ابو قنوة
11-04-2011, 21:05
العقبة والخردة والذوق .
انحرفت الهبيانة ماركة دايو ذات اللون الأخضر ووقفت بانحراف شبة تام في وسط الشارع للتناول راكب تقله من وسط البلد إلى العالمية .. بنصف دينار سائق تلك الهبيانة مستعدا أن يشطبك من سجلات الأحوال المدنية ..ويدخلك سجل الأموات .. لا لشيء إلا لأنه يسرح ويمرح دون رقيب في شوارع المدينة.. كيف شاء .. كيف لا ولا يوجد شبرا واحد من الدايو إلا به طعنة من بك أب أو ضربة من حاوية أو كشطة من طنبور.
تفكر حينا وتعتقد أن هنالك تاجرا محترما في مدينة العقبة .. تبحث كثيرا .. احدهم باع زجاجة الماء بدينار وربع .. أي بخمسة أمثال سعرها لا لشيء أيضا إلا لان المشتري سائح أجنبي .. أو كافر .. والتاجر تكاد الدمامل تخرج من جبهته من اثر السجود..وتقبح الإدبار وحين يختفي هاولاء الكفرة السياح من الشوارع تجد هذا التاجر المؤمن يشكو الأمة ويبث حزنه على انقطاع السياحة .. أو انقطاع النهب اليومي للناس .
يأتون من كل حدب وصوب ..قالوا أنها سياحة داخلية .. أو سياحة محمص الشعب والكاشو وكراتين الموز وعلب العصير راني .ومخالفات الخط الصحراوي .. الشوارع تغص بالعراة أو إنصاف العراة الذين جاءوا من كل الفيافي .. وقد اعتقدوا أنهم على شواطئ نيس فتعروا واسقطوا أسمالهم أرضا وبردت وجوههم رغم حر الصيف هنا ...
نساء تتمايل وأطفال يصرخون ورجال بملابسهم الداخلية يحملون العاب منفوخة ..
يبولون في مداخل العمارات وعلى جزر الشوارع .. من اجل ماذا .. من اجل حفنة من الفستق .. وقرن موز طويل ..
روث الحمير والخيل والإبل يغطى أرصفة المكان .وبين هذا وذاك سائح داخلي افترش الرصيف واسند ذراعه على وسادة أكل عليها الدهر وسكر .
ومندوب صحفي ما قال يوم ما أن تسعين إلف زاروا العقبة خلال العطلة... تسعون إلف والفنادق خاوية على عروشها .. محمود الحجاج ..قال أن هذا المندوب كان على رأس بلطجية أشاوس .. اعتدوا على مسيرة قامت من أمام الجامع الكبير .. وقصفوا المكان بالحجارة .. والأحذية ... وسبوا الذات اللاهية ..والصحفي يهتف .. ويهتف ... وعشرون أزعر يحملونه على الأكتاف .. هذا سعد زغلول العقبة .. ولد من رحم الحذاء .
لا تكاد تغمض عينيك قليلا في فترة القيلولة حتى تبدأ بكبات باعة الحلقوم والغاز وتجار الخردة تتوارد حيث شارعك الهادئ .. الباحثون عن الغسالات المشطوبة وقطع الأثاث المهترئة .. وباعة الخضروات الذابلة يكادون يكونون صفا متواصل من النكد الذي يؤجج براسك نار تلتهب تصل حد قصفهم بالراجمات ...
تكاد أن تنفجر حين ترى بعض التافهون القادمون سياحة داخلية أيضا ... الذين يحدقون بمراقبات السير في شارع الكورنيش .. هاولاء الساقطون ... يعتقدون أن كل شيء هنا مباح لقلة الأدب .. التي أصبحت بطولة .. يفتخر بها مخنثوا شوارعنا .
قلة الذوق في العقبة سمة لا تراوح الشوارع .. فمن كل ما سبق لا تستغرب أن تجد سيارتين من السيارات الخضراء تمشي والكتف بالكتف وقد أغلقت الشارع كل هذا من اجل تبادل الحديث .. لا عليك البعض أو الجميع يبني بيوت الفرح أو العزاء في منتصف الشارع ..وعلى عينك يا تاجر .. و يراود نومك بمكبرات الصوت .. والألعاب النارية ..الممنوعة بالطبع وبأصوات الكلاشنكوف تغرد في سماء المدينة .. ويحدثونك عن الأمن ..
الأمن يكون في كل ما هو امن .. من الإزعاج والتحرش .. وحتى من روائح محطة رفع المجاري بمنطقة كمنسكي ..
أصحاب الكروش والملايين في العقبة لهم ميزة فريدة تختلف عن بقية صنفهم في أي مكان ..فهم هنا ورغم هذه المليارات إما جهلة أميون ..وإما قذرين وسخين تكاد تشفق عليهم وتهبهم ما في جيبك ..احدهم وهو بلا شك صديق لمدير موقع الحجاج ورغم ملايينه الخمسة ..كان لا ينقطع عن البحث في براميل النفايات عن علب فارغة ..
هاولاء أصحاب السحت والربا ..واكل مال الحرام .. حين يموتون لا يسعك إلا أن تبصق على قبورهم .. وها ولاء أيضا لا يلام أبنائهم أن احرقوا ملايين المرحوم في أيام معدودات على البارات والسيارات .. ا لأنهم عاشوا محرومين في ظل المرحوم الفقيد ..
الفقيد إياه بالطبع وحين تقرأه أسمة في صفحة الوفيات بجريد العرب اليوم التي تنشر الوفيات مجانا .. لا تذهل أن قرأت عند اسم المرحوم انه قضى عمره في إعمال البر والتقوى .. والتقوى دائما اقوي..
مفوضية العقبة العتيدة .. ومشاريعها الترميمية الفاشلة .. بدء من ترقيم البيوت والشوارع وانتهاء بطلاء البيوت باللون الصحراوي مرورا بحواجز وقضبان تلف الشوارع ومداخل بعض البيوت ..
تساقطت اللوحات الجديدة للشوارع .. كأوراق التوت .. وبقيت اللوحات الزرقاء القديمة رغم عشرات السنوات تطل عليك ببهاء ونقاء أناس عملوا يوما بصدق .
والعقبة التي جل جبالها اقرب إلى السواد ورمالها صفراء فاقع لونها لا تسر الناظرين لم تكن بحاجة إلى اللون الأصفر الصحراوي لطلاء المنازل ..البعض ممن كان يرغب ببناء حجري ابيض .. قام بطلاء الحجر باللون الأصفر ..حتى حين ..
وحتى حين تعني حتى اخذ إذن الإشغال وانصراف جباة المفوضية ومن ثم يقوم بغسل اللون الأصفر وتنظيف الحجر..
هل تصدق ان رسوم تصديق عقد الايجار اصبحت خمسة وستون دينار .. بخلاف كلفة احضار مخطط موقع ومخطط اراضي .. واحضار المؤجر والمستأجر .. صدق اذن .. واعلم ان نفس المعاملة ..كانت تتم سابقا من بلدية العقبة بديناران لاغير ..وبلا أي كلف اخرى .. صدق اذن .. ان دخلك ارتفع ثلاثة الاف مرة في عهد حكومة مفوضية العقبة . والعقبة هي المدينة الوحيدة في الشرق الاوسط والغرب الادنى التى لا بلدية لها .. واستفرد القادمون الجدد بالمدينة .
لا تضحك أنت في المكسيك ..ومكسيكو سيتى واحدة من أقذر مدن العالم وأكثرها تلوثا .. وجريمة ..وأكثر ما بها من بشاعة هو اللون الأخضر لسيارات التاكسي ..
أنت على وشك أن تمر بتجربة فريدة .. تاكسي اخضر في العقبة .. واسيجة وقضبان حديدية خضراء ..وبيوت صفراء ..وحجارة أرصفة بلون الرمل .. وبين الرمل وبين الماء على رأي طوني حنا.. هنالك أربعة ألاف موظف في مفوضيتنا العتيدة .. النصف منهم ومثله .. بلا عمل .. إلا والتدخين على إدراج مبنى المفوضية .. المفوضية التي أرهقت كل من هو هنا .. وألهبت نار الأسعار .. وأحالت العقبة إلى مستودع للخردة .. أصبحت خارج الزمن ...
انحرفت الهبيانة ماركة دايو ذات اللون الأخضر ووقفت بانحراف شبة تام في وسط الشارع للتناول راكب تقله من وسط البلد إلى العالمية .. بنصف دينار سائق تلك الهبيانة مستعدا أن يشطبك من سجلات الأحوال المدنية ..ويدخلك سجل الأموات .. لا لشيء إلا لأنه يسرح ويمرح دون رقيب في شوارع المدينة.. كيف شاء .. كيف لا ولا يوجد شبرا واحد من الدايو إلا به طعنة من بك أب أو ضربة من حاوية أو كشطة من طنبور.
تفكر حينا وتعتقد أن هنالك تاجرا محترما في مدينة العقبة .. تبحث كثيرا .. احدهم باع زجاجة الماء بدينار وربع .. أي بخمسة أمثال سعرها لا لشيء أيضا إلا لان المشتري سائح أجنبي .. أو كافر .. والتاجر تكاد الدمامل تخرج من جبهته من اثر السجود..وتقبح الإدبار وحين يختفي هاولاء الكفرة السياح من الشوارع تجد هذا التاجر المؤمن يشكو الأمة ويبث حزنه على انقطاع السياحة .. أو انقطاع النهب اليومي للناس .
يأتون من كل حدب وصوب ..قالوا أنها سياحة داخلية .. أو سياحة محمص الشعب والكاشو وكراتين الموز وعلب العصير راني .ومخالفات الخط الصحراوي .. الشوارع تغص بالعراة أو إنصاف العراة الذين جاءوا من كل الفيافي .. وقد اعتقدوا أنهم على شواطئ نيس فتعروا واسقطوا أسمالهم أرضا وبردت وجوههم رغم حر الصيف هنا ...
نساء تتمايل وأطفال يصرخون ورجال بملابسهم الداخلية يحملون العاب منفوخة ..
يبولون في مداخل العمارات وعلى جزر الشوارع .. من اجل ماذا .. من اجل حفنة من الفستق .. وقرن موز طويل ..
روث الحمير والخيل والإبل يغطى أرصفة المكان .وبين هذا وذاك سائح داخلي افترش الرصيف واسند ذراعه على وسادة أكل عليها الدهر وسكر .
ومندوب صحفي ما قال يوم ما أن تسعين إلف زاروا العقبة خلال العطلة... تسعون إلف والفنادق خاوية على عروشها .. محمود الحجاج ..قال أن هذا المندوب كان على رأس بلطجية أشاوس .. اعتدوا على مسيرة قامت من أمام الجامع الكبير .. وقصفوا المكان بالحجارة .. والأحذية ... وسبوا الذات اللاهية ..والصحفي يهتف .. ويهتف ... وعشرون أزعر يحملونه على الأكتاف .. هذا سعد زغلول العقبة .. ولد من رحم الحذاء .
لا تكاد تغمض عينيك قليلا في فترة القيلولة حتى تبدأ بكبات باعة الحلقوم والغاز وتجار الخردة تتوارد حيث شارعك الهادئ .. الباحثون عن الغسالات المشطوبة وقطع الأثاث المهترئة .. وباعة الخضروات الذابلة يكادون يكونون صفا متواصل من النكد الذي يؤجج براسك نار تلتهب تصل حد قصفهم بالراجمات ...
تكاد أن تنفجر حين ترى بعض التافهون القادمون سياحة داخلية أيضا ... الذين يحدقون بمراقبات السير في شارع الكورنيش .. هاولاء الساقطون ... يعتقدون أن كل شيء هنا مباح لقلة الأدب .. التي أصبحت بطولة .. يفتخر بها مخنثوا شوارعنا .
قلة الذوق في العقبة سمة لا تراوح الشوارع .. فمن كل ما سبق لا تستغرب أن تجد سيارتين من السيارات الخضراء تمشي والكتف بالكتف وقد أغلقت الشارع كل هذا من اجل تبادل الحديث .. لا عليك البعض أو الجميع يبني بيوت الفرح أو العزاء في منتصف الشارع ..وعلى عينك يا تاجر .. و يراود نومك بمكبرات الصوت .. والألعاب النارية ..الممنوعة بالطبع وبأصوات الكلاشنكوف تغرد في سماء المدينة .. ويحدثونك عن الأمن ..
الأمن يكون في كل ما هو امن .. من الإزعاج والتحرش .. وحتى من روائح محطة رفع المجاري بمنطقة كمنسكي ..
أصحاب الكروش والملايين في العقبة لهم ميزة فريدة تختلف عن بقية صنفهم في أي مكان ..فهم هنا ورغم هذه المليارات إما جهلة أميون ..وإما قذرين وسخين تكاد تشفق عليهم وتهبهم ما في جيبك ..احدهم وهو بلا شك صديق لمدير موقع الحجاج ورغم ملايينه الخمسة ..كان لا ينقطع عن البحث في براميل النفايات عن علب فارغة ..
هاولاء أصحاب السحت والربا ..واكل مال الحرام .. حين يموتون لا يسعك إلا أن تبصق على قبورهم .. وها ولاء أيضا لا يلام أبنائهم أن احرقوا ملايين المرحوم في أيام معدودات على البارات والسيارات .. ا لأنهم عاشوا محرومين في ظل المرحوم الفقيد ..
الفقيد إياه بالطبع وحين تقرأه أسمة في صفحة الوفيات بجريد العرب اليوم التي تنشر الوفيات مجانا .. لا تذهل أن قرأت عند اسم المرحوم انه قضى عمره في إعمال البر والتقوى .. والتقوى دائما اقوي..
مفوضية العقبة العتيدة .. ومشاريعها الترميمية الفاشلة .. بدء من ترقيم البيوت والشوارع وانتهاء بطلاء البيوت باللون الصحراوي مرورا بحواجز وقضبان تلف الشوارع ومداخل بعض البيوت ..
تساقطت اللوحات الجديدة للشوارع .. كأوراق التوت .. وبقيت اللوحات الزرقاء القديمة رغم عشرات السنوات تطل عليك ببهاء ونقاء أناس عملوا يوما بصدق .
والعقبة التي جل جبالها اقرب إلى السواد ورمالها صفراء فاقع لونها لا تسر الناظرين لم تكن بحاجة إلى اللون الأصفر الصحراوي لطلاء المنازل ..البعض ممن كان يرغب ببناء حجري ابيض .. قام بطلاء الحجر باللون الأصفر ..حتى حين ..
وحتى حين تعني حتى اخذ إذن الإشغال وانصراف جباة المفوضية ومن ثم يقوم بغسل اللون الأصفر وتنظيف الحجر..
هل تصدق ان رسوم تصديق عقد الايجار اصبحت خمسة وستون دينار .. بخلاف كلفة احضار مخطط موقع ومخطط اراضي .. واحضار المؤجر والمستأجر .. صدق اذن .. واعلم ان نفس المعاملة ..كانت تتم سابقا من بلدية العقبة بديناران لاغير ..وبلا أي كلف اخرى .. صدق اذن .. ان دخلك ارتفع ثلاثة الاف مرة في عهد حكومة مفوضية العقبة . والعقبة هي المدينة الوحيدة في الشرق الاوسط والغرب الادنى التى لا بلدية لها .. واستفرد القادمون الجدد بالمدينة .
لا تضحك أنت في المكسيك ..ومكسيكو سيتى واحدة من أقذر مدن العالم وأكثرها تلوثا .. وجريمة ..وأكثر ما بها من بشاعة هو اللون الأخضر لسيارات التاكسي ..
أنت على وشك أن تمر بتجربة فريدة .. تاكسي اخضر في العقبة .. واسيجة وقضبان حديدية خضراء ..وبيوت صفراء ..وحجارة أرصفة بلون الرمل .. وبين الرمل وبين الماء على رأي طوني حنا.. هنالك أربعة ألاف موظف في مفوضيتنا العتيدة .. النصف منهم ومثله .. بلا عمل .. إلا والتدخين على إدراج مبنى المفوضية .. المفوضية التي أرهقت كل من هو هنا .. وألهبت نار الأسعار .. وأحالت العقبة إلى مستودع للخردة .. أصبحت خارج الزمن ...