ابو قنوة
11-06-2011, 13:30
لحظات ويسقط المطر , هكذا حدثت نفسها وهي تهم بالخروج ,
بعد أن انتهت من ارتدا فستان يكشف عن ثنايا جسد متمرد أكثر مما يخفي .
هكذا كانت دائما لا يهمها ما يقال .. ولا نظرات النساء قبل الرجال في شوارع المدينة ..
كانت قد انتهت للتو من وضع اللمسات الأخيرة من احمر الشفاه , دققت في ثيابها والقليل من الماكياج .ونفحة من عطر .كانت صارخة الجمال رائعة الجسد رغم سنون العمر .
حسنا ..
ستكون ليلة باردة,, ربما .. قالت تحدث نفسها ..
جلست خلف المقود انطلقت بربتها الصغيرة تشق زخات المطر .. وماسحات الزجاج تعمل بكل قوتها .... ..ادارت الة التسجيل فجاء الصوت المترنم بهدوء ذاك المساء :
في كل العلم عندي حبيبة ,,,
تدعى الشبيبة ,,,
احببتها ,,
يعلو صداها في كل مكان ,,,
عاش السلام دوما .. والحرية ....
اخذت تترنم بالكلمات التى حفرت في ذاكرتها سنوات طويلة ..
اعتقد انه سيكون حفل ممل آخر .. قالت لنفسها ... مجاملات .. وابتسامات .. وتظاهر بالأهمية .. وثقة بالنفس .. وربما نفس الوجوه من ونفس الأكاذيب ..
دلفت الى عين المكان بعد أن سلمت معطفها إلى النادل القابع عند الباب ..
وعلى أول أريكة كبيرة ..ألقت جسدها ..
أشعلت سيجارة و وضعت ساق على ساق غير مبالية بما تكشف من جسدها ..وآخذت تتأمل الحضور .. المتحلقون في دوائر صغيرة يتهامسون وان علت ضحكاتهم بين الحين والحين. برجوازيون .. متعفنون .. وكمبرادور قذر .. حدثت نفسها وهي تتأمل هذه الفئة من البشر .. اللذين احتقرتهم دوما .
لم تشعر به وقد جلس على مقربة منها يتأمل محياها .. كانت غارقة في تفاصيل المكان .. وبالنفاق الاجتماعي الذي كرهته دوما ...
أيقضها النادل بصوته الرخيم .. أي نوع تفضلين سيدتي ...وجاء الجواب الصاعق ..
نبيذ احمر كالمعتاد ..
التفت الى ناحية الصوت حيث يجلس ذالك الغريب ..
عفوا ..
وقبل أن تكمل .. قال: اعتقد انك تفضلين النبيذ الأحمر ... كما أظن .
حسنا .. وأنا كذلك .. قال مخاطب النادل الواقف في أمامها ..
هل لك ... وقبل أن تكمل بادرها بالسؤال :
أرجو أن ألا أكون قد اخطات .. ...
نعم ,, أجابت بذهول تتأمله ولكن هل تعرفني من قبل ..
لنرى .. وإلا كيف عرفت عشقك للنبذ ..
حسنا أذن .. خاطبت نفسها وأخذت تتأمل تفاصيل ذاك الجالس على الطرف الأخر من الأريكة.
كان ذا شخصية مهيبة .. مديد القامة .. واثق النفس .
هل أعرفك من قبل .. خاطبته متفحصة تفاصيل كيانه ..
حسنا ربما قليلا من الصبر وتدركين من أكون ..
أنا اعرف تفاصيل كثيرة عنك .. يوم أن كنت رفيقة تناضل في صفوف الطلبة .. وتقيمين في السكن الجامعي .. ومهتمة بكل الحفلات الجامعة .. وانتخابات اتحاد الطلبة .. وكنت ملكة الجينز الأزرق ..
وتتسكعين مع احدهم على دراجته النارية .. بين حدائق المدينة .. وتذهبين مساء كل خميس إلى سينما راميتا ..
هل اكتفيت آم أكمل ..
أليس من الأفضل لو تكلمنا بوضوح .. قالت له ...
أعجبتها الحكاية والتشويق واسلوبة في الحديث .. فقالت لا عليك أكمل ..
