المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحت المطر


ابو قنوة
28-06-2011, 21:54
خمس وعشرون عاما, في بيته.. تعمل كطواحين الهواء , سحق أنوثتها ..
الغى لها انوثتها .جعلها ارض بور .. فلا جاء مطر منه .. ولا انبت بذرة ..
واستسلمت
استسلمت لعجزه
أعواما طويلة.. بلا شكر ..ولا كلمة من ثناء..
هكذا قدر لها
هكذا روحها ..
جاء ذات مساء
قال انه سيتزوج بأخرى..
انتفضت كأنثى جريحة
القته به بعيدا
وصرخت
صرخة وحيدة
لا
ليس وعندي روح
خرجت في دجى الليل .
فتحت ذراعيها للسماء
حبات مطر... مطرا كثير.. هواء انقى
طارت مع الريح ..
رقصت تحت المطر . صرخت كثيرا ..
ليس وعندي روح
أقسمت أن لا أعود.

نكهة القهوة
28-06-2011, 22:03
أتعرف ابا قنوة ؟
اكثر ما اكره في هذه الدنيا هو الضعف !
واكثر منه تمثيل اي انسان دور الضحية !
من قال لها ان تصبر عليه كل هذا ..؟؟
حتى ان جاء ليطلب ما احله الله له ، قالت : لأ !
بعجبني النسوان اللي بدهن يحرمن اللي حللو الله !
حلل لها ان تطلب الطلاق ان كان يلحق بها الضرر
وحلل له الزواج بثانيه وثالثه ورابعه
بس ببساطة !
بعدين ،
جاء ليخبرها بانه سيتزوج ، فيه الخير !
تعطي الجمله لمحه ان فيه احساس ! غيرو بتزوج وبتعرف من الناس نسوانهم !
اعتقد بان مثل هكذا علاقه ،
كلا الطرفين يكون مختنقا ليس هي فقط
والا لما بحث عن اخرى ، بعرفش هيك راي انا
عموما ،
فشة غل حلوه ورقيقه ، منينلك ! :030:
بنمزح تضربش :hh31:

ابو قنوة
28-06-2011, 22:13
قيل .. ان الضعف قوة
المراءة تماما كما هي لبنان ..
قوية في ضعفها

نكهة القهوة
28-06-2011, 22:58
قيل .. ان الضعف قوة
المراءة تماما كما هي لبنان ..
قوية في ضعفها
لا نختلف بهذا !
قوتها في ضعفها .. وضعفها ابدا لا يعني انها استسلامية او درامية بالضروره
السيدة الحقيقية قوية ، وان كان لها ضعف الانثى المعروف ..
بمناسبة الحكي عن المطر ولبنان
رجعتني لخاطره مره كتبتها
طويلة الك تقراها او ما تقرا حر طبعا ،
بس لانك ذكرتني فيها رجعتني الها انا حابه ارجع اقرأها !
~~~~
http://www.youtube.com/watch?v=MFh2QZKMWeQ&feature=player_embedded
كنت عائدة من سهرة في ( كازينو نهر الفنون ) ،
سهرة انتظرت أن أعيش من خلالها الفن الذي طالما شغفت به ، غفر الله لي ،
منذ دخلت ارض بيروت ،
لبنان : الجنوب ،
لبنان : الانتفاضة الأولى ،
لبنان :: اشهد يا عالم علينا وع بيروت اشهد للحرب الشعبية واللي ما شاف بالغربال يا بيروت أعمى بعيون أمريكية !!
هذا النشيد لفرقة العاشقين الأصيلة التي كبرت على اناشيدها الوطنية الثوريه الخالدة خلود الجُرح ،
سمعتُ عن هذا الكازينو وجماله على ذاك النهر المسمى بنهر الكلب..
سمعت بأنه بيتا للفن ،
الفن الذي دائما أدركت الكثير عن معنى الحياه من خلاله !
فالآلة الموسيقية دائما كانت لدي : مادة ، وروح !
آلة جامدة تصنعها يد البشر
لكنها تُخرِج روحا تدخل إلى الروح .. في صلبها
كانت بداية سهرتي تلك أن ارتديت ثوبا فلسطينيا من خليل الرحمن ، مطرزا بجمال الأرض التي أعشق كل زيتونها وناسها
وقدسيتها التي غنتها فيروز فقالت :
حين هوت مدينة القدس
تراجع الحب
وفي قلوب الدنيا
استوطنت الحرب ..
نعم ، موطني موطن الحب أشربُ كأسك ألما وعشقا وشوقا لا يزول وكأن غوار في كاسك يا وطن صوتي يصرخ على مسرح الحياة ، هل أراك سالما منعما وغانما مكرما !؟

كانت ردة فعل ( الجروب) السياحي المرافق والذي كان غالبيته من كبار السن في هذه الرحلة على ثوبي الفلسطيني ذاك : واو عمو شو هالحلو !
نعم الاعتزاز بتراثنا جميل .. والأجمل ان تذهب به الى دار من دور الفن ، الراقي..!؟

ما ان وصلت لتلك الدار ، حتى التزمت مكانا مخصصا للطيور!
نعم ، قفص كبير يسعهم بعيدا عن الناس وبعيدا عن ما يدعون بأنه - فن راقي - لم أجده كذلك أبدا ،
ظننت بأنني سأجد فيروز
صباح
أو وديع الصافي
وان ساءت الأمور ربما جوليا بطرس أو راغب علامه !!
لأجد صورا مشابهة من الداخل والخارج لهيفاء وهبي وجاد شويري !
فتحولت ليلتي حلما تحطم وتكسر على صخرة فن اللافن !
فكان ان ذهبتُ خلف المكان إلى جانب الدجاج !

سألت الله ان تنتهي هذه السهره الفنية سريعا فنعود للفندق و لأمان السرير ..
وانتهت بعد عبء نفسي طويل احتملته على تعب
ونحن في طريق العوده ،
أوصل ( العمو / الشوفير ) الجروب كله لفنادقهم بشارع الحمرا..
وكنت انا بفندق آخر بجونيا الكاثوليك اقرب للبحر لذلك وقع عليه اختياري
اخترته لهذه الميزه ولكون المنطقة أكثر رومانسيه وهدوءا ! ..
ضجيج المدينه واسواقها ما كان يوما ليستهويني !
كنت حزينة ..
نعم ليلتي كانت حتى تلك اللحظة ، ليلة حزينة وخانقة !
ادرك العمو بكل رزانته ، حزني هذا ، فسألني وقد كانت الساعه الرابعه الا ثلثا فجرا !!
شو رايك عمو ناكل خبز طابون بالجبنه ؟
فارتسمت على وجهي ابتسامه واسعه لأسأله : متل خبز بلادنا عمو ؟
ضحك كثيــــــــــــــرا العمو ابو نضال لا أدري لماذا ربما لأنني عدت طفلة بالفعل برائحة خبز جدتي بفلسطين تحنو على ذاكرتي وتنعكس مرتسمة على وجهي ..
فأجاب : آه عمي خبز بلادنا ..
طيب عمو هلأ في حد فاتح ؟!!
انتي بس اتطلي بفتحوا دغري
بلا شك ..
ما مثله طيبه ولطف هذا الرجل واسع المعرفه بالناس
أراد أن يعوض ليلتي ويحيي الابتسامة من جديد على وجهي .. وقد فعل ،
ذهبنا انا وهو ( و القايد ) اي المرشد السياحي لمطعم عمو ابو نضال سبق وان زاره ..
بالفعل كان لا يزال يفتح ابوابه للناس في تلك الساعة المتأخرة ..!
لم أزر مثله ولا بأي بلد زرته مخبزا ،
لا أدهش من زيارته .. جمـــــــــــيل بكل ما في الكلمة من معنى ! متطور الى حد كبير ولكنه يحافظ على الأصالة متعمدا داخل جدرانه خليط يصعب تواجده في مكان واحد العصرية متى كانت نبيلة ، والماضي الاصيل !

ما ان نزلت من الحافلة حتى أخذ المطر بالتساقط !
أعشق الشتاء والأمطار ..
هم عشقي الأبدي ، بمجرد هطوله عوِّضت سهرتي تلك
فما بالكم برغيف بالجبن ساخن كخبز بلادي ؟!!
ولكن الغرابة والتي لليوم بذاكرتي اعود اليها لتملأ فؤادي استحسانا وهدوءا ، هو كيفية هطول المطر تلك الليلة !!
يستأذن !!
أقسم بالله يمينا أحاسب عليه بأنني شعرت بقطرات المطر تأخذ الاذن لتسقط في ارواحنا !!
لم أرى بحياتي منظرا لنزول المطر بانتظام وهدوء وحذر كذاك التساقط !!
تتساقط القطرات الغزيره على استحياء..
بشكل هندسي قائم لا يميل شعره عن مساره
وكأنها حبال مترابطه متراصه ، بلا أي صوت
فقط رائحة الخبز وتساقط على استحياء..
هدوء لا أدري حقيقة لليوم كيف كان ( سبحان الله ) لن أستطيع وصفه ابدا
فجمال هطوله بذاك السكون لا يمكن أن يصفه حتى صوت فيروز !!..
صاح العمو ابو نضال مع المرشد السياحي : تعالي بسرعه بلاش تمرضي !!
أي بسرعه.. واي مرض هذا الذي يتحدثون عنه ؟!!
هل مداعبة القطرات تتسبب بضرر للجسد ؟!!!!!!!!!!!!
وقفت وكأن كل أزمان الدنيا توقفت عن الحضور
توقفت أن تأخذ لحظات من أعمارنا !
وقفتُ وفتحتٌ ذراعي وكأن المطر يملكني روحا وجسدا !
أنتظر من السقوط المفاجئ هذا ان يكف عن الاستئذان الهادئ ليبدأ ثورة التساقط المبعثرة..
لكنه لم يفعل !!
بقي على وتيرة تشبه نغمات العود الشرقي تدغدغ وجدان الحاضر اليها وفيها...
لا أجمل من تساقط أمطار ليلة الفن تلك .. لا أجمل من هدوء أمطار بيروت بنكهة الشجر والخبز البلدي ، وثوب فلسطيني والعمو أبو نضال !!
عدت للفندق برغيف خبز بالجبن على الطابون ، وبثوب خليلي بللته السماء وكأنها تعانق الأرض
وبفن أصيل حقيقي ..
فن صنعته يد الخالق !