى تعاون وتكافل.

الأثر التربوي والدعوى للمسجد :
قام المسجد بالتربية الإسلامية والدعوة في عهود الإسلام الأولى خير قيام فقد كان منبر الرسول- صلى الله عليه وسلم -منارة الدعوة إلى الله-سبحانه وتعالى- وشملت أحاديثه وخطبه الدعوة إلى الالتزام بتعاليم الإسلام وكان يستقبل فيه الوفود من غير المسلمين فيرون بأنفسهم ما عليه المسلمون وهذا من أبلغ وسائل الدعوة "دعوة العمل والتطبيق". فمنذ نشأة المسجد الأولى كانت تعقد فيه حلقات الدروس لشرح أصول الدين وفقهه كما كان أيضا مركز اتصال بين أفراد المسلمين. فالمسجد له دور مهم في توجيه المسلمين إلى الأعمال النافعة لهم، وتبصرتهم بطرق الكسب الحلال، وبأن الإسلام يبغض الفقر والاحتياج فيحث الناس على العمل والإنتاج.

الأثر التعليمي للمسجد :
مما جاء الشارع الحكيم به الحث على التعليم في المسجد ، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ) صحيح مسلم-كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار-باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر .
فيجب إحياء رسالة المسجد التعليمية لما يكتنفه من جو العبادة حيث يشعر المعلم والمتعلم أنهم في بيت من بيوت الله فيكونون أقرب إلى الإخلاص والتجرد ولا يقصدون إلا وجه الله . كما أنه جامعة كبرى لإمداد المجتمع الإسلامي بالعاملين في كل مجالات الحياة، فهو يقوم بالتربية الروحية للطالب ويهيئه للمستقبل الإيماني له لذا ينبغي أن يقام المسجد حسب المواصفات الحديثة وتقام حوله الكليات والمعاهد وملحقاتها من معامل وخلافه ليكون ارتباط الطالب بالمسجد وكلياته في آن واحد.

الأثر الاجتماعي للمسجد :
وأهمية المسجد لا تقتصر على كونه مكانا لأداء الصلوات فحسب، بل هو أهم مكان للمجتمع الإسلامي فهو يؤدي دوراً اجتماعياً بارزاً لمساعدة المجتمع في النهوض بأعبائه الاجتماعية. ففي العهد النبوي كان المسجد مأوى مَنْ لا مأوى له من المسلمين، وكان الملجأ الذي يستريح فيه من أراد الاستراحة النفسية والاجتماعية. ففي حديث علي – رضي الله عنه - لما غاضب أهله حيث لجأ إلى المسجد فنام فيه حتى سقط رداؤه عن شقه وأصابه التراب فجاء إليه النبي - صلى الله عليه وسلم- وقال له : ( قم أبا تراب ) مسلم-كتاب فضائل الصحابة-باب فضل علي بن أبي طالب (4/1875) برقم 2409.

فضل بناء المساجد وعمارتها :
فضل الله - سبحانه وتعالى - بعض الرسل على بعض ، وفضل بعض الأيام على بعض، وفضل بعض الأماكن على بعض . ومن تلك الأماكن التي فضلها الله -عز وجل- على غيرها المساجد. وقد وردت كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تبين فضل بناء المساجد وتحث على عمارتها ومنها مايلي :.

في القرآن الكريم :
قوله تعلى : إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله ، فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدينالتوبة : 18 .
وقوله تعالى : وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداالجن 18. فأضافها تعالى إلى نفسه لشرفها وفضلها.

في السنة النبوية :
عن عثمان بن عفان – رضي الله عنه – قال : سمعت النبي-صلى الله علي وسلم-يقول: (من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله – تعالى - بنى الله له مثله في الجنة ) البخاري، الفتح-كتاب الصلاة-باب من بنى مسجدا (1/648) برقم 450.
وعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يقول : (من بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله –تعالى-بنى الله له بيتا في الجنة ) رواه بن ماجة –كتاب المساجد-باب من بنى مسجدا (4/1206) برقم 569.
وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من بنى مسجدا كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة) رواه بن ماجة –كتاب المساجد-باب من بنى مسجدا (4/1209) برقم 569.
وعمارة المساجد تكون إما حسية أو معنوية. فعمارتها الحسية تكون بالبناء والترميم والصيانة وتوفير ما تحتاج إليه من خدمات. والعمارة المعنوية تكون بالصلاة وحلقات تحفيظ القرآن الكريم والمحاضرات والندوات والذكر والدعاء.
قال تعالى : في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيد هم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حسابالنور: 36 – 38.