وبدء يسرد لها أدق التفاصيل التي راحت عن ذاكرتها سنوات طويلة ..
وبدء يحدثها عن قصة حبها مع ذاك الذي كان لا يفارقها ولا تفارقه .. ..
حدثها عن رسائله .. وكلماته .. وأغنيات فرقة الطريق .. وعن مظفر النواب .. وغسان كنفاني .. وعن رحلات الشواطئ .. والقبلات المسروقة .. عن وجيفارا.. والثوار والبنادق .. ومن اجل عينيك .. والأمل .. وبيروت .. ونحن اهل الجنوب .. وعن موزارت .. وناجي العلي .. ونزار .. ومارسيل ..وعن اميمة خليل ..وفي كل العالم عندي حبيبة .... وكل الرفاق ..
أغمضت عينيها برقة وراحت تبحث في ذاكرتها .. عن أحلام الزمن الجميل ..
وقف قليلا .. فنفرت .. من غفوتها وقالت .. كيف تعرف كل هذا ..
بلا سيدتي اعرف هذا وأكثر
وما هو الأكثر ؟؟.. أجابته بألم دفين ..
اعرف انه نقش اسمك يوما على ذراعه .. وإحاطة برسم للقلب . قال لها ..
كانت قد اتكأت على يدها المسندة بطرف الأريكة .. وأطرقت بصرها ناحية الأرض .. وهي تهمس هم النسيم
إن كان نقش اسمي على ساعده .. فقد حفرت رسمه في أعماق القلب .وجعلت قلبي محارة اسكنته فيها ... انه حبيبي الذي لم انسي .
وكشف عن ساعده قائلا .. اعرف كل هذا لان اسمك لم يزل منقوشا على ساعدي ..
ذات القلب ..ذات الحروف ..
رفع رأسه يتأمل محياها الرقيق .. هل عرفتني سيدتي ..
رفعت هي الأخرى رأسها .. ولاحت قطرات من الدموع تسيل على خديها ...
وما بين الدمع ونشيجة ... وانين الروح .. ودقة القلب قالت ..
عشرون عاما خلف النافذة .. وعيوني على الطريق.
كيف انسى ..
بعد أن انتهت من ارتدا فستان يكشف عن ثنايا جسد متمرد أكثر مما يخفي .
هكذا كانت دائما لا يهمها ما يقال .. ولا نظرات النساء قبل الرجال في شوارع المدينة ..
كانت قد انتهت للتو من وضع اللمسات الأخيرة من احمر الشفاه , دققت في ثيابها والقليل من الماكياج .ونفحة من عطر .كانت صارخة الجمال رائعة الجسد رغم سنون العمر .
حسنا ..
ستكون ليلة باردة,, ربما .. قالت تحدث نفسها ..
جلست خلف المقود انطلقت بربتها الصغيرة تشق زخات المطر .. وماسحات الزجاج تعمل بكل قوتها .... ..ادارت الة التسجيل فجاء الصوت المترنم بهدوء ذاك المساء :
في كل العلم عندي حبيبة ,,,
تدعى الشبيبة ,,,
احببتها ,,
يعلو صداها في كل مكان ,,,
عاش السلام دوما .. والحرية ....
اخذت تترنم بالكلمات التى حفرت في ذاكرتها سنوات طويلة ..
اعتقد انه سيكون حفل ممل آخر .. قالت لنفسها ... مجاملات .. وابتسامات .. وتظاهر بالأهمية .. وثقة بالنفس .. وربما نفس الوجوه من ونفس الأكاذيب ..
دلفت الى عين المكان بعد أن سلمت معطفها إلى النادل القابع عند الباب ..
وعلى أول أريكة كبيرة ..ألقت جسدها ..
أشعلت سيجارة و وضعت ساق على ساق غير مبالية بما تكشف من جسدها ..وآخذت تتأمل الحضور .. المتحلقون في دوائر صغيرة يتهامسون وان علت ضحكاتهم بين الحين والحين. برجوازيون .. متعفنون .. وكمبرادور قذر .. حدثت نفسها وهي تتأمل هذه الفئة من البشر .. اللذين احتقرتهم دوما .
لم تشعر به وقد جلس على مقربة منها يتأمل محياها .. كانت غارقة في تفاصيل المكان .. وبالنفاق الاجتماعي الذي كرهته دوما ...
أيقضها النادل بصوته الرخيم .. أي نوع تفضلين سيدتي ...وجاء الجواب الصاعق ..
نبيذ احمر كالمعتاد ..
التفت الى ناحية الصوت حيث يجلس ذالك الغريب ..
عفوا ..
وقبل أن تكمل .. قال: اعتقد انك تفضلين النبيذ الأحمر ... كما أظن .
حسنا .. وأنا كذلك .. قال مخاطب النادل الواقف في أمامها ..
هل لك ... وقبل أن تكمل بادرها بالسؤال :
أرجو أن ألا أكون قد اخطات .. ...
نعم ,, أجابت بذهول تتأمله ولكن هل تعرفني من قبل ..
لنرى .. وإلا كيف عرفت عشقك للنبذ ..
حسنا أذن .. خاطبت نفسها وأخذت تتأمل تفاصيل ذاك الجالس على الطرف الأخر من الأريكة.
كان ذا شخصية مهيبة .. مديد القامة .. واثق النفس .
هل أعرفك من قبل .. خاطبته متفحصة تفاصيل كيانه ..
حسنا ربما قليلا من الصبر وتدركين من أكون ..
أنا اعرف تفاصيل كثيرة عنك .. يوم أن كنت رفيقة تناضل في صفوف الطلبة .. وتقيمين في السكن الجامعي .. ومهتمة بكل الحفلات الجامعة .. وانتخابات اتحاد الطلبة .. وكنت ملكة الجينز الأزرق ..
وتتسكعين مع احدهم على دراجته النارية .. بين حدائق المدينة .. وتذهبين مساء كل خميس إلى سينما راميتا ..
هل اكتفيت آم أكمل ..
أليس من الأفضل لو تكلمنا بوضوح .. قالت له ...
أعجبتها الحكاية والتشويق واسلوبة في الحديث .. فقالت لا عليك أكمل ..
وبدء يسرد لها أدق التفاصيل التي راحت عن ذاكرتها سنوات طويلة ..
وبدء يحدثها عن قصة حبها مع ذاك الذي كان لا يفارقها ولا تفارقه .. ..
حدثها عن رسائله .. وكلماته .. وأغنيات فرقة الطريق .. وعن مظفر النواب .. وغسان كنفاني .. وعن رحلات الشواطئ .. والقبلات المسروقة .. عن وجيفارا.. والثوار والبنادق .. ومن اجل عينيك .. والأمل .. وبيروت .. ونحن اهل الجنوب .. وعن موزارت .. وناجي العلي .. ونزار .. ومارسيل ..وعن اميمة خليل ..وفي كل العالم عندي حبيبة .... وكل الرفاق ..
أغمضت عينيها برقة وراحت تبحث في ذاكرتها .. عن أحلام الزمن الجميل ..
وقف قليلا .. فنفرت .. من غفوتها وقالت .. كيف تعرف كل هذا ..
بلا سيدتي اعرف هذا وأكثر
وما هو الأكثر ؟؟.. أجابته بألم دفين ..
اعرف انه نقش اسمك يوما على ذراعه .. وإحاطة برسم للقلب . قال لها ..
كانت قد اتكأت على يدها المسندة بطرف الأريكة .. وأطرقت بصرها ناحية الأرض .. وهي تهمس هم النسيم
إن كان نقش اسمي على ساعده .. فقد حفرت رسمه في أعماق القلب .وجعلت قلبي محارة اسكنته فيها ... انه حبيبي الذي لم انسي .
وكشف عن ساعده قائلا .. اعرف كل هذا لان اسمك لم يزل منقوشا على ساعدي ..
ذات القلب ..ذات الحروف ..
رفع رأسه يتأمل محياها الرقيق .. هل عرفتني سيدتي ..
رفعت هي الأخرى رأسها .. ولاحت قطرات من الدموع تسيل على خديها ...
وما بين الدمع ونشيجة ... وانين الروح .. ودقة القلب قالت ..
عشرون عاما خلف النافذة .. وعيوني على الطريق.
كيف انسى ..