المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبيلات يرد على مذكرات عويدي


م.محمود الحجاج
17-09-2011, 17:59
الأخ الدكتور أحمد عويدي العبادي المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، 16 أيلول 2011

فقد اطلعت على ما نشرته صحيفة السوسنة من ذلك الجزء من مذكراتك الذي ذكرتني فيه. وقد وجب علي أن أثمن ما جاء في كلامك من صدق وأنصاف. ففي الوقت الذي كنت فيه من الذين لا يتفقون معي في مواقفي في مطلع التسعينات عندما تزاملنا في مجلس النواب وكنت أنا وقتها رئيساً للجنة التحقيقات النيابية أظهرت خلقاً عالياً وشهامة محل تقدير برفضك الاشتراك في المؤامرات التي كان يحيكها المسؤولون من رئيس ووزراء وقيادات أمنية ضدي والتي كانوا يأملون منك أن تكون رأس الحربة فيها. وقد تطور موقفك لاحقاً للإقرار بأن ما خالفتني فيه كان الحق فيه أقرب إلى مواقفي مما ظننت. فوثقت ذلك بنبل يسجل لك وأعلنته على الملأ ، فبارك الله فيك !

ففي الوقت الذي لا يذكر فيه من كانوا لا يخالفونني الرأي همساً ، ما قدمناه بين يدي الله وشعبنا، وبدؤا بعد سنوات عشرين بإعلان بعضه وليس كله كما نرى الآن، لم يلحظ المجتمع من هؤلاء أي ذكر لمواقف رواد محاربة الفساد و تعديل الدستور أودت بصاحبها لحكم إعدام وعدة أحكام بالسجن ظلماً وزوراً بل يتكلمون في تلك المواقف اليوم كأنهم هم أصحاب الريادة فيها، يصدر عمن خالفني مثل هذاالموقف المنصف. فسبحان الله!

إضافة إلى ذلك فإن النهج العام في مجتمعنا السياسي الاجتماعي هو البحث عن السقطات والعورات التي تفرق الصف بينما منهجنا الذي لا يتبعه إلا قلائل هو التعامل مع الآخرين فيما يجمعنا متأملين أن يكون الود الذي نبذله لهم سبباً في إبعادهم عما ننتقده فيهم. لكن كثيرين يتصرفون بتألي (الوهية )مناقض لمبدأ الدعوة، فعندهم لا غفران لمن أخطأ ويبقى التعامل معه استناداً لخطئه ذاك غير قابلين توبته التي يفرح بها ربهم وهم لا يفرحون، فقد تعرضت لانتقاد شديد لدى زيارتي لك في مظلمة سجنك لأن منتقديي لم يروا إلا كبوة كبوتها في زيارة دولة العدو، قائلين بمنطق يبدو صحيحاً ولكنه سطحي : كيف يزور رئيس جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية شخصاً سقط سقطة كبيرة في التطبيع؟ إنهم يرون الخطيئة فيفرحون باكتشافها بينما نحن الدعاة لانفرح إلا بمد اليد لصاحبها على أمل إخراجه مما أوقع نفس فيه. أخلاقنا التي ربانا عليها آباء ثم علماء عاملون تقودنا إلى ما كلفنا الله به من جهد لإنقاذ الانسان من الضلال، بينما تقود أخلاق كثيرين أصحابها للاعتداء على الألوهية بإصدارهم الأحكام النهائية على أحياء لم تنته حياتهم بعد ولا ندري كيف تكون خاتمتنا فضلاً عن خاتمتهم فالعبرة بالخواتيم.

نحمد الله على صحة نهجنا فها أنت كما صحت فراستنا عدو شرس للصهيونية ومشروعها الذي لن ينج الأردن منه سوى صحاوة تعيد مركزية القضية الفلسطينية إلى الصدارة ويجتمع الكل في مشروع مقاومة هو وحده ولا شيء غيره الطريق الوحيد لإيقاف مشروع وطن بديل تقوده حكومات وقعت وتحمي معاهدة الوطان البديل (وادي عربة). إن كل تراجع في القضية يؤثر سلباً على باقي العالم العربي وبالأخص على الأردن.

وأخيراً فللأسف إن العمل السياسي في مجتمعنا يفتقد إلى الاخلاق . والحمد لله الذي منحنا من الأخلاق ما يجعلنا على اختلافاتنا نتصرف بهذه الطريقة التي نأمل أن تنتقل إلى كثير من الصادقين الذين ما زالوا لا يلتزمون بها.

أسأل الله لي ولك الهداية وحسن الختام إنه سميع مجيب.


م. ليث الشبيلات

للوصول الى مذكرة العبادي اضغط هنا (http://sadaalhajjaj.com/vb/showthread.php?t=26120)