المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حتى يعود الاحترام للوالدين


بطوش
10-05-2011, 22:24
حتى يعود الاحترام للوالدين


بالرغم من التطور الهائل، الحاصل في العالم، نتيجة الاختراعاتوالإنجازات العلمية، حول العالم، إلا أنها أهملت مفاهيم أساسية، تتميز ببساطتهاوأهميتها، وتأتي أهمية المفاهيم: من كونها أساساِ لتعامل الناس مع بعضهم البعض،وعند اختلال أحد هذه المفاهيم، عن طريق عدم فهمها أو عدم تقديرها، ينشأ عنه مشاكلعدة: في الاستيعاب أو التطبيق الخاطئ، ومن هذه المفاهيم: الاحترام. لقد فقدالاحترام أهميته على مر الزمن، وتوالت الأخطاء، وانقلب حاله، فأصبحت قلة الاحترامصواباً، وقول الحق هو الباطل، وللاحترام أبواب كثيرة ومن ذلك احترام الوالدين، لأن السبب الرئيسي لفقدان الاحترام هو: تفكك الأسرة،فهي النواة الأساسية لتكوين المجتمع والقائمة الأولى لبنائه.
ولا شك كل ما في هذا الوجود .. الذرة والكواكب والنبات وظواهر الطبيعة تسير وفق قانون ونظام .. ومثلها الحياة البشرية، فهي لا يمكن أن تسير بشكل طبيعي وسليم، ما لم يكن هناك قانون ونظام .. فكل شيء في مجتمعنا بحاجة إلى نظام .. المؤسسات والشركات ودوائر الدولة والمنظمات ... إلخ
والأسرة مؤسسة مهمة من مؤسسات المجتمع، فهي تحتاج إلى قانون ينظم الحياة فيها، والعلاقات بين أفرادها .. وهذا ما فعلته الشريعة الإسلامية، فحددت الحقوق والواجبات .. وكما نعرف فإن من نظام الدوائر أن تكون لها إدارة، ومدير يديرها، ويطبق القانون فيها .

وطبيعة الحياة في الأسرة تجعل من الأب قائداً للأسرة ومسؤولاً عنها. ولذلك جعل الله للأب الولاية على أبنائه الصغار غير البالغين، وكلّفه بالنفقة عليهم وبتربيتهم ، كما كلفه بالنفقة على زوجته وتحمل مسؤوليات الأسرة . لذا فمسؤولية الأب تكبر مسؤوليات الآخرين في الأسرة .. ومن هنا فقد أمر الله الأبناء باحترام الوالدين وبطاعتهما ما زالا يوجهان الأبناء لحفظ مصالحهم .

فالآباء يشعرون باهتمام كبير، وحرص شديد على أبنائهم ، ويسعون بكل جهد مستطاع لتحقيق مصالحهم، فهم يريدون لهم كل خير يحقق لهم السعادة والسرور وفي كل المجالات ولا يألون جهدا في ذلك ولو كلفهم هذا الأمر الكثير . إذ أن الآباء يشعرون بكل إحساسهم ووجدانهم أن أبنائهم يمثلون وجودهم وشخصيتهم، وهم مشروع حياتهم .. ومن هنا فقد بذلوا من الجهد والمال والتعب والعناء ما لا يستطيع الأبناء تعويضه .. وما لا يستطيعون هم استرجاعه .. لذلك يشعرون بالألم والإحباط عندما يرون أبنائهم قد فشلوا وأخفقوا في حياتهم . بينما يشعرون بالسرور والارتياح والإحساس بالنجاح في حياتهم، إذا ما تحقق لأبنائهم التفوق والنجاح في حياتهم .

لذلك نجد الآباء بالألم والأسى وربما يعمدون إلى المحاسبة إذا ما ارتكب الأبناء سلوكا سيئا غير محمود
فالسلوك السيئ يكشف عن سقوط الشخصية، ويصور للآخرين أن هذا الإنسان السيئ قد نشأ في أسرة سيئة، مما تنعكس آثاره المخجلة على الأبوين.

تلك هي مشاعر الآباء وأحاسيسهم تجاه أبنائهم، قد لا يفهمها الأبناء .. فتحدث المشاكل، وتسوء العلاقة أحياناً بين الأبناء والآباء، لذا فإن فهم الأبناء لمشاعر الآباء والأمهات تجاههم، يحل كثيراً من المشاكل، ويبني روح التفاهم ويعمق المحبة .. ويجعل الأبناء يتفهمون غضب الآباء والأمهات من هذه السلوكيات السيئة، فيحرصون على احترام مشاعر والديهم.
إن بناء الأسرة السعيدة، هو بناء أخلاقي ومادي معاً، وأن السعادة تتحقق في القضايا الأخلاقية قبل المادية . فهناك أسساً للعلاقة السليمة بين الأبناء والآباء والأمهات التي تضمن السعادة و الرضى للجميع . إذ أن حاجة أفراد الأسرة إلى الحب والاحترام المتبادل، كحاجة النبات إلى ضوء الشمس .. وبالحب والاحترام جاءت الرسالة الإسلامية وبنت الحياة على أساسها .. فشخصية الإنسان تترعرع وتنمو وتتكامل في ظل الحب والاحترام .. وتحت كابوس الكراهية والإهانة تقتل الشخصية، وتذهب قيمة الفرد، وتموت مشاعره النبيلة. لذا نجد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يوضح أن حقيقة الإسلام هي الحب، جاء ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم ( وهل الدين إلا الحب ).

وانطلاقاً من هذا الأساس، حثّ الآباء على حب الأبناء، والعناية بهم .. وحثّ الأبناء على حب الآباء، والبر بهم، والإحسان إليهم .. فالأبناء يستطيعون أن يتعاملوا بشكل سليم مع آبائهم إذا فهموا فضل الأبوين في التنشئة والتربية،ولا شك بأن منح الحب والإخلاص. وشكر المحسن، والاعتراف بفضله، ورد الجميل إليه .. صفة أخلاقية رفيعة .

وعندما تتحرك مشاعر الأبناء ووجدانهم على أساس من هذه القاعدة الأخلاقية ـ مقابلة الإحسان بالإحسان ـ يشعر الأبناء بأنهم مدينون للآباء، حتى فيما يتضايقون منه من نصائح وإرشادات ومحاسبة، أو انفعال وغضب لأجل الأبناء .. فإن مبعث ذلك في نفس الأبوين هو الحب والحرص .. وليس المقصود منه عدم احترام شخصية الأبناء ، أو مصادرة حريته أو المن عليه .. فإن الآباء يؤدون واجبهم مسرورين تجاه أبنائهم .. وإذاً فعلى الأبناء أن يؤدوا الواجب مسرورين تجاه آبائهم.

وكما تقوم العلاقة بين الأبناء والآباء على أسس الحب والاحترام، فإنها تقوم كذلك على أسس مادية. فالأبناء يعتمدون على آبائهم في حياتهم المادية إذ يشعرون خلال هذه الفترة بالارتباط النفسي والمادي بالآباء .. وكثيراً ما يحدث التوتر في العلاقات بسبب المشاكل المادية .. بسبب الشح والمنّ الذي يصدر عن بعض الآباء ، وعدم تقدير ظروف الآباء المادية من قبل الأبناء، أو بسبب الاتكالية واستمرار الاعتماد على الآباء مادياً، حتى مع القدرة على العمل ..

ومسؤولية حل مثل هذه الإشكالات تقع على الطرفين .. فالأبناء مسؤولونعن تقدير ظروف آبائهم المادية، والآباء مسؤولون عن التعامل المادي والأدبي مع الأبناء بالإحسان والمعروف، والتوجيه البناء، والابتعاد عن عبارات الإساءة، وجرح المشاعر.

إن الإحساس باستقلال شخصية الأبناء عن الآباء حق طبيعي للأبناء .. فالإنسان تكتمل شخصيته، وتنضج في سن البلوغ، فيصبح مكلفاً شرعاً .. وبالتكليف تستقل شخصيته عن والديه، ولكن تبقى بحاجة إلى الإرشاد والتجربة والنصح والتوجيه، حتى تكتمل معلوماته وخبراته الذاتية. كما يبقى في كثير من الأحيان بحاجة إلى الرعاية المادية والاجتماعية التي يقدمها له أبواه حتى يستقل بتوفير حاجته المادية..

إن حُسن التصرف المادي من الأبناء يدل على نضج الشخصية، وسلامة الشعور، واحترام جهود الأبوين. وإذا كان الأب ليس مسؤولاً من الناحية الشرعية عن النفقة المادية على الأبناء بعد سن البلوغ، فان الارتباط العاطفي والوجداني، وإحسان الأبوين وحبهما للأبناء ، وحرصهما على سعادتهما تبقى ما دامت العلاقة بينهما . فالعلاقة مع الأبوين علاقة وجدانية وأخلاقية وعبادية، ومسؤولية أمام الله والوجدان والمجتمع. ولكل من الأبناء حقوق على آبائهم، كما على الآباء حقوق على أبنائهم. ويزداد حق الأبوين أهمية عندما يكبرا، أو يعجزا عن العمل، والقيام بشؤونهما الشخصية .. وفي هذه الحالة تزداد أهمية البر والإحسان بالأبوين ..

إن الصوت الهادئ، وكلمة الاحترام، والابتسامة الوديعة، عند الحديث مع الأبوين .. تجعل من الابناء شخصية تستحق الاحترام، ومرضاة الله سبحانه .. وليس من خُلق الإنسان الذي يحترم نفسه، ويتصف بالخُلق الرفيع أن يرفع صوته بوجه والديه، أو يطلق عبارات الانفعال والغضب عليهما، أو يسيء أدب الحوار والتفاهم معهما .. (ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما)، (وقل لهما قولاً كريماً) ..
ولنطمئن أن الأبناء مهما وهبوا آباءهم من مشاعر الحب والاحترام فإن قلب الأبوين أوسع حباً، وأكثر حناناً.
ولكن السؤال المطروح والذي يصرخ عاليا ما الذي جرى ؟ ولماذا انكفأت الأوقات وتراجعت عن قيم المحبة والنبل والإنسانية؟ كيف تخلى البشر عن جوهر الحق والخير حتى تحول الأمر إلى عقوق لأقرب الناس، وجحود لمن جعلهم الله سببا في وجودنا على ظهر الحياة الدنيا؟ أسئلة كثيرة موجعة تنكأ جراحات الواقع وتفتح نافذة الألم، والإجابة عنها أشد إيلاما فالعين الراصدة لانكفاء مجتمعاتنا وتدهور علاقاتنا يجد أن الكثير من الظواهر السلبية بدأت تتنامى وتأخذ شكل سمات مميزة، ومن ذلك عقوق الأبناء لوالديهم والإساءة المتكررة من بعض أبناء الجيل الصاعد لرمز المحبة والحنين وواحة الأمان، والشاهد إن احترام الأبناء لآبائهم بدأ يقل تدريجيا عن ذي قبل في ظل التأثر بالعادات والتقاليد الدخيلة على مجتمعاتنا وقيمنا الأصيلة ورحم الله زمانا كان فيه الأبناء يضعون آباءهم في قلوبهم ويجلونهم بصورة تصل إلى أعلى درجة من الاحترام لكن الأيام تغيرت وانقلبت الأحوال والأخلاقيات رأسا على عقب حتى أضحى العقوق مستساغا وشيئا مألوفا وظاهرة متكررة، وليس أدل على ذلك من وجود الكثير من القضايا في المحاكم رفعها آباء معتدى عليهم من قبل فلذات أكبادهم والحياة الواقعية زاخرة بقصص الإساءة إلى الوالدين مما يدق ناقوس الخطر إلى ضرورة الالتفات إلى اضمحلال واقع روابطنا وتدهور الأحوال الاجتماعية، فبدلا من تماسك الأسرة واحترام الوالدين وبلورة الولاء والطاعة سلوكا قويما وبرا وإحسانا، فإن حدة العقوق تتصاعد إلى ما يشبه صرخة الآباء في وجه العقوق التي تنكأ الجراحات..
ولكن ما أسباب تنامي ظاهرة عقوق الأبناء لوالديهم؟ هل هو التفكك الأسري وغياب القيم الاجتماعية والإنسانية النبيلة؟ أم طبيعة العصر التي جارت على قيم النبل والاحترام .
لقد اختلف مفهوم الاحترام والتقدير للوالدين، طبقاً: لنوع وطريقة التربية،ونوعية الطبقة الاجتماعية، والطبقة الفكرية ، ففيالماضي: كان إذا تحدث الأب، انقاد له الجميع ، لأنهالقدوة، وهو قائد الأسرة، أما الآن: فإذا تحدث الأب، يقاطع حديثه، ولا ينصت لكلامهلنهايته ولا ينفذ ، وهذا مع نبرة الصوت العالي، من قبل الأبناء تجاه آبائهم، بحجةالنقاش الحضاري، الذي في نهايته، لا ينفذ الابن إلا ما يريده، فإلى أي مستوى من الأخلاق أوصلتنا هذه النفوس؟
لذلك إذا أردنا أن نعيد الاحترام، علينا أن نعود للهدي النبوي الذي يقرر فيه عليه أفضل الصلاة والسلام (ليس منا من لم يحترم صغيرنا ولم يوقركبيرنا)، وإعطاء كل ذي حق حقه، وفهم أساس هذه المفاهيم، التي تصب بنهر واحد وهو: التربية. ولكي نعيد الاحترام إلى مكانته في مجتمعاتنا علينا الرجوع للأصالةوالشريعة السمحة وبالتجديد والحداثة في ضوء رسالة الإسلام الغراء.
ولعلي اهمس في أذن كل أب وأم موجها النداء حتى نكون من الإنصاف بمكان وقبل الختام بضرورة التوجه إلى ذواتهم حتى يكتشفوا مواطن النقص والخلل سواء ما كان في السلوك أو الأخلاق أو في طرق التعامل مع الأبناء فلعلنا نكون نحن الذين نرسم لوحة عقوق أبنائنا لنا وعدم احترامهم وتقديرهم لنا ونحن لا ندري . ومن هنا فإن الوالدين مطالبان

-1 معاملة أبنائهم بكل احترام وتقدير.

-2محاورتهم بكل أدب فاحترام آراء الأبناء وسماعهم والتحاور معهم وإقناعهم هو السبيل للتربية الصالحة، أما أن يكون الآباء والأمهات ملائكة لا يخطئون، فهذا هو الخطأ بعينه،

-3 فهم أفكارهم وأحاسيسهم ومشاعرهم ... انطلاقا من رؤيتهمأي الأبناء لا من رؤية الكبار ، فما يبدو لهذين الوالدين تافها قد يكون في نظرأبنائهم مهما .

-4 إشراك الأبناء في أمور وحياة الأسرة بالاستشارة ، وأخذ رأيهمفي بعض القضايا إشعارا لهم بأهميتهم داخل الأسرة .

-5المرونة في التعامل معهممع مراعاة نموهم السريع الذي يطبع سن الطفولة.

-6 إبعادهم عن جو الاختلافوالمشاجرات الزوجية التي قد تسبب لهم معاناة أليمة يكبتونها عادة بداخلهم ... ولايشك عاقل في تأثيرها السلبي على سلوكياتهم ومستقبلهم الدراسي والنفسي والاجتماعي.
-7 الاستماع إلى الأبناء متى ما رغبوا في الحديث والكلام مع الوالدينوالجلوس على هيئة تناسب مستوياتهم . ولننطلق دوما من قناعة وعلم بأننا نتعامل معإنسان ذي مشاعر وإحساسات ... لابد من مراعاتها كما نحب أن تراعي مشاعرنا لينشأأطفالنا على احترام الآخرين .. ومن شب على شيء شاب عليه ‍‍!!

محارة الاردن
11-05-2011, 15:52
نعيش في حياتنا كل يوم الف قصه من العقوق للوالدين
نسمع كل يوم حكاية لابن عاق او ابنه لا تذكر لوالديها اي معروف
الله الله كم اوصى الاسلام بالوالدين
عزيزي بطوش يمكن بطبيعة عملي تعاملت مع كثير من الحكايات
ومع كثير من دور المسنين ممن تخلى عنهم الابناء
ومع من يحضرن شاكيات باكيات من سوء معاملة الابناء وعدم سماعهم واحترامهم
للوالدين ولا يرى نعمة الوالدين ووجودهما في الحياة الا من فقدهما ليفقد معهما اي معنى للحياة
اسالني انا كيف هي الحياة بعد الوالدين ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
ربي ارحم امي وابي وادخلخما مدخل صدق مع الصديقين بموتهما اغلق باب من ابواب الرحمه
دمت اخي ودام وجودك وحضورك الله لايحرمني منك ولا من حرفك يا غالي

بطوش
11-05-2011, 19:10
الغاليه محار دائماً تسعفيني وتزيدي من معنوياتي
نعم رحم الله ابائنا وامهاتنا وفعلاً الابن او البنت
لايحس بوجود والديه الا عندما يفتقدهم ولا يحس بطعم الحياة الا بوجودهم
انا فقدت امي وابي وعندما اسمع احد ينادي على امه ( يمه )
اتمنا ان اعود طفلاً ولا اعرف الا امي ولكن ما وصلو اليه سنصل
رحمهم الله وغفر لهم وامد الله في عمرك وتسلمي ياغاليه

أنيسة
11-05-2011, 20:46
أخي الغالي بطوش جزاك الله كل الخير و جعل ما قدمت في موازين حسناتك
موضوع قيّم يعطيك الصحة و العافية و رحم الله والديك و رحم الله أمي و جميع المسلمين و المسلمات و جعل الجنة مثواهم
اللهم ارضيهم علينا في الدنيا و الآخرة

شذى الورد
11-05-2011, 20:47
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

بطوش
12-05-2011, 12:44
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .