ابو قنوة
20-06-2011, 22:50
تحت فيء زيتونة , جلس الشيخ الكبير .. على حافة القبر, بلباسه العربي وشاربة الأبيض الكث,, ترقرق الدمع في مآقي العيون وغص بزفرة ابتلعت حسرات الدنيا ..
وقال ,
كان اعز الأصدقاء وأنبل الاصدقاء .. هنا دفنوه, هنا قتلوه...
هذا الأسمر الممتد ,, الذي كان حين يصيح البروق ,,, يسابقني ,,, يطير من شوقي كل مساء ,, حين يأتي ,, حين يعود ,, تستقبله زغاريد الصبايا .. وعيون الأمهات ,, في كل المساءات وحين يصيح البروق في غرة الفجر مع كل خيط شروق ’’’ وحول جمرات الثوار ,, وزنودهم السمر وبين أكتاف الرجال ,, في غابة البنادق ,, هذا هو ,,
ما خذل يوما رفيق ,, وما تعب من الصهيل ,,,
حين يعبر الحدود ,, و يجتاز السياجات ,, كانت عيونه دوما تأتي كدوى الرعد وغضب العاصفة ,, كملح الأرض ,, يعبر من بوابة الوطن ,, من بوابة النار .شاهرا حبه الكبير ,,مع الموج ,,فتسقط كل الحواجز .. ويهبط في الجليل ,, يحلق في النقب .. وقلب تل أبيب .. ويضل بجناحيه سماء زهرة المدائن ,,
كان معه الرفاق .. سمر .وعيون يتيمة ..ونشيد السماء :
’’كلما لاح من فلسطين برقا ,, خفق القلب في القصيد وذابا ’’.
هنا باجس .. وهنا دلال .. هنا خالد عكر .. وسعد صايل .. كمال عدوان , هنا كنفاني وأبو شرار هنا ناجي وحنظله .. هنا مواسم الشهداء ..
في حضن الموت ,, وترانيم الدم المسفوح, جداول بين الشهداء , على القمم .. على التلال .. ويبادر القمح .. وصرخات النصر ..و حين تسقط كل دقيقة.. بندقية على الجبل.. كان هناك.
يأتي من الغمام ,, من العتمات ,, يمتد كالجسر في كل صباح ,, يثني الضلوع ليعبر الرفاق ,
جعل من ضلعه نصل سيفا,, ومن الروح حجر الثورة .. وشق بدمه الليل ,, وقاتل ,, وسحب من دمه ألف رمح .وقاتل . في الكهوف المظلمة .. كان ,, وفي قلعة الشقيف,, والعرقوب ..في تل الزعتر ... قمرا احمر .. على المتاريس .. على الشهيد .. وعلى العريس .. على جبل الريح .. فأزهر الزعتر .. واللوز ,, ونبت الحناء على كف عروس.. والعريس,, محمولا على الأكتاف .. فشقت قامة الأم صمت المكان .. وهتف الأطفال بين زغاريد.. ودموع . والشهيد مبتسم ..
هذا هو رفيقي ,,,قتلته زمر السلام ,, صنوف الردة ,,الغادرون بنا ,, عرب الإسطبل من مدريد إلى كامب ديفيد ..
ويحكم ما رأيتم عيناه .. ويحكم .. إن طلقاتكم الغادرة ,, حين هوت ,, تكاد لو أبصرت عينيه .. تعتذر ..
جعلوني سائق لكلابهم ..
وغاصت الدمعة عميقا في قلب الكهل الكبير .. كموسى يضرب بعصاه ,, وانهمر الدمع بكبرياء .. وبكى .. فتدفق الدمع من أعين كثيرة .. دموع تهز الجبال.. حين يبكي الرجال,, حين يقهر الرجال ... يتفتت صخر الصلد في احد .. وينحني نخيل العراق الانبار .
بعد أن أنحفر على كتفي أخاديد انطقه البنادق .. ونقشت رسم الوطن على أخمص المرتين , وعشقت صهيل الرصاص .. وأحزمة النسف ..
نسوا جرح الأرض ودم الشهداء ..
وقال ,, : جاءوا ,, بملاينهم : .. ضع إبهامك هنا .. وارحل ..
فقال : هاتوا إقرار من كل أبناء العمومة ..
فقالوا .. سنأتي بهم .. دلنا عليهم .. على أسمائهم ..
فقال الشيخ ,, انتم تعرفونهم..
مليار مسلم .. في مشارق الأرض .. وأنا.. أعطيكم الأرض بلا ثمن .. وهاتوا كتاب من خالد ,, ومن صلاح الدين ,, وعبد القادر الحسيني .. ومن ألوف الشهداء ومن سعد وعياش .. من لينا واحمد ياسين .. وملاين الطيور المهاجرة على حدود الوطن ..
هل علمت .. من أنا ,, أنا المرتين ,, أنا العمال والفلاحين .. أنا الوصية ,, وصية هذا الممد في الأرض.. حين تاقت الروح إلي الروح ,, وقتلوها ,,قالت :,,
أمانة إخوتي بصدر من قد عاش
دمي وثورتكم والمدفع الرشاش
صونوا الوصية صونوا
واحفظو عهدي
و واصلوا الدرب يارفاق
يارفاق من بعدي
ولتذكروا
لتذكرو
لتذكروا ......
على شاهد القبر حفرت كلمات ::
هنا يرقد الشهيد:
كلاشنكوف
مات شوق للرصاص
وحنينا إلى قبضات الرجال
إنني مندوب جرحا
لا يساوم
علمتني صرخة الأرض
أن أبقى ..
ثم أبقى
وأقاوم
وأقاوم .......
وقال ,
كان اعز الأصدقاء وأنبل الاصدقاء .. هنا دفنوه, هنا قتلوه...
هذا الأسمر الممتد ,, الذي كان حين يصيح البروق ,,, يسابقني ,,, يطير من شوقي كل مساء ,, حين يأتي ,, حين يعود ,, تستقبله زغاريد الصبايا .. وعيون الأمهات ,, في كل المساءات وحين يصيح البروق في غرة الفجر مع كل خيط شروق ’’’ وحول جمرات الثوار ,, وزنودهم السمر وبين أكتاف الرجال ,, في غابة البنادق ,, هذا هو ,,
ما خذل يوما رفيق ,, وما تعب من الصهيل ,,,
حين يعبر الحدود ,, و يجتاز السياجات ,, كانت عيونه دوما تأتي كدوى الرعد وغضب العاصفة ,, كملح الأرض ,, يعبر من بوابة الوطن ,, من بوابة النار .شاهرا حبه الكبير ,,مع الموج ,,فتسقط كل الحواجز .. ويهبط في الجليل ,, يحلق في النقب .. وقلب تل أبيب .. ويضل بجناحيه سماء زهرة المدائن ,,
كان معه الرفاق .. سمر .وعيون يتيمة ..ونشيد السماء :
’’كلما لاح من فلسطين برقا ,, خفق القلب في القصيد وذابا ’’.
هنا باجس .. وهنا دلال .. هنا خالد عكر .. وسعد صايل .. كمال عدوان , هنا كنفاني وأبو شرار هنا ناجي وحنظله .. هنا مواسم الشهداء ..
في حضن الموت ,, وترانيم الدم المسفوح, جداول بين الشهداء , على القمم .. على التلال .. ويبادر القمح .. وصرخات النصر ..و حين تسقط كل دقيقة.. بندقية على الجبل.. كان هناك.
يأتي من الغمام ,, من العتمات ,, يمتد كالجسر في كل صباح ,, يثني الضلوع ليعبر الرفاق ,
جعل من ضلعه نصل سيفا,, ومن الروح حجر الثورة .. وشق بدمه الليل ,, وقاتل ,, وسحب من دمه ألف رمح .وقاتل . في الكهوف المظلمة .. كان ,, وفي قلعة الشقيف,, والعرقوب ..في تل الزعتر ... قمرا احمر .. على المتاريس .. على الشهيد .. وعلى العريس .. على جبل الريح .. فأزهر الزعتر .. واللوز ,, ونبت الحناء على كف عروس.. والعريس,, محمولا على الأكتاف .. فشقت قامة الأم صمت المكان .. وهتف الأطفال بين زغاريد.. ودموع . والشهيد مبتسم ..
هذا هو رفيقي ,,,قتلته زمر السلام ,, صنوف الردة ,,الغادرون بنا ,, عرب الإسطبل من مدريد إلى كامب ديفيد ..
ويحكم ما رأيتم عيناه .. ويحكم .. إن طلقاتكم الغادرة ,, حين هوت ,, تكاد لو أبصرت عينيه .. تعتذر ..
جعلوني سائق لكلابهم ..
وغاصت الدمعة عميقا في قلب الكهل الكبير .. كموسى يضرب بعصاه ,, وانهمر الدمع بكبرياء .. وبكى .. فتدفق الدمع من أعين كثيرة .. دموع تهز الجبال.. حين يبكي الرجال,, حين يقهر الرجال ... يتفتت صخر الصلد في احد .. وينحني نخيل العراق الانبار .
بعد أن أنحفر على كتفي أخاديد انطقه البنادق .. ونقشت رسم الوطن على أخمص المرتين , وعشقت صهيل الرصاص .. وأحزمة النسف ..
نسوا جرح الأرض ودم الشهداء ..
وقال ,, : جاءوا ,, بملاينهم : .. ضع إبهامك هنا .. وارحل ..
فقال : هاتوا إقرار من كل أبناء العمومة ..
فقالوا .. سنأتي بهم .. دلنا عليهم .. على أسمائهم ..
فقال الشيخ ,, انتم تعرفونهم..
مليار مسلم .. في مشارق الأرض .. وأنا.. أعطيكم الأرض بلا ثمن .. وهاتوا كتاب من خالد ,, ومن صلاح الدين ,, وعبد القادر الحسيني .. ومن ألوف الشهداء ومن سعد وعياش .. من لينا واحمد ياسين .. وملاين الطيور المهاجرة على حدود الوطن ..
هل علمت .. من أنا ,, أنا المرتين ,, أنا العمال والفلاحين .. أنا الوصية ,, وصية هذا الممد في الأرض.. حين تاقت الروح إلي الروح ,, وقتلوها ,,قالت :,,
أمانة إخوتي بصدر من قد عاش
دمي وثورتكم والمدفع الرشاش
صونوا الوصية صونوا
واحفظو عهدي
و واصلوا الدرب يارفاق
يارفاق من بعدي
ولتذكروا
لتذكرو
لتذكروا ......
على شاهد القبر حفرت كلمات ::
هنا يرقد الشهيد:
كلاشنكوف
مات شوق للرصاص
وحنينا إلى قبضات الرجال
إنني مندوب جرحا
لا يساوم
علمتني صرخة الأرض
أن أبقى ..
ثم أبقى
وأقاوم
وأقاوم .......