فضل السعي إلى المساجد :
ورد في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي-صلى الله عليه وسلم –قال: )من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا من الجنة كلما غدا أو راح). البخاري،الفتح-كتاب الأذان-باب فضل من غدا إلى المسجد (2/173) برقم 662.
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : (إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج عامدا إلى المسجد فلا يشبكن بين أصابعه فإنه في صلاة ) رواه الترمذي وابن ماجة انظر صحيح الترمذي للألباني برقم 316 وابن ماجة برقم 967.
وروي عن مسلم في صحيحه ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال ، قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : (من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداها تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة). صحيح مسلم كتاب الصلاة – باب المشي إلى الصلاة تمحى بها الخطايا وترفع به الدرجات).
وعن جابر بن عبد الله-رضي الله عنه-قال: "كانت ديارنا نائية من المسجد فأردنا أن نبيع بيوتنا ونقرب من السجد فنهانا رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فقال: (إن لكم بكل خطوة درجة) صحيح مسلم-كتاب المساجد ومواضع الصلاة-باب فضل كثرة الخطا إلى المساجد (1/461) برقم 664.

بعض المساجد التي بنيت في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – :
مسجد قباء:
يعتبر أول مسجد في الإسلام ، أمر ببنائه وشارك فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ، ويقع في قلب ضاحية قباء على مسافة قريبة من المدينة المنورة، وأكبر توسعة وعمارة لمسجد قباء تمت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود- حفظه الله- حيث اشتملت على أعمال عمرانية عظيمة.

مسجد القبلتين:
يقع على ربوة من ربوات الحرة الغربية تسمى حرة الوبرة على حافة وادي العقيق الصغير في داخل المدينة المنورة حاليا، وبُني في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وله أهمية خاصة في التاريخ الإسلامي، ففيه نزل الوحي على رسول الله- صلى الله عليه وسلم – بالتحول إلى الكعبة، بعد أن كانت القبلة هي بيت المقدس وكان ذلك يوم 15 شعبان من العام الثاني للهجرة. وعرف بهذا الاسم؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – صلى فيه شطر صلاته مستقبلا المسجد الأقصى ، والشطر الآخر مستقبلا المسجد الحرام.

مسجد الإجابة :
أنشئ في عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم - في منازل بني معاوية، وقد اشتهر بهذا الاسم؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل ذات يوم من العالية حتى إذا مر بالمسجد دخل فركع ركعتين، وصلى معه من كان في المسجد حاضرا، ودعا ربه طويلا، ثم انصرف إليهم فقال: (لقد سألت ربي ثلاثا، فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، فقد سألته ألا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها، وسألته ألا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها ، وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها ) رواه مسلم. كتاب الفتن – باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض – (4/2215) برقم 2889 ويقع في حي الإجابة.

مسجد الجمعة بالمدينة المنورة :
يقع في حي قباء ، ويبعد عن مسجد قباء أكثر من (500) متر بقليل. وقد فرضت صلاة الجمعة والنبي - صلى الله عليه وسلم - في مكة المكرمة ولم يستطع أداءها هناك لعدم الأمن، وبعد مهاجرته- صلى الله عليه وسلم - أديت صلاة الجمعة أول مرة في مسجد قباء، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد ترك قباء قبل وقت صلاة الجمعة، فأدركه الوقت في منازل بني سالم بن عوف فصلى الجمعة في منازلهم لأول مرة، فسمي المسجد بها، وسمي فترة من الزمن باسم عاتكه، وقد عاد إليه اسمه الأول (مسجد الجمعة)، وما زال معروفا به حتى الآن. ثم وسع في عهد عمر بن عبد العزيز- رحمه الله- وجدد فيما بعـد، وتمت توسعته الحالية على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -.

فضائل المبادرة بالحضور إلى المساجد وفوائدها :
1_ الاتصاف بصفة من يظلهم الله في ظله:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي- صلى الله عليه وسلم - قال :(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فذكر منهم .. رجل قلبه معلق بالمساجد) صحيح مسلم كتاب الزكاة – باب إخفاء الصدقة – (2/715) برقم 1031.
2_ لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه:
عن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة)صحيح مسلم-كتاب المساجد ومواضع الصلاة-باب فضل صلاة الجماعة وانتظار الصلاة (1/460) برقم 649.
وقال -صلى الله عليه وسلم- :(ألا أدلكم على ما يمحوا الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا: بلى يا رسول الله قال : إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط)رواه مسلم انظر صحيح الترمذي الألباني برقم 46 صـ 17.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :(ما توطن رجل مسلم المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله تعالى إليه كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم)رواه ابن ماجه والحاكم وهو صحيح انظر صحيح ابن ماجة للألباني برقم 652.
3_ صلاة الملائكة عليه واستغفارهم له :
قال تعالى:هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا:43 الأحزاب
فالصلاة من الله تعالى ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى والصلاة من الملائكة الدعاء والاستغفار قائلين اللهم اغفر له اللهم ارحمه.
4_ المشي إلى المسجد بسكينة:
إن من فوائد التبكير مشي المصلي إلى الصلاة بسكينة ووقار لسعة الوقت وليس كمن يأتي بعد الإقامة.
5_ دخول المسجد داعيا :
ولا يتحقق الدعاء المأثور إلا بالحضور المبكر للصلاة .
6_ تحصيل الصف الأول:
في الصف الأول فضل عظيم دلت عليه الأحاديث الصحيحة فهو على مثل صف الملائكة والله – تعالى - وملائكة يصلون على الصفوف الأولى وصلى النبي- صلى الله عليه وسلم- على الصف الأول والثاني ولا يحصل ذلك إلا بالتبكير .
7_ تحصيل ميمنة الصف :
قال -صلى الله عليه وسلم- :( إن الله وملائكته يصلون على ميامين الصفوف )رواه أبو داود وابن ماجة وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة للألباني برقم 209 .
إن تحصيل ميمنة الصف من الإمام لا يكون إلا لمن حظر مبكرا فإذا أردت ذلك فعليك بالتبكير.
8_ الدعاء بين الأذان والإقامة :
قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: ( لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة) وعند ابن خزيمه :(الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد فادعوا) رواه أبو داود والترمذي وابن خزيمه . انظر صحيح أبي داود برقم 489 الألباني.
فعلى المسلم المبادرة بالحضور إلى المسجد ويدعو بين الأذن والإقامة لعل الله يستجيب له .
9_ الصلاة قبل الإقامة :
عن عبدالله بن مغفل- رضي الله عنه- قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-:(بين كل أذانين صلاة بين كل أذانين صلاة ثم قال الثالثة : لمن شاء) البخاري، الفتح-كتاب الأذان-باب بين كل أذانين صلاة (2/92)
والصلاة قبل الإقامة حمى للفريضة وذريعة للمداومة عليها فمن أدى النوافل استمر على الفرائض ومن قصر في النوافل فهو عرضة لأن يقصر في الواجب .
10_ إجابة الإقامة :
عن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم - :(إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن) البخاري-كتاب الأذان-باب ما يقول إذا سمع المنادي (2/108) برقم 611.
عن معاذ بن أنس الجهني قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – :(إذا سمعتم المنادى يثوب بالصلاة فقولوا مثل ما يقول)رواه احمد أنظر السلسلة الصحيحة للألباني 3 برقم 1328.
التثويب : الدعاء إلى الصلاة ويشمل الأذان والإقامة .
11_ إدراك تكبيرة الإحرام :
عن انس بن مالك - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:(من صلى أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان : براءة من النار وبراءة من النفاق) رواه احمد انظر السلسلة الصحيحة للألباني 6 برقم 1328.
12_ التأمين مع الأمام :
عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (إذا قال الإمام : ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) فقولوا آمين فان من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)البخاري، الفتح-كتاب الأذان –باب جهر المأموم بالتأمين (2/311) برقم 782. وعن عائشة- رضي الله عنها- عن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال :(ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين) رواه ابن ماجة انظر صحيح ابن ماجة برقم 697 الألباني.
13. الصلاة بخشوع :
تعد المبادرة بالحضور للمسجد والانقطاع عن مشاغل الدنيا ومتاعبها في تلك اللحظات من أسباب الخشوع في الصلاة وإقبال المصلي على ربه فإن المصلي كلما طال لبثه في المسجد واشتغل بالصلاة والقراءة والذكر والدعاء قبل إقامة الفريضة حضر قلبه وسكنت جواره ووجد نشاطا وراحة وروحا فهو يقول : أصلى فاستريحكما قال النبي- صلى الله عليه وسلم- :( قم يابلال فأرحنا بالصلاة) رواه أبو داود انظر صحيح أبي داود برقم 4172 الألباني .
يعتبر المسجد قطب رحى الحارات والأحياء السكنية، وقلوب الناس المؤمنين تهفوا إليه في اليوم مرات عديدة . والمسجد في الإسلام له مكانته وأهميته في واقع الأمة ، وقد كان هو المأوى الذي يأوي إليه كثير من التائهين عن الله تعالى.. لقد برز دور المسجد واضحاً جلياً في الأزمنة القريبة من النبوة في عدة نواحي :
1.الناحية التعبدية:
بما فيها من خضوع وخشوع لله، وتذكير بالله كل يوم على الأقل خمس مرات، مما يدل على ارتباط المسلم الدائم بهذا المحل الطاهر.

2.الناحية الأخوية:
فالأخوة الإيمانية من أعظم علامات الإيمان، وهي الركيزة الثانية التي أسس عليها الرسول مجتمعه؛ حيث بدأ ببناء المسجد، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار، وتبرز هذه الناحية من خلال الالتقاء الدائم بالأصحاب، والأحباب، والجيران، وحل المشاكل المشتركة والخاصة، في جو مملوء بالأخوة والتعاون.

3 الناحية الإعدادية:
بما فيها الإعداد الإيماني والعلمي، وذلك بالدروس العلمية، والكلمات الوعظية و التناصح المستمر . وكذا الإعداد المادي ،حيث كان المسلمون يعدون للقتال ومواجهة الأعداء انطلاقاً من المسجد. يقول الشيخ / يوسف القرضاوي :
لا يصنع الأبطال إلا في مساجدنــا الفسـاح
في روضة القرآن في ظل الأحاديث الصحاح
إن أعداد أهل القيادة والريادة والسيادة والقتال في معارك الإسلام كان أساسه المسجد ، وكان المسلمون يجتمعون فيه إذا حزبهم أمر، فهو المأوى وقت الأزمات؛ ليخرج أولئك برأي سديد تجاه ما حزبهم من أمر شديد.
ولقد ورد أن الحبشة كانوا يترامون بالنبل في مسجد رسول الله، والرسول -صلى الله عليه وسلم- ينظر ولا ينكر ، وما ذاك إلا ليتعلم أولئك أساليب القتال ؛ لدحر الأعداء.

3.الناحية الاجتماعية:
لا يكفي المسجد أن يكون موضعاً للعبادة والصلاة، أو التسبيح والاستغفار، إن المسجد -كما تقدم- هو مأوى الناس حيث يجد فيه الفقراء والمحتاجون بلغتهم من المساعدة والعون المادي والمعنوي . وإنه لا بد من أن يكون المسجد الصلة الوثيقة بين أغنياء الأحياء والقرى والأرياف وبين فقرائهم؛ لأن كثيراً من الأغنياء لا يعرفون الفقراء، فلهذا كان المسجد هو حلقة الوصل بين هؤلاء وأولئك، وأقصد بكون المسجد هو حلقة الوصل: أن يكون القائمون عليه من أهل الاحتساب والتفاعل في تلك الحلقة، وإلا لتعطل دور المسجد وأصبح خاملاً، بدل أن يكون مسجداً فاعلاً. وتحقيقاً وتطبيقاً لما سبق من أهمية المسجد ودوره الكبير، فإنه لا يمكن أن يقوم كل ذلك الجهد والنشاط إلا بوجود جماعة تنظم سيره، وتنفذ ما تخطط تنفيذاً يومياً مستمراً، وهذا الأمر يرجع إلى مجموعتين: الأولى: جماعة المسجد بمعنى أن يكون لهم دور كبير في إحياء رسالة المسجد، وهؤلاء هم: الإمام و الخطيب ومدير نشاط المسجد والقيم الذي يهتم بالأذان والنظافة والعلاقة المختلفة. والثانية: أهل الحي؛ لأنه لو ظل النشاط كله تتحمله جماعة المسجد لظللنا ندور في حلقة مفرغة، وذلك أنه لو لم يكن هناك تنسيق مستمر بين جماعة المسجد وأهل الحي؛ لما أعطى المسجد ثماره المرجوة.. نعم ستكون هناك ثمار تنفذها جماعة المسجد لوحدها لكن ليست كما لو تم التنسيق والارتباط المباشر مع أهل الحي.. والمقصود هنا أن يكون لأهل الحي أو القرية دور فاعل في المسجد في مختلف المجالات، وقد يتحقق كثير من ذلك عبر التنسيق العشوائي غير المنظم، وذلك بدعوة أهل الحي لدعم نشاط معين، فيقوم أولئك بالتفاعل في الدعم لاستمرار نشاط معين، وهكذا.. لكن قد يستمر ذلك التفاعل، وقد ينقطع أو يضعف؛ نتيجة للعشوائية في التفاعل والبذل.. وكان من المقترح لأهل المساجد أن يكون لهم مع أهل الحي مجلس مشترك تناقش فيه قضايا عدة لإنجاح رسالة المسجد واستمراريتها.
والله أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله .

م/ن

سنان
21-02-2012, 23:51
نفعنا الله وإياك مما نقرأ وجزاك الله كل الخير أختي الكريمة انيسه

أنيسة
22-02-2012, 10:29
كل الشكر و الإحترام و التقدير لشخصكم الكريم أخي الغالي سنان
جزاك الله كل الخير على مرورك المشرّف و الرائع دائما