المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العفو عند المقدرة


أنيسة
01-06-2011, 17:11
http://www.fpnp.net/bedata/image/232x200/NDY0ODg=.jpg






لقد كانت تربية القرآن الكريم للمؤمنين تربية رائعة عالية، تمد أنظار الإنسان إلى علم المثال الطيب النظيف وتوقفه على أرض الواقع الصلبة، فكانت بذلك تربية مثالية واقعية، يتربى عليها المسلم في صلته بربه -تبارك وتعالى-، وفي صلته بنفسه، وفي صلته بالناس من حوله، وفي أدائه للعبادات وقيامه بالمعاملات، -وخضوعه للعادات، وفي كل مظهر من مظاهر حياته.

ولنأخذ مثالًا ذلك: إن الإسلام يدعو إلى العدالة الشاملة الكاملة فيرغب الناس بذلك في المثالية التي يسعى إليها: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: 90]، ويدعو إلى العفو والتسامح: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}[البقرة: 237]، {وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا}[الإسراء: 33].

ولكنه في الوقت نفسه لا يهمل الجانب الواقعي الذي فطر عليه الإنسان، وهو حب الانتصار للنفس إذا ما وقع عليها الاعتداء، وإلا فإنه يدعو إلى مثالية خيالية لا طاقة للنفس البشرية بها، ولذلك كانت مشروعية القصاص: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}[البقرة: 179]، إنها ليست دعوة إلى القصاص فحسب دون عفو، ولا دعوة إلى العفو دون إقرار حق القصاص، وإنما شرع الله -تعالى- الأمرين معًا، ها أنت على عدل وحق لو طالبت بالقصاص من المعتدي، وها أنت على فضل عندما تعفو وتصفح.

تربية الضمير: ولقد ارتفع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى مستوى رائع عندما أرشدهم إلى هذا وترك الإنسان لضميره المؤمن ووجدانه الحي، يستفتيه في كل ما يعمل وما يترك، فقد قال -عليه الصلاة والسلام-:«إنكم تختصمون إليّ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن (أقوى) بحجته من بعض، فأقضي له على نحو مما أسمع منه، فمن قطعت له من حق أخيه شيئا، فلا يأخذه، فإنما أقطع له به قطعة من النار»[1].

أرأيت إلى هذه التربية الوجدانية والتهذيب الخلقي للفرد؛ إنها لا تكتفي بوسائل الإثبات المادية، ولكنها تعود بالمرء إلى ضميره، فلعل أحد الخصمين يكون أقوى حجة من أخيه الذي يخاصمه فيحاجه بالكلام يخصمه بما قدم، ولكنه ليس على حق... فليحذر، فإنما هي قطعة من نار... وحكم الحاكم لا يحل الحرام ولا يحرم الحلال .

م/ن للأمانة

أفرآح حيزيرآن
06-06-2011, 18:18
,’

التسآمح خلق سآم لطآلمآ دعى إليه الدين الإسلآمي ’
فوفقنآ الله إلى ترسيخ هذه الصفة في نفوسنآ ،
و جزآكِ الفردوس الأعلى أخية على هذآ الانتقىء الرآئع =)

أنيسة
13-06-2011, 14:31
بارك الله فيك أختي التحفونة أفراح على مرورك الرائع و ردك الجميل
تسلمي ربي يخليك و يجازيك خير الجزاء

بطوش
13-06-2011, 16:32
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنْ الْخَيْرِ شَيْءٌ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا مُوسِرًا وَكَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ وَكَانَ يَأْمُرُ غِلْمَانَهُ أَنْ يَتَجَاوَزُوا عَنْ الْمُعْسِرِ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ تَجَاوَزُوا عَنْهُ". أخرجه أحمدقال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي": (إِلَّا أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا مُوسِرًا ) أَيْ غَنِيًّا ذَا مَالٍ (يُخَالِطُ النَّاسَ) أَيْ يُعَامِلُ النَّاسَ بِالْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ (أَنْ يَتَجَاوَزُوا عَنْ الْمُعْسِرِ) أَيْ الْفَقِيرِ أَيْ يَتَسَامَحُوا فِي الِاقْتِضَاءِ وَالِاسْتِيفَاءِ وَقَبُولِ مَا فِيهِ نَقْصٌ يَسِيرٌ (بِذَلِكَ) أَيْ بِالتَّجَاوُزِ (تَجَاوَزُوا عَنْهُ) أَيْ تَسَامَحُوا عَنْهُ
بارك الله فيك اختي انيسه

أنيسة
13-06-2011, 18:28
يعيشك و يخليك أخي الغالي بطوش أسعدني مرورك الرائع
بارك الله فيك جزاك الله خير الجزاء

كامل السوالقة
13-06-2011, 18:43
مشاء الله عيكي اختي الباهيه ربي يحميك ويحرسك ويحفظك بحروفك الراقيه
تربية الضمير: ولقد ارتفع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى مستوى رائع عندما أرشدهم إلى هذا وترك الإنسان لضميره المؤمن ووجدانه الحي، يستفتيه في كل ما يعمل وما يترك، فقد قال -عليه الصلاة والسلام-:«إنكم تختصمون إليّ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن (أقوى) بحجته من بعض، فأقضي له على نحو مما أسمع منه، فمن قطعت له من حق أخيه شيئا، فلا يأخذه، فإنما أقطع له به قطعة من النار»[1].

أنيسة
13-06-2011, 18:59
يعيشك و يخليك و يسعدك أخي الغالي و سيدي الفاضل كامل
كل الشكر و التقدير لشخصكم الطيب الكريم على مرورك الجميل و ردودك الرائعة
بارك الله فيك أخي الطيوب جزاك الله الجنة

كامل السوالقة
13-06-2011, 19:23
وجزاك الله الجنه
يا رب
اللهم احفظ اختي بحروفها الراقيه
دمتي بود اختي الكريمه الباهيه برشاء الك على الردود

أنيسة
14-06-2011, 15:05
يعيشك أخي الغالي كامل ما اروعك و ما اروع ردودك الراقية رقة قلبك الطيوب الصادق النقي