محارة الاردن
25-12-2011, 13:22
لاحظت أنّ خزانته بدأت تمتلىء بقطع ثيابٍ جديدة...
لم تهتم ولم تعلّق، وإن لم تفهم لماذا لم يُعطِ الأولوية للأولاد في هذا الشأن كعادته،
وزادت حيرتها مع تكرّرغيابه عن البيت بأعذار غير مُقنعة،
ولم تكن تسأله أو تُصرّ على سماع تبريراتٍ منطقية، إلى أن اضطرت ذات مرّة للاتصال به
، لتفاجأ بإغلاق هاتفه... حاولت في اليوم التالي فسمعت مرّة أخرى عبارة:... لا يمكن الاتصال به..
. سألته فقال مرّة إنه كان في نفق... ومرّة كان في مصعد، وتحججّ في المرة الأخيرة بانتهاء صلاحية بطارية الهاتف.
.. ثمّ تحوّل الأمرتدريجياً إلى طقسٍ كابوسي يومي... يتأنّق ويتعطّر ويغادر، فتعرف هي أنّه صار وهاتفه خارج التغطية !
كانت تجلس وحدها ساهمة كلّ ليلةٍ..
. ودون أن تدري كانت تستحضر كلّ المواقف الدرامية التي شاهدتها في الأفلام والمسلسلات،
فتتذكّر ردود أفعال الزوجات، بين من ضبطته متلبّساً بعد مراقبة حثيثة، فأقامت الدنيا حوله ولم تقعدها،
حتى جعلته حديث المجالس ومادّة تندّرٍ وتشفٍ للقاصي والداني،
وبين من انسحبت من حياته بصمت وأنفة طالبة الطلاق، وبين من أطلقتْ عليه النار... وبين من سعتْ لاسترداده بألف طريقةٍ مذلّة،
مثل تغيير شكلها وإنقاص وزنها، وغيرها من الترهات التي لا تليق بكرامتها هي... ولا بكرامة أيّ امرأة !
كانت تُصيبها قشعريرة خلال جلسة الاحتراق الليلة تلك، فتهرع إلى أطفالها تُسوّي أغطيتهم
، وتتأكد أنّهم ينامون دافئين مطمئنين آمنين... هي وحدها فقط التي لم تعد تشعر بالأمان،
كيف طاوعه قلبه على سلبها ذلك الإحساس ؟
سؤال موجعٌ آخر كان يبقى هائماً في فضاء غرفتها المظلمة كلّ ليلة...
إذ كانت ثمّة أسئلة مؤلمة أخرى مثل: الأخرى، هل هي أجمل ؟ أصغر ؟ أكثر جاذبية ؟
ولم تكن لتسعى للإجابة على أيّ منها، كانت تربأ بنفسها من الدخول في مقارناتٍ تزيد من شعورها بالخذلان
، إن لم يكن الغباء... وتنام على قهرها لتصحو وهي تسأل نفسها: هل أنا ضعيفة ؟ لماذا آثرتُ السكون أمام مؤشرات الزلزال القادم ؟
ومرّ زمنٌ وهي ترقب عن بعدٍ وترصد وتكتوي،
إلى أن شعرت تدريجياً أنّ توّهجه ذاك بدأ يخبو،
وأنّه عاد للإيقاع التقليدي في حياته اليومية، وأنّه عاد أخيراً كما عرفته...
وفي حين توّقعت أنّ الأمر يدعوها إلى الراحة أو الفرح أو الزهو،
تفاجأت أنّها لم تستمع بأي إحساس من ذلك النوع
، بل كثيراً ما كانت تقضي ليلها تتأمّله وهو مستغرقٌ في النوم،
لتسأل نفسها: هل كانت حكيمة حين تجاهلت الموضوع ؟
وكان السؤال الوحيد الذي تجد إجابته في اللحظة التي تدخل فيه غرفة الأطفال لتُحكم أغطيتهم...
وحدث ذات ليلة أن أفاق هو عليها تتأمّله... فوجىء، سألها عن السبب،
فتحجّجت بسببٍ عابر، وافتعلت النوم، وفي حين كانت تقول في سرّها:
من أجل عيونهم سيبقى كلّ شىء في هذا البيت طبيعياً، لكن هذا الإنسان لن يعلم يوماً أيّ شرخ تركه في روحي...
ولن ُيدرك أبداً حجم خسارته !
أمّا هو فقد كان قد استغرق في النوم ثانية،
وهو يشكر الأقدار على أنّ الموضوع إيّاه انتهى على خير دون أن تلاحظ هي شيئاً ! نام هو
ولكنها لم تنم هي ؟؟؟؟وبقيت تلعن ....لانا مامكغ
لم تهتم ولم تعلّق، وإن لم تفهم لماذا لم يُعطِ الأولوية للأولاد في هذا الشأن كعادته،
وزادت حيرتها مع تكرّرغيابه عن البيت بأعذار غير مُقنعة،
ولم تكن تسأله أو تُصرّ على سماع تبريراتٍ منطقية، إلى أن اضطرت ذات مرّة للاتصال به
، لتفاجأ بإغلاق هاتفه... حاولت في اليوم التالي فسمعت مرّة أخرى عبارة:... لا يمكن الاتصال به..
. سألته فقال مرّة إنه كان في نفق... ومرّة كان في مصعد، وتحججّ في المرة الأخيرة بانتهاء صلاحية بطارية الهاتف.
.. ثمّ تحوّل الأمرتدريجياً إلى طقسٍ كابوسي يومي... يتأنّق ويتعطّر ويغادر، فتعرف هي أنّه صار وهاتفه خارج التغطية !
كانت تجلس وحدها ساهمة كلّ ليلةٍ..
. ودون أن تدري كانت تستحضر كلّ المواقف الدرامية التي شاهدتها في الأفلام والمسلسلات،
فتتذكّر ردود أفعال الزوجات، بين من ضبطته متلبّساً بعد مراقبة حثيثة، فأقامت الدنيا حوله ولم تقعدها،
حتى جعلته حديث المجالس ومادّة تندّرٍ وتشفٍ للقاصي والداني،
وبين من انسحبت من حياته بصمت وأنفة طالبة الطلاق، وبين من أطلقتْ عليه النار... وبين من سعتْ لاسترداده بألف طريقةٍ مذلّة،
مثل تغيير شكلها وإنقاص وزنها، وغيرها من الترهات التي لا تليق بكرامتها هي... ولا بكرامة أيّ امرأة !
كانت تُصيبها قشعريرة خلال جلسة الاحتراق الليلة تلك، فتهرع إلى أطفالها تُسوّي أغطيتهم
، وتتأكد أنّهم ينامون دافئين مطمئنين آمنين... هي وحدها فقط التي لم تعد تشعر بالأمان،
كيف طاوعه قلبه على سلبها ذلك الإحساس ؟
سؤال موجعٌ آخر كان يبقى هائماً في فضاء غرفتها المظلمة كلّ ليلة...
إذ كانت ثمّة أسئلة مؤلمة أخرى مثل: الأخرى، هل هي أجمل ؟ أصغر ؟ أكثر جاذبية ؟
ولم تكن لتسعى للإجابة على أيّ منها، كانت تربأ بنفسها من الدخول في مقارناتٍ تزيد من شعورها بالخذلان
، إن لم يكن الغباء... وتنام على قهرها لتصحو وهي تسأل نفسها: هل أنا ضعيفة ؟ لماذا آثرتُ السكون أمام مؤشرات الزلزال القادم ؟
ومرّ زمنٌ وهي ترقب عن بعدٍ وترصد وتكتوي،
إلى أن شعرت تدريجياً أنّ توّهجه ذاك بدأ يخبو،
وأنّه عاد للإيقاع التقليدي في حياته اليومية، وأنّه عاد أخيراً كما عرفته...
وفي حين توّقعت أنّ الأمر يدعوها إلى الراحة أو الفرح أو الزهو،
تفاجأت أنّها لم تستمع بأي إحساس من ذلك النوع
، بل كثيراً ما كانت تقضي ليلها تتأمّله وهو مستغرقٌ في النوم،
لتسأل نفسها: هل كانت حكيمة حين تجاهلت الموضوع ؟
وكان السؤال الوحيد الذي تجد إجابته في اللحظة التي تدخل فيه غرفة الأطفال لتُحكم أغطيتهم...
وحدث ذات ليلة أن أفاق هو عليها تتأمّله... فوجىء، سألها عن السبب،
فتحجّجت بسببٍ عابر، وافتعلت النوم، وفي حين كانت تقول في سرّها:
من أجل عيونهم سيبقى كلّ شىء في هذا البيت طبيعياً، لكن هذا الإنسان لن يعلم يوماً أيّ شرخ تركه في روحي...
ولن ُيدرك أبداً حجم خسارته !
أمّا هو فقد كان قد استغرق في النوم ثانية،
وهو يشكر الأقدار على أنّ الموضوع إيّاه انتهى على خير دون أن تلاحظ هي شيئاً ! نام هو
ولكنها لم تنم هي ؟؟؟؟وبقيت تلعن ....لانا مامكغ