كامل السوالقة
16-04-2011, 08:41
ثالوث صناعة النفوذ الإيراني في المنطقة لم يعد سرا. السر هو طريقة العمل والتنفيذ.
ميدل ايست أونلاين
بقلم: محمد صالح السبتي
نحن في غنى عن بيان مدى التقارب الايراني مع تنظيم الاخوان المسلمين لأنه أصبح علنيا وقد أكده الطرفان. بل يتباهى به الاخوان المسلمون في أكثر من تصريح. وسنتناول في مقال لاحق تصريحات الاخوان المسلمين في هذا السياق.
كما أننا لا نحتاج الى كثير عناء في تبيان دور متطرفي الشيعة حتى من مواطنين دول الخليج في تنفيذ أجندات ايران التخريبية وتقديم ولائهم الكامل لها، لأن هذا أصبح من الثوابت التي لا تقبل الجدل. فالالتقاء بين ايران وحركة الاخوان المسلمين ليس التقاءً فكرياً فقط، بل إن دعم ايران لهم مادياً ومعنوياً والتخطيط المشترك صارا من الحقائق وقامت عليه الشواهد في كل مكان.
لكن السؤال المهم هنا: ما هو هدف هذا التقارب والالتقاء والدعم؟
من المؤكد أن هذا الثالوث التقى على أهداف محددة هي رغبة ايران في التمدد وفرض هيمنتها السياسية ونشر مبادئها. والاخوان المسلمين – كما هو معلن – يسعون الى كرسي الحكم في كل الدول التي لهم فيها تنظيم ويؤمنون بالتحرك الثوري في سبيل تحقيق أهدافهم هذه ويسعون الى إقامة دولة إسلامية، وإن كنت لا أفهم الى الآن ماهية الدولة الاسلامية التي ينادي بها الاخوان منذ قيامهم وأظنهم - بل أعتقد جازماً - أنهم لا يفهمون هذا أيضاً. فقد وجد الاخوان ضالتهم وسندهم المادي والمعنوي في ايران لتحقيق مآربهم تلك. أما متطرفو الشيعة فيدينون بولائهم الكامل لملاليهم في ايران وليس بينهم وبين الاوطان التي يقيمون فيها ويستحصلون على مواطنتها أي ارتباط، حتى الارتباط العاطفي والولائي، بل أن أرواحهم وأفكارهم معلقة باستار كعبتهم الايرانية.
هذه الأهداف التي ذكرنا ليست سراً بل هي معلنة من قبل أصحابها. لكن السر هو طريقة التحرك.
يقوم هذا الثالوث على الاختباء تحت غطاء المناداة بالحريات وتحقيق العدالة وقمع الظلم ومحاربة الفساد. كما يقوم في مناحٍ أخرى بالاختباء تحت نظرية المظلومية الواقعة على الشيعة وفي أنهم مضطهدون ومحاربون من المجتمع كما يخيل لهم فكرهم المريض.
لايران، مثلاً، صراع قديم مع مصر. ونهجت ايران على تغطية هذا الصراع بلباس غيرتها على القدس وحفاظها عليها. لكن الحقيقة هي أنها كانت راغبة في تهميش دور مصر الريادي في المنطقة لكي تتسلم ايران هذا الدور، لذا حرصت على معاداة مصر علنا ومحاولة إزاحة النظام فيها. ووجدت في الاخوان هناك يدا فتاكة تحقق من خلالهم أهدافها. وفي ما يسمى "ثورة الشباب" هناك، كان لايران والاخوان الدور الأكبر في إسقاط النظام أخيراً. إذ أنه من غير المعقول ولا المقبول أن يتحرك قرابة 10 ملايين شخص في دولة مثل مصر دون أن يكون هناك تنظيم لهم أو لأغلبهم ودون أن يكون هناك دعم مادي لهذا التحرك. وفي ثقافتنا العربية اعتدنا لو اجتمع عشرة أشخاص فمن الممكن أن يخرجوا بـ 15 رأيا... فكيف اتفق هؤلاء؟
ولهذا وبعد سقوط الحكم في مصر مباشرة ذهب كمال الهلباوي مندوباً للاخوان المسلمين الى ايران وقابل مرشد الجمهورية وشكره على دعمه للثورة في مصر كما هو منشور ومسجل.
لمتطرفي الشيعة منهج غريب جداً. إنهم يستوطنون الدول ويعيشون فيها ويلتحفون سماءها ويتوسدون ترابها لكن قلوبهم تبقى معلقة في ايران.
يعيشون دائماً نظرية أنهم مظلومون ومهضومة حقوقهم. وفي أحداث البحرين الأخيرة سعى شيعتها المتطرفون وبلهجة ايرانية تظهر على كلامهم لاسقاط النظام علناً متسترين بستار البحث عن العدالة والحريات وكأن ايران التي يتبعون لها تعيش هذه العدالة أو الحرية.
في الكويت مثلاً انبرى الشيعة المتطرفون لمنع إرسال قوات من درع الجزيرة الى البحرين تضامناً مع مطالب حلفائهم هناك وكأن الدعوى لسقوط النظام عندهم مقبولة. في ثمانينيات القرن الماضي وأثناء الحرب العراقية الايرانية وقف السيد المهري – وهو كويتي – في احدى مساجد منطقة سلوى ولبس كفناً وتهجم على النظام وطالب باسقاطه، ليس لشيء إلا لدعم الكويت للعراق صداً للتوسع الايراني المعلن ورغبتها في تصدير الثورة. أما عبدالحسن غضنفري – كويتي – فقبض عليه في مكة حين أراد تفجير بعض المواقع أثناء موسم الحج وقت كانت ايران في أشد حالات عدائها للسعودية بسبب موقفها من الحرب العراقية الايرانية وقبض معه على مواطنين سعوديين أيضاً.
هذه بعض الأمثلة من حالات كثيرة جداً تبين مدى الخلل في مفهوم المواطنة عند هؤلاء وكيف يحققون أهداف ايران في دولهم.
باختصار... ايران تريد السيطرة اما سياسياً أو فعلياً على دول الخليج وبعض الدول الأخرى. تقاطعت مصالحها تلك مع حركة الاخوان المسلمين والتقيا على تحقيق هذه الأهداف. والشيعة المتطرفون هم الجناح الآخر للتحرك الايراني لنشر الفوضى في البلاد وإسقاط الأنظمة الحاكمة وتغلغل الفكر الايراني
ميدل ايست أونلاين
بقلم: محمد صالح السبتي
نحن في غنى عن بيان مدى التقارب الايراني مع تنظيم الاخوان المسلمين لأنه أصبح علنيا وقد أكده الطرفان. بل يتباهى به الاخوان المسلمون في أكثر من تصريح. وسنتناول في مقال لاحق تصريحات الاخوان المسلمين في هذا السياق.
كما أننا لا نحتاج الى كثير عناء في تبيان دور متطرفي الشيعة حتى من مواطنين دول الخليج في تنفيذ أجندات ايران التخريبية وتقديم ولائهم الكامل لها، لأن هذا أصبح من الثوابت التي لا تقبل الجدل. فالالتقاء بين ايران وحركة الاخوان المسلمين ليس التقاءً فكرياً فقط، بل إن دعم ايران لهم مادياً ومعنوياً والتخطيط المشترك صارا من الحقائق وقامت عليه الشواهد في كل مكان.
لكن السؤال المهم هنا: ما هو هدف هذا التقارب والالتقاء والدعم؟
من المؤكد أن هذا الثالوث التقى على أهداف محددة هي رغبة ايران في التمدد وفرض هيمنتها السياسية ونشر مبادئها. والاخوان المسلمين – كما هو معلن – يسعون الى كرسي الحكم في كل الدول التي لهم فيها تنظيم ويؤمنون بالتحرك الثوري في سبيل تحقيق أهدافهم هذه ويسعون الى إقامة دولة إسلامية، وإن كنت لا أفهم الى الآن ماهية الدولة الاسلامية التي ينادي بها الاخوان منذ قيامهم وأظنهم - بل أعتقد جازماً - أنهم لا يفهمون هذا أيضاً. فقد وجد الاخوان ضالتهم وسندهم المادي والمعنوي في ايران لتحقيق مآربهم تلك. أما متطرفو الشيعة فيدينون بولائهم الكامل لملاليهم في ايران وليس بينهم وبين الاوطان التي يقيمون فيها ويستحصلون على مواطنتها أي ارتباط، حتى الارتباط العاطفي والولائي، بل أن أرواحهم وأفكارهم معلقة باستار كعبتهم الايرانية.
هذه الأهداف التي ذكرنا ليست سراً بل هي معلنة من قبل أصحابها. لكن السر هو طريقة التحرك.
يقوم هذا الثالوث على الاختباء تحت غطاء المناداة بالحريات وتحقيق العدالة وقمع الظلم ومحاربة الفساد. كما يقوم في مناحٍ أخرى بالاختباء تحت نظرية المظلومية الواقعة على الشيعة وفي أنهم مضطهدون ومحاربون من المجتمع كما يخيل لهم فكرهم المريض.
لايران، مثلاً، صراع قديم مع مصر. ونهجت ايران على تغطية هذا الصراع بلباس غيرتها على القدس وحفاظها عليها. لكن الحقيقة هي أنها كانت راغبة في تهميش دور مصر الريادي في المنطقة لكي تتسلم ايران هذا الدور، لذا حرصت على معاداة مصر علنا ومحاولة إزاحة النظام فيها. ووجدت في الاخوان هناك يدا فتاكة تحقق من خلالهم أهدافها. وفي ما يسمى "ثورة الشباب" هناك، كان لايران والاخوان الدور الأكبر في إسقاط النظام أخيراً. إذ أنه من غير المعقول ولا المقبول أن يتحرك قرابة 10 ملايين شخص في دولة مثل مصر دون أن يكون هناك تنظيم لهم أو لأغلبهم ودون أن يكون هناك دعم مادي لهذا التحرك. وفي ثقافتنا العربية اعتدنا لو اجتمع عشرة أشخاص فمن الممكن أن يخرجوا بـ 15 رأيا... فكيف اتفق هؤلاء؟
ولهذا وبعد سقوط الحكم في مصر مباشرة ذهب كمال الهلباوي مندوباً للاخوان المسلمين الى ايران وقابل مرشد الجمهورية وشكره على دعمه للثورة في مصر كما هو منشور ومسجل.
لمتطرفي الشيعة منهج غريب جداً. إنهم يستوطنون الدول ويعيشون فيها ويلتحفون سماءها ويتوسدون ترابها لكن قلوبهم تبقى معلقة في ايران.
يعيشون دائماً نظرية أنهم مظلومون ومهضومة حقوقهم. وفي أحداث البحرين الأخيرة سعى شيعتها المتطرفون وبلهجة ايرانية تظهر على كلامهم لاسقاط النظام علناً متسترين بستار البحث عن العدالة والحريات وكأن ايران التي يتبعون لها تعيش هذه العدالة أو الحرية.
في الكويت مثلاً انبرى الشيعة المتطرفون لمنع إرسال قوات من درع الجزيرة الى البحرين تضامناً مع مطالب حلفائهم هناك وكأن الدعوى لسقوط النظام عندهم مقبولة. في ثمانينيات القرن الماضي وأثناء الحرب العراقية الايرانية وقف السيد المهري – وهو كويتي – في احدى مساجد منطقة سلوى ولبس كفناً وتهجم على النظام وطالب باسقاطه، ليس لشيء إلا لدعم الكويت للعراق صداً للتوسع الايراني المعلن ورغبتها في تصدير الثورة. أما عبدالحسن غضنفري – كويتي – فقبض عليه في مكة حين أراد تفجير بعض المواقع أثناء موسم الحج وقت كانت ايران في أشد حالات عدائها للسعودية بسبب موقفها من الحرب العراقية الايرانية وقبض معه على مواطنين سعوديين أيضاً.
هذه بعض الأمثلة من حالات كثيرة جداً تبين مدى الخلل في مفهوم المواطنة عند هؤلاء وكيف يحققون أهداف ايران في دولهم.
باختصار... ايران تريد السيطرة اما سياسياً أو فعلياً على دول الخليج وبعض الدول الأخرى. تقاطعت مصالحها تلك مع حركة الاخوان المسلمين والتقيا على تحقيق هذه الأهداف. والشيعة المتطرفون هم الجناح الآخر للتحرك الايراني لنشر الفوضى في البلاد وإسقاط الأنظمة الحاكمة وتغلغل الفكر الايراني