المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شخوص الخيال .. حكاية ظل


نكهة القهوة
13-07-2011, 18:05
http://up.arab-x.com/July11/icy53416.gif (http://up.arab-x.com/)

،
خواطر (http://www.4shared.com/audio/NmBRbjGo/____5.html)

" ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ، ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا "
يعرف الظل بانه : ظلام تسبب به جسم ان حجب الضوء من ان يصل لسطح ما .
شخوص الخيال فن دمى ، مصنوعة من جلود مجففة بألوان مختلفة ، تحرك بواسطة عصا يتحكم بها من يسمى بالـ " مخايلي " ، خلف ستار أبيض سُـلّط عليه الضوء ، فلا يظهر للمشاهد ، سوى ( الظل ) .
في أجواء الظل ، برقت في ذهني هذه الحكاية .. وكانت ان تجلت في فن " شخوص الخيال " !
أسقطتها على نفسي ، علينا كلنا !
شخوص الخيال هي وجوهنا المتبدلة المتغيرة حسب المواقف ، ونتاج الخبرة مع الزمن ، ونحن بلا شك الـ " مخايلي " ، نحن الانسان ..
والستار الأبيض هو وجهنا الاجتماعي الذي نمارسه باستمرار بوعينا النسبي ، أما الضوء ، فهو ماذا الا فطرة الايمان المتشعبة من توحيد يتوحد في كل امور حياتنا ؟!
والعصا .. هي القانون بأنواعه هي ما يجب وما لا يجب !
ومُشاهد الحكاية ، هو من نتعامل معه ، هو ليس الله ، ولا الملائكة !
فالمشاهد يرى فقط بعض الصورة ، يرى الظل !
وما هو الظل اذا في حكايتي ؟
هو افعالنا ، تصرفاتنا وسلوكياتنا ، هو دورنا في هذه الحياة ، عملنا !
تخيلت معي حكاية شخوص الخيال ؟
الا تجد بأنها حكاية الظل ؟!!
ريموت الحياة بأنواعها ،
كيفية لباسنا للظل !
يقال بان الظل لا ينحني الا للانسان ، لان الانحناء صفة انسانية فالاشياء لا تنحني ،
ومن هنا وجدتُ بان ريموت الحياة ان نلبس الظل بانحناء !!!
تمهل ، صدقني ليست فلسفه
تأمل معي الصورة ‘
يقول القانون الكوني بأن الشمس العامودية الواقع ضوءها على الراس تعمل ان لا تُظهِر الظل ، تتلخص الحالة بـ " يلبس الظل الشخص " ، هل هناك من يستطيع ان يلبس ظله طويلا والشمس عامودية على راسه ولا ينحني ؟!!!!
كيف نتعلم من الكون قوانين تحكم ظلنا ؟
وهذه التي هي دورنا في الحياة ، ظلالنا ، كيف نصنفها ؟!
يقال بأن أجمل أنواع الظل ، ظل الاشجار قال تعالى : " وندخلهم ظلا ظليلا " ، اوراق الأشجار ترشّح حرارة أشعة الشمس .
انسان ظل الأشجار :
يتدبر اليقين الذي فيه ومن حوله ، ويرشح ما يناسب الضوء الذي جبل عليه ، وان كان يعرف بان كل ما يحدث قد قرر سلفا ، يعمل ان يتوكل ، ويوازن بالايمان كل ما يبدو منه من ظلال كيفما اراد الضوء ان يسقَطَ عليه ، ولا يبالي اي اجسام قد تحجب بعضا من حاجته العطشى للنور ، هو يريد باستمرار ان يكون لظله ، مساحة من وضوح .
أناس ظل الشجر في راحة .
انسان ظل السحب البيضاء :
" وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم "
السحب البيضاء تمتص الاشعة كي لا يصل للانسان الا ما يحتاجه من ضوء وحرارة .
هذا الانسان يعرف بأن ضوء الشمس الباهر عليه يخلق ظلالا مظلمة بوضوح ، وأن الايام المعتمة ضبابا ظلالها باهتة ، لان الذرات المنتشرة في الهواء تشتت بعض الضوء كي تنير الظلام !
لذا يحرص ان لا يتشتت فيه الضوء ، لانه يدرك ان انارة الظلمات يطفئ فيه الضوء الحقيقي .
تجده لا يقرأ الفنجان ليعرف اسرار القادم فيرسم ظلالا تناسبها هو مدرك بان امتلاكه للخيال لن يوضح الحياة ، فيقود ظلاله التي هي عليه ومنه بحسابات بسيطة معتدلة تناسب بساطة ظله .
اناس ظل السحب البيضاء في رضا وقناعة .
انسان ظل الدخان :
" لا ظليل ولا يغني من اللهب " ، ظلال الدخان تنتج عن اللهب ، كلها سموم وحرارة ، ليس فيها اي راحة !
انسان ظل الدخان يعتقد بانه ليس لديه اية خيارات سوى الظلام ، مصدر الضوء فيه اصغر من الحواجز الحاجبة للنور ، ظله متساوي العتمة من الداخل الى الخارج ، قطار ظله باستمرار يخرج عن القضبان ، عيشه ضيق رغم فسحة امكانيات ظلال !
يصبح الظل المظلم له وطن ، فلا يعود يعرف الحياة في وطن من ضوء .
اناس ظل الدخان في شقاء .
~~~~
تخيلت معي الآن ؟! ؛
ظلالنا التي هي منا ، هي لنا ، وهي علينا !
وستظل معنا فوق التراب كنا ، أم عدنا نشكل بعض .. بعض ، عظمة تكوينه !
قد تتخلل ظلالنا أجساما أخرى ، وهي الى هذا الحد خطورة ، وأمانة !
وكأن ظل كل واحد منا في اي موقف ، ألوهية هاجعة في جوفه ، تعرفها من خلال كمية الضوء المتجلية في ظله ، ترسم فينا الوعي
وحتى شخوص الخيال المتنوعة في المواقف المتكاثرة علينا والتي بطبيعتها تفلت من اي تفسير يشمله الضوء ، ترجع لوسعه وتلتزم العصا !
باستمرار ، على ضعف ظلنا ان يرجع للضوء ،
لان مصدر الضوء الواسع يجعل الظل القاتم مكتملا بحيث يوصد قبضته على الموقف ليجبره ان يكون محاطا رغم الظلام بمنطقة تسمى بـ " الظل المشعشع " ،
وهو يا صديقي الانسان ،ظل انساني ممكن جدا !
فيا مخايلي ؛
عليك ان تراقب ظلالك ، لتظل باستمرار ظلال تنبض شبابا لا تنام تحت الجلد زمن الصعوبة الرديء ، بل تكون تلبسك ثوبا اخضرا يمنع عنك الجفاف ، ظلا تستظل بعريض ووسع انسانيته الفطرية المجبلوة من الضوء ،
لا تكن من ظلك نرجسية جوفاء ، كما كان الاغريق من معبد عرافة دلفي ، من ظنوا بأن " ابو لون apollon " يعرف كل شيء عن الماضي والمستقبل ، ربما كان الكهنه يعرفون الناس وكانوا على دبلوماسية عالية ! حتى انهم كتبوا فوق المعبد اعرف نفسك بنفسك ، كصك " رفع عتب " لانفسهم ، براءة ذمة من عتمة ظلال الناس النرجسية حق ارادوا فيه باطل .. ولا
لا ننكر بان النجوم الحالمة والخيال بعض حقيقة ، وهي تؤثر على حياتنا بسطوة جادة ..
ولا نملك الحق ان نصف بعض هذه الظلال الحالمة المتسرعة العفوية بانها متطيرة كخزعبلات " ابو لون " ..
الا يخسف ظل الأرض .. القمر ؟
وظل القمر ، على الأرض .. الا يكسف الشمس ؟
اذا ؟
نتقبل بعض الظلال كما هي ،
لحظة الغضب المظلمة ، لحظة الضعف الممكنة
لحظة الضياع المتناثرة
نقبل كل النجوم وتأثيرها
ولكننا لا نُـفشِل عمل الضوء ونعطله
باستمرار نحمل وراء اضلعنا ضوءا ينير لنا كافة ظلالنا ، ويتسع بكافة حقائبه ، بوسع امكانياتنا .
لنا قدرة على الظل ، رغم اننا نؤمن بقدرة القدر ، علينا .