المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذا الاردن لا يشبهنا ...وهذا القبح ليس نحن


م.محمود الحجاج
23-11-2011, 11:26
http://pheladelphianews.com/images/stories/raiq.jpg



....لم نكن يوما بهذا القبح,ولم تكن ليالينا سوى كرنفالات سمر تمهد وتعد بكل الشوق بطلوع الصبح... ,ولم يكن يشبهنا في تجمهرنا وتمايلنا فرحا... أو تراحمنا حزنا...- وهدب المناديل الحمر تاج على الرؤوس- سوى سنابل القمح ,وكم كنا في تلك السنين نمارس حب الارض ...وصون العرض... وأداء الفرض... من الصبح الى الصبح... ,وكم كانت (زغرودة نشمية ) تقشعر لها الابدان... ,وتطرب لها الاذان... وتدواوي كل جرح... ,وكم كان صوت النساء -رغم محظورات سماعه- جميل وكم كان صوت الرجال رخيم ورحيم... ,وشيخنا لابد كريم عليم حليم... ,واثقون أننا قادرون على اصطياد النجوم... ففي يد كتاب والاخرى تقبض على السيف... ,أعزاء أشداء لا نقبل الحيف... لكننا ما دام نازل بيننا عبيد للضيف... ,وتعرفنا الخيل والليل والقرطاس والرمح ...,تغفو العتمة على حديث أمجادنا وأجدادنا ,وتنتظر الشمس طلة محيانا لتغازل سمرتنا في كل صبح.. تراقب بزوغ همتنا وأول قطرات عرق تغسل الجباه التي لا تسجد سوى لله ...ولا تأبه لقدح ...أو مدح ...ولا ينضب منها ذلك الملح .
....وكان الاردن القلب وكنا نحن الوجه ...فيضخ في أوردتنا في كل دفقة كرامة وعزة ...فنتمتع بالنضارة ولا يظهر على الجبين والخد أي بثور وأي طفح ...وكان الوطن بحر الخيرات نستقر في أحشاءه دررا ولا نطفوا على السطح .
....أما الذي يظهرون ويسطرون ...في وسائل الاعلام المخمورة ...والاقلام المأجورة و المكسورة... قطعا لا يشبهنا ...وهؤلاء ليسوا منا ...لا يعبرون عنا ...فمن غشنا ليس منا ...ومن ذر الرماد في عيوننا ليس منا ...المذيع الاسطورة ليس منا ...المخرج في المقطورة ...لا تعنيه الا المقصورة ... وبعض شخصيات مبتورة... فلا يهتم ...أين كنا ...ومن أين جئنا نلثم بعض قطرة فرح ,نعصرها من جهد بعض فتيتنا...الذين تعبوا وجدوا وأجتهدوا لا يعلم قصة كفاحهم في تلك المقصورة سوى الامير .
...ولم يكن قدرنا حسن ..أن اضطررنا لمتابعة قدري حسن وتمسحه وتملقه زمرة من الاحبار ...لم تكفيهم نشرة الاخبار ...فجاؤا يحولون ذلك الانتصار الى حصان طروادة يتسللون به بعد كل أخفاقاتهم إلى القلوب ليجتازوا أسوار وعينا التي عجزوا عن بلوغها لأنهم أقزام رغم عمليات التجميل والتبجيل وكل علاجات الاعلام .
...وما... جد ... ماجد... لكنه جد في العدوان على عقولنا واجتهد فأصاب وأحال نشوتنا الى غثيان ...وعدى واعتدى وأكثر من الهذيان ...فأحرجنا في البلدان ...وأخرجنا مع الصافرة الاخيرة ...وأبناءنا خيرة الخيرة من الميدان .
...لكن النشامى منا ...وألنا ...والانتصار تاجهم وتتويجهم لن نلبسه لغيرهم ,,رغم ان الوضع كان بالنسبة لهم محرج ...فقد فعلها ذلك المخرج ...وفورا حول الاضواء ليقنعنا أن الانجاز في الدوار الرابع أو العبدلي قد أنتج ...تبا للمخرج ...تركوا الابطال وفرحة الأطفال وتراكض ومذيعي (نحو الأمية) لكل زمار وطبال...أشاح كاميرات تلفيزونه العجيب عن المتأهلين ...لأسترضاء وخطب ود غير المؤهلين للجلوس في تلك المقصورة وأية مقصورة ..المتدافعين وزيرا تلو الوزير لإقتسام جهد الأمير وأبطال الأمير والأردنيين صغيرهم قبل الكبير ....
...والنشامى ...لينا ... وحقهم علينا... لذلك جئنا نرفع لهم القبعات ونرفع بهم الهامات ...لأنهم أنجزوا ...ولم يعلقوا على شماعة التحديات والصعوبات وشح الإمكانيات ...ولم يشحدوا التصفيق بتلفيق الإستطلاعات .
فكفى قبحا ...وكفى ذبحا للكفاءات ...فإعلام الدولة ليس إهداءات ...وفرح الإردنيين ليس عطاء يطرح لتستدرج عروض الإعلانات ...وليس الأردنيون بهذا القبح ..الاردن لا يشبه بأي حال أولئك الإمعات ....فما زلنا نؤمن أن لكل مجتهد نصيب وسيبقى لنا حبيب ..ولكل متخاذل يشوه صورتنا ألف حسيب ورقيب
بقلم : الاستاذ المحامي رايق عياد المجالي