بطوش
04-07-2011, 20:00
http://www.assabeel.net/images/stories/2011/07/04/feature.jpg
رائد رمان
الضحك عملية رياضية لكثير من أعضاء الجسم، ولا سيما القلب وعضلات الوجه، فلكي تعبس يلزمك تحريك أكثر من أربعين عضلة في وجهك، أما لكي تبتسم وترتاح فلا تحتاج إلا لتحريك أقل من خمس عضلات، صحيح أن الإنسان لا يستطيع أن يقاوم مشاكله ويتجاهل متاعبه، ولكن لا بد من استراحة من حين لآخر.
خمسة عشر ألفا من الملصقات والبروشرات تحتوي على عدد من النكات قام بتوزيعها نادي "عمار يا أردن"؛ لإضحاك الشعب الأردني، لم تكن كفيلة بإبعاد الشفاه الأردنية عن بعضها بعضا، والكشف عن بياض أسنان الأردنيين، كما أوضح مواطنون لـ"السبيل".
مما دعا قناة الـ"mbc" الفضائية بث تقرير بمناسبة يوم الضحك العالمي يصف الشعب الأردني بالأقرب للكشرة والعبوس، واصفا طبعه بعدم الضحك والابتسام زاعما أن هناك طلاقا بائنا بينونة كبرى بين شفاه الأردنيين والضحك، مستشهدا بقول أحد المواطنين في ذات التقرير الذي أكد "أن الأردني مئة في المئة كشر، ونادرا ما تراه يضحك"،
على النقيض تماما تطالعنا نتائج بحث هولندي تشير إلى أن الأردنيين في المرتبة الثانية بين شعوب العالم من حيث درجة الرضا والسعادة، فكيف يرى الأردنيون أنفسهم، سعداء أم اشقياء؟ ضاحكين أم عابسين؟ هل يجدون مبالغة في اتهامهم بأنهم شعب عبوس لا يضحك؟
عصام نزال موظف في إحدى الشركات لا يرى مبالغة في وصف الشعب الأردني بأنه عبوس وكشر، مستدركا أن هناك فئة قليلة سعيدة وهي "من رحم ربي"، مضيفا أن السبب الرئيس لقلة الضحك والابتسام هو الوضع المالي المتدهور، وفي تعليقه على قول البعض بأن"الكشرة هيبة"، رد ساخرا بأن "الكرش أيضا هيبة"، نافيا صحة هذه العبارة التي توضع في غير موضعها وسياقها.
ولفت نزال إلى الانتكاسة التي ستحدث للبعض إذا ما تم رفض الأردن من الانضمام لمجلس التعاون الخليجي بعدما انتعشت آمالهم، مما سيزيد من ارتفاع منسوب الكشرة، قائلا "مش ناقصة".
أما محمد حرز الله صاحب بقالة عزا سبب الكشرة إلى قلة روح الدعابة والتسامح، وكثرة المشاكل والمصائب عند الناس التي تنعكس في سلوكهم وتصرفاتهم، إضافة إلى ضعف الرواتب وقلة الدخل وكثرة الضرائب والرسوم.
وفيما إن كان مناسبا افتتاح ناد للضحك ليرتاده الأردنيون ويصبحون أصحاب نكتة وابتسامة علق حرز الله ضاحكا أن "النادي يحتاج إلى تذكرة ومال، وهذا ما يعاني من قلته الأردنيون، وبدلا أن يكون النادي حلا سيصبح معاناة ويزيد من أسباب الكشرة لدى الأردنيين".
وعن وجود سبب يفرق بين الشعب الأردني والضحك، قال السائق اسماعيل سامي: "بالنسبة لي أعمل سائقا على باص مدرسة، وقد توقف راتبي بسبب العطلة الصيفية، وبالتالي خسرت دخلا ماليا طيلة أشهر العطلة، بالإضافة إلى أن ابني ذي السنة وسبعة أشهر قد أصيب بمرض وهو الآن يرقد في المستشفى، فكيف لي أن أضحك أو أبتسم، "خليها على الله".
بدوره قال رشيد أحمد معلم مدرسة "الكشرة عند الشعب الأردني منتشرة بشدة وأظنها متجذرة، حتى إن مشروع الكاميرا الخفية رغم ما يضفيه من المرح والمزاح إلا أنه لم يناسب الأردنيين، ولم يدخل السرور إلى نفوسهم بخلاف باقي الشعوب العربية".
ورأى أننا أصبحنا محل تندر للممثلين العرب عندما يأتون لعرض أعمالهم المسرحية في الأردن، فإنهم كما يقولون "يخطفون الضحكة من أفواه الأردنيين خطفا لأنهم لا يضحكون".
"شر البلية ما يضحك" قول مشهور، لعله يناسب حالة الأردنيين أمام ما يواجهونه من مشاكل ومصاعب ويعطيهم سببا للضحك والابتسامة، وربما للقهقهة أيضا.
رائد رمان
الضحك عملية رياضية لكثير من أعضاء الجسم، ولا سيما القلب وعضلات الوجه، فلكي تعبس يلزمك تحريك أكثر من أربعين عضلة في وجهك، أما لكي تبتسم وترتاح فلا تحتاج إلا لتحريك أقل من خمس عضلات، صحيح أن الإنسان لا يستطيع أن يقاوم مشاكله ويتجاهل متاعبه، ولكن لا بد من استراحة من حين لآخر.
خمسة عشر ألفا من الملصقات والبروشرات تحتوي على عدد من النكات قام بتوزيعها نادي "عمار يا أردن"؛ لإضحاك الشعب الأردني، لم تكن كفيلة بإبعاد الشفاه الأردنية عن بعضها بعضا، والكشف عن بياض أسنان الأردنيين، كما أوضح مواطنون لـ"السبيل".
مما دعا قناة الـ"mbc" الفضائية بث تقرير بمناسبة يوم الضحك العالمي يصف الشعب الأردني بالأقرب للكشرة والعبوس، واصفا طبعه بعدم الضحك والابتسام زاعما أن هناك طلاقا بائنا بينونة كبرى بين شفاه الأردنيين والضحك، مستشهدا بقول أحد المواطنين في ذات التقرير الذي أكد "أن الأردني مئة في المئة كشر، ونادرا ما تراه يضحك"،
على النقيض تماما تطالعنا نتائج بحث هولندي تشير إلى أن الأردنيين في المرتبة الثانية بين شعوب العالم من حيث درجة الرضا والسعادة، فكيف يرى الأردنيون أنفسهم، سعداء أم اشقياء؟ ضاحكين أم عابسين؟ هل يجدون مبالغة في اتهامهم بأنهم شعب عبوس لا يضحك؟
عصام نزال موظف في إحدى الشركات لا يرى مبالغة في وصف الشعب الأردني بأنه عبوس وكشر، مستدركا أن هناك فئة قليلة سعيدة وهي "من رحم ربي"، مضيفا أن السبب الرئيس لقلة الضحك والابتسام هو الوضع المالي المتدهور، وفي تعليقه على قول البعض بأن"الكشرة هيبة"، رد ساخرا بأن "الكرش أيضا هيبة"، نافيا صحة هذه العبارة التي توضع في غير موضعها وسياقها.
ولفت نزال إلى الانتكاسة التي ستحدث للبعض إذا ما تم رفض الأردن من الانضمام لمجلس التعاون الخليجي بعدما انتعشت آمالهم، مما سيزيد من ارتفاع منسوب الكشرة، قائلا "مش ناقصة".
أما محمد حرز الله صاحب بقالة عزا سبب الكشرة إلى قلة روح الدعابة والتسامح، وكثرة المشاكل والمصائب عند الناس التي تنعكس في سلوكهم وتصرفاتهم، إضافة إلى ضعف الرواتب وقلة الدخل وكثرة الضرائب والرسوم.
وفيما إن كان مناسبا افتتاح ناد للضحك ليرتاده الأردنيون ويصبحون أصحاب نكتة وابتسامة علق حرز الله ضاحكا أن "النادي يحتاج إلى تذكرة ومال، وهذا ما يعاني من قلته الأردنيون، وبدلا أن يكون النادي حلا سيصبح معاناة ويزيد من أسباب الكشرة لدى الأردنيين".
وعن وجود سبب يفرق بين الشعب الأردني والضحك، قال السائق اسماعيل سامي: "بالنسبة لي أعمل سائقا على باص مدرسة، وقد توقف راتبي بسبب العطلة الصيفية، وبالتالي خسرت دخلا ماليا طيلة أشهر العطلة، بالإضافة إلى أن ابني ذي السنة وسبعة أشهر قد أصيب بمرض وهو الآن يرقد في المستشفى، فكيف لي أن أضحك أو أبتسم، "خليها على الله".
بدوره قال رشيد أحمد معلم مدرسة "الكشرة عند الشعب الأردني منتشرة بشدة وأظنها متجذرة، حتى إن مشروع الكاميرا الخفية رغم ما يضفيه من المرح والمزاح إلا أنه لم يناسب الأردنيين، ولم يدخل السرور إلى نفوسهم بخلاف باقي الشعوب العربية".
ورأى أننا أصبحنا محل تندر للممثلين العرب عندما يأتون لعرض أعمالهم المسرحية في الأردن، فإنهم كما يقولون "يخطفون الضحكة من أفواه الأردنيين خطفا لأنهم لا يضحكون".
"شر البلية ما يضحك" قول مشهور، لعله يناسب حالة الأردنيين أمام ما يواجهونه من مشاكل ومصاعب ويعطيهم سببا للضحك والابتسامة، وربما للقهقهة أيضا.