المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحيا۽ لا يٲتيۦ إلآ بـ خيڕ . . ۞


أنيسة
31-03-2011, 18:47
‎الحياء هو تغيير وانكسار يعتري وجه الإنسان، إذا وقع في ما يعاتب عليه أو يذم،
‎وهو خلق إسلامي حميد، يدعو صاحبه إلى ترك كل قبيح، حتى لا يعاب أو يلام على فعل ذلك،
‎وضد الحياء البذاءة والفحش في القول والعمل.



‎أهمية الحياء وفضله:

‎الحياء جزء من إيمان المسلم، وهو طريق الجنة، وفي الحديث: "الحياء من الإيمان" .



‎وفي الحديث أيضًا: "الحياء والإيمان قرناء جميعًا فإذا رُفع أحدهما رُفع الآخر"

‎أي: إذا ارتفع مستوى الإيمان ارتفع معه مستوى الحياء والعكس،
‎وقيل: إذا رُفع الإيمان بمعنى ضاع، ضاع معه الحياء.



‎والحياء يدعو إلى الخير ويصرف صاحبه عن الشر، وكذا الإيمان يفعل مع صاحبه،

‎وفي الحديث: (مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على رجل، وهو يعاتب أخاه في الحياء،
يقول: إنك لتستحي، حتى كأنه يقول: قد أضرَّ بك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"دعه، فإن الحياء من الإيمان".



*************


‎والحياء من شعب الإيمان التي حضَّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على التحلي بها،
وفي الحديث: "الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة. فأفضلها قول لا إله إلا الله،
وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان".





*************



‎والحياء طريق الخير في الدنيا والآخرة، وفي الحديث: "الحياء لا يأتي إلا بخير"،

‎فكل الآثار التي تترتب على خلق الحياء تكون دائمًا لصالح الذي يتخلق بهذا الخلق.




*************



‎والحياء عنوان الأخلاق الحميدة، وعنوان لرسالة الإسلام، وفي الحديث:
"إن لكل دين خلقًا وخلق الإسلام الحياء".



‎والحياء يحمل صاحبه على الاستقامة في الحياة، وفي الحديث:
"إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت".




*************



‎والحياء من أخلاق المروءة في الجاهلية والإسلام، فهذا أبو سفيان قبل أن يدخل في الإسلام
وطلب منه الشهادة على رسول الله فقال: "فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبًا لكذبت عنه".


‎الحياء من صفات الله والملائكة والأنبياء والصالحين والصالحات:

‎الحياء من صفات الله: "إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرًا"،

ومن صفات الملائكة أنها كانت تستحي من بعض الصحابة مثل عثمان بن عفان،
وفي الحديث: "قال ألا أستحيي ممن تستحي منه الملائكة".



*************



‎والحياء من صفة نبينا صلى الله عليه وسلم (كان أشد حياء من العذراء في خدرها)


‎كما كان من صفة نبي الله موسى "إن موسى كان رجلاً حييًا، وذلك قوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (69)﴾ (الأحزاب)(12)،
وفي الحديث أيضًا: "أربع من سنن المرسلين: الحياء والتعطر والسواك والنكاح".


‎والحياء من صفة الصالحين مثل عثمان بن عفان "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في أمر الله عمر،
وأصدقهم حياء عثمان بن عفان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت،
وأقرؤهم أبي بن كعب، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح".



‎والحياء من صفات الصالحات: إن أفضل صفة يجب أن تتحلى بها المرأة المسلمة هي خلق الحياء، وهذا ما حكاه
القرآن الكريم في وصف بنت الرجل الصالح التي عادت لموسى لتدعوه لمقابلة أبيها قال تعالى:
﴿فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ
قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25)﴾ (القصص).



‎فالفتاة كانت في قمة حيائها كما أنها اختصرت الحديث في كلمات معدودة دون أن تسترسل في الحديث
مع رجل غريب عنها، فيا ليتنا نحافظ على هذا الخلق ونتمسك به؛ لأنه عنوان لرسالة الإسلام.


‎فالحياء خلق يدل على حسن الأدب، وسلامة الفطرة، وصدق التدين، فالحياء ينبغي أن يكون ملازمًا للمؤمن
والمؤمنة، مثل ملازمة الظل لصاحبه.


*************


‎أنواع الحياء:

‎1- الحياء الفطري الغريزي الجبلي، الذي خلق الله كل إنسان عليه، فهذا يجب المحافظة عليه.



‎2- الحياء الإيماني وهذا مكتسب؛ حيث يمنع صاحبه من التقصير فيما يسند إليه من أعمال حتى لا يذم ولا يعاتب،
(كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كره شيئًا عَرِفَهُ الصحابة في وجهه).


‎وكان إذا بلغه عن أحد من الصحابة شيئًا يكرهه وأراد أن يقومه ويصوِّبه يقول "ما بال فلان فعل كذا وكذا" دون ذكر الاسم،
وفي الحديث: (صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا ترخص فيه وتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه
وسلم، فحمد الله ثم قال: "ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه، فوالله إني أعلمهم بالله وأشدهم له خشية".


*************


حق الحياء:


‎الحياء له حقوق كثيرة، منها ما جاء في الحديث: "استحيوا من الله حق الحياء، قالوا: إنا نستحيي يا نبي الله والحمد لله،
قال: ليس كذلك، ولكن من استحيى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى، وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر
الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، ومن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء".


‎وحفظ الرأس يعني حفظ الأعضاء مثل: العقل والسمع والبصر واللسان:
﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً ﴾ (الإسراء: من الآية 36).


‎وحفظ البطن وما حوى يعني حفظه من الطعام والشراب والمال الحرام:
﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51)﴾ (المؤمنون).


‎وحفظ الفرج يعني يُبْعِد نفسه عن أبواب الحرام في قضاء الغريزة، قال تعالى:
﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6)﴾ (المؤمنون).


‎حفظ العورات إلا من الزوجة، وفي الحديث: "قلت يا نبي الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال احفظ عورتك إلا من
زوجتك أو ما ملكت يمينك، قلت يا رسول الله إذا كان القوم بعضهم في بعض، قال إن استطعت أن لا يراها أحد
فلا يراها، قال قلت يا نبي الله إذا كان أحدنا خاليًا قال: فالله أحق أن يستحيي منه الناس".



*************


‎أمور ليست من الحياء:

‎1- السكوت عن قول الحق، أو الجهر به، أو كتمانه، أو السكوت عن الباطل، أو عدم تغيير المنكر، أو الأمر
بالمعروف، فحينئذٍ هذا لا يسمى حياءً، وإنما يسمى ضعفًا وجبنًا، وفي القرآن الكريم:
﴿وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ﴾ (الأحزاب: من الآية 53).



‎2- الامتناع عن السؤال في أمور الدين التي يجهلها الإنسان، أو تكون ذات حساسية في السؤال والجواب،
فالعلم يضيع بين الكبر والحياء، وفي الحديث: (قالت عائشة نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن
يتفقهن في الدين).



‎أبو موسى الأشعري قال للسيدة عائشة: إني أريد أن أسألك عن شيء وأنا أستحييك، فقالت: لا تستحي أن تسألني
عن شيء كنت سائلاً عنه أمك التي ولدتك، إنما أنا أمك، قال: فقلت: ما يوجب الغسل؟ قالت: على الخبير سقطت،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جلس بين شعبها الأربع ومس الختان الختان وجب الغسل".


‎وجاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحي من الحق، فهل على
المرأة غسل إذا احتلمت؟ فقال: "نعم، إذا رأت الماء".


‎وإذا كان الإنسان عنده حياء من السؤال لعذر ما فليكلف من يسأل نيابة عنه، كما فعل الإمام علي رضي الله عنه:
(قال علي: كنت رجلاً مذاء، فاستحييت أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمرت المقداد بن الأسود
فسأله، فقال: "فيه الوضوء".


*************


‎كلمات مأثورة عن الحياء:


‎من الحكم المشهورة: من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه.

‎قال الشاعر: حياؤك فاحفظه عليك وإنما يدل على فعل الكريم حياؤه

‎قال يحيى بن معاذ: (من استحى من الله مطيعًا، استحى الله منه وهو مذنب).

‎قال الفضيل بن عياض: (أدركت أقوامًا يستحيون من الله سواد الليل، من طول الهجيعة أي: النوم).

‎قال أبو حاتم: (إن المرء إذا اشتد حياؤه، صان عرضه، ودفن مساؤه، ونشر محاسنه).

‎قال عمر بن الخطاب: (من قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه).



‎اللهم حبب إلينا خلق الحياء، واجعلنا من المتخلقين به في كلِّ أمور حياتنا.


‎بقلم: د. أحمد عبد الهادي شاهين


م/ن للأمانة

شذى الورد
01-04-2011, 00:06
جزاكي الله الجنه ويعطيكي الف عايفه يا رب

أنيسة
01-04-2011, 13:14
يعيشك أختي التحفونة شذى الورد مشكورة برشااا على مرورك الجميل
بارك الله فيك جزاك الله الجنة على حسن أخلاقك و طيب أصلك

شذى الورد
01-04-2011, 16:57
تسلمي هذا كلو من زوئك

أنيسة
01-04-2011, 18:34
تسلمي أختي الطيوبة شذى الورد