نكهة القهوة
19-02-2012, 12:21
http://www.alm5zn.com/upfiles/SKY03994.gif (http://www.alm5zn.com/)
George Zamfir - The Lonely Shepherd ++.mp3 (http://www.4shared.com/mp3/89k4x6FE/George_Zamfir_-_The_Lonely_She.html)
قال شكسبير : تكلم هامساً عندما تتكلم عن الحب .
وأقول : تعامل هامساً ، عندما تتعامل مع أرواح كالميموزا !
حجم القلب بحجم قبضة اليد ، قلوبنا صغيرة !!؟
نرسم .. نكتب .. نعزف .. نضرب .. نأكل .. نحمل .. نخرج جنين من رحم أمه .. نضع الميت في سريره الاخير .. نزرع .. نحصد .. نقتل ونضغط على الصدر في محاولة اعادة التنفس لصدر يهدد بالفراق ، كلها وأكثر وأكثر .. ممارسات قبضة اليد !!
ثم وقبضة اليد صغيرة !!!!!
قبضة اليد تصوغ الحياة شِعرا !
أصابعنا بأشكالها المختلفة في اليد الواحدة ، والبصمة التي تختلف من انسان لآخر ، كلها اسمها واحد على اختلافها : يد وأصابع ! وان استطعنا منحها صفات جانبية .
نمارس المسميات العريضة الواحدة ، بطرق مختلفة ، على سبيل المثال :
الحزن واحد وان اخفينا ناره يفضحنا الرماد ! ، منا من يبتسم حزينا ..
ومنا من يبكي في حزنه ، منا من يضرب لأنه حزين .. ومنا من يرقص حزنا !
يقول بيرون : مأساة الحب تتلخص في أن الرجل يريد أن يكون أول من يدخل إلى قلب المرأة ، والمرأة تريد أن تكون آخر من يدخل إلى قلب الرجل .
الحب ايضا واحد .. بتطبيقات متنوعة ، كل رجل يَعبُر تحت هذا التعميم بطريقته ، وكل امرأة تُعبّر عن هذه الحقيقة بطريقتها الخاصة ، أيضا !
ويظل بالنهاية شيئا جميلا صاعقا أصابنا !
هل لا تزال بصحبتي أيها القارئ ؟
أنت رائع اذا .. اسند قلبك على قلبي أيها المسكون بالتفكير والابتسامة المسترخية ، وحلّق معي إلى البداية ،إلى الميموزا ؛
الميموزا نباتات حساسة ما إن تلمسها اليد أو تهب عليها بعض ريح، حتى تنطوي منغلقة على نفسها ، وتسقط كاملة وكأنها على مفصلها . مفيدة هذه النبتة الطيبة للنفس بحيث تدخل البهجة لمن ينظر اليها ومفيدة للجسم انها تخدره وتعمل أيضا على تحسين المزاج وتخفف من الكآبة ، ولكنها تحتاج منا إلى الماء الدافئ والشمس الساطعة كي تتألق !
في عالم الأرواح الإنسانية أرواح كالميموزا حساسة ، لا تستوي الحياة إلا بهم ، من نافذة قلوبهم تدلف أشعة الطيبة والبهجة الدافئة لتغسل عن عيون الأيام رتابتها .
إنها أرواح طيبة في مجملها ، داخل الحدود التي نتعامل معها ، فإن باعد بيننا وبينهم بعض النفور ، نتلافى الوقوف عنده ، كي نعبر معهم إلى بر الألفة .
أرواح حلوة كفراشة سَكرى متدفقة فوضى ! تدور باستمرار حول امكانيات الضوء ، لا تنتظر منها أن تدخل معك في صراع التعقيد لأنها لا تعترف بجدوى أي صراع ، هي تعترف فقط بالبساطة والعفوية ، ناظرة إلى واقعها أنه يحمل قصصا تفوق الأساطير دهشة ، فإن حاولت اقناعها بأن الحياة في بعضها : قساوة ، تجد وكأن حزنها صحا فجأة على صوت عاصفة تريد أن تقتلع منها الروح ، فتنغلق على نفسها وتنسحب وتتحول إلى سفينة من خيبة تبحر عبر الأيام مرتابة لا تعرف كيف تصل إلى مرسى من أمان ..، انها لن تنتظر آخر محطات القطار لتنزل بل ستنزل في أي محطة وفي كل محطة هروبا وضعفا ، فتسقط بالنهاية كلها ، لأنها لا تستطيع أن تنجو ببعضها متقبلة بعض الواقع !
على حواسنا أن تكون متيقظة وحذرة مع هذه الأرواح الميموزا ، لكي لا نغتال طيبتها فنقطفها بقسوتنا وعدم اكتراثنا ومراعاتنا .. فتذبل وتموت ، علينا أن نطوّر من حواسنا لتدلنا على حساسيتهم فنرفق بهم لأننا إن صحونا على عالم عنه هي غائبة ، سنجد انفسنا في زنزانة جامدة جافة ورطبة بلا نافذة !
حواسنا تدلنا على اللون .. على العِطر ..الطعم والصوت ، تأخذ بأيدينا للصفات العريضة الواضحة ، أما الصفات الكامنة والتي هي أكثر أهمية .. حلو أم مر ؟
أسود .. أبيض ؟ ، ساخن أم بارد ؟!
ترنيمة أم نشاز !؟
هذه " الشيفرة السرية " الثمينة التي تندرج تحت مسمى : الأحاسيس والمشاعر !
صيغة ثقيلة جدا على الفهم والاستيعاب بالطريقة المباشرة يجب أن نغذيها ونطورها ونحرص على تبنيها ، كثيرون قبلي حاولوا ترجمتها وايجاد قاعدة عامة تحكمها ، وما ان لوحظت نهايات القصص ، فُـقِد الإيمان بإمكانية تصور ألف باء يعين على فهم وترجمة سلوك الأحاسيس والمشاعر الخارجية الساقطة في أرواحنا .
أحيانا حينما أقف أمام أرواح البشر متأملة ومحللة ، أشعر وكأنني " غوته " معاصر ، يرسم محاولة جديدة لـ " فاوست " كي يبرم عقده مع الدنيا بدلا عن الشيطان !
فأنتهي بعد تأمل أن الحياة الدنيا كلما ركضنا باتجاهها ، كلما عاملتنا كإبليس !
فلم لا نحاول أن نمشي ونستمتع بالرحلة ، لم يجب باستمرار أن نهرول ونرفع ضغط دم مداركنا فلا تعود تستطيع الموازنة !
يحدث أن نرغب بحدة بشيء يرفض العالم اعطاءنا إياه ، فنكبت مجبورين جراحنا ، ونحاول أن نبعدها عن ملامحنا لكي لا تلاحظ علينا أو فينا ، وتعمل هي أن تنتقل إلى خزينة اللاوعي ، التي هي منا .. أليس كذلك ؟
أليس وعي الانسان جزء منه ، كما وأن لا وعيه .. جزء منه !؟
والغير مثلنا .. أقل بقليل .. أو أكثر بـ .. قليل !
وعليه .. علينا متى نظرنا للغير الحساس الإنفعالي البسيط، أن لا نكون كالصحف الصفراء تزغرد وتنتشي في مصائب الناس ، علينا ان نعي بأن خارجهم الغني هذا بما نقبله أو نرفضه .. يقابله الداخل الثمين جدا . وبأن القسوة اختيار وحق للإنسان أن يتبناها إن أرادها نهجا ، ولكن عليه أن يعي بأنها متى ارتدت عليه ، تكون أيضا من باب حق الغير !
أراذل الأرواح تمتلك القسوة .. أفاضل الأرواح لا تستطيع أن تمتلك إلا الرحمة والمودة ، ومتى ما بعثنا الروح فيمن نتعامل معهم ، لن تستعبدنا بعد اليوم القشور .. أبدا ، وبين نوم القشور العميق ، ويقظة الروح .. نستطيع أن نراقب الميموزا ببهجة واسترخاء ... وتَقَـبُّل .
عزيزي القارئ ،
صباح طيب مشرق ومبهج صباحك ميموزا !
George Zamfir - The Lonely Shepherd ++.mp3 (http://www.4shared.com/mp3/89k4x6FE/George_Zamfir_-_The_Lonely_She.html)
قال شكسبير : تكلم هامساً عندما تتكلم عن الحب .
وأقول : تعامل هامساً ، عندما تتعامل مع أرواح كالميموزا !
حجم القلب بحجم قبضة اليد ، قلوبنا صغيرة !!؟
نرسم .. نكتب .. نعزف .. نضرب .. نأكل .. نحمل .. نخرج جنين من رحم أمه .. نضع الميت في سريره الاخير .. نزرع .. نحصد .. نقتل ونضغط على الصدر في محاولة اعادة التنفس لصدر يهدد بالفراق ، كلها وأكثر وأكثر .. ممارسات قبضة اليد !!
ثم وقبضة اليد صغيرة !!!!!
قبضة اليد تصوغ الحياة شِعرا !
أصابعنا بأشكالها المختلفة في اليد الواحدة ، والبصمة التي تختلف من انسان لآخر ، كلها اسمها واحد على اختلافها : يد وأصابع ! وان استطعنا منحها صفات جانبية .
نمارس المسميات العريضة الواحدة ، بطرق مختلفة ، على سبيل المثال :
الحزن واحد وان اخفينا ناره يفضحنا الرماد ! ، منا من يبتسم حزينا ..
ومنا من يبكي في حزنه ، منا من يضرب لأنه حزين .. ومنا من يرقص حزنا !
يقول بيرون : مأساة الحب تتلخص في أن الرجل يريد أن يكون أول من يدخل إلى قلب المرأة ، والمرأة تريد أن تكون آخر من يدخل إلى قلب الرجل .
الحب ايضا واحد .. بتطبيقات متنوعة ، كل رجل يَعبُر تحت هذا التعميم بطريقته ، وكل امرأة تُعبّر عن هذه الحقيقة بطريقتها الخاصة ، أيضا !
ويظل بالنهاية شيئا جميلا صاعقا أصابنا !
هل لا تزال بصحبتي أيها القارئ ؟
أنت رائع اذا .. اسند قلبك على قلبي أيها المسكون بالتفكير والابتسامة المسترخية ، وحلّق معي إلى البداية ،إلى الميموزا ؛
الميموزا نباتات حساسة ما إن تلمسها اليد أو تهب عليها بعض ريح، حتى تنطوي منغلقة على نفسها ، وتسقط كاملة وكأنها على مفصلها . مفيدة هذه النبتة الطيبة للنفس بحيث تدخل البهجة لمن ينظر اليها ومفيدة للجسم انها تخدره وتعمل أيضا على تحسين المزاج وتخفف من الكآبة ، ولكنها تحتاج منا إلى الماء الدافئ والشمس الساطعة كي تتألق !
في عالم الأرواح الإنسانية أرواح كالميموزا حساسة ، لا تستوي الحياة إلا بهم ، من نافذة قلوبهم تدلف أشعة الطيبة والبهجة الدافئة لتغسل عن عيون الأيام رتابتها .
إنها أرواح طيبة في مجملها ، داخل الحدود التي نتعامل معها ، فإن باعد بيننا وبينهم بعض النفور ، نتلافى الوقوف عنده ، كي نعبر معهم إلى بر الألفة .
أرواح حلوة كفراشة سَكرى متدفقة فوضى ! تدور باستمرار حول امكانيات الضوء ، لا تنتظر منها أن تدخل معك في صراع التعقيد لأنها لا تعترف بجدوى أي صراع ، هي تعترف فقط بالبساطة والعفوية ، ناظرة إلى واقعها أنه يحمل قصصا تفوق الأساطير دهشة ، فإن حاولت اقناعها بأن الحياة في بعضها : قساوة ، تجد وكأن حزنها صحا فجأة على صوت عاصفة تريد أن تقتلع منها الروح ، فتنغلق على نفسها وتنسحب وتتحول إلى سفينة من خيبة تبحر عبر الأيام مرتابة لا تعرف كيف تصل إلى مرسى من أمان ..، انها لن تنتظر آخر محطات القطار لتنزل بل ستنزل في أي محطة وفي كل محطة هروبا وضعفا ، فتسقط بالنهاية كلها ، لأنها لا تستطيع أن تنجو ببعضها متقبلة بعض الواقع !
على حواسنا أن تكون متيقظة وحذرة مع هذه الأرواح الميموزا ، لكي لا نغتال طيبتها فنقطفها بقسوتنا وعدم اكتراثنا ومراعاتنا .. فتذبل وتموت ، علينا أن نطوّر من حواسنا لتدلنا على حساسيتهم فنرفق بهم لأننا إن صحونا على عالم عنه هي غائبة ، سنجد انفسنا في زنزانة جامدة جافة ورطبة بلا نافذة !
حواسنا تدلنا على اللون .. على العِطر ..الطعم والصوت ، تأخذ بأيدينا للصفات العريضة الواضحة ، أما الصفات الكامنة والتي هي أكثر أهمية .. حلو أم مر ؟
أسود .. أبيض ؟ ، ساخن أم بارد ؟!
ترنيمة أم نشاز !؟
هذه " الشيفرة السرية " الثمينة التي تندرج تحت مسمى : الأحاسيس والمشاعر !
صيغة ثقيلة جدا على الفهم والاستيعاب بالطريقة المباشرة يجب أن نغذيها ونطورها ونحرص على تبنيها ، كثيرون قبلي حاولوا ترجمتها وايجاد قاعدة عامة تحكمها ، وما ان لوحظت نهايات القصص ، فُـقِد الإيمان بإمكانية تصور ألف باء يعين على فهم وترجمة سلوك الأحاسيس والمشاعر الخارجية الساقطة في أرواحنا .
أحيانا حينما أقف أمام أرواح البشر متأملة ومحللة ، أشعر وكأنني " غوته " معاصر ، يرسم محاولة جديدة لـ " فاوست " كي يبرم عقده مع الدنيا بدلا عن الشيطان !
فأنتهي بعد تأمل أن الحياة الدنيا كلما ركضنا باتجاهها ، كلما عاملتنا كإبليس !
فلم لا نحاول أن نمشي ونستمتع بالرحلة ، لم يجب باستمرار أن نهرول ونرفع ضغط دم مداركنا فلا تعود تستطيع الموازنة !
يحدث أن نرغب بحدة بشيء يرفض العالم اعطاءنا إياه ، فنكبت مجبورين جراحنا ، ونحاول أن نبعدها عن ملامحنا لكي لا تلاحظ علينا أو فينا ، وتعمل هي أن تنتقل إلى خزينة اللاوعي ، التي هي منا .. أليس كذلك ؟
أليس وعي الانسان جزء منه ، كما وأن لا وعيه .. جزء منه !؟
والغير مثلنا .. أقل بقليل .. أو أكثر بـ .. قليل !
وعليه .. علينا متى نظرنا للغير الحساس الإنفعالي البسيط، أن لا نكون كالصحف الصفراء تزغرد وتنتشي في مصائب الناس ، علينا ان نعي بأن خارجهم الغني هذا بما نقبله أو نرفضه .. يقابله الداخل الثمين جدا . وبأن القسوة اختيار وحق للإنسان أن يتبناها إن أرادها نهجا ، ولكن عليه أن يعي بأنها متى ارتدت عليه ، تكون أيضا من باب حق الغير !
أراذل الأرواح تمتلك القسوة .. أفاضل الأرواح لا تستطيع أن تمتلك إلا الرحمة والمودة ، ومتى ما بعثنا الروح فيمن نتعامل معهم ، لن تستعبدنا بعد اليوم القشور .. أبدا ، وبين نوم القشور العميق ، ويقظة الروح .. نستطيع أن نراقب الميموزا ببهجة واسترخاء ... وتَقَـبُّل .
عزيزي القارئ ،
صباح طيب مشرق ومبهج صباحك ميموزا